18 ديسمبر، 2024 9:09 ص

فيلم Alice Darling.. الاستحواذ يفقد الشريك إحساسه بقيمة ذاته

فيلم Alice Darling.. الاستحواذ يفقد الشريك إحساسه بقيمة ذاته

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم Alice Darling يتناول علاقة مع شخص يحب التحكم والسيطرة علي شريكته، مما يسبب لها عدم توازن نفسي يؤثر علي سلوكها بشكل عام.

الحكاية..

يبدأ الفيلم ب”أليس” البطلة وهي في عربة أجرة ويبدو عليها أنها مشوشة الذهن وتسرح كثيرا، سمح لها “سايمون” صديقها بالخروج في أمسية نادرة في أحد الحانات مع صديقتيها المقربتين “تيس وصوفي”. تلاحظ الفتاتان أنها مشتتة وترتجف عند كل رنين من هاتفها، وطوال المساء تلمس شعرها باستمرار. يفهم  من الحديث بين الفتيات أن “أليس” التقت ب”سايمون” عن طريق “تيس” صديقتها.

ومع ذلك، يبدو أن “سايمون” يبعد “أليس” عن أصدقائها. تقترح “صوفي” أن يحتفلوا بعيد ميلاد “تيس” في منزل والديها في الشمال، وهو ما توافق عليه “أليس” على الفور. وبدلا من إخبار “سايمون” بالحقيقة، تخبره أنها رحلة عمل إلى “مينيابوليس”.

رحلة..

في الرحلة إلى الكوخ، تتوقف الفتيات الثلاث في متجر صغير، حيث تكتشف “أليس” منشورا لفتاة مفقودة، “أندريا”. يبدو أن قضية الفتاة المفقودة تهم “أليس”. تقضي الفتيات الثلاث وقتا معا في الكوخ والمدينة الريفية وبحيرة بالقرب من الكوخ.

لكن تلاحظ الصديقتين أن “أليس” أدائها مختلف، وأنها تميل إلي الجلوس بمفردها، وأنها لا تتفاعل معهم كما كانت تفعل في السابق، وأنها صامتة دائما أو تخرج بمفردها، ثم يطلب منها “سايمون” العودة، فتقرر تركهم، تغضب “تيس” لأن “أليس” تريد الرحيل قبل إتمام الأيام التي اتفقوا عليها وقبل أن تحتفل معها بعيد ميلادها، وتحفي هاتفها وحافظة نقودها، وحين تستعد “أليس” للرحيل تكتشف فقدان هاتفها وحافظتها وتطلبها من “تيس” التي تشترط عليها أن تذهبا للتجديف حتى تعطيها أشياءها، وتذهب معها “أليس” وأثناء مزاحهما تقع “أليس” في البحر ويضيع منها القرطين الذي أهداهما “سايمون” لها  ويبدو عليها الخوف وتبحث عنهما تحت الماء بذعر ظاهر، وتندهش “تيس” من إصرارها علي البحث عن القرطين حتى أنها تغطس في الماء.

بعد فشلها في إيجاد القرطين، تعود “أليس” إلى الشاطئ حيث تعاني من نوبات ذعر أخرى، وتمتم بعبارة “لا يمكنني فعل شيء خاطئ آخر”. عندما تضغط “تيس” عليها، تتشاجران وتعترف “أليس” أنها أخفت مكان إجازتهما عن “سايمون”. تشكك “تيس” في سلامة “أليس” النفسية. تلغي “أليس” خطتها للمغادرة، وفي صباح اليوم التالي تنضم إلى فريق البحث عن “أندريا”. في مكان ما بالقرب من كوخ مهجور تجد أحمر شفاه وتعتقد أنه ينتمي إلى “أندريا”.

عودة..

بالعودة إلى الكوخ، تصلح الفتيات صداقتهن ويقضين وقتا ممتعا. تبدأ “أليس” في الانفتاح على أصدقائها، حتى أنها أخبرتهم في مرحلة ما أن “سايمون” لم يؤذها جسديا أبدا ولكنها اعترفت في النهاية بأن “سايمون” عرضها للإساءة العاطفية. تتوقف “أليس” عن الرد على رسائل “سايمون”، مما دفعه إلى الظهور دون سابق إنذار مع أكياس البقالة في يده أمام المنزل الذي تقضي فيه الفتيات إجازتهما.

زيارة..

في ذلك المساء في عشاء متوتر للغاية، أخرج “سايمون” صحيفة تظهر خبر العثور على جثة الفتاة المفقودة. أخرجت “أليس” أحمر الشفاه وقالت أنه ربما يفيد في قضية الفتاة المفقودة. يسكتها “سايمون” باستخفاف. ثم في الليل يحاول “سايمون” الاقتراب منها، يبدو علي ملامح “أليس” المشاعر المتضاربة، فهي تخاف من إغضاب “سايمون”، وأيضا لا تطيق لمساته علي جسديها، وتشعر بالاشمئزاز من أنه يقترب منها، فتدفعه أثناء اقترابه الجسدي منها لكنها مع ذلك لا تجرؤ علي رفض العلاقة الجسدية معه، فتقوم بأفعال متخبطة وهو يصر علي الاستحواذ عليها، ولا يأخذ رد فعل تجاه شعوره أنها تنفر منه جسديا.

خروج..

في صباح اليوم التالي، تحزم “أليس” أمتعتها وتغادر الكوخ، فتتفاجئ ” تيس” وصوفي”. وأثناء الذهاب إلي الطريق الرئيسي، يوقف “سايمون” سيارته عند تقاطع يسمح بمرور صف طويل من راكبي الدراجات. تلحق “صوفي” بالسيارة وتكسر الزجاج الخلفي باستخدام مطرقة. تخرج “أليس” من السيارة وتتبادل النظرات مع “صوفي”، تفهم أن صديقتها لا تريد منها الذهاب مع “سايمون”. وفي الوقت نفسه يغضب “سايمون”  ويطلب من “أليس” العودة إلى السيارة، لكنها تقول لا في تردد. تتدخل “تيس” بين “سايمون” و”أليس” مما يضطر “سايمون” إلى الاستسلام. يعود إلى السيارة ويلقي بحقيبة “أليس” بقوة علي الأرض قبل أن ينطلق بعيدا. ينتهي الفيلم بركوب “أليس” للوحة التجديف والغوص في البحيرة.

الإخراج جيد لكن أشعر أنه كان هناك إسراف في مشاهد تظهر “اليس” وهي سارحة صامتة ولا تتكلم، وكأن المخرجة تريد أن تعطي للفيلم مساحة من الإثارة لكنها أفرطت فأصابت المشاهد بالملل، كان هناك صمت كثير داخل الفيلم كان يمكن استثماره في حوار عميق وغني، كما كانت قصة الفتاة المفقودة مقحمة علي السيناريو ولم نفهم ما جدواها ولا تأثيرها علي الأحداث وعلي شخصية البطلة “اليس”.

لكن مع ذلك قدم الفيلم فكرة الرجل الذي يستحوذ علي شريكته ويريد امتلاكها بشكل جيد، بدءا من اختيار شكل “سايمون” وهيئته، ثم تصويره بمظهر الرجل المضطرب نفسيا الذي يسعي لأن يكون مثاليا في كل شيء وإعطاءه الأوامر والتلميحات لشريكته التي تشعرها دوما بأنها مخطئة وأنها أقل منه في كل شيء وأنها دائما مخطئة. وكيف يؤثر ذلك عليها حتى أنها تبدأ في عمل حركات تدل علي اضطرابها النفسي حين تقطع شعرها أو تستسلم لصمت أو تسرح ويتشوش ذهنها. ورصدت كيف تصبح الشخصية التي تتعرض للتنمر وللمحاولة للاستحواذ إلي اضطراب نفسي والي الشعور بالخوف والتشوش والتردد والقلق، وفقدان الثقة في النفس والانغلاق علي الذات، تلك الذات التي تتعرض للإهانات والاستخفاف والتنمر والانتقادات، كما صورت قيمة العلاقات الداعمة في إنقاذ هؤلاء الضحايا من إحساسهم بالعجز، ومن استسلامهم للشريك القاسي المتسلط.

الفيلم..

هو فيلم إثارة نفسية كندي أمريكي صدر عام 2022 من إخراج “ماري نايغي”، في أول تجربة إخراجية لها، من سيناريو “آلانا فرانسيس”. الفيلم من بطولة “آنا كندريك وكانيتيو هورن وتشارلي كاريك ووونمي موساكو”.

عرض فيلم لأول مرة عالميا في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في 11 سبتمبر 2022، وتم إصداره في دور سينما مختارة في 30 ديسمبر 2022، في لوس أنجلوس في AMC Sunset 5، قبل إصدار واسع النطاق لاحقًا في الولايات المتحدة في 20 يناير 2023، في مسارح AMC.

الاستقبال..

أخذ  الفيلم على موقع تجميع المراجعات Rotten Tomatoes، 84٪ من 122 مراجعة نقاد إيجابية، بمتوسط ​​تقييم 6.7/10. كتب عنه في الموقع: “يقدم فيلم Alice, Darling نظرة مخيفة على مدى صعوبة ترك علاقة مسيئة وقيمة شبكة دعم قوية.”

قام موقع ميتاكريتيك، الذي يستخدم متوسطًا مرجحا، يمنح الفيلم درجة 65 من 100، بناء على 35 ناقدا، مما يشير إلى مراجعات “إيجابية بشكل عام”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة