خاص: إعداد- سماح عادل
فيلم Admission هو فيلم أمريكي يحكي عن قضية هامة في قالب كوميدي، وهي قضية تخلي الأم عن طفلها بإرادتها الحرة، حتى لا تتحمل تبعات إنجابها له في ظروف اجتماعية غير مواتية، وهل هذه الحرية التي أتيحت للمرأة في أمريكا وفقا للقانون لا تخلف مشاكل اجتماعية أخري.
الحكاية..
“بورثيا ناثان” تعمل موظفة مسئولة عن القبول في جامعة برينستون ضمن مجموعة أخري من الموظفين، تُقابل “جيريمي” طالب موهوب، وتُعجب بذكائه وإبداعه. ويكشف لها أستاذه التي تتبين أنه زميل قديم لها في الجامعة أن “جيريمي” هو ابنها الذي حملت به وهي طالبة في الجامعة ثم ولدته وعرضته للتبني، خوفا من أن تتحمل مسؤولية تربيته.
الانهيار..
تنصدم “بورثيا” من هذا الخبر الذي جاءها فجأة، ثم تتوالي عليها المصائب حيث يتخلي عنها شريكها الذي تعيش معه والذي يعمل في نفس الجامعة أيضا، لتكتشف أنه أقام علاقة مع امرأة أخري وحملت منه وعلي وشك إنجاب طفلين توأم، في حين أنها كانت تتفق مع شريكها هذا والذي عاشت معه سنوات علي أن الإنجاب أمر بغيض وانهما يكرهان الأطفال ولن ينجبا في حياتهما. تشعر “بورثيا ” بأن حياتها علي وشك الانهيار، لكن ليس فراق شريكها هو السبب الرئيسي وإنما اكتشافها أن لديها ابن مراهق ورؤيتها له.
أمومة..
تبدأ تفاصيل الأمومة تفرض نفسها علي “بورثيا” حيث تجد نفسها تهتم ب”جيريمي” كأم، وتلاحقه لتراه وتعتني به، ثم تحاول بكافة الطرق مساعدته في الالتحاق بجامعة برينستون، لكنها تُواجه العديد من التحديات. خاصة مع فقر عائلة “جيريمي” التي تبنته واعتماده علي التعليم الذاتي، وعدم ملائمته للقبول في تلك الجامعة.
تحاول استمالة أصدقاءها من الموظفين لكي يساندوها في التصويت ل”جيريمي” لكن الأمر يفشل وتضطر “بورثيا” أن تتلاعب بالنتائج بعد تلقي اتصال من احد المتقدمين يبلغها فيه أن موكله سيلتحق بجامعة أخري.
وينكشف أمر تلاعبها وتصبح مهددة بالطرد لكن يصل خبر القبول ل”جيريمي” الذي يفرح كثيرا به. ثم تجد بورثيا مخرجا من تقديم استقالتها وفقدانها لوظيفتها عندما تخبر مدير الجامعة بأمر ذلك الطالب الذي سيتقدم لجامعة أخري”.
انجذاب..
في أثناء محاولات “بورثيا” المستميتة لجعل “جيريمي” يقبل في الجامعة تتقرب من أستاذه، وتشعر بانجذاب نحوه، ذلك الرجل الذي يتنقل في البلدان لمساعدة الفقراء ويتبني طفلا ملونا، وينتوي السفر مجددا، وتتمني أن يبقي حبيبها الجديد ولا يسافر ويستجيب للأمر، خاصة مع ميل الطفل الذي تبناه إلي الاستقرار في أمريكا.
عقد الأمومة..
