11 أبريل، 2024 12:05 ص
Search
Close this search box.

فيلم آلة الزمن.. خيال علمي ساحر بطعم الهدوء

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم “آلة الزمن” إنتاج 1960، فيلم ساحر، يحكي عن السفر في الزمن، شاهدته وأنا طفلة على قناة التلفيزيون، غالبا هي القناة الثانية التي كانت تقدم أفلاما أجنبية في الثمانينات والتسعينات، انبهرت به انبهارا شديدا، وأخذت أحملق في شاشة التلفيزيون، وأنا أشاهد الملابس تتغير على المانيكان في محل الملابس، المواجه لنافذة المعمل الذي يجري فيه البطل “جورج” رحلته إلى زمن آخر.

دهشة كبيرة..

كنت أشعر بدهشة كبيرة والبطل يشاهد السنوات تمر أمام عينيه وهو ثابت في مكانه في المعمل، مكان ثابت وسفر طويل وشيق في الوقت، غالبا هو أول فيلم أشاهده عن السفر في الزمن، ومعرفتي الأولى بفكرة السفر في الزمن، التي أشعلت خيالي كثيرا وجعلت فكرة السفر في الزمن لها حظوة لدي في خيالاتي وأحلام يقظتي.

كنت أظنه فيلما طويلا ومليئا بأحداث مدهشة وتخطف الأنفاس، وظل في ذهني طويلا لكن لم أكن أعرف اسمه، ثم وقريبا حينما فكرت في مشاهدة الأفلام والكتابة عنها كانت لأفلام السفر في الزمن الأولوية في ذهني في أن أشاهدها، ولقد ساعدني الانترنت، ومشاهدين كثيرين، على استعادة لحظات الدهشة في طفولتهم من خلال مشاهدة أفلام، لم تكن لتتوفر لهم لولا وجود الانترنت، والذي يعد أبرع اكتشاف في أيامنا هذه.

شاهدت الفيلم مرة أخرى بخيال من تخلصت من انبهار الطفولة، فقدت كثيرا من دهشتي إزائه لكنه مازال ساحرا، صورة جميلة مليئة بالألوان وفائقة، وموسيقى تصويرية فخمة، أجواء نهاية القرن التاسع عشر وبداية لقرن العشرين.

بداية..

يبدأ الفيلم في بريطانيا القديمة، حيث الشتاء القارس، والناس يرتدون المعاطف الثقيلة، ويدخل أحد الأبطال إلى منزل فخم يبدو أنه لرجل من الطبقة الوسطى في بريطانيا، أثاث مختار بعناية وتحف مرصوصة على مدفئة.

يبدأ في يوم بعد بداية القرن بأيام قليلة، حيث يجتمع مجموعة من الأصدقاء في بريطانيا في منزل صديق لهم يدعى “جورج”، كان قد دعاهم على العشاء، وحينما تأخر جهزت مديرة المنزل لهم العشاء وطلبت منهم البدء بتناوله بناء على طلب مضيفهم، الذي سجل ذلك في رسالة مكتوبة، وهم يتناولون العشاء إذ ب”جورج” يدخل عليهم، مجهدا، ممزق الملابس يكاد يسقط على الأرض مغشيا عليه، ثم بعد أن تجرع شيئا من الشراب يحكي لهم، وتتالي المشاهد وصوت “جورج” يحكي في الخلفية.

يرجع بهم إلى ما قبل خمسة أيام، حيث يوم 31 ديسمبر 1899 وقد كانوا مجتمعين في منزله وقد جعلهم يشاهدون اختراعه، مجسم صغير لآلة الزمن، وشرح لهم كيف يعمل ثم جربه أمامهم واختفى المجسم، لكنهم لم يصدقوه جميعا، أربعة من أصدقاءه، ثم رحلوا وهم مندهشين مما يقول ليدخل إلى معمله، ويقرر أن يبدأ تجربته في السفر في الزمن، آلة فخمة، ثقيلة مجهزة بمعدن ومقعد ودائرة كبيرة في الخلفية، وبها ذراع يحركه من يجلس في آلة الزمن إلى الأمام أو الخلف بحسب الوقت الذي يريد الجالس داخل الآلة.

إلى المستقبل..

يقرر “جورج” أنه لا يريد أن يذهب للزمن الماضي، وإنما يريد أن يذهب إلى المستقبل لكي يرى مدى التقدم الذي وصل إليه البشر، ويعود ويفيد أقرانه ومجتمعه، يحرك ببطء الآلة فتمر بضع ساعات ثم يتخلص من خوفه ويسرع من حركة الذراع، وهو ينظر إلى النافذة التي تقع أمامه، فيري التغيير من خلال الملابس التي تتغير على مانيكان في فاترينة محل لخياطة أمام منزله.

ويقف عند 1917 ليجد ابن صديقه المقرب وقد التحق بالجيش هو أيضا مثل أباه، ويرى العربة التي كانت تجرها الخيول أصبحت تدار بموتور، ويعرف أن هناك حربا بدأت منذ 1914، وأن صديقه الوفي قد مات وأصر ألا يبيع منزله لأحد محتفظا به كما هو عند عودته، ويعرف أيضا أنه هو جورج لن يعود وسيختفي في سفره في الوقت.

ثم يعود إلى آلته، يسرع من جريان الوقت، يصل إلى منتصف الستينات، يجد الناس يهربون إلي الملاجئ خوفا من قصف بالأسلحة الذرية، وبالفعل يحدث القصف يتبعه بركان يجعل الأرض تنشق، ويغطي مكان بيته، الذي كان قد تدمر في الحرب العالمية الثانية في الأربعينات، ويظل “جورج” جالسا في الآلة لكنه تحت ركام من الأحجار، بل جبل كامل يجعله في ظلمة دامسة، فيسرع “جورج” من حركة الذراع ليتخطي قرونا من الزمان ومازال الظلام دامسا، حتى إن مرت قرون أخرى تظهر الشمس وتختفي الأحجار، فيوقف الآلة، يخرج، يجد أشجار وزورع جميلة وكبيرة، ويرى قاعة كبيرة شبه مهدمة، لكنه لا يجد بشرا، ثم وبعد بحث يجد بشرا في حياة شديدة البدائية، يرتدون ملابس بسيطة رجالا ونساء”.

لكنهم مثل الحيوانات، يأكلون ويشربون وفقط، ليس بينهم أي تواصل، يعيشون في فراغ كبير، لا يقرءون ولا يكتبون ولا يهتمون بأي شيء، وحين سأل عن الكتب وجدها قد تهالكت وأصبحت رمادا، وحينما حال الرجوع إلى زمنه كانت الآلة قد اختفت.

ليكتشف أن من يحكم هؤلاء البشر اللامباليين مجموعة من الوحوش، ربما هم نوع من البشر، يمتلكون الآلات، ويوفرون لهم الملبس والمأكل ثم يقتادون البشر إلى أماكنهم السرية تحت الأرض بصوت صفير رتيب ليأكلونهم، ينقذ “جورج البشر” الذي انقادوا، ويعلمهم كيف يواجهون هؤلاء الوحوش ويستجيبون له، ثم يراوغ الوحوش بعد أن قتل “جورج” عددا منهم، ويظهرون آلته لكي يستدرجونه ليقتلوه، لكنه يسرع ويشغل ذراع الآلة الذي كان قد احتفظ به في جيبه ويهرب منهم عائدا إلى زمنه.

العودة إلى المستقبل لإنقاذه..

يحكي لأصدقائه في عشاءه الذي دعاهم إليه، لكنهم لا يصدقونه أيضا ماعدا صديقه المقرب، وبعد رحيلهم يقرر العودة إلى البشر في زمن المستقبل لينقذهم، يحرك آلته قليلا بعيدا عن الوحوش الذين كانوا يحتجزونها، ويأخذ معه ثلاثة كتب فقط لينتهي الفيلم على ذلك.

كان هدف البطل من السفر في الزمن معرفة التقدم الذي وصل إليه البشر في المستقبل ليفيد به مجتمعه، لكنه وجد بدلا من ذلك الخراب نتيجة الحروب، ذلك الخراب الذي أفنى البشر، بحسب الحلقات المعدنية التي وجدها في المستقبل والتي سجل عليها بعد البشر حقائق عن فناء البشرية، ثم جاء صنف جديد من البشر يعامل كالحيوانات يربى ويسمن لكي يؤكل بعيدا عن المعرفة والحضارة، وهنا وجد البطل نفسه أمام تحدي هل يعود لزمنه وينسى، أم يحاول مساعدتهم على مواجهة مصيرهم ويبث فيهم روح التحدي، وقد اختار الحل الثاني.

يمتاز الفيلم بالإيقاع الهادئ، والموسيقى التصويرية الملحمية، وبصورة وألوان جميلة، واهتمامه بتفاصيل كثيرة تتناسب ووقت إنتاج الفيلم، وكان أداء الممثلين جميلا وساحرا.

تعريف..

فيلم “آلة الزمن” The Time Machine، فيلم خيال علمي، فيلم ديستوبيا، صدر في أمريكا في  22 يوليو 1960، مدة العرض: 103 دقيقة. مأخوذ عن رواية “آلة الزمن” التي صدرت في 1895 للكاتب “هربرت جورج ويلز”، السيناريو “ديفيد دونكان” الممثلين: “رود تايلور- الان يونغ- سيباستيان كابوت- ويت بيسيل)، التصوير “باول فوغل”، الموسيقى “روسيل غارسيا”. تم إنتاجه وإخراجه من قبل “جورج بال”.

الميزانية “872,000 دولار”، الإيرادات “2.61 مليون دولار”، حاز فيلم “آلة الزمن” جائزة الأوسكار عن التأثيرات التصويرية.

 

لمشاهدة الفيلم

https://arab-portal.info/article105/29.php?hash=2LPZitix2YHYsSAxID0__IGh0dHBzOi8vdmlkb2JhLm5ldC9lbWJlZC10eDJ5Y2g3dWhhZHouaHRtbA==

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب