خاص: كتبت- سماح عادل
فيلم “مستر اكس” فيلم مصري، يحكي حكاية كوميدية طريفة عن رجل يعادي الزواج، ويساعد الرجال علي التخلص من قيود الزواج والحصول علي الطلاق. ويعدد الفيلم مساوئ الزواج.
الحكاية..
يبدأ الفيلم بطابور من الرجال ينتظرون في مكتب لكي يصوروا أفلام فيديو مع فتاة تضع باروكة شقراء، وتحاول الفتاة عمل أكبر عدد من الفيديوهات مع هؤلاء الرجال ونعرف أن “مستر إكس” هو الذي يدير ذلك الأمر.
ثم نعرف أنها مؤسسة ما تقوم باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا، يتواصل معها أي رجل يود التخلص من زواجه، وتساعدهم مؤسسة “مستر إكس” علي تلفيق حكاية وهمية لكي تطلب المرأة من زوجها الطلاق.
فنجد موسيقار متزوج من سيدة أغني منه وتعامله بقسوة شديدة، يسعي لأن ينهي زواجها معه، فيخبره “مستر إكس” أنه لابد وأن يفسد شهرته كموسيقي لأنها هو ما يجعل زوجته تتشبث به.
ورجل غني متزوج من فتاة جميلة وعارضة أزياء أوربية يحاول إجبارها علي طلب الطلاق دون أن تحصل علي نصف ثروته، كما يقضي القانون الأوربي فيساعده “مستر إكس” في أن يتحول إلي التدين، ولكن تلك الحيلة لا تنطلي علي الزوجة. فيقرر تغيير الخطة ويقوم بلعبة سباق علي الخيل، ويوهم الرجل زوجته أنه راهن بكل ثروته في هذا السباق وخسر، وتتركه زوجته. وهكذا تتكرر الحالات ويساعدهم “مستر إكس” في الخروج من رابطة الزواج المعقدة.
صدفة..
وحين يسافر “مستر إكس” اليونان لكي يساعد رجل الأعمال الكبير يقابل صدفة تلك الفتاة التي أصابته بعقدة، وجعلته يسعي إلي معاداة النساء، وهي فتاة اسمها “طيبة”. وتعامله “طيبة” بتعالي شديد ولا تقبل أن تعطيه رقم هاتفها، ويتذكر أنه سعي كثيرا في فترة الدراسة بالجامعة أن يتودد إليها وهي كانت تسخر منه وتعامله بتعالي وتكبر وسخرية.
ثم يعود “مستر إكس” إلي مصر، لكنه هذه المرة يعود وقد انفتح أمامه الأمل أن يتواصل مع “طيبة” مرة أخري، تلك الفتاة التي أحبها من طرف واحد ولم يصل إليها أبدا.
وتصادفه مرة أخري في مصر ويحاول التقرب منها وهي تعامله بجفاء، ثم تطلبه وتستنجد به وتخبره أن زوجها قد جلب بعض البلطجية لضربها. يحاول “مستر إكس” إنقاذها ثم تخبره أنها تريد أن تطلق من زوجها الذي يعاملها بقسوة شديدة، فيقوم بعمل خطة لها لتنقذها من زواجها البائس.
خسارة..
ويعترض الموظفون في مؤسسته علي أنه يساعد امرأة لأن جميع من يعملون معه يعادون النساء، حتي تلك المرأة التي تعمل في المؤسسة. ويخسر “مستر إكس” موظفيه ويهتم فقط بمساعدة “طيبة”، التي ينتهي زواجها. ثم يكتشف “مستر إكس” أنها كانت لعبة تورطت فيها “طيبة”، وأن من دبرها امرأة مناصرة للنساء وحقوقهن، وقد استخدمت “طيبة” لكي توقع ب”مستر إكس” وتقدمه للمحاكمة.
المحاكمة..
وننقتل إلي مشهد محاكمة “مستر إكس” الذي يعدد كل العيوب التي تنطوي علي الزواج وعلي المرأة في تعاملها مع الرجل. ثم ينكر كل الرجال معرفتهم ب”مستر إكس” وأيضا تنكر “طيبة” معرفتها به، وتنتهي المحاكمة براءته، وينتهي الفيلم بأن تعبر له “طيبة” عن حبها.
التماسك المنطقي..
الفيلم اعتمد علي الإبهار في الديكورات والسيارات الفارهة والأماكن الغالية من فنادق وشقق فاخرة، وافتقد للتماسك المنطقي وكان الاستسهال هو السائد في صناعة الفيلم، حيث المواقف غير المحبوكة والمبالغ فيها، وأداء الممثلين الذي يميل إلي السخرية ورمي الافيهات الساذجة، حتي المشاهد نفسها قامت علي فكرة الافيهات وليس الكوميديا التي تنبع من المفارقة.
كما اجتمع في الفيلم عدد كبير من الممثلين المشاهير، وشعرنا كمشاهدين أنهم يجاملون البطل بمنطق الأفراح، كل جاء ليقدم التهاني، كل ممثل له مشهد ومنهم من ظهر باسمه الحقيقي مثل “بيج رامي”، كما زادت نسبة السخرية والاستهزاء بأناس مشاهير وبأمور تخص علاقة الزواج، علي مستوى السيناريو كان ضعيفا ويقوم علي المجهودات الفردية للممثلين ليقوموا بقول جمل مضحكة ومواقف مضحكة.
وعلي مستوى الأفكار التي طرحت في الفيلم، رغم أنه استخدم فكرة جيدة وهي انتقاد الزواج والعلاقة بين الرجل والمرأة اللذان يدخلان في علاقة رسمية قانونيا ودينيا واجتماعيا، وكان من الممكن مناقشة هذا الموضوع المهم والحيوي بشكل جاد، إلا أن صناع الفيلم فضلوا الاستسهال والسخرية، وتناول البطل “مستر إكس” مساوئ النساء حين يدخلن في علاقة الزواج، حيث يملن إلي امتلاك الرجل والتحكم في تفاصيل يومه وحياته.
وتناولت في المقابل البطلة “طيبة” نقدا موازيا، حيث تكلمت عن حياة المرأة البائسة التي تظل رهينة الجدران في بيت والدها، ثم تذهب إلي زوجها ليقوم هو أيضا بامتلاكها، ورغم أن هذا الكلام براق ويوحي بأنه كلام ذا قيمة، إلا أنه تم تناوله داخل الفيلم كعلامة براقة دون معالجة حقيقية وجادة ورصينة.
الكارثة أن صناع الفيلم لا يعوون خطورة دور السينما في المجتمع وفي نشر الوعي وتنشئة الصغار، فجاءت بعض المواقف في الفيلم مخزية مثل مساعدة رجل الأعمال علي إجبار زوجته علي الطلاق وحرمانها من حق قانوني كفله لها قانون بلدها، بأن تحصل علي نصف ثروة زوجها، وكان الفيلم يشجع علي التحايل علي القانون، وأيضا لا يعترف بحقوق المرأة العادلة في علاقة الزواج.
وأيضا في مشهد المحاكمة شهد الرجال جميعا شهادة زور مع أنها محاكمة أمام القضاء، يقوم فيها الشاهد بترديد القسم. وكأنه من الطبيعي أن يقوم المرء بعمل شهادة زور أمام القضاء، وأيضا “طيبة” قامت بعمل شهادة زور ونفت معرفتها بالرجل داخل القفص وأنه “مستر إكس”. وتعامل صناع الفيلم مع الشهادة الزور علي أنها عمل بطولي وكان من الأولي أن يكون هناك مخرج آخر لتبرئة المتهم غير الشهادة الزور ومخالفة القانون والأخلاق.