24 فبراير، 2025 12:47 ص

فيلم 10 Things We Should Do Before We Break Up حين تبتعد الأفلام عن معايشة الواقع

فيلم 10 Things We Should Do Before We Break Up حين تبتعد الأفلام عن معايشة الواقع

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم 10 Things We Should Do Before We Break Up هو فيلم رومانسي أمريكي صدر في 2020 لكنه فقير على مستوى الفكرة والصورة ومعالجة الأحداث، حيث يطرح فكرة وحيدة وهي أن علاقات الحب غالبا ما تنتهي بالانفصال،لأنها تبدأ بحماس وأجواء رومانسية حالمة ثم تتحول لعلاقة ضاغطة على الطرفين ومنهكة لهما إلى أن تؤثر عليهما بالسلب تماما فيتحتم الانفصال.

الحكاية..

يبدأ الفيلم بالبطلة “ابيجيل” وهي تستيقظ مندهشة وبجوارها رجل، وتبدو على وجهها مشاعر اندهاش واستغراب، ثم يحتضنها الرجل ويشدها إليه وتشعر هي بالغرابة لأجل ذلك، ثم تفرش أسنانها معه في الحمام ويقفان معا أمام المرآة لفعل ذلك، ثم تذهب مسرعة ومعها جيتار لتضعه في خزانة مدرسة ثم بعد ذلك تحدث طفليها على الانترنت.

ثم عنوان مكتوب “اليوم السابق” لتبدأ الحكاية، حيث تنزل “ابيجيل” لمقابلة شخص ما يطلب منها بإلحاح ذلك، وهي تحتسي المشروب في المطعم يجلس بجوارها رجل ويحادثها بكلام غريب، عن العناق، وترد عليه بلا مبالاة، ثم تكتشف أنه هو الشخص الذي تعرفت عليه على الانترنت وطلب منها النزول لمقابلته. ثم يتبادلان الحديث والشراب ويثملان ويحكي لها الرجل “بنيامين” أن علاقة الحب تبدأ جميلة وسعيدة ثم تتحول إلى خنق للطرفان وتحميلهما العبء، حتى تصل إلى مرحلة تعد فيها علاقة الحب أذى يقع على الطرفين، وعند ذلك الحد لابد وأن يحدث الانفصال، ويتمادى “بنيامين” وتجاريه “ابيجيل” فيأخذ ورقة ويكتب عشر أشياء لابد أن يفعلاها قبل الانفصال وهما حتى لم يبدآ في علاقة حقيقية.

ما قبل الانفصال..

ويفكر كلا منهما في أشياء يود فعلها، هو يتذكر أشياء فعلها مع جده وهي أيضا تتمنى أشياء، ثم تطرح هي فكرة إنجاب طفل فيفزع هو ويقول لها أن الأطفال أعباء ثقيلة، وأنه لا يريد إنجاب طفل أبدا، فتقرر هي الرحيل لكنه يستبقيها ويقول لها أنه غير مستعد لرحيلها، ويفكران في الذهاب للتنزه في سيارة أجرة على أحد الكباري لكن تشتعل اللهفة بينهما ويتبادلان القبل في السيارة، ثم يذهبان إلى منزله ويمارسان علاقة جسدية بحتة.

ثم لا يتقابلان، ويمر شهر، نعرف ذلك كمشاهدين من عنوان مكتوب “وبعد مرور شهر”، لتكتشف “ابيجيل” أنها حامل، وتطلب مقابلة “بنيامين” وتخبره بعد تردد أنها حامل فيصاب بنوبة رعب ويحتاران ماذا سيفعلان، ويظل هو محتار متنقلا ما بين الخيارات إجهاض الطفل أو الإبقاء عليه، ويعترف هو أنه لا يحب أن يتحمل مسؤولية هذا الطفل وأنه لا يريد أن يكون له طفلا من الأساس.

إنجاب الطفل..

ثم يمارسان علاقة جسدية مرة أخرى، ويحاول هو تقبل فكرة أن يكون له طفلا من “ابيجيل”، ويظل يتحدث طوال الوقت عن فكرة إنجاب الطفل في حين أنها ترجح اختيار الإجهاض، لكنها تنتظر حتى تتضح الأمور أمامها، ويطلب منها هو مواعدة حقيقية ويحاول التقرب منها والقيام بدور الحبيب وتخشى هي أن تعرفه على طفليها، لكنها تأخذه إلى بيتها وتطلب منه الرحيل قبل استيقاظ الأطفال، لكن يلمحه ابنها ويقابله الطفلين مقابلة جافة، لكنه يصر على الاستمرار ويحاول التقرب من الطفلين، وينتقل للعيش مع “ابيجيل” في بيتها، وتبدأ التفاصيل بينه وبين الطفلين و”ابيجيل” ويحدث تقارب هادئ.

في احد الأيام تأتي سيدة عند بيت “ابيجيل” وتقابلها وتقول لها أن “بنيامين” اتصل بها وأخبرها بأمر الحمل وأنه قال لها أنه مضطر للعيش مع “ابيجيل” لأنها حملت بطفله، فتغضب “ابيجيل” وتطرده من المنزل لأنه أولا اتصل بحبيبته السابقة، وثانيا لأنه يتعامل معها فقط لأنها حملت منه عن طريق الخطأ، وتنهار وتبكي.

ثم يحاول “بنيامين” استرضائها ويعود مرة أخرى، ويظل يتعامل بود معها ومع الطفلين وتشعر “ابيجيل” بالاستقرار وتقرر الإبقاء على الطفل الذي في رحمها لأنها تشعر بحب نحو “بنيامين” كما أنه يتحدث دوما عن إمكانية الزواج منها.

طلب الزواج..

ويعيشان في بيتها كزوجين ويطلب منها بغتة ودون مقدمات أن تتزوجه وهي لا تعرف بماذا ترد لكنها توافق لأنها تحبه. ويبدأ الطفل ينمو في أحشائها وهو يعيش معها التفاصيل لحظة بلحظة، لكن تلاحظ هي أنه لم يعد يتلهف على ممارسة الجنس معها، وأنه يبتعد جسديا عنها،  ثم تظهر حبيبته السابقة أمام المنزل وتطلب منه أن تحتسي معه مشروب فلا يستطيع المقاومة، ويظل معها وينسى حضور تدريب الرقص مع طفلة “ابيجيل”، ثم يتأخر في العودة إلى المنزل. وعلى المائدة تسأله “ابيجيل” عن سبب تأخره فيراوغ ويتحجج بمشاكل العمل وتعطل المترو، ثم حين يتشاجر الطفلان يصرخ فيهما.

وعند الذهاب للنوم تقول له “ابيجيل” أنها ترفض أن يصرخ على طفليها كما فعل، ويقول لها أنها لم تحسن تربية طفليها وأنها غير حازمة معهما، ويتطور الشجار بينهما بعد أن تشعر “ابيجيل” أنه لم يعد مهتما بها وبطفليها، وتطلب منه الرحيل ويرحل بعد أن يلقى نظرة علي “ابيجيل” وهي تنام بجوار الطفلين.

الولادة والبقاء وحيدة..

ثم تلد “ابيجيل” الطفلة ويكون “بنيامين” معها بالإضافة إلى صديقتها المقربة التي كانت تحثها منذ البداية على إجهاض الطفلة، ثم مشهد أخير ل “ابيجيل” مع أطفالها الثلاث وحدها وهي تتنزه معهم في إحدى الحدائق، مما يعني أنها ظلت أما عزباء تربي ثلاثة أطفال بمفردها وأن “بنيامين” تركها وعاش حياته الفوضوية.

الإخراج متوسط، والفيلم فقير على مستوى الصورة والديكور، كمشاهدة لم أحب المناظر في الفيلم وحتى الأماكن لم تكن مبهجة أو تبعث على الفرح، حتى في تلك الفترة التي كانت فيها علاقة “ابيجيل وبنيامين” في البداية، إنما شعرت بالكآبة من أول مشهد في الفيلم حتى آخر مشهد، الإيقاع بطيء وهادئ لدرجة تبعث على الملل، وأداء البطلة كان هادئا ومملا أيضا وانفعالاتها وتعبيرات وجهها واحدة في كل المواقف، بينما البطل كان أداءه أفضل.

فكرة أحادية..

وعلى مستوى المعالجة والسيناريو فقد طرح الفيلم فكرة واحدة ظل يدور حولها، ولم يهتم بطرح حياة البطلين على تنوعها وثراءها، فلم نعرف ماذا تعمل “ابيجيل” ولم نراها إلا وهي تضع الأشكال بجوار بعضها البعض وتحرك الصور على شاشة الكمبيوتر، ولم نعرف ماذا يعمل “بنيامين” الذي كان يردد أنه سافر إلى عدة دول وأنه كان يركب الأمواج، وأنه لا يحب حياة الاستقرار وأنه لا يستمر في علاقة عاطفية أكثر من ستة أشهر.

كما لم يهتم الفيلم بعرض شخصيات أخرى إلا قليلا وبما يخدم الفكرة الأحادية للفيلم، فعائلة “ابيجيل” نراهم مرة واحدة في مشهد ممل وبطيء لا تقول فيه الشخصيات أشياء كثيرة، وصديقتها المقربة نراها وهي تتجادل مع “ابيجيل” حول الإجهاض، أو مرة وهي تقابل صديق لها ونعرف أنها لا تستمر في علاقة واحدة هي أيضا، وإنما تنتهي علاقات الحب لديها سريعا.

مشهد الولادة سريع وخاطف، مشهد رؤية الطفل في السونار لم تهتم المخرجة بإبراز رد فعل البطل مع أنه كان أمر هاما، مشاهد كثيرة تم تناولها بشكل خاطف، لأن المخرجة أرادت أن تؤكد على فكرتها الأساسية وفقط على حساب الثراء في تناول الأحداث وردود أفعال الشخصيات، وتقديم رسم عميق لهذه الشخصيات وتوضيح خلفياتها وتاريخها وأشياء عنها.

وعلى مستوى تلك الفكرة الأحادية، التي أصر الفيلم على تناولها مضحيا بعمل فيلم مليء بالأحداث والشخصيات، فقد كانت فكرة أن الحب عبء وأنه ينتهي نهاية بشعة رغم البداية الجميلة، ليست فكرة تستحق ذلك الاحتفاء. كان من الأولى أن يرصد الفيلم بشكل حقيقي معاناة أم عزباء مع تربية ثلاث أطفال، وكيف أنها تعاني لكي تعمل وترعى أطفالها في ظل عدم وجود رجل يريد مشاركتها هذا العبء. لكن على العكس من ذلك ظهرت “ابيجيل” راضية وهي ترعى أطفالها ولا تشكو أبدا، وتتعامل مع أمر رعاية الأطفال كأنه أمر سهل وبسيط،  رغم أن ذلك يحرمها من إقامة علاقات حب وعلاقات جسدية مشبعة، حتى حين انفصلت عن “بنيامين” لم يكن رد فعلها على مستوى الحدث. وكأن المخرجة أرادت أن تبين أنه أمر طبيعي أن تعيش الأم بمفردها وترعى أطفالها وأنه أمر لا توجد به أية مشكلات أو أية معاناة أو أعباء سواء حياتية أو اجتماعية أو اقتصادية.

كما لم يحاول الفيلم مناقشة فكرة العلاقات الجسدية التي قد تنتج عنها مشكلة إنجاب الأطفال، وتأثير ذلك عليهم أو مناقشة فكرة غياب الأب عن الأسرة وتأثيره النفسي على الأطفال، بل بدا الأطفال وكأنهم لا يعانون من مشكلات افتقاد الأب ودوره الهام في تنشئتهم، بل حتى طليق “ابيجيل” بدا حنونا وطيبا معها يحتضنها حين تنهار نفسيا، وإذا كان بمثل تلك المراعاة فلم فشلت حياتهما الزوجية، أشعر كمشاهدة أن الفيلم بعيدا عن الواقع الحقيقي للزواج وعلاقات الحب في أمريكا، وأعباء الأمومة ومشاكل الأطفال وأنه قرر أن يجسد فكرة ما بشكل خيالي وفقط .

الفيلم..

صدر في 2020 من إخراج “جالت نيدرهوفر” وكاتب السيناريو “جالت نيدرهوفر” وفريق التمثيل “كريستينا ريتشي، هاميش لينكلاتر، ميا سنكلير جينيس”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة