6 أبريل، 2024 11:10 م
Search
Close this search box.

فيلم بيكاس.. سينما الشباب وإشكالية الطرح 

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتب- سعد ناجي علوان

سجلت السينما العراقية مابعد سنوات 2003 حضورا واضحا في مهرجانات مختلفة، أكده تميز المخرجين الشباب بما قدموه من أعمال حازت على جوائز متعددة، عن طريق الإنتاج الشخصي والمحلي و شمل هذا في الأغلب الأفلام القصيرة، أو تلك التي كانت تعتمد الانتاج المشترك مع جهات خارجية تهتم أو تشجع السينما…

في الأفلام الروائية الطويلة أو حتى الوثائقية الطويلة،دون أن ننسى أو نتغافل عما تفرضه شروط الإنتاج الخارجي، بما قد يخل بالجانب الفني للفيلم أو مايحصل من تشويه للفكرة الأساسية، أو القيام بتقديمها بصورة مبتسرة.. فلربما تكون جهات الانتاج جهات ربحية صرفة أو مؤسسات إنسانية يصعب عليها فهم الإطار الفني والعام للسينما، أو مؤسسات رسمية تعمل من أجل أجندات سياسية تحت غطاء دعمها للسينما، والأمر ينسحب مع كل ما تقدم على الجوائز التي تمنح للأفلام، فكلما كان التحضير للدعاية فخما وقويا مع شبكة علاقات جيدة كلما صعدت أسهم الفيلم في الترشيح للجوائز.

كما أن علينا ان لاننسى مقدار التعاطف الأنساني مع العراق بعد تغيير نظام الطاغية. .بعد ٢٠٠٣. من أجل المساهمة والمساعدة في خلق سينما عراقية ومجتمع يعاد لمدارات العالم بشكل طبيعي.. لكن هذا لايعني أن أفلامنا جرت على منوال ماتقدم من كلام ولا يستطيع أحد أن يلغي إبداعات شبابنا الواعدة وإنتاجهم الرائع واجتهاداتهم … إلا أنها فكرة عامة عما يحصل في السينما التي لاتملك رأسمال وطني وخبرات وطنية تقود الانتاج..

ولن يبتعد فيلم (بيكاس) كثيرا عن فواصل حديثنا السابق.. فالفيلم إنتاج سويدي ومن تأليف وأخراج العراقي الكوردي “كرزان قادر” ، هاجر للسويد بعمر ستة سنوات مع عائلته، حيث يتحدث الفيلم عن صبيين يتيمين”دانا–وزانا” (زمند طه – سروار فاضل) قتل أهلهم على يد نظام الطاغية صدام… وهما يحلمان بسوبرمان يغير أحوال البلد ويقضي على الطاغية ولذا يقرران السفر الى أميركا لمقابلة سوبرمان.. من أجل تحقيق حلمهم..

ولأداء المهمة يشتريان حمارا ليغادران القرية.. ومع فنطازية الحكاية وجماليتها واقتراب مسارها وظلال شخصياتها من الأفلام الإيرانية.. إلا أن فيلم (بيكاس) كان خاليا من تأثير البعد الفني والدرامي وصقل أبعاد الشخصية لمنحها فرصة الحضور المتميز ، مما جعله يعجز عن توظيف فكرته الأصلية ليبقى. يدور في فلك حكاية الصبيين وما يتعرضان له من مفاجآت معرقلة في الطريق….. ثم لن نعرف أننا في زمن الطاغية الا عندما يصلان لمرتين إلى سيطرة عسكرية …..

يتركهم بعدها السائق المهرب على قارعة الطريق بعد أن يضربهما بقسوة. يضطران إلى الابتعاد عن الطريق العام للسيارات المسرعة ليجدان أنفسهما أمام مفاجأة مخيفة في الطريق الترابي.. فقد تصور الأخ الأكبر “دنا” أنه يقف على لغم حقيقي من مخلفات العمليات العسكرية.. فيذهل ويمسكه الخوف فلا يتحرك…. لن يصدقه الأخ الأصغر “زانا” ويراه يمزح بإصراره على عدم التحرك من مكانه.. فيعمد إلى ضربه بمقلاعه الصغير لمرات كي يجعله يترك مكانه… لكن “دانا” يتقبل الألم من ضرب الحصى ولايتحرك من مكانه… ليسرع “زانا” في طلب المساعدة بعد أن صدقه.

يصل القرية العربية وهو يبكي فلا يهتمون له ويطردونه بقسوة ثم يكررون الأمر مع “دانا” نفسه.. حين يعرف بعد تعبه أنه يقف على لغم فاسد أو لعبة.. ليسرع للقرية بحثا عن أخيه.. ولايقدم الفيلم لنا سبب تصرف أهل القرية الغريب…. وقد سبق للفيلم أن قدم مشهدا يهزيء فيه من العرب بشكل غير مباشر… عندما يخاطب أحد الصبين رجلا كردي أعطاه ثمنا قليلا للحمار ..سائلا إياه.. هل أنت عربي ؟؟ وعند أستنكار الرجل أجابه الصبي ستقول لي عن الحمار بأنه حذاء.

يفرح الصبيان ببعضهما ويتعانقان في القرية.. بعدما بدت لهما الآن بعد التخلص من اللغم أهميتهما لبعض…ويعترف أحدهما للآخر بأنه سوبرمان ولا حاجة بعد ذلك في الذهاب إلى أميركا ….(بيكاس) فيلم جميل يضاف إلى المحاولات الشجاعة لخلق سينما عراقية رغم هناته وسقطاته الفنية والشخصية التي سيلاحظها المشاهد وبالخصوص المشاهد العراقي.

 

الفيلم..

https://www.youtube.com/watch?v=pWFwKJVgXm8

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب