فوز العراقي “عباس خضر” ب “جائزة برلين للأدب”

فوز العراقي “عباس خضر” ب “جائزة برلين للأدب”

خاص إعداد- سماح عادل 

فاز الروائي العراقي “عباس خضر” ب”جائزة برلين للأدب” لعام 2025، إحدى الجوائز الأدبية الكبرى في أوروبا، أعلن منظمو الجائزة أن أعماله الأدبية: “أسهمت بشكل كبير في تطوير الأدب المعاصر باللغة الألمانية”. استلم الكاتب الجائزة في حفل كبير في قاعة البلدية الحمراء، قيمتها المادية 30 ألف يورو وتمنح منذ عام 1989.

بيان الجائزة  صرح أن “عباس خضر”: “شكل نقلة نوعية في الأدب الألماني المعاصر”، نظرا للأساليب المتعددة التي كتب بها أعماله السابقة وتنقله بسلاسة ما بين السخرية والجدية، والسرد والشعر، والسياسة والحروب، والواقع والخيال، كاشفا الديكتاتورية والسجون والتعذيب وضراوة النفس البشرية.

التعريف به..

“عباس خضر” كاتب وشاعر ألماني من أصل عراقي. سجن بسبب نشاطه السياسي ضد النظام السابق، ولجأ إلى عدد من الدول قبل أن يمنح حق اللجوء في ألمانيا، وتحديدا برلين، عام ٢٠٠٠، حيث ما يزال يقيم. اشتهر برواياته الأربع: “هندي القرية”، و”برتقال الرئيس”، و”رسالة إلى جمهورية الباذنجان”، و”صفعة على الوجه”، والتي نال عنها العديد من الجوائز الأدبية والمنح الدراسية، بما في ذلك جائزة “أدلبرت فون شاميسو”.

ولد في بغداد عام ١٩٧٣، وهو شقيق لثمانية أشقاء. وُلد لأبوين أميين يعملان في بيع التمور لكسب عيشهما. في الرابعة عشرة من عمره، بدأ بقراءة الكتب الدينية، وهو النوع الأدبي الوحيد الذي كان يحتضنه منزله. اكتشف شغفه بالأدب من خلال هذه النصوص الدينية، إذ لاحظ أنها غالبا ما تكون مجازية. ساهم ذلك في تسهيل قراءته وفهمه للشعر. وجد في القراءة ملاذًا، وفتحت له أبوابا لإعادة اكتشاف العالم. من خلال قراءاته، سافر إلى ألمانيا مع فرانز كافكا، وإلى روسيا مع ألكسندر بوشكين، وإلى فرنسا مع شارل بودلير. على الرغم من تعليمه، لم يبد أيٌ من إخوة خضر اهتماما بالأدب، باستثناء شقيقاته والناقد الأدبي صالح زامل، الذي كان أيضا زوجا لإحدى شقيقاته.

قضى خضر معظم وقته في القراءة في مكتبة زامل، ومن خلالها اكتشف خضر العديد من الكتاب الجدد الذين التقى بهم شخصيا لاحقا. كان حبه للقراءة وإلهامه بأعمال الكتاب المختلفين هو ما ولّد رغبته في الكتابة.

التعليم..

خلال إقامته في ألمانيا، حصل على المؤهلات اللازمة للالتحاق بالجامعة. في غضون خمس سنوات، أكمل دراسته بنجاح في ثلاث مؤسسات تعليمية مختلفة: مدرسة عربية، ومدرسة عبر الإنترنت، ومدرسة تحضيرية للجامعة. ثم التحق بجامعة ميونيخ وجامعة بوتسدام، حيث درس الأدب والفلسفة على التوالي.

قبل وصوله إلى ألمانيا، كان خضير يكسب رزقه من وظائف مؤقتة. وبعد حصوله على اللجوء في ألمانيا، بدأ مسيرته في الكتابة. بالإضافة إلى الدعم المادي والمؤسسي، حصل على جوائز أدبية ومنح دراسية، مما ساهم في توسيع قاعدة جمهوره.

في عام 2014، وبالتعاون مع عدد من الكتاب، نظم ورشة عمل “قصص القاهرة القصيرة” للكتاب الشباب المتميزين في معهد جوته مصر. من بين 108 مشاركين قدموا قصصهم القصيرة، تم اختيار أحد عشر مرشحا في القائمة المختصرة، وفاز ثلاثة منهم. كان الهدف من ورشة العمل مساعدة المرشحين في عملية تطويرهم ككتاب من خلال تقديم النصائح والإرشادات لهم. في المقابل، تمكن والكتاب الآخرون من التعرف على تجارب المرشحين ككتاب متأثرين بالثقافتين الألمانية والعربية.

في عام ٢٠١٧، وهو العام نفسه الذي رشح فيه لجائزة ماينزر شتاتشرايبر الأدبية، أنجز مخطوطتين إضافيتين، إحداهما استكشاف فكاهي للغة الألمانية، والأخرى رواية.

يستضيف حاليا عددا من مشاريع القراءة في دول أوروبية وغير أوروبية. وهو أيضا يتمنى ترجمة رواياته الألمانية، والعمل على نشر المزيد من الكتب.

اعتقاله..

خلال سنوات دراسته الثانوية، انخرط في أنشطة سياسية معارضة لنظام صدام حسين. باع كتبا محظورة من قبل الحكومة، وأرفق بها منشورات تحتوي على كتاباته الخاصة. نتيجةً لذلك، أُلقي القبض عليه وحكم عليه بالسجن لمدة عامين، من عام ١٩٩٣ إلى عام ١٩٩٥. في عام ١٩٩٦، فر إلى الأردن، ثم انتقل إلى عدد من دول البحر الأبيض المتوسط، منها مصر وليبيا وتونس وتركيا واليونان وإيطاليا، حيث أقام فيها كلاجئ غير موثق، وعاش على وظائف مؤقتة. في عام ٢٠٠٠، أُلقي القبض عليه لدى وصوله إلى ألمانيا من قبل ضابط شرطة الحدود البافارية، ومنع من مغادرة البلاد بموجب قانون اللجوء الألماني الساري آنذاك.

الكتابة..

استندت معظم كتاباته إلى تجاربه الشخصية وتجارب من قابلهم في الحياة. في حياته. منح اللاجئين في ألمانيا صوتا أدبيا، وكانت رواية حياة اللاجئين في رواياته أكثر من مجرد تصوير طبيعي. انعكست أصالة في شكله ومضمونه، وجسد مفاهيم، مثل حماية الذات والمقاومة، بنبرة فكاهية. دفع هذا النقاد الألمان إلى وصف بأنه كاتب ملتزم بسرد قصص عن المنبوذين.

في روايته الثانية، “برتقالات الرئيس”، يصف سجون العراق في عهد صدام حسين. أما روايته الثالثة، “رسالة إلى جمهورية الباذنجان”، فيروي رحلة رسالة حب أرسلها سليم المنفي في ليبيا إلى حبيبته سامية في العراق. استخدم جمهورية الباذنجان بذكاء للإشارة إلى العراق في وقت كان فيه الباذنجان هو الغذاء الأكثر انتشارا في البلاد. الأعمال..

الروايات:

“قرية هندية” (العنوان الأصلي بالألمانية: Der falsche Inder)، دار نشر نوتيلوس، هامبورغ، ٢٠٠٨.

“برتقالات الرئيس” (العنوان الأصلي بالألمانية: Die Orangen des Präsidenten)، دار نشر نوتيلوس، هامبورغ، ٢٠١١.

“رسالة إلى جمهورية الباذنجان” (العنوان الأصلي بالألمانية: Brief in die Auberginenrepublik)، دار نشر نوتيلوس، هامبورغ، ٢٠١٣.

“صفعة على الوجه” (العنوان الأصلي بالألمانية: Ohrfeige)، دار نشر كارل هانسر، ٢٠١٦.

“قصر البؤساء” (العنوان الأصلي بالألمانية: Palast der Miserablen)، دار نشر كارل هانسر، ميونيخ، ٢٠٢٠. قبل إصدار نسخته الثامنة والأخيرة، اضطر إلى أخذ استراحة في منتصف الطريق والابتعاد عن كتابة هذا الكتاب، ليتمكن من رؤيته من منظور مختلف. خلال فترة استراحته، قرر العمل على شيء مختلف، فبدأ بكتابة دليل “الألمانية للجميع”. على عكس روايته، صاغ الدليل بلغة ألمانية مبسطة للغاية. هذا أتاح له استخدام لغة ألمانية أكثر تعقيدا عند سرد روايته، التي تدور أحداثها هذه المرة في العراق، بدلا من ألمانيا.

“مزيف الذاكرة” (العنوان الأصلي بالألمانية: Der Erinnerungsfälscher).

الجوائز..

جائزة أدلبرت فون شاميسو، جوائز ترويجية، ٢٠١٠.

جائزة هيلدا دومين، ٢٠١٣.

جائزة نيللي ساكس، ٢٠١٣.

جائزة سبايشر، ٢٠١٦.

ماينزر شتاتشرايبر، ٢٠١٧.

جائزة أدلبرت فون شاميسو، ٢٠١٧.

جائزة برلين للأدب، ٢٠٢٥.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة