20 سبتمبر، 2024 4:18 ص
Search
Close this search box.

فيلم “وداعا يا غرامي”.. الفوارق الطبقية تنتج علاقات حب حزينة

فيلم “وداعا يا غرامي”.. الفوارق الطبقية تنتج علاقات حب حزينة

خاص: كتبت- سماح عادل

فيم “وداعا يا غرامي” فيلم مصري أبيض وأسود يحكي قصة حب رومانسية مأساوية، ويناقش قضايا اجتماعية هامة في ذلك الوقت.

الحكاية..

يبدأ الفيلم ب”رشاد” المحامي الذي يقابل سيدة تستشيره في أمر زواجها مرة أخري بعد وفاة زوجها مع وجود أطفال لها، ويحكي لها “رشاد” حكاية هامة كإجابة لها علي ما تستشيره فيه، ويبدأ الحكي بصوت “رشاد” الذي يقوم بدوره الممثل “عماد حمدي”. ثم بالفلاش باك تبدأ الحكاية من أولها “رشاد” طالب في البكالوريا أبوه رجل عجوز يعاني من الأمراض وأمه ترعاه، ويتردد عليهم موظف في شركة التأمين ليحصل أقساط التأمين علي حياة الوالد يدعي “سليمان أفندي” يقوم بدوره “فريد شوقي”.

يسكن “رشاد” في حي شعبي وجيرانه سيدة لديها ابنه شابة هي “فكرية” التي تقوم بدورها الممثلة “فاتن حمامه” و”فايز” الطفل الذي يقوم “رشاد” بتدريسه، وفتاة أخري إيطالية تتعامل معهم كأخت .

هناك علاقة حب تنشأ ما بين “رشاد وفكرية”، و”رشاد” ينتوي إن ينهي البكالوريا ويلتحق بكلية الحقوق، لكن يموت والده وتتولي أمه أمر الوصاية عليه، خاصة وأن الوالد كتب لها جميع الممتلكات.

إغواء..

تستلم والدته لإغواء “سليمان أفندي” الذي يتبين فيما بعد أنه مقامر، ويحتسي الخمر ويصاحب الراقصات ولكي ينفق علي هذه الحياة يتزوج من نساء يمتلكن أموالا، وهذا ما حدث مع أم “رشاد” التي تزوجت من والده وهي في عمر السادسة عشر بينما والد “رشاد” كان قد تخطي الأربعين، ثم بعد وفاة زوجها حاولت استعادة حياتها بالزواج من “سليمان أفندي” .

يعترض “رشاد” لكن لا حيلة له لأن أمه تملك كل شيء، يظل يشاهد أمه وهي تضيع الأموال التي يأخذها منها زوجها مرة بالحيلة ومرات بالقوة. ثم يشعر “سليمان أفندي” بتهديد “رشاد” فيوصي عليه ـحدهم لكي يطلب إلي التجنيد، ويجبر والدته علي الامتناع عن دفع البدل الذي كان يدفع للإعفاء من التجنيد.

التجنيد..

ويذهب “رشاد” إلي العسكرية ويعمل بمثابة خادم للرتب الأعلي ويحرم من “فكرية” ويقرر الامتناع عن الرد علي رسائلها لكي يتركها تبدأ حياتها مع رجل آخر. لكن “فكرية” تعاني أشد المعاناة من هجر “رشاد” وغيابه، وتحزن الأم علي ابنتها فتموت، فكرية يزوج عمها برجل عسكري غني يدعي “صبحي بيه” يقوم بدوره الممثل “عباس فارس”.

يتفاجأ “رشاد” حينما يلتحق بالخدمة لدي هذا الرجل الغني إن “فكرية” قد تزوجت منه، ويقرر أن ينتقل من الخدمة لديه إلي مكان آخر، وتحزن “فكرية” وتطلب منه مقابلته في غرفة المكتب ليلا في رسالة ورقية ترميها له من النافذة.

موعد..

يذهب”رشاد” إليها وتحكي له “فكرية” ما حدث بعد غيابه في العسكرية، وتطلب منه ألا يرحل، لكنه يصر علي رأيه ويحاول مواساتها، وأثناء ذلك يدخل أخو “صبحي بيه” ليسرق من مكتبة بعض النقود، ويراه “رشاد وفكرية”، ثم يخرج “رشاد” من باب الفيلا لمكان نومه تراه إحدي الخادمات التي تقوم بحراسة الفيلا.

وفي الصباح يكتشف “صبحي بيه” سرقة مكتبه ويجمع الخدم، وتقول الخادمة أن “رشاد” كان موجودا في الفيلا ليلا، ويضطر “رشاد” إلي الاعتراف بجريمة السرقة خوفا من فضح أمر “فكرية”، ثم يعترف أخو “صبحي بيه” بالسرقة، ويندهش الزوج من اعتراف “رشاد” ويحاول معرفة الحقيقة لتعترف”فكرية” بأنه كان خطيبها.

غيرة..

هنا تثور غيرة “صبحي بيه” ويقرر قتل “رشاد” لكن تجري “فكرية” عليه محاولة أن تحميه فتقتل هي مكانه، وتنتهي قصة الحب نهاية مأساوية. لكن يواصل “رشاد” حياته ويحصل علي البكالوريا ويصبح محاميا، لكنه لا يتزوج ويرعي والدته التي كانت السبب فيما جري له. ينتهي الفيلم علي “رشاد” وهو ينصح السيدة ألا تؤذي أطفالها وألا تعبث بحياتهم مع رجل لا تعرف نواياه.

الفيلم من حيث الإخراج والديكور والحوار والقصة جيد، وكانت هناك أدوار متعددة وقصص ثرية.

الأم لأطفالها..

علي مستوي الأفكار طرح الفيلم عدة فقضايا هامة أولها الفارق الكبير في السن ما بين الزوجة والزوج والذي يؤدي إلي مشاكل اجتماعية أكبر، حيث يتأثر الأبناء وقد تضيع حياتهم نتيجة شعور الأم أنها فقدت شبابها مع زوج أكبر منها بسنوات كثيرة، ثم تهورها واختيارها لزوج غير مناسب قد يتسبب في شقاء أطفالها. لكن هل يعني ذلك أن تحرم الأم التي يموت زوجها من أن تواصل حياتها بعده، ربما يقصد الفيلم ذلك وترسيخ فكرة أن الأمومة تتعارض مع حق المرأة في أن يكون لها حياة زوجية سعيدة أو يكون لها شريك وحبيب وزوج. وربما هذا تطرف من قبل الكاتب كان من الأولي التأكيد علي فكرة اختيار الزوج المناسب الذي يرعي الأطفال ويكون أب لهم أو علي الأقل لا يؤذيهم.

فارق طبقي هائل..

وهناك رصد لفكرة الفارق الطبقي الكبير، حيث أن “رشاد” يصبح سائقا لدي رجل أغني منه والذي يستطيع بأمواله أن يتزوج من فتاة صغيرة وشابة مثل “فكرية”، فتتاح الفرص فقط للأغنياء بينما الفقراء ومتوسطي الحال توضع أمامهم العقبات. فيفصل ما بين “رشاد وفكرية” فارق طبقي هائل، ولا نعرف هل الكاتب استلهم تلك القصة من الأدب الغربي أم أنها تعبر عن المجتمع المصري في فترة الخمسينات.

كما لا نعرف عن التجنيد في تلك الفترة هل كان مسموحا للأغنياء ومن يمتلكون المال الإعفاء من التجنيد إذا دفعوا بدلا، وبالتالي زيادة وتيرة الفارق الطبقي الهائل حيث يخضع للتجنيد الفقراء والمعوزين، ويتم استخدامهم كخدم للطبقة العليا لا كجنود يحمون الوطن، ويقضون في التجنيد هذا سنوات عديدة تؤثر علي حياتهم فيما بعد.

كما يحكي الفيلم عن العلاقة الطبيعية ما بين الأجانب وما بين المصريين حتى أنهم كانوا يسكنون بيوت واحدة ويتعاملون بمحبة وود، كما رصد سلبية القمار، وأنه عادة سيئة قد تؤدي إلي كوارث اجتماعية. لكن هناك مبالغة في مأساوية القصة بموت “فكرية” وبقاء “رشاد” وحيدا طوال حياته.

الفيلم..

“وداعا ياغرامي” فيلم دراما رومانسى مصري صدر سنة 1951. من إخراج وتأليف “عمر جميعى”. وبطولة “عماد حمدي، فاتن حمامة، زينب صدقي، فريد شوقي، عباس فارس”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة