14 نوفمبر، 2024 1:33 م
Search
Close this search box.

فيلم “نهاية حب”.. الفتاة الغنية تصادق الرجال والفقيرة تتهم بالخطيئة

فيلم “نهاية حب”.. الفتاة الغنية تصادق الرجال والفقيرة تتهم بالخطيئة

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم “نهاية حب” فيلم مصري أبيض وأسود، مقتبس من قصة عالمية، لكنه عالجها بمنظور مصري، وتدور حول خيانة عهد الحب والغدر بالحبيبة.

الحكاية..

يبدأ الفيلم بالبطل “أحمد” الذي يقوم بدوره الممثل “شكري سرحان” حيث يقف منتظرا “فاطمة” التي قامت بدورها الممثلة “ماجدة” لكي يتقابلا، وتقوم “سوسن” التي قامت بدورها الممثلة “صباح” بطرطشة مياه عليه بسيارتها الفارهة، وحين يعترض تخبره “فاطمة” أنها ابنة صاحب المصنع. يطلب “أحمد” من “فاطمة” نقود بالاحتيال لكي يشتري كتابا للدراسة وتعطيه من أجرها وهي العاملة الفقيرة، ثم يأخذ النقود ليشرب بهم خمرا في أحد البارات بصحبة ثلاثة من زملائه.

وحين يرجع في آخر الليل تنتظره فاطمة لتطمئن عليه ويخبرها أنه قد اشتري الكتاب وذاكر كما وعدها، وحين يدخل إلي منزله تستقبله أمه بفرح وتحضر له العشاء، لكن يعكر صفوهما الوالد السكير الذي يقوم بدوره الممثل “محمود المليجي”. وتلوم الأم الأب وتتهمه أنه هو الذي يمثل قدوة سيئة بالنسبة لابنه وتتشاجر معه بصوت عال.

سطو..

ثم يفكر زملاء “أحمد” أن يقوموا بالسطو علي محل بقالة لكي يستخدموا النقود في جلب الشراب، ويقنعون “أحمد” بمشاركتهم لكنه يجبن ويقف ورائهم، وحين يقتلون صاحب البقالة يهرب ويتركهم ويذهب إلي المنزل ويدعي أنه يذاكر، لكن البوليس يقبض عليه بعد أن يعترف عليه زملائه، ويحكم عليه بالسجن لكن عقوبة مخففة، في حين يأخذ زملائه عقوبات كبيرة.

وفاطمة التي تحبه والتي تعيش مع أمها الكفيفة لا تتركه، وإنما تواظب علي زيارته في السجن، كما ترعي والدته التي أصابها سجن ابنها بالشلل وتركها زوجها السكير وتزوج بأخرى.

إخلاص..

تواظب “فاطمة” علي جلب الدواء لأم “أحمد” ورعايتها، وحين تحدث المصادفة وتتعرف علي “سوسن” ابنة صاحب المصنع، حين تصطدمها بسيارتها وتصر “سوسن” علي إعطاء “فاطمة” هدية كتعويض، وقتها تخبر “فاطمة” “سوسن” عن “أحمد” وعن حاجته للعمل بعد خروجه من السجن. وتساعده “سوسن” في الحصول علي وظيفة. ثم يثبت “أحمد” شجاعته حين يتصرف في أحد المواقف الخطرة التي جرت في المصنع ويقوم بإصلاحها فيهتم به المدير.

حب..

وحين تراه “سوسن” يعجبها وتسعي وراءه وهو من جانبه يتقرب إليها، وتشعر “سوسن” ناحيته بالحب، وأبوها يرقيه في منصب سكرتير له. وفي أحد الليالي حين تدعو “سوسن” “أحمد” ليحضر حفلة من حفلاتها ويعود إلي المنزل وهو مثقل بالشراب، تقابله “فاطمة” علي السلم كعادتها لتطمئن عليه فيحدث بينهما اتصال حميمي، ويصور الفيلم ذلك الاتصال بتصوير تقليدي يستخدم في مثل تلك المشاهد، وهو حدوث برق في السماء وقيام أمها من النوم فزعة بعد أن حلمت بابنتها حلما سيئا، ثم تدخل “فاطمة” وهي تبكي وتملأ كوب الماء لأمها ويسقط منها علي الأرض ينكسر، كل ذلك المشهد كناية عن خسارة “فاطمة” الكبيرة.

علاقتين..

ثم يستأنف “أحمد” حياته بشكل طبيعي ويواصل تقربه من “سوسن” التي تفرح بوجوده وتحبه وتقربه إليها، حتى أنها تفاتح والدها في علاقتها ب”أحمد”، ويبدي والدها اندهاشا لكنه يؤجل اتخاذ القرار حتى يعود من سويسرا بعد شهرين ويعطيها فرصة لتفكر.

وأثناء ذلك يظل “أحمد” علي علاقة ب”سوسن”، وحين تحاول “فاطمة” التحدث معه يوهمها أن يحبها هي وأن تلك الشائعات التي سمعت بها عن علاقته ب”سوسن” غير حقيقة. وحين تعبر “فاطمة” عن خوفها من أن يتركها “أحمد” يؤكد لها علي التزامه بالعلاقة بينهما، وتصدقه “فاطمة” نتيجة لطيبتها المفرطة.

خطبة..

وتعلن خطبتهما، ويصارحها “أحمد” أنه اختار أن يتزوج من “سوسن” ويحاول التهرب منها ومن وعوده، لكن “فاطمة” تخبره بأنها تحمل طفله في أحشائها، فيضطر “أحمد” أن يعود إلي الكذب علي “فاطمة” وبعدها بالزواج، علي أن يحاول التهرب من “سوسن” دون أن يطرد من مصنع أبيها. حتى عندما تري “سوسن” وهي تأتي إلي منزل “أحمد” بسيارتها الفارهة تظل “فاطمة” تصدق أن “أحمد” سيفي بوعده وسيتزوجها هي وأنه سيحاول أن يبتعد عن “سوسن” ويجعلها تكرهه.

قتل..

وتمر الأيام و”أحمد” يواصل مقابلة فاطمة وإمطارها بالوعود، ومواصلة مقابلة “سوسن” وضمان استمرار حبها له، ثم يأخذ “فاطمة” إلي المراجيح ويوافق علي أن تركب المراجيح العالية، وحين تتحدث إليه وهم داخل اللعبة يدفعها عنه بعيدا لتسقط من علي اللعبة وتموت في الحال. ويسرع “أحمد” بالهروب من موقع الجريمة ولا يشك فيه أحد.

وحين يعلم صاحب المصنع بموت “فاطمة” يصرف لأمها مكافأة كبيرة، وتبلغ من “أحمد” الدناءة أن يجمع تبرعات من عاملات المصنع لأجل أم “فاطمة” لكي يستولي علي الأموال التي صرفها صاحب المصنع ويذهب إلي أمها ليعطيها المبلغ الذي جمعه.

لكن صديقتها في المصنع تشك به وتذهب إلي أم “فاطمة” لتبلغها بأمر شكها في أن “فاطمة” قد قتلت لأنها عرفت منها أنها حامل، وتقول لها أنها تشك في “أحمد” لأنه هو الذي جعل ابنتها تحمل.

ردع..

وتبلغ الأم الشرطة ويقبضون علي “أحمد” يوم حفل زفافه وتتم محاكمته ويعترف بجريمته، بعد أن يقوم الشهود بتأكيد قتله ل”فاطمة”، ويحكم عليه بالإعدام وينتهي المشهد ببكاء “سوسن” وهي تذهب لمقابلة “أحمد” وتلومه علي طيشه وعلي ما فعله بها وب”فاطمة”. الإخراج جيد، والمناظر والديكورات، وكان أداء الممثلين متوسط،

تنميط شخصيات النساء..

أما علي مستوى فكرة الفيلم فهي فكرة مقتبسة لكن تم تمصريها واستخدام ملامح وتفاصيل مصرية علي القصة.لكنها وكعادة معظم الأفلام المصرية صورت نمطا من النساء لا تتنازل عنه تلك الأفلام، نموذج المرأة الطيبة المستكينة الضعيفة التي تحب لأقصى الحدود وتضحي لأجل حبيبها وتصدقه بسذاجة، حتى حين يعتدي عليها لا ترفض وإنما تستجيب في ضعف واستكانة لرغباته دون أن يكون لها رأي، بل تشعر بشعور الضحية بشكل مبالغ فيه، بل وتشعر بالذنب لكونها استجابت لرغبات حبيبها وتدين نفسها وتصدق كونها خاطئة وسيئة اجتماعيا.

لكن هنا “فاطمة” لم تعتبر نفسها خاطئة إنما فقط كانت تبكي لأنها أصبحت ضحية وكأنها لم تكن تستجيب لعمل اتصال حميمي مع الرجل الذي تحبه بإرادتها.

فضلا عن النمطية في تصوير مشاهد الاتصال الحميمي بين المحبين والذي صوره الفيلم في صورة برق في السماء من النافذة وحلم سيء تحلمه الأم وكسر كوب الماء الذي سقط من يد “فاطمة”.

ورغم أن القصة مقتبسة لكن كان التأثير المصري واضحا في تنميط صورة المرأة وجعلها في صورة أدني من الرجل، خاصة المرأة الفقيرة، فهي مستكينة مغلوبة علي أمرها ساذجة ويمكن التغرير بها بسهولة. ومن الملاحظ أن شخصية المرأة الغنية لم تكن شريرة، لكن غلب عليها التنميط أيضا، حيث غالبا ما يتم تصوير الأغنياء علي أنهم يسعون إلي اللهو والعبث، وكثرة الفسح والحفلات والاستمتاع بالملذات، كما كانت لها الحرية في اتخاذ أصدقاء من الرجال، حتى أن أبيها نفسه كان يوافق علي ذلك، ويتحدث عنه بطبيعية. وكأن هذا الامتياز مسموح للنساء من الطبقة الغنية فقط، في حين ترجم الفتيات الفقيرات وتتهمن بالخطيئة إذا وقعن في الحب وفي التواصل مع الحبيب.

الفيلم..

إنتاج 1957، المدة: 100 دقيقة، القصة الأصلية: فيلم: “مكان في الشمس” (جورج ستيفنس)، قصة وسيناريو وحوار: محمد عثمان، إنتاج: أفلام حسن الصيفي، إخراج: حسن الصيفي. تمثيل: “صباح، شكري سرحان، ماجدة، سراج منير، فردوس محمد، علوية جميل، محمود المليجي، عبد السلام النابلسي، عدلي كاسب، ثريا حسن، عبد المنعم بسيوني، عبد العزيز غنيم، إبراهيم حشمت، عبد الحميد بدوي”.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة