27 ديسمبر، 2024 5:22 م

فيلم Deep Water.. الزوج ضحية لعشقه والزوجة ضحية لملل الزواج

فيلم Deep Water.. الزوج ضحية لعشقه والزوجة ضحية لملل الزواج

 

خاص: كتبت – سماح عادل

فيلم أمريكي اجتماعي يعتمد على فكرة الغموض والتشويق، ويتناول علاقة زوجية غير ناجحة تعاني من اهتزازات واضطرابات، وعلى زوج يعاني من ميل زوجته إلى مصاحبة عشاق كثيرون كسرا لحالة الملل والفتور التي تسود بينهما.

الحكاية..

يبدأ الفيلم بالبطل “فيك” الذي يعود إلى منزله ويخلع حذائه، ويجد زوجته “ميليندا” تنظر له في هدوء، نظرة لا تعكس تلهفا أو اشتياقا ولا حتى غضب، وإنما نظرة تأمل تعكس حزنا وحيرة. ويسألها “ماذا؟” فتقول له: “لا شيء” وتصعد إلى غرفتها، ثم يدخل هو إلى غرفته في هدوء وهي غرفة أخرى في مواجهة غرفتها.

ثم تتوالي المشاهد فنشعر أن “ميليندا” غير مرتاحة، تتحرك كثيرا وتنزعج من الضوضاء التي تحدثها طفلتها الصغيرة وتصرخ فيها، ثم تنادي على زوجها ليختار لها فستانا مناسبا، وتخاطبه بلهجة آمرة، في حين أنه يتعامل بهدوء شديد معها، ويستجيب لكل أوامرها.  يقول لها رأيه في الفستان وتطلب منه أن يجلب لها الحذاء فيجلبه لها، ويجلس على الأرض ليضعه في قدميها وهو يتحسس مؤخرة ساقها.

مراقبة..

ثم وفي الحفلة في منزل صديقين لهما تذهب “ميليندا” بشغف لتسلم على أحد الشبان، وتذهب معه إلى الحديقة حيث الغناء والصخب، وتقبله بشغف، وحين ترى زوجها وهو ينظر عليها بنفس هدوءه تواصل تقبيل الشاب، ثم تدخل وتسأله لما لا يرقص واصفه إياه بالممل. في ذلك الوقت تحدثه صديقته التي تستضيف الحفلة عن علاقة زوجته بالشاب، وأنهما لابد يمارسان الحب سوية لكن الزوج يقول أن ذلك لا يحدث.

ثم يذهب الشاب للحديث مع الزوج شاكرا له لطفه في المعاملة والضيافة هو وزوجته، وأيضا طريقته في التعامل مع صديق زوجته، وأن هذا أمر نادر لأن معظم الأزواج لا يقبلون. فيرد عليه الزوج بأنه لا يقبل وأن صديق زوجته الأخير والذي يعرف الجميع أنه مختفي هو الذي قتله، ويتكلم ببرود شديد فيخاف الشاب ويرحل من الحفلة.

إشاعة قتل..

ويشاع في البلدة الصغيرة التي يعيش فيها الزوجان أنه هو من قتل صديق زوجته، ويحدثه أصدقاءه عن تصرفات زوجته وينصحونه بأن يحكم تصرفاتها، لأنهم يستاءون من تباهيها بعلاقاتها الجنسية على زوجها، ودوما ما يرد على تلك الأقاويل بهدوء وعدم اهتمام، وينفي وجود علاقات جنسية لزوجته وإنما هي علاقات صداقات عادية.

تطلب “ميليندا” من زوجها الاعتذار لصديقها الشاب، وتدعوه إلى العشاء وتعامل زوجها بطريقة سيئة، وهو أيضا يقول لها كلاما سخيفا ثم تتركه مع الصديق ليعتذر له، فيكرر الزوج كلامه مؤكدا قتله لصديق زوجته السابق. ويتم العثور على جثة الصديق ويتبين أنه مقتول بالرصاص في حين أن الزوج أخبر الشاب أنه قتله بالمطرقة.

أب حنون..

في المقابل نجد الزوج أب حنون يهتم بابنته ويراعيها، في حين أن زوجته لا تفعل شيء سوى التعرف على أصدقاء جدد وممارسة الجنس معهم بلهفة وشغف، ولا تهتم كثيرا بابنتها إلا في بعض المواقف القليلة،  فبعد رحيل الشاب يفاجئ الزوج بأنها تعرفت على شاب آخر عازف للبيانو، وأنها تعطيه نقودا ويذهب ليرى الشاب وهو يعزف في أحد المطاعم.

ثم تحضره الزوجة إلى المنزل ويراه الزوج وهو في السيارة مع ابنته، وحين يعود يرى الورد الذي رآه في يد الشاب، فيرميه الزوج في القمامة.

الاستمرار..

وتعود الزوجة مخمورة في أحد الأيام، بعد أن تبيت ليلتها مع الشاب ويسألها الزوج عن ليلتها فتجيبه في تحدي، وتقول له أنها مارست الجنس مع الشاب، وإذا أراد أن يعرف التفاصيل ممكن أن تحكي له، وتلومه على أنه لا يشعرها بالشغف وأنه هو من اختار الحياة الزوجية وتكوين عائلة لا هي.

ثم تدعو العازف إلى حفلة لدى أصدقائها بحضور الزوج، وتتقرب منه كما تفعل عادة، ثم يخرج الجميع من حمام السباحة بسبب الأمطار ويبقى الزوج وحده والعشيق العازف، ثم ينضم الزوج للجميع محاولا أخذ كعكة ساخنة، لتكتشف الزوجة موت العشيق غرقا، وتطلب من زوجها وهي في حالة هستريا أن تنقذه.

اتهام..

وحين تأتي الشرطة تتهم زوجها بقتله، وكذلك يشك فيه أحد الجيران الذي التحق مؤخرا للعيش في تلك البلدة الصغيرة، لكن الشرطة لا توجه اتهاما للزوج، ونراه وهو يركب دراجته في غابة قريبة من منزله ويتذكر في ذهنه مشهد خنقه للعشيق، ومشهد مضاجعته لزوجته التي يتخيلها.

تتفق الزوجة مع الجار على تأجير محقق خاص، ويكتشف الزوج ذلك ويعلن غضبه على الجار طالبا منه الابتعاد عنه. وتظل الزوجة غاضبه منه.

وتتعرف على صديق آخر يتبين أنه أول أمريكي تعرفت عليه حين أتت إلى أمريكا، لأنها من بلدة أوربية ما، وتستضيفه في منزلها وتمارس معه الحب، ويراها زوجها وهي خارجة من غرفتها بعد أن مارست معه الحب.

ويظل ينظر نظراته الهادئة التي تحمل الحقد والغضب الدفين، عندما يراها تلاطف رجلا آخر. لكنه يسمعها وهي تتفق على السفر مع حبيبها الجديد إلى البرازيل، فيستدرجه إلى الغابة ويقتله ويرميه في البحيرة.

كشف..

وتستعد الزوجة في اليوم التالي للتنزه في الغابة بصحبة ابنتها، فيذهب الزوج معهم ونجد الزوجة وقد غيرت موقفها من الزوج وأصبحت أكثر وداعة، معترفة أنه الرجل الوحيد الذي لم يتركها، لأنها ظنت أن صديقها الأخير “توني” قد تركها وامتنع عن مهاتفتها، ويلاحظ الزوج أن جثة الصديق قد طفت على وجه المياه، فيسرع بالرحيل مع زوجته وابنته. وتقول له في طريق العودة أنها نست وشاحها في الغابة فيخبرها أنه سيحضره في اليوم التالي.

ويذهب بالفعل صباحا لإحضاره، في حين تدخل هي إلى مكانه المفضل في الحديقة الذي يربي فيها حلزونات، وتفتش في أغراضه لتجد محفظة صديقها، وتعرف أنه قتله، وتتصل بالجار ليذهب إلى الغابة ويبحث عن وشاحها. ويقابل الجار الزوج الذي كان يحاول دفع الجثة إلى قاع البحيرة، ويحاول الزوج التعامل بهدوء لكن الجار يصر على الحديث، ليكشتف الجثة ويجري مسرعا.

ويركب سيارته ويلاحقه الزوج بالدراجة، ثم يصطدم الجار بسيارته مع الزوج، وتقع السيارة من أعلى جرف ويموت الجار. وفي نفس الوقت تجهز الزوجة حقيبتها لكي ترحل هي وابنتها، لكن ابنتها تدفع بالحقيبة إلى حمام السباحة، وتقول لها أنها لا تريد أن ترحل من منزلها، فتستلم الزوجة، وتحرق أوراق الصديق المقتول. وعندما يعود الزوج يجدها تنظر له مثل أول مشهد في الفيلم. تنظر له بنفس النظرة وتتركه وتصعد إلى غرفتها، كدليل على استمرارها في حياتها الزوجية معه.

سيناريو ضعيف..

الإخراج متوسط، وكان إيقاع الفيلم هادئا، وأداء الممثلين جيد لكن إيقاع الفيلم اتسم بالبطء والهدوء الشديد بما لا يتناسب مع موضوع القصة المطروحة، كما كان السيناريو غير كافيا في عرض القصة، حيث يتبين أن السيناريو مأخوذ عن رواية قديمة صدرت في الخمسينات، ثم تم تمثيلها في فيلمين سابقين. وكانت نهاية الرواية مختلفة حيث تكتشف جرائم الزوج ويذهب الجار لإبلاغ الشرطة، ويقتل زوجته في النهاية خنقا.

لا نعلم السبب وراء تفضيل كاتب السيناريو والمخرج لإجراء تغيير في نهاية القصة، وجعلها تبدو وكأن الزوجة استسلمت وقررت الاستمرار مع زوجها رغم معرفتها بقتله لأحبائها. وما سر تفضيلهما ألا ينال الزوج عقابه على قتله لعشاق زوجته.

حتى أنهم قدموا البطل بطريقة تجعل المشاهدين يتعاطفون معه ومع قتله لهؤلاء الرجال، ويتمنون ألا يبلغ الجار الشرطة عنه، لأن الفيلم قدمه أبا حنونا وزوج يحب زوجته بشغف شديد، حتى أنه ينتظر أية لمسة منها وأية مبادرة بمحبة وود وتسامح، وكأنها لم تخنه ولم تذله بممارستها أمام الجميع. وحين نرى المشاهد بينهما نشعر بمدى عشق الزوج لامرأته التي يتمنى منها أية مبادرة للود.

لكن مع ذلك لم يهتم الفيلم بعرض تفاصيل العلاقة بين الزوجين وما هي الأسباب التي أوصلتهما إلى هذه الحالة من الجفاء، على الأقل بالنسبة للزوجة التي تشعر بالسخط دوما، وبالملل من زوجها وتبحث عن الشغف واللهفة في رجال آخرين. في حين أن الزوج يبدو راضيا بعلاقته بزوجته ويبدو عليه أنه مكتفي بها ولا يريد امرأة أخرى، حتى عندما راقص زوجة جاره، في حين أنه لا يرقص أبدا، كان ذلك لأجل أن يشعل نار الغيرة في قلب زوجته، التي شعرت بالفعل بالغيرة وأخذت تداعبه ومارست معه الحب بلهفة شديدة وشغف.

لذا كان على المشاهدين استنتاج ما حدث بين الزوجين، ربما هو الملل والرتابة التي تصيب أية علاقة زوجية نتيجة للمعايشة اليومية بين الزوجين، ونتيجة للمسؤوليات التي تقع على عاتق الزوجين ورعاية الأطفال. وربما لأن الزوجة نفسها من النوع الذي لا يحب التقيد بالقيود الاجتماعية، ويظهر ذلك في حديثها حينما قالت أنها لم تختار أن يكون لها عائلة، وكذلك من سلوكها وتصرفاتها مع ابنتها والمنزل.

وربما لأن الزوج يشعرها أنها أقل ذكاء منه وأنه أكثر ذكاء وعقل وحكمة، خاصة أنه عالم اخترع شريحة إلكترونية للطائرات بدون طيار، فهي تشعر دوما بالدونية تجاهه وتبحث عن رجال يقدرونها كامرأة ويرونها هدية بالنسبة لهم.

وأرى أن قراءة الرواية أفضل لمعرفة نوع العلاقة بين الزوجين لأن السيناريو لم يقدم تفسيرا أو عرضا لتاريخ العلاقة الزوجية. وأظهر تعاطفا مع الزوج وحتى مع الزوجة، مؤكدا على أنهما الاثنان ضحية وليس فيهم شخص شرير. لذا ربما مال المخرج وكاتب السيناريو أن يظل الزوجان مع بعضهما البعض وينتهي الفيلم على ذلك.

الفيلم..

هو فيلم إثارة نفسية مثيرة صدر في مارس عام 2022. من إخراج “أدريان لين”،  سيناريو “زاك هيلم وسام ليفنسون”، استنادًا إلى رواية التي تحمل الاسم نفسه ل”باتريشيا هايسميث” وصدرت 1957. الفيلم من بطولة “بن أفليك وآنا دي أرماس، مع تريسي ليتس، ليل ريل هوري، داش ميهوك، فين ويتروك، كريستين كونولي وجاكوب إلوردي”.

يمثل  الفيلم عودة المخرج إلى صناعة الأفلام بعد غياب دام 20 عامًا منذ آخر فيلم له “غير مخلص” (2002). وهو أول فيلم إيروتيكي لشركة ديزني منذ 28 عامًا منذ Color of Night وهو أيضًا أول فيلم شهواني لـ Hasbro بعد الاستحواذ على Entertainment One . في 30 ديسمبر 2019.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة