21 فبراير، 2025 2:58 ص

فيلم Before Sunrise.. هل تكفي ليلة لاشتعال نار الحب؟

فيلم Before Sunrise.. هل تكفي ليلة لاشتعال نار الحب؟

خاص: إعداد- سماح عادل

فيلم Before Sunrise فيلم رومانسي أمريكي، يحكي عن قصة حب طريفة تحدث في رحلة قطار في أوربا، ما بين شاب أمريكي وفتاة فرنسية، يقضيان سويا يوما كاملا، وتنشأ بينهما قصة حب عذبة.

الحكاية..

يلتقي “جيسي” ب”سيلين” في 16 يونيو 1994على متن قطار من بودابست، ويبدآن محادثة. “جيسي” ذاهب إلى “فيينا” ليلحق بالطائرة عائدا إلى الولايات المتحدة، بينما “سيلين” عائدة إلى الجامعة في “باريس” بعد زيارة جدتها. عندما وصلا إلى “فيينا”، طلب “جيسي” من “سيلين” النزول معه، ويقول لها إنها بعد 10 أو 20 عاما قد لا تكون سعيدة مع شريك حياتها وقد تتساءل كيف كانت حياتها لتكون مختلفة لو اختارت شخصا آخر. وبدلا من ذلك، قد تدرك أن “جيسي” نفسه ليس مختلفا كثيرا عن الباقي. بسبب عدم وجود المال الكافي لاستئجار غرفة لليلة، قرروا التجول في “فيينا” حتى موعد رحلة “جيسي” في صباح اليوم التالي.

قبلة..

بعد زيارة بعض المعالم السياحية في “فيينا”، يتبادلان قبلة على قمة جبل عند غروب الشمس، ويبدآن في الشعور بانجذاب رومانسي. وبينما يستمران في التجول حول المدينة، يبدآن في التحدث مع بعضهما البعض بشكل أكثر انفتاحا، حيث تتراوح المحادثات بين مواضيع الحب والحياة والدين وملاحظاتهم عن “فيينا”.

عندما كانا يسيران على طول نهر الدوناو، اقترب منهم رجل وعرض عليهم أن يكتب لهم قصيدة تحتوي على الكلمة التي يختارانها. يقرر “جيسي وسيلين” اختيار كلمة “لبن مخفوق” وسرعان ما يقدم لهما قصيدة “ملاك الوهم” التي كتبها للفيلم الشاعر ديفيد جويل  وهي قصيدة يدعي “جيسي” بسخرية أن الرجل قد كتبها بالفعل مسبقا ويدرج فقط الكلمات التي يختارها الناس.

انفصال..

لاحقا، أثناء لعب البينبول في أحد النوادي المحلية، أخبرت “سيلين” “جيسي” أن صديقها الأخير انفصل عنها منذ ستة أشهر، مدعيا أنها “أحبته كثيرا”. كما كشف “جيسي” أنه جاء في البداية إلى أوروبا لقضاء بعض الوقت مع صديقته التي كانت تدرس في “مدريد”، لكنهما انفصلا بعد فترة وجيزة من وصوله هناك. ثم وجد رحلة طيران رخيصة إلى المنزل، عبر “فيينا”، لكنها لم تغادر لمدة أسبوعين، لذلك اشترى تذكرة وسافر حول أوروبا.

في مقهى في “فيينا”، أجرى “جيسي” و”سيلين” محادثات هاتفية متخيلة مع بعضهما البعض، حيث لعبا دور أصدقاء بعضهما البعض الذين يتظاهران بالاتصال بهم. تكشف “سيلين” أنها كانت مستعدة للنزول من القطار مع “جيسي” قبل أن يقنعها. يكشف” جيسي” أنه بعد انفصاله عن صديقته، اشترى رحلة طيران لم تكن أرخص كثيرا، وكل ما أراده حقا هو الهروب من العودة لحياته التي اعتاد ليها في أمريكا.

اعتراف..

يعترفان بانجذابهما لبعضهما البعض وكيف جعلتهما الليلة يشعران بمحبة، على الرغم من أنهما يفهمان أنهما على الأرجح لن يريا بعضهما البعض مرة أخرى. قررا استغلال الوقت المتبقي لهما. يحصلان على زجاجة نبيذ ويتقاسمنها معا في الحديقة ويبدآن في مناقشة ما إذا كان ينبغي عليهما ممارسة الحميمية أم لا. تقول “سيلين” إنها لا تريد أن تكون مجرد علاقة ليلة واحدة مع “جيسي”، ثم يوضح “جيسي” أنه إذا أتيحت له الفرصة للاختيار، فإنه سيتزوجها بدلا من عدم رؤيتها مرة أخرى.

يبدآن في التقبيل بشغف واحتضان بعضهما البعض، ثم يمارسان الحميمية في الحديقة. وينتهي الفيلم في اليوم التالي في محطة القطار، حيث عندما يوشك قطار “سيلين” على المغادرة، يقرران عدم تبادل أية معلومات اتصال، سواء هاتف أو غيره، بل يلتقيان بدلا من ذلك في نفس المكان بعد ستة أشهر.

الفيلم رقيق، يدور في عدة أماكن ويناقش أمورا تفصيلية طريفة، تدور في أذهان أي حبيبين يريدان التعرف علي بعضهما البعض في وقت وجيز جدا، فكرته طريفة ومميزة، والانسجام واضح ما بين الحبيبين، حتى لتشعر كمشاهد أنهما روحان قد التقتا وتآلفتا رغم الوقت القصير المتاح لهما، وبسبب حداثة سنهما يقرران أن يكونا متمردين علي كل أسباب الملل أو فشل العلاقات فيتسبب ذلك في أنهما يختاران وسيلة صعبة للتلاقي مرة أخري، ونشعر بتصاعد مشاعرهما كاشتعال النار في عودين من الحطب. كما نلاحظ أثناء الحوار اختلافات كثيرة ما بين المجتمع الفرنسي والمجتمع الأمريكي، وما بين طباع الشابين ونشأتهما.

الفيلم..

فيلم درامي رومانسي صدر عام 1995، من إخراج “ريتشارد لينكليتر” وكتبه بالتعاون مع “كيم كريزان”، وهو الجزء الأول في ثلاثية تدعي “قبل”. في الفيلم، يلتقي “جيسي” (إيثان هوك) و”سيلين” (جولي ديلبي) في قطار “يورايل” وينزلان في “فيينا” لقضاء الليل معا.

تعاون “لينكليتر” مع “كريزان” مستوحيا قصة الفيلم من تجربة شخصية، ظهرت سابقا في أفلامه Slacker 1991 وDazed and Confused 1993، لتطوير سيناريو الفيلم. كان اختيار الممثلين واسع النطاق؛ استغرق الأمر تسعة أشهر حتى يتم اختيار “هوك وديلبي”. تم التصوير الرئيسي في “فيينا”. تعتبر حبكة الرواية بسيطة، وتتكون في معظمها من المونولوجات والحوار المطول بين الشخصيات. يستكشف الفيلم موضوعات ووجهات نظر مختلفة حول الحياة والحب والوقت والموت واكتشاف الذات والرومانسية ما بعد الحداثة.

تم عرض الفيلم Before Sunrise لأول مرة في مهرجان صندانس السينمائي في 19 يناير 1995، وتم إصداره في دور العرض السينمائي في الولايات المتحدة بعد ثمانية أيام. حقق الفيلم إيرادات بلغت 22.5 مليون دولار وحظي بإشادة النقاد، وخاصة سيناريو الفيلم وإخراج “لينكليتر” والأداء التمثيلي. كما حصل فيلم Before Sunrise على تقييم 100% على موقع Rotten Tomatoes، وظهر في قوائم العديد من النقاد لأعظم أفلام العام. صدر الجزء الثاني من الفيلم Before Sunset في عام 2004، كما صدر الفيلم الثالث Before Midnight في عام 2013.

يترك الفيلم لجمهور المشاهدين حرية اتخاذ القرار بأنفسهم بشأن ما إذا كان جيسي وسيلين سيلتقيان مرة أخرى بعد ستة أشهر. كتب الناقد روبن وود أنه بعد أن نشر مقالاً عن الفيلم (في عدد عام 1996 من مجلة CineAction)، كتب إليه لينكليتر ليقول له “لم يشك هو ولا الممثلان أبدًا في أن التاريخ سوف يتم الالتزام به”.

استقبال نقدي..

دخل الفيلم في مهرجان برلين السينمائي الدولي الخامس والأربعين حيث فاز لينكليتر بجائزة الدب الفضي لأفضل مخرج. رشحت جوائز MTV للأفلام والتلفزيون هوك وديلبي لجائزة أفضل قبلة.

أفاد موقع Rotten Tomatoes أن 100% من النقاد أعطوا الفيلم مراجعة إيجابية، بناءً على 50 مراجعة، بمتوسط ​​تقييم 8.4/10. يقرأ إجماع نقاد الموقع “فيلم Before Sunrise مثير للتفكير ومصور بشكل جميل، وهو نظرة ذكية ورومانسية صريحة للحب الحديث، بقيادة أداء طبيعي رائع من إيثان هوك وجولي ديلبي.” على ميتاكريتيك، حصل الفيلم على متوسط ​​درجات مرجح يبلغ 78 من أصل 100 بناءً على 18 ناقدًا، مما يشير إلى “مراجعات إيجابية بشكل عام”.أعطى الجمهور الذين تم استطلاع آرائهم بواسطة CinemaScore الفيلم درجة متوسطة “B” على مقياس من A+ إلى F.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة