خاص: كتبت- سماح عادل
فيلم bruce almighty فيلم أمريكي كوميدي فانتازيا، يحكي عن إرادة الإنسان في فعل أشياء تخص حياته، وإحساس الرضا مع السعي.
الحكاية..
يبدأ الفيلم ب “بروس” المذيع الذي يقوم بدوره الممثل “جيم كاري” وهو يعمل، حيث ينقل حدث عمل أكبر كعكة في بلدته البسيطة، وكيف يفعل ذلك بشكل كوميدي مضحك، ثم يعود إلي المنزل يحكي لرفيقته التي تقوم بدورها الممثلة “جينفير أنيستون” وهو يشعر بالسخط ويشكو دائما من أنه لا يتقدم في مهنته، وأنه يقوم بعمل لا يرضي عنه. وتحاول رفيقته لفت انتباهه لها لكنه لا يهتم.
ثم يذهب للعمل في اليوم التالي وهو متحفز لأن مذيع الأخبار الرئيسي قد رحل وسيتم اختيار مذيع بدلا منه. ويشعر بروس بالظلم لأن هناك مذيع يرضي عنه رؤسائه وينتوون اختياره كمذيع أخبار رئيسي، وهذا الزميل لا يمل من السخرية من ب”روس” ومن أدائه الكوميدي ومن تفاهة الأخبار التي يغطيها.
مهنة أفضل..
يطلب “بروس” من مديره أن يقوم باختياره هو لمنصب مذيع الأخبار ويجاريه المدير في الحديث ويرسله لعمل تغطية لأحد الأخبار علي شاطيء البحر. ثم وأثناء بث “بروس” المباشر لهذه التغطية يكتشف أن زميله الذي يكرهه قد تمت ترقيته ليصبح مذيعا للأخبار. وينهار “بروس” من الغضب ويقول أشياء سيئة عن القناة التي يعمل بها ويتم طرده من عمله. ثم يتعرض له مجموعة من المشاغبين الذين كانوا يضربون أحد المشردين، و”بروس” سعي للدفاع عنه، يقوم هؤلاء المشاغبون بضرب “بروس” ضربا مبرحا ويشوهون سيارته.
يتزايد السخط داخل “بروس” ويقوم في شارع مهجور في الليل بالصراخ الشديد، مخاطبا الرب، معترضا علي ما يفعله به وعلي كل تلك المصائب التي تحل به، ويتطاول قليلا في الحديث معه ويذهب إلي بيته.
اختبار..
في اليوم التالي يتلقي اتصالا ملحا علي المجيب الآلي خاصته، ثم مع تجاهله أكثر من مرة يقرر الاتصال بهذا الرقم الذي يبلغه أن يذهب إلي عنوان معين لأنه قد تم تعيينه في وظيفة جيدة. يذهب “بروس”، يجد مكانا واسعا وفارغا، لا يجد سوي رجل عجوز يقوم بدوره “مورجان فريمان” يقوم بمسح الأرضية، ثم يقوم بأعمال الكهرباء، ثم يذهب ليجده هو المدير الذي يبحث عنه، ويخبره الرجل أنه هو الرب وأنه استدعاه لأنه اعترض علي طريقته في إدارة أمور الحياة علي الأرض.
لا يصدق “بروس” ما يحدث ويظن أن الرجل العجوز يتلاعب به، رغم أنه يريه بعض المواقف الخارقة، ويحضر ملفه له، ثم في النهاية يقرر الرجل العجوز إعطاء مهامه ل”بروس” ليقوم بها لمدة أسبوع ويريه كيف سيقوم هو بالأعمال، بعدل ورحمة، وينصف الناس.
قوي خارقة..
يذهب “بروس” وهو غير مصدق فيما يحدث، لكن يري تأثيرات غريبة علي جسده حتى أنه يستطيع فعل أشياء خارقة كثيرة. حين يتأكد “بروس” من قدراته الخارقة التي منحها له الرب يقرر أن ينتقم لنفسه من المشاغبين الذي ضربوه ضربا شديدا ويقوم بضربهم، كما أنه يسخر قدراته في أن يتمتع بصديقته حتى أنه يحرك القمر من مكانه مما يتسبب في كوارث في بعض أجزاء الكرة الأرضية.
ثم يكرس جهوده للعودة إلي عمله في القناة التي طرد منها، ثم للزميل الذي يكرهه فيجعله يبدو كأخرق أمام الناس وأثناء بث الأخبار، ومن ثم يحصل علي عمله ويصبح هو أخيرا مذيعا للأخبار في القناة. ويشتهر “بروس” لأنه يصنع أحداثا مفتعلة ويقوم بتغطيتها قبل الجميع، ويحصل علي ما يريد من الشهرة والمنصب.
هجر..
علي جانب آخر تتوقع رفيقته أن يتقدم لها لطلب الزواج، بعد أن عاشت معه بضع سنوات، لكنه لا يفعل ذلك مما يجعلها تشعر بالإحباط، وتري كم الأنانية التي يتعامل بها معها. وفي إحدي الحفلات التي دعي إليها باعتباره مذيع شهير ترفض رفيقته الذهاب معه لأنها غاضبه من تجاهله لعلاقتهما، وتتحرش به إحدي المذيعات وتقبله في فمه، في الوقت الذي تشعر فيه رفيقته بالندم وتذهب لتلحق به في الحفلة، وتراه وهو يقبل فتاة أخري وتترك المنزل وتذهب للعيش مع أختها وأطفالها.
يشعر بروس بالإحباط ويحاول استعادة رفيقته بكل الطرق، حتى أنه يستخدم قواه الخارقة في فعل ذلك، لكن رفيقته لا تريد العودة ولا تستجيب، ويبدأ “بروس” يشعر بالحسرة. ورغم محاولات الرب تنبيهه أنه يهمل في عمله الذي أوكله له إلا أن “بروس” يظل منشغلا بنفسه وبأموره الشخصية، وحين يشعر بالضغط للقيام بأعمال الرب الملحة والمتراكمة يوافق علي كل الدعوات التي وجهها الناس للرب في منطقته، وتحدث كوارث كثيرة جراء ذلك، أهمها فوز عدد كبير من سكان بلدته الصغيرة بجائزة اليانصيب .
حرقة الفراق..
ويشعر “بروس” بوطأة فراق حبيبته وتأتي أختها لجلب أشياءها من شقة “بروس” وتخبره أن رفيقته تدعو له بالليل كثيرا، يذهب “بروس” للكمبيوتر الذي يتلقي عليه دعوات الناس بصفته ربا مؤقتا، ويقرأ كل الدعوات التي تدعوها رفيقته له ويتيقن من أنها تحبه بشدة. ويظل سخطه كما هو خاصة عندما تتعقد الأمور وتتشابك، ويصرخ في الشارع مرة أخري وتصطدم به شاحنة كبيرة ليذهب إلى المستشفي في حالة ما بين الحياة والموت.
ويتقابل مع الرب مرة أخري، لكن هذه المرة بروحه، وحين يشك أنه مات يشعر بالفزع الشديد ويفهم من الرب أنه لا يستطيع تلبيه كل رغبات الناس لأن تلك الرغبات لابد وأن تتعارض مع مصالح آخرين، وأن عمل الرب أكثر تنظيما مما نتخيل، حتى وإن تأخر علينا في استجابة الدعوات، والأهم أن يشعر الإنسان بالرضي ويمتن للأشياء والأمور والأشخاص المتوفرين في يديه.
الرب ينقذه..
ويكافئ الرب “بروس” بأن يعيده إلي الحياة بعد حادثة خطيرة تكاد تودي بحياته، ويعود ليجد رفيقته وقد شعرت بالرعب عليه وظلت تدعو الرب أن يعود إلي الحياة . ويستأنف “بروس” حياته بعد أن يتماثل للشفاء، فيعود لعمله القديم، تغطية الأخبار الخفيفة، ويتزوج من حبيبته ويعيش في رضا وسلام نفسي، ونجد الرب يراقبه من بعيد في امتنان.
حكمة الرب وصبره..
الإخراج جيد وأداء الممثلين كان بارعا، وهناك بعض المواقف الخارقة الطريفة، وعلي مستوي الفكرة رغم أنها لم تجد قبولا في دول عربية، إلا أنها فكرة طريفة ولم تسيء إلي الرب، لكنها صورت حكمته وتعامله مع الناس بروية وصبر وإعطاءهم الفرص الكثيرة لكي يحسنوا حياتهم ويطوروها بإرادتهم الحرة وقدراتهم، وأن الرب يتدخل في أمور لا يستطيع حلها إلا هو بقدراته الخارقة والعظيمة. كما صور الفيلم مدي رحمت الرب وتفهمه للناس حتى عندما يسخطون علي ما يفعله ويعترضون علي مشيئته.
الفيلم..
“بروس الخارق” أو “بروس العظيم” هو فيلم كوميدي أمريكي أنتج عام 2003، أخرجه “توم شادياك” وكتب قصة الفيلم “ستيف كورين، مارك اوكيفي، وستيف اوديكرك”. حقق الفيلم إيرادات هامة فاقت 484 مليون دولار. وهو ثالث فيلم ينتج عن عمل مشترك بين “توم شادياك وجيم كاري”.
طاقم التمثيل..
جيم كاري في دور بروس.
مورغان فريمان في دور الرب.
جينيفر أنيستون في دور غراس كونالي، زوجة بروس.
ليزا آن ولتر في دور دوبي كونالي.
فيليب بيكر هول في دور جاك بايلور.
ستيف كارل في دور إيفان باكستر.
كاثرين بيل في دور سوزان أورتيغا.
إدي جيميسون في دور بوبي.
النقاد..
تلقى الفيلم مراجعات متواضعة من مختلف النقاد حيث حصل على نسبة 48% على موقع الطماطم الفاسدة بناءً على 184 مراجعة. وتجدر الإشارة إلى أنه في مصر وماليزيا وقع حظر على الفيلم لتجسيده للذات الإلهية في صورة بشر، وهو ما يتعارض مع مباديء الإسلام.