تواجه “بورثيا” “جيريمي” بحقيقة كونها أمه البيولوجية لتكتشف مفاجأة غير متوقعة أن “جيريمي” ليس ابنها وأنه يعرف أمه البيولوجية بالفعل، وقد قابلها فعلا، فتنصدم “بورثيا” لذلك. وتواجه أمها أستاذة الجامعة الشهيرة التي خلفت لها عقدة كبيرة أثرت علي حياتها، حيث أن أمها حملت بها في نزوة طارئة في أحد القطارات، ولم تهتم بمعرفة هوية الرجل الذي مارست معه العلاقة الحميمة، مما جعل “بورثيا” تعاني طوال حياتها من عقدة عدم معرفتها لوالدها الحقيقي، وكرهت أمها لذلك، مما أثر علي علاقتها بابنها الذي انجبته نتيجة علاقة بحبيب رفض إنجابها للطفل. وجعلها تقرر ألا تنجب مرة أخري.
تتصالح “بورثيا” مع فكرة كون “جيريمي” ليس ابنها وتستقر في علاقتها مع حبيبها الجديد، وتبحث عن ابنها الحقيقي لكنه يرفض مقابلتها ويطلب منها وقتا لكي يستعد نفسيا لذلك. وينتهي الفيلم علي ذلك.
حرية المرأة..
الإخراج والمناظر والديكورات وأداء الممثلين كان جيدا، وعلي مستوي فكرة الفيلم فهو يطرح قضية هامة جدا للمناقشة وهي هل حرية المرأة التي أتيحت لها في أمريكا لا تنتج مشاكل اجتماعية وعقد نفسية أكبر لدي الأبناء ولدي من يهمهم الأمر، حيث أن المرأة أصبح من حقها أن تنجب من أي رجل تريد وليست ملزمة أن تنسب طفلها لأب معين فبإمكانها أن تكتبه باسمها هي وتتولي رعايته وحدها، وتصبح أما عزباء دون رجل أو أسرة.
لكن هل هذه الحرية التي أتيحت للمرأة يتم التعامل معها في المجتمع الأمريكي بهذا المستوي من القبول، أم يعاني الطفل الذي ليس له أب من شعور أنه طفل غير طبيعي وأنه لا يعيش حياة طبيعية في أسرة مكونة من أب وأم وأشقاء، حيث أن القيمة الأهم هي للأسرة المثالية والنموذجية، وإن ما أتيح للمرأة من حرية إنما هو علي هامش المجتمع وينظر له باعتباره أمرا غير مألوفا وغير طبيعي.
وهذا ما حدث ل”بورثيا” التي شعرت بكونها طفلة وحيدة طوال عمرها ليس لديها أب أو أشقاء أو حتى أما طبيعية كالتي تراهن حولها في المدرسة وفي المجتمع، مما خلف لديها عقدا كثيرة وجعلها لا تتردد في التخلي عن طفلها.
كما أن فكرة التخلي عن الطفل من قبل الأم بإرادتها الحرة، رغم أنه مشرع قانونا لكنه يخلف مشاكل اجتماعية ونفسية كثيرة، حيث يجد الطفل نفسه كائن مهمل من أقرب إنسان لديه، أمه التي أنجبته ووضعته في رحمها، فيشعر أنه مرفوض وغير محبوب، ويظل طوال حياته يعاني من تلك الفكرة حتى لو وجد أسرة طيبة ترعاه. والأم نفسها قد تندم بعد فوات الأوان وتشعر بحجم الجرم الذي فعلته بتخليها عن طفلها.
لكن هل يطرح هذا تساؤلا حول أن الحريات التي ايتحت للمراةفي أمريكا مضرة بحد ذاتها أم تعامل المجتمع معها هو ما جعلها غير نافعة.
الفيلم ..
تم إخراج الفيلم من قبل Paul Weitz.وكتابة الفيلم من قبل Karen Croner. تم تصوير الفيلم في New York City، وعرض الفيلم لأول مرة في أمريكا في 22 مارس 2013. بلغت تكلفة إنتاج الفيلم حوالي 13 مليون دولار بينما حقق أرباحاً تقدر بـ 18,007,317 دولار.