خاص: إعداد- سماح عادل
فيلم Combien tu m’aimes فيلم فرنسي رومانسي يعتمد علي فكرة ربما تكون غير جديدة، وهي أن يحب الرجل امرأة ويجذبه إليها بالحيلة، لكن طريقة المعالجة هي التي جعلت الفيلم مميز وأقرب إلي الفانتازيا.
القصة..
يذهب “فرانسوا”، الذي يشعر بالملل من حياته الوحيدة في باريس ووظيفته المكتبية المملة، إلى أحد الحانات ويلتقي ب”دانييلا”، وهي بائعة هوي إيطالية جميلة. يخبرها أنه فاز بملايين الدولارات في اليانصيب، ويقول لها إنه سيدفع لها 100 ألف يورو شهريا لتعيش معه حتى ينفد ماله. توافق وتذهب معه إلي بيتها أولا لتجمع أشياءها، فيصاب بخفقان في القلب، تستدعي الطبيب له فيقول للطبيب أن قلبه يدق سريعا لأنه لا يحتمل فكرة أن تعيش معه “دانييلا” الجميلة.
تذهب “دانييلا” مع “فرانسوا” إلي منزله، وتبدأ في إغوائه ويشعر هو باللهفة تندفع في شرايينه، وحين يقترب منها في تهور تدفعه بعيدا وتطلب منه أن يقترب منها بهدوء، وبالفعل يقبلان بعضهما البعض وحينها تتغير ملامح “دانييلا” من ملامح بائعة الهوي التي تغوي رجلا ما إلي فتاة مندهشة من قبلة رجل رقيق، ويبدو التأثر علي ملامحها. ثم يمارسان معا العلاقة الحميمة.
قرب..
في اليوم التالي يذهب “فرانسوا” إلي عمله، ثم يأتي إليه “أندريه”، صديقه وطبيبه، الذي يحذرهم من أن قلبه الضعيف لن يتحمل حياة جنسية نشطة. لا يهتم “فرانسوا” بتحذيرات الطبيب، ويذهب في نزهة مع “دانييلا” علي البحر ويقضيان يوما جميلا مليء بالرومانسية والحب والممارسات الحميمة، وحين يتقابلان مع الطبيب مرة أخري حينما يأتي إلي منزل “فرانسوا” يخبرونه أنهما يقضيان أيامهما بشكل جيد ويخبره “فرانسوا” أن قلبه أصبح يطاوعه ولا يتخلي عنه أو يتألم.
ثم يخبرهما “اندريه” عن حبيبته التي تعيش معه، والتي كانت مريضة سرطان ثم أحبها وعاش معها، وكيف أنه يحبها جدا، ثم بعد تناول وجبة في مطعم، تصاب دانييلا بالتسمم الغذائي، ويستدعي “فرانسوا” “اندريه” لنكتشف أنه لا يعيش مع صديقته وإنما يعيش علي ذكراها لأنها ماتت وهو يحدثها في منزله كما لو كانت موجودة. ويصاب “أندريه”، بسكتة دماغية ويموت عند رؤية جسد “دانييلا” العاري المثير.
رحيل..
في أحد الأيام، يلاحظ أصدقاء “فرانسوا” في العمل أنه متغير وأنه يبدو علي ملامحه التألق والارتياح فيسألونه عن السبب ويعرفون أنه ربما ارتبط بحبيبة جديدة، يحاول “فرانسوا” مراوغتهم لكنهم يصرون علي اصطحابه إلي المنزل لرؤية حبيبته الجديدة التي غيرت من شكله وطريقة أداءه . يهاتفها “فرانسوا” لكنه يجد رسالة مسجلة. يعود “فرانسوا” إلى المنزل بصحبة أصدقاء العمل ويجد “دانييلا” قد رحلت.
في البار ليلا يذهب إليها، حيث يلتقيا، تتجاهله “دانييلا” يعرف أنها استأنفت عملها القديم في مقهى مخصص لبائعات الهوى. حين تعلم صاحبة المقهى أنه ربح اليانصيب تتمسك به وتعرفه علي بائعة هوي شابه جميلة تدعى “موغيت”، تشعر “دانييلا” بالغيرة حين تري “فرانسوا” يرحل مع الشابة الجديدة، وتنادي عليه وحين يعود “فرانسوا” تعترف أنها كانت لديها رجل آخر طوال الوقت، رجل عصابات يدعى “تشارلي” وأنه استعادها مرة أخري. لكنها في النهاية لا تستطيع مقاومة العودة مع “فرانسوا” إلي منزله، ويذهب معها مرة أخري إلي منزلها لتجميع أشياءها، ليجد الرجل الذي ترتبط به “دانييلا”.
مفاوضة..
ثم يذهب إليهما “تشارلي” لمنزل “فرانسوا”، يعرض “تشارلي” بيع “دانييلا” له مقابل أربعة ملايين يورو. بعد مفاوضات طويلة، يرفض “فرانسوا”. وتظل “دانييلا” تشعر بالحيرة ما بين الرجلين لكنها في النهاية تنصاع إلي فكرة العودة مع “تشارلي” لأنه رجل عصابات وقوي وشرير. في منزل “تشارلي” تشعر “دانييلا” بفتور أثناء عمل علاقة حميمة مع “تشارلي”، ويشعر هو بتغيرها الشديد وكيف أنها أصبحت لا تستجيب لمداعباته، ويفهم أنها غير سعيدة بحياتها معه، ويقرر “تشارلي” السماح لها بالرحيل بعد أن تصارحه أنها تغيرت بعد أن تعاملت مع “فرانسوا” لأنه يعاملها باحترام ويقدرها ويحبها بطريقة تعجبها.
عودة..
تعود “دانييلا” إلى شقة “فرانسوا”، لتجده في السرير مع جارته الجذابة من شمال إفريقيا. تنتظر “دانييلا” “فرانسوا” حتى ينتهي من إشباع جارته، ثم ترحل الجارة معتذرة من “دانييلا”، وتشعر “دانييلا” بغيرة شديدة وتقترب من “فرانسوا” وتقول له أنها ملك لها هي وفقط، ويمارسان العلاقة الحميمة معها بشغف ولهفة وشوق..
حفل..
لم ير “فرانسوا” “تشارلي” لفترة طويلة، ثم يظهر أصدقاء “فرانسوا” من مكتبه ويبدأ حفل مجنون. تختفي “دانييلا”، ذات الروح الحرة دائما، لفترة مع رجل وسيم. أثناء رقص الجميع بصخب يظهر “تشارلي” ومعه مسدس، باحثًا عن “دانييلا”، ويقع في غرام جار “فرانسوا”. يعترف “فرانسوا” بأنه لم يفز باليانصيب قط ولم يكن بإمكانه دفع المال ل”دانييلا”. وينتهي الفيلم بظهور الاثنين معا مرة أخرى. وهما يعيشان معا في بيت “فرانسوا”.
الفيلم يعتمد علي فكرة الفانتازيا في تناول قصة الحب ما بين “دانييلا وفرانسوا”، لكنه مع ذلك تناول رقيق ولطيف، حيث يرصد تطور المشاعر ما بين “دانييلا وفرانسوا”، وتركها ل”تشارلي” الذي كانت راضية بالعيش معه من قبل، كما استغناءها عن فكرة فقر “فرانسوا” لكي تعيش معه لأنها أصبحت تحبه، لأنه أعطاها التقدير والاهتمام وعاملها كحبيبة لا كبائعة هوي شديدة الجمال والسحر كما يفعل باقي الرجال، وهذا الذي أرضي “دانييلا” وأشعرها بالأمان في وجود “فرانسوا” وقررت أن تعيش معه.
نلاحظ أن الفيلم لم يتعامل مع بائعة الهوى وكأنها أقل قدرا من السيدات الأخريات، كما كان يتعامل مع حرية اختيار الشريك بوضوح، وكأن كل إنسان من حقه أن يختار من يحب ومن ينجذب إليه دون الشعور بتلك القيود الاجتماعية، أو الوصمات الاجتماعية، أو التقليل من شأن أي علاقة أو الحكم عليها، حتى أن الفيلم لم يركز إلا علي فكرة الحب والتعامل باحترام حتى مع بائعات الهوى اللاتي يبعن أجسادهن مقابل المال، كان يركز علي قيمة الحب في حياة الإنسان والتي تجعله يقدر نفسه ويحبها، وينجذب إلي من يعطيه التقدير والاحترام، والذي يجعله يري ذاته بشكل أجمل .
الفيلم..
كم تحبني؟ (بالفرنسية: Combien tu m’aimes؟) هو فيلم كوميدي رومانسي صدر عام 2005 وكتبه وأخرجه “برتراند بلير”. صدر الفيلم في 26 أكتوبر 2005 في فرنسا وبلجيكا، وعرض بشكل محدود في دور العرض في أمريكا في 18 مارس 2006. ودخل الفيلم مهرجان موسكو السينمائي الدولي الثامن والعشرين حيث فاز “بلير” بجائزة “سيلفر” جورج لأفضل مخرج. تصوير سينمائي “فرانسوا كاتوني”، حرره “ماريون مونستير”. إنتاج شركات فيديليتي للإنتاج والتوزيع BIM، مدة التشغيل 95 دقيقة، الميزانية 10 مليون يورو (11.4 مليون دولار)، شباك التذاكر 6.8 مليون دولار.