خاص: كتبت- سماح عادل
فيلم dadido فيلم درامي أمريكي، يدور في سيارة أجرة، حيث تركبها فتاة شابة عائدة من المطار، ثم يدور حوار بينها وبين السائق الذي يبدو أنه في عمر أبيها، ولديه خبرة بالحياة.
الحكاية..
تستقل شابة سيارة أجرة للعودة إلى شقتها في “مانهاتن”، بعد هبوطها في مطار “جون كينيدي” الدولي، تجلس في هدوء، وتتفقد هاتفها، ثم تتركه جانبا، وهنا يبدأ سائق التاكسي، الذي يعرفها بنفسه “كلارك”، بالتحدث إليها حيث يلقي نكات حول البقشيش الذي أصبح محروما منه بسبب التطور التكنولوجي الذي يسمح للزبون بالدفع عبر الهاتف، وتعتبر تلك البداية بمثابة تحطيم للجليد بينه وبين زبونته، ثم بين حين وآخر يتحدث معها وهي تتجاوب بأدب مع ما يقول. ثم ينتقل إلي توصيفه لها، من خلال بضع تفاصيل صغيرة، مثل تحديدها للعنوان تفصيليا الذي يجب أن يوصلها إليه، ومثل ثباتها.
لفت انتباه..
مع الوقت يلفت “كلارك” انتباه الشابة “جيرلي” ويجرها إلي التحدث عن نفسها، كل منهما يكشف تفاصيل عن نفسه، يساعدهما في ذلك توقف السيارة بسبب حادث في الطريق، يحكي “كلارك” عن حياته، عن زوجته التي أحبها من أول نظرة ثم تزوج منها وكان سعيدا وراضيا لسنين، ثم تحولها بعد الزواج والإنجاب وامتلاء جسدها والذي جعله يفكر في أخري لكي يعيش معها علاقة حميمية وفقط، وقد كان “كلارك” يحكي ل “جيرلي” ذلك لكي يحثها علي الحديث عن الرجل الذي ظن أنها تتحدث معه علي الهاتف. ويخبرها أنه بما أنه متزوج فهو غير جاد في علاقتها معه، وأنه يبحث فقط عن الحميمية، التي بالتأكيد افتقدها مع تعوده علي زوجته، ومع التغييرات التي تحدث للمرأة بعد الزواج والإنجاب، مع سعي الرجال إلي الحفاظ علي البيت والأسرة، كواجهة اجتماعية، في حين انه يبحث عن اللذة والحميمية مع امرأة أخري لا ينتوي أن يقيم معها علاقة حب جادة.
شات..
وبالفعل يقدم الفيلم شات ما بين “جيرلي” ورجل مجهول، يطلب منها أن تكشف عن جزء حميمي من جسدها، رغم أنها قالت له أنها في السيارة الأجرة في طريقها إلي المنزل لكنه يلح كثيرا عليها، ويطلب منها أن ترسله صورة لجسدها وهو عاري كما يرسل إليها أيضا صورة له. وبعد أن يحكي “كلارك” لها عن حياته ترتاح له “جيرلي” وتحكي له عن الرجل الذي تعرفه وهو رجل يكبرها في العمر، متزوج، ولديه طفلين، وأنها هي من اقتربت منه بعد أن أعطاها بطاقته التعريفية في احدي مقالات العمل.
تقييد..
وباستمرار الحديث تحكي “جيرلي” عن رحلتها التي جاءت منها لنكتشف أنها زارت أختها الأكبر، التي كانت تعيش معها قبل أن تستقل وتصبح ناجحة مهنيا، وأن أختها تلك هي التي ربتها، فقد أخذتها معها بعد أن تركت منزل والدها وذهبت لتعيش في منزل حبيبها، وتولت رعاية “جيرلي” منذ أن كانت في عمر السادسة، وأن أختها الكبرى تلك اعتادت علي تقييدها ووضعها في حوض الاستحمام دون مياه لكي تجعلها تختبر قوتها في فك قيودها.
تعلق مرضي..
كانت “جيرلي” تحكي ذلك في البداية علي سبيل المرح، ثم مع استمرار الحديث مع “كلارك” كشفت عن عقد حياتها بشكل أعمق، تعلق مرضي بالأب، ذلك الأب الذي لم يكن مهتما في يوم من الأيام ب”جيرلي” حتى أنه لم يلمسها أبدا، لم يعانقها أو يقبلها أو يهدهدها أو يربت علي كتفها، ورغم ذلك تتذكر جيدا أنها حين رحلت في وركبت السيارة أمام منزل والدها، بعد أن أخذتها أختها الأكبر تتذكر أن والدها كان قد صافحها بيده وقت الرحيل.
لنكتشف نحن المشاهدون أن “جيرلي” انجذبت لذلك الرجل المتزوج والذي لديه أطفال والذي حرصت علي عدم ذكر اسمه لأنه يذكرها بأبيها، ولانه يشبع لديها ذلك الحرمان الذي عانته في طفولتها من إهمال وتجاهل أبيها ومن ثم غيابه الكامل. حتى تجاوبها مع “كلارك” الذي بعمر أبيها يصب في تلك العقدة النفسية.
إجهاض..
ثم يحكي “كلارك” هو أيضا عن نفسه لتكشف له “جيرلي” سرا آخر أشد وطأة وهو أنها أجهضت طفلها مؤخرا، حينما ذهبت إلي أختها في مكانها البعيد، وأن ذلك الإجهاض قد حدث خارجا عن إرادتها، لكنها مع ذلك ارتاحت لحدوثه وارتاحت للتخلص من الطفل وأثاره الباقية داخل جسدها، ثم نرى نظرة التعاطف في عيني “كلارك” والإحساس بالشفقة علي”جيرلي” التي كانت تحكي ببعض الثبات النفسي.
تكشف “جيرلي” وتبوح ل”كلارك” لأنها ارتاحت لطريقته في الحديث ووده ولطفه ثم تودعه وترحل إلي شقتها وينتهي الفيلم علي ذلك.
فكرة الفيلم مميزة لأنه عبارة عن مقابلة طويلة بين غريبين يبوح كل منهما للآخر، وإن كانت الشابة هي التي باحت أكثر بأسرارها وعقدها ومشاعرها، كما عرفنا من خلال البوح عقدتها نحو أبيها حيث أنها عانت من الحرمان من الأب مما أثر علي طريقتها في اختيار الشريك فيما بعد، وطريقتها في التعامل معه بإذعان وطاعة واستسلام.
الفيلم..
هو فيلم درامي أمريكي صدر عام 2023، من إنتاج وكتابة وإخراج “كريستي هول”. بطولة “داكوتا جونسون” التي أنتجت الفيلم أيضا، و “شون بن”.
بعد عرضه لأول مرة في مهرجان “تيلورايد” السينمائي الخمسين في 1 سبتمبر 2023، عرض في دور عرض مختارة في الولايات المتحدة وكندا بواسطة شركة سوني بيكتشرز كلاسيكس في 28 يونيو 2024.
الإنتاج..
صُمم الفيلم في الأصل كمسرحية في مدينة نيويورك. في أكتوبر 2017، أُعلن أن “ديزي ريدلي” ستؤدي دور البطولة، بناء على نص معد مسبقا من قبل “كريستي هول”. في ديسمبر من ذلك العام، أُدرج النص في “القائمة السوداء” لأكثر النصوص غير المنتجة شهرة في هوليوود. في يونيو 2021، أُعلن أن “جونسون” قد حلّت محل “ريدلي”، وأن “بن” قد اختير أيضا للمشاركة في الفيلم. كان “جونسون” هو من اقترح على “بن” في البداية، وأرسل له النص شخصيا.
تم التصوير الرئيسي في مدينة نيويورك، وفي جيرسي سيتي، نيو جيرسي، في ديسمبر 2022. تم تصويره في 16 يوما. دخل الفيلم مرحلة ما بعد الإنتاج في يناير 2023.
تم تصوير جميع المشاهد التي تدور داخل الكابينة في أستوديو صوتي باستخدام إنتاج افتراضي في الموقع، يتكون من شاشات فيديو LED كبيرة يتم عرض البيئات الرقمية عليها. أدى الممثلون أدوارهم أمام الشاشات في الوقت الفعلي.
عرض فيلم Daddio لأول مرة في مهرجان تيلورايد السينمائي الخمسين في 1 سبتمبر 2023. كما عرض في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي لعام 2023 في 10 سبتمبر 2023، كجزء من برنامج العرض الخاص. في وقت لاحق من ذلك الشهر، حصلت شركة Sony Pictures Classics على حقوق توزيع الفيلم في أمريكا الشمالية واللاتينية بالإضافة إلى بعض المناطق الأوروبية والآسيوية، وحددت موعد عرضه في دور العرض في وقت ما من عام 2024. عرض الفيلم في الولايات المتحدة وكندا في 28 يونيو 2024.
عرض فيلم Daddio في ألمانيا في 27 يونيو، وفي الأرجنتين في 28 يونيو 2024. وكان من المقرر عرضه في روسيا ورابطة الدول المستقلة في 11 يوليو 2024.
حقق الفيلم في الولايات المتحدة وكندا 424,091 دولارا أمريكيا من 628 دار عرض في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية.
النقد..
على موقع تجميع المراجعات Rotten Tomatoes، كانت 77% من 100 مراجعة نقدية إيجابية، بمتوسط تقييم 6.9/10. جاء إجماع الموقع على النحو التالي: “فيلم تأملي على عجلات، يبدو Daddio فيلما واسعا بفضل التناغم المقنع بين داكوتا جونسون وشون بن.” أما ميتاكريتيك، الذي يستخدم متوسطًا مرجحا، فقد منح الفيلم درجة 62 من 100، بناء على 25 ناقدا، مما يشير إلى مراجعات “إيجابية بشكل عام”.
أعطى بيتر دي بروج من فارايتي الفيلم مراجعة إيجابية وكتب: “كل جانب من جوانب داديو مصمم لإثارة النقاش. لكنه أعذب وأكثر إرضاء مما قد تتوقع…”. كما أعطى ستيفن فاربر من هوليوود ريبورتر الفيلم مراجعة إيجابية، واصفا إياه بأنه “فيلم روائي طويل منفذ بمهارة”.. كما أعطى تود مكارثي من ديدلاين هوليوود الفيلم مراجعة إيجابية وكتب: “شون بن في أفضل حالاته هنا في أداء جذاب للغاية كرجل من الطبقة العاملة ذي آراء لا حصر لها وطرق لجذب ركابه، بينما أثبتت داكوتا جونسون جدارتها كراكبة لعبة مستعدة بشكل متزايد لمشاركة مشاكلها مع الطبيب النفسي الهاوي خلف عجلة القيادة”.