7 أبريل، 2024 2:26 م
Search
Close this search box.

فيلم Chalte Chalte.. الاختلاف أمر مقبول في داخل علاقة حب ساحرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم  Chalte Chalte أو “على الطريق” فيلم رومانسي هندي، يحكي عن قصة حب خيالية وساحرة، لكنها تتعرض لهزات بسبب تعقيدات علاقة الزواج، والاختلافات في الطباع بين الزوجين، وأيضا الاختلاف في المستوى المادي بينهما..

الحكاية..

يبدأ الفيلم ببعض الأصدقاء الذين يلتقون في صالة بلياردو، ويتحدثون عن قصة حب رائعة حدثت لصديق لهم، ثم نرى البطل “راج ماثور”، خريج الهندسة، هو صاحب شركة “راج ترانسبورت”، وهي شركة نقل بالشاحنات صغيرة أسسها بنفسه. قام بدوره البطل الهندي الشهير “شاروخان”. خفيف الدم مرح، يدير عمله بتواضع ويتعامل مع الذين يعملون به ببساطة، حتى أنه يقود إحدى الشاحنات على الطريق، وهو يحاول النجاح في عمله. ويحكي الأصدقاء لخطيبة صديقهم التي تتعرف عليهم أول مرة كيف التقى “راج” و”بريا”، لنعرف أن “بريا تشوبرا” هي مصممة أزياء ناجحة من عائلة ثرية. يعيش أهلها في اليونان، وتعيش هي مع خالتها “آنا”  في الهند.

صدفة..

يتقابل “راج” و “بريا” مصادفة على الطريق حينما تصطدم سيارتها بالشاحنة التي يقودها، ويعجب بها من أول نظرة ويتعامل معها بهدوء وسماحة، ثم يذهب إلى حفل زفاف لصديقين له ويلتقيها هناك، ويدعوها لرحلة بالشاحنة. ويذهبان في رحلة في الحقول الهندية ويمرحان سويا، وحين تهم بالرحيل ينسى أخذ رقم تليفونها لأن شرطي المرور يمنعه من المرور بالشاحنة في طريق منزلها، وتعطيه الرقم بصوت عال ويسجله على ورقة.

ثم يقوم قريبة بغسل ملابسه وبها الورقة المدون عليها رقم التليفون، ويفقد “راج” الوسيلة الوحيدة التي يستطيع بها التواصل مع “بريا” ويظل يبحث عنها في المنطقة التي نزلت منها من شاحنته في أول لقاء وبعد عشرين يوم يعثر عليها.

رفض الحب..

ويخبرها أنه أحبها، لكنها تخبره أنها ستسافر إلى اليونان لكي تحتفل بخطبتها على صديق لها، لا يقبل “راج” بالاستسلام ويحاول إثناءها عن إتمام الخطبة لكنها ترفض وتقول أنها تعرف صديقها هذا جيدا، وأنها أعطت وعدا لوالدها، وأن فرص وجود علاقة بينهما مستحيلة.

يذهب “راج” إلى المنزل ويشاهد رجلا ترك حبيبته ترحل دون استبقاءها ثم تحول إلى شخص ضائع يحتسي الخمر وينادي على حبيبته طوال الليل، وفكر أنه ربما يتحول إلى ذلك المصير إذا ترك “بريا” تذهب، فقرر السفر إلى اليونان معها على نفس الطائرة ليحاول إقناعها بحبه. ويجلب مدخراته ويحجز تذكرة، وتفاجئ “بريا” بوجود “راج” في الطائرة التي تركبها، ثم تتعطل الطائرة ويضطر “راج” و”بريا” البقاء في إحدى الجزر لثماني ساعات، فيقضيها “راج” و”بريا” في التنزه في الجزيرة، ويحاول إقناعها بأن تعطيه فرصة للبدء في علاقة حب.

يذهبان إلى الملاهي ويحاول أن يجلب لها دمية كبيرة ويعطف عليه الرجل المسئول عن محل اللعب ويعطيه الدمية لأنه لمح الحب في عيون “راج” ل”بريا”. ويذهبان إلى إحدى البحيرات التي يقف عليها الناس لرمي العملات المعدنية الصغيرة ويجلبها أحد الأطفال، وإذا استطاع جلب العملة التي حملها صاحبها بأمنية فهذا يعني أنها ستتحقق، وترمي “بريا” بإحدى العملات ويفشل الطفل في جلبها من البحيرة فيرمي “راج” بنفسه في البحيرة لكي يجلب لها العملة، ويصورهما أحد المصورين وهي تمد له يدها لإخراجه من البحيرة.

كل ذلك و”بريا” ما تزال على موقفها من رفض حب “راج” لها، وتبكي لأنها ستتأخر عن موعد الخطبة فيقرر “راج” مساعدتها ويؤجر سيارة ليوصلها بنفسه إلى منزلها في اليونان، ويقود طوال الليل وحين يصل إلى منزلها يتأملها وهي نائمة دون الرغبة في إيقاظها، لأنه يريد أن يتأملها للمرة الأخيرة قبل رحيلها.

تمتن له “بريا” ويقول لها أنه لا يريدها أن تدعوه إلى خطبتها، وتدخل منزلها مع الترحيب من أهلها، وحين تبدأ في الاستعداد لحفل الخطبة تقرر أن تصارح والدها بانجذابها ل”راج”. وبالفعل تفعل ذلك وتعترض خالتها لكن والدها يترك لها حرية الاختيار، ويتفهم “سمير” الصديق الذي كان من المفترض أن تنعقد خطبته عليها أيضا أمر انجذابها لآخر.

بدء العلاقة..

وتذهب للبحث عن “راج” خارج المنزل وهي متيقنة أنه لم يذهب بعد وتجلبه، ويعقد الزواج. تتزوج “بريا” من “راج” ويذهبان إلى الهند ليعيشان في منزل “راج” الفوضوي. وتبدأ حياتهما الزوجية بتعهده لها أن يظل معها طوال عمره، وأن يدعوه الله أن يحميها في حالة غيابه.

ثم يعود الفيلم إلى الأصدقاء الذين يحكون في صالة البلياردو، ويفاجئان الخطيبة بأن اليوم هو ذكرى زواج “راج” و”بريا” السنوية، ويذهبون جميعا إليها وتذهب الخطيبة منبهرة لأنها سترى قصة حب ساحرة، لتفاجئ حين تسمعهما يتشاجران، وتنصدم من أن قصة حبهما الساحرة قد تأثرت بمشاكل الزواج ومشاكل الحياة اليومية العادية.

الحياة اليومية..

ثم تتوالى المواقف التي يتشاحن فيها “راج” و”بريا”، انشغاله في العمل لدرجة إهماله لبعض الأمور الخاصة ب”بريا”، وأيضا إهماله وفوضويته داخل المنزل، وأيضا لأنه يصرخ عليها أثناء الشجار.

ثم يظهر خلاف آخر وهو الفارق الكبير بين مستوى “راج” المادي ومستوى “بريا”،  فهي تنتمي لعائلة غنية وهو يكافح لأجل العيش ولأجل إنجاح شركته المتواضعة، ويشعر هو بهذا الفرق خاصة عندما يذهب معها إلى حفلات تخص أصدقائها، وخاصة “سمير” الذي كان ينتوي خطبتها، ويشتعل الأمر حين تهديها خالتها رحلة إلى اليونان فيشعر “راج” أكثر بأنه أقل منها ماديا وأن أهل “بريا” يشعرون بذلك .

الذروة..

لكن ذروة الأحداث تأتي حين تقرر إحدى الشركات إعلان إفلاسها لأن صاحبها فاسد وهذه الشركة مدينة لشركة “راج” بأموال كثيرة، مما يؤثر على وضع شركة “راج” المالي، ويتأزم الوضع وتحزن “بريا” بسبب أن راج قد أصبح حزينا وأنه ربما يخسر شركته، فتعطيه المال وتخبره أنه دفعة من عمل لها في مجال الأزياء، لكنه يكتشف أنها اقترضت الأموال من “سمير” صديقها، ويغضب “راج” ويعبر عن غضبه بطريقة مبالغ فيها حيث يطرد أصدقاءه الذين دعاهم في الحفلة التي أقامها ليحتفل بانتهاء الأزمة المالية، ويأتي “سمير” فيثور “راج” عليه وعلى “بريا” ويملح إلى وجود علاقة بينهما.

هجر..

ترحل “بريا” إلى منزل خالتها، ويزداد الوضع سوء حيث يذهب “راج” إلى شركة “سمير” لرد الأموال التي اقترضتها “بريا” منه، بعد أن باع الشاحنات، ليجد “بريا” بصحبة “سمير” في مكتبه وينهار أكثر ويذهب إلى منزل خالتها مساء ويثير الضجة. ويزداد غضب “بريا” منه ومن تصرفاته المبالغ فيها فتقرر السفر إلى اليونان لتعيش مع أهلها هناك.

يعرف “راج” بالأمر من صديقة ل”بريا” فيذهب لكي يقنعها بعدم الرحيل لكنها تصر على موقفها، ويخبرها أنه حلم بأنهما سينجبان طفلين وأنهما سيعيشان طوال العمر معا حتى يشيخان سويا، وتقول له هي أنها حلمت أيضا بنفس الحلم لكنها ترفض الذهاب معه. ويمشى “راج” من المطار وهو حزين، ويرسل لها سلسلة كان يرتديها لتحميه معلق عليها اسم الله، ويعطى أحد الحراس ل”بريا” هذه السلسلة وهي في الطائرة التي لم تقلع بعد، وهي تعرف جيدا أن هذه السلسلة تمثل التميمة التي تجلب الحظ ل”راج”.

حزن وعودة..

يذهب “راج” إلى منزله وهو حزين، ويسمع صوت “بريا” وهي توبخه لأنه ترك حذائه في وسط الصالة وينظر ليجد أنه لم يتوهم صوتها وأنها هي قد عادت إلى منزلهما، وأنها هي أيضا تريد تحقيق حلمهما سويا وينتهي الفيلم نهاية سعيدة ومفرحة.

الإخراج مميز، والفيلم يحكي قصة حب جميلة، وأداء الممثلين كان رائعا، كما اعتمد الفيلم على مشاركة الأصدقاء في تلك العلاقة وإبداء الدعم والمساندة، كما ساد الحماس الجماعي تجاه تلك العلاقة وهو أمر تتميز به الأفلام الهندية التي تظهر فكرة تعاون الجماعة ومساندتها لأبطال الأفلام مما يعكس ربما ترابطا اجتماعيا داخل الهند.

مسار الحب..

بالنسبة لعلاقة الحب صور الفيلم كيف أن الزواج والمعايشة اليومية قد تؤثر على علاقة حب جميلة، فرغم أن العاشقان يحبان بعضهما بشغف كبير إلا أن تفاصيل الحياة اليومية تؤثر على ذلك الشغف وعلى اللهفة وربما على مسار الحب. وهذا ما حدث مع “راج” و”بريا” فتفاصيل الحياة اليومية وانشغاله بعمله الذي يحاول إثبات نفسه فيه وتحقيق نجاحات أثر على علاقته ب”بريا”، كما أن اختلاف الطباع ما بين “راج” الفوضوي والعصبي والذي يصرخ أثناء الشجار، وبين “بريا” الهادئة والمنظمة، والتي تحب النظام والترتيب، اختلاف الطباع يؤثر أيضا ويحدث كثير من المشاجرات بين الحبيبين..

لكن ربما يحاول الفيلم التأكيد على أنه رغم الخلافات والشجار واختلاف الطباع وحتى اختلاف المستوى المادي والطبقة التي ينتمي إليها الحبيين، إلا أن الحب ينتصر في النهاية إذا كان حقيقا وإذا أراد العاشقان استمراره والمواصلة فيه.

وهذا ما حدث بالفعل حيث عادت “بريا” ل”راج” واستمر الشجار أيضا حتى في نهاية الفليم وبعد عودتهما، وكأن الاختلاف أمر مقبول في داخل علاقة حب ساحرة.

الفيلم..

شالتي شالتي أو (على الطريق) فيلم دراما رومانسية بطولة “شاروخ خان” و”راني مخرجي”، من إخراج “عزيز ميرزا”. صدر في 2003. كتبه “برامود شارما، أشيش كاريا” و حوار “الرومي جعفري”، و قصة “عزيز ميرزا، روبن بهات”، إنتاج “جوهي تشولا”، تصوير سينمائي “أشوك ميهتا”، موسيقى “جاتين لاليت، اديش شريفاستافا”. الميزانية ₹ 11 مليار روبية، الأرباح ₹ 43.28 مليار روبية. تم التصوير في الهند واليونان. تم تصوير أغنيتين في أثينا وجزيرة ميكونوس.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب