فيلم Aftermath.. الانهزام أمام الكارثة يؤدي إلى الانتقام

فيلم Aftermath.. الانهزام أمام الكارثة يؤدي إلى الانتقام

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم  Aftermath أو “ما بعد الحادثة” فيلم درامي حزين يحكي عن قصة حدثت بالفعل، يحكي عن المهندس المعماري الروسي الذي فقد ابنته وزوجته في حادثة تصادم طائرتين، وهما كانا كل عائلته، ولا يستطيع تجاوز كارثته تلك، فيتتبع المسئول عن الحادثة ويقتله.

البداية..

يبدأ الفيلم بداية هادئة، حيث “رومان ملنيك” الذي يقوم بدوره الممثل الشهير “أرنولد شوارزنيجر” يقوم بعمله على أحسن وجه وبهمة، ثم يعود للمنزل لاستقبال عائلته بمناسبة رأس السنة، وبعد تأخرهما ابنته وزوجته يذهب إلى المطار ليسأل عنهما، لكنه يكتشف أن طائرتهما قد تصادمت مع طائرة أخرى، فيغمي عليه من هول الصدمة، وتنصحه العاملة في المطار أن ينضم لمجموعة دعم أقيمت في مكان قريب لعائلات الضحايا لكنه يذهب إلى منزله، في حالة من عدم التصديق، وفي هدوء تام، حيث لا يبدو عليه غضب أو سخط وإنما حزن صامت.

في اليوم التالي يذهب رومان إلى موقع الحادث، يتطوع لمساعدة المنقذين، وينظر في الأنحاء ليعثر على عقد لابنته، ويعرف أنها قتلت، يبحث في المكان فيجد جثتها، يبكي وهو يحتضنها، ثم تنتقل الكاميرا إلى رومان وهو يجلس بين جثتين، مغطاتان بكيس بلاستيك وعلامة عبارة عن أرقام ورموز.

ثم نراه مرة أخرى أمام مقبرة لابنته وزوجته، يضع الورود عليها. ثم وهو في منزله لا يعرف ماذا يفعل، ينظر للصور ولأفلام فيديو عائلية في صمت طويل، وحين يزوره أحد أصدقاءه لكي يسأل عن أحواله ويعطيه طعاما يخبره أن عليه تنظيف المنزل.

لم يستطع رومان التخلص من أثر الكارثة عليه، ورغم عودته للعمل ومرور عام على الحادثة إلا أنه يظل في صمته وهدوءه، يعمل وفقط.

انهيار..

على الجانب الآخر نرى مراقب الحركة الجوية، يوم تصادم الطائرتين، حين ترك عمله لخمس دقائق، وعاد وكانت حركة الاتصالات مضطربة، ثم فشل في الاتصال بطاقم إحدى الطائرتين، ثم حدث التصادم،  واستدعاه مديره للتحقيق في الأمر لينهار المراقب حين اكتشف أن تصادم الطائرتين نتج عنه عدد كبير من القتلى، ويذهب إلى منزله، لكن يظل أياما طويلة في حالة انهيار نفسي حتى أن زوجته تتركه مع ابنه الصغير خوفا من اضطرابه النفسي، ويجد المراقب نفسه أمام محنة خاصة بعد نشر اسمه هو وزميل له كمتسبب في حادثة التصادم.

وتطرح عليه الشركة حلا، وهو أن يغير اسمه ومدينته وعمله ويرحل، وبالفعل يؤجر شقة في مدينة أخرى بعد أن يغير اسمه وعمله، ويزوره ابنه وزوجته في شقته الجديدة.

يسعى رومان لمعرفة مكان مراقب الطيران، ويقنع إحدى الصحفيات التي تغطي الحادث وتؤلف عنه كتابا أن تبلغه بمكان مراقب الطيران، قائلا لها أنه لا يريد فقط سوى الاعتذار عن ما حدث.

الاعتذار..

وقد تعاملت شركة الطيران بلا إنسانية، حين ساومت رومان وأغرته بدفع مبلغ تعويض عن زوجته وابنته على أن يتوقف عن مقاضاة الشركة، ويخبرهم رومان انه يريد الاعتذار وأن تبدي الشركة أسفها عن ما حدث، لكن من يفاوضونه يعاملونه بقسوة يرفضون الإقرار بأن الشركة مذنبة، مما يساهم في شعوره بالظلم.

يعرف رومان مكان مراقب الطيران ويسافر إلى المدينة التي انتقل إليها، ويطلب منه أن يعتذر عن ما حدث، لكن المراقب تنتابه حالة فزع ويطرد رومان ويهدده بإبلاغ الشرطة، ويرفض الاعتذار له فيستل رومان سكينا ويقتل المراقب، وتخرج زوجته وابنه ليرون الأب وهو ممدد غارقا في دمائه.

تمر عشر سنوات، يخرج بعدها رومان من السجن، لأن المحكمة خففت الحكم تقديرا لظروف كارثته، وحين يذهب إلى المقبرة لرؤية ابنته وزوجته يجد شابا يتتبعه، ليعرف أنه هو ابن المراقب الذي قتله، ويشهر الشاب المسدس  ليقتله لكنه لا يستطيع فعل ذلك، ويأمره بالرحيل وينتهي الفيلم على ذلك.

الفيلم هادئ الإيقاع، المشاهد طويلة وهادئة، والإخراج جيد اعتمد على الصمت لينقل للمشاهدين حالة الأبطال النفسية، تألق “أرنولد شوارزنيجر” في أدائه حيث يراه المشاهدون في دور درامي وهو المشهور بأفلام الحركة والعنف، واستطاع أن يظهر من خلال انفعالات وجهه وحركته مدى حزنه والحالة النفسية السيئة التي يعيش فيها، كما تألق الممثل الآخر في دور مراقب الطيران، الفيلم بسيط ويعتمد على عدد قليل من الممثلين ويركز على كارثة رومان، ورد فعل مراقب الطيران وانهياره، كما يتناول فكرة الانتقام، وهل هي مجدية، حين قرر الشاب عدم الانتقام وعدم التورط في قتل لا يجدي.

الفيلم..

“ما بعد الحادثة” أو Aftermath،‏ فيلم دراما أمريكي صَدَرَ بتاريخ 7 أبريل 2017، الفيلم من إخراج “إليوت لستر” وتأليف “خافيير غويون”، وبطولة “أرنولد شوارزنيجر، سكوت مكنيري، ماجي غرايس و مارتن دونوفان”. العنوان الأصلي للفيلم كان “478”.

الفيلم مقتبس عن كارثة أوبرلينغن، ويتناول جريمة قتل مراقبة الحركة الجوية السويسري “بيتر نيلسن” من قبل المهندس المعماري الروسي “فيتالي كالاييف” الذي حمل “بيتر نيلسن” مسؤولية مقتل زوجته وإبنتيه في الكارثة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة