خاص: إعداد- سماح عادل
“فوزي الخطبا” ناقد وباحث ومؤرخ أردني.
التعريف به..
هو “فوزي فلاح الخطبا” ولد في مدينة الطفيلة في 1963، حاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة الأردنية 1986، وعلى درجة الماجستير في اللغة العربية، وعلى الدكتوراه في جامعة هارفارد، عمل في التعليم الثانوي، وعيّن موظفاً في وزارة التربية والتعليم، ثم عمل في عدد من أقسام وزارة التربية حتى انتقل إلى وزارة الثقافة ليعمل مشرفاً على سلسلة إحياء التراث الأردني بين عامي 1989 – 1991. شغل منصب قسم النشاط الثقافي والبيئي، ثم في مدير العلاقات والإعلام وزارة العمل، وكان مدير تحرير مجلة العمل.
وهو:
عضو اتحاد كتاب العرب.
عضو اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا.
عضو اتحاد كتاب أمريكا اللاتينية.
عضو رابطة الكتاب الأردنيين.
عضو رابطة الأدب الحديث.
رئيس مجلس الأمناء لسفراء السلام في العالم للمملكة الأردنية الهاشمية.
نائب الرئيس لمنظمة “أردنا” لحقوق الأنسان والسلام.
عضو منظمة العفو الدولية.
مؤلفاته..
مؤلف37 كتابا في مختلف حقول العلم والمعرفة في الأدب والفكر التاريخ والسير والأعلام والنقد والتاريخ والتحقيق والتربية..
- إبراهيم المبيضين: حياته وشعره.
- أدباء عرب: دراسات في الأدب العربي الحديث.
- الطفيلة الإنسان والتاريخ.
- حياة الأنبياء في الأردن.
- شعر ابن جبير.
- شمس الدين سامي: الرجل، والتجربة، والرؤية.
- محمد المحيسن، المهاجر الثائر.
- مسرحية فتح الأندلس.
- الداعية الإسلامي أحمد مسعود الدباغ: حياته وفكره ومشروعه الإصلاحي النهضوي.
- شهداء النهضة العربية: دراسات وثائقية.
الفضاء الأزرق..
في حوار معه أجراه “عبد الغني بلوط” يقول “فوزي الخطبا” عن تناوله للفضاء الأزرق : “في الرواية العربية: “الاشتغال النقدي على مسار إبداعي أو ظاهرة يظهر بعد ظهور الإبداعات الأدبية في هذا المسار، والحقيقة أن عددا من الروائيين اتجهوا إلى تناول أدوات الإعلام الاجتماعي أو وسائل التواصل الاجتماعي في أعمالهم الروائية، فظهر ما يشبه المسار الإبداعي أخذ يتكئ على الفيسبوك والتويتر والانستغرام وغيرها، مما أصبح من اللازم معه ظهور حركة نقدية تواكب مثل هذا الاشتغال الأدبي، خاصة أنه يشكل ملمحا من ملامح التحول الرقمي والتفاعل ومحاكاة أنشطة الحياة اليومية على شبكات التواصل الاجتماعي.
مع ظهور رواية أنثى الافتراضية للروائي الدكتور فادي المواج، وجدتُ أنها مكتملة الأركان اللازمة في العمل الروائي الذي يتأثر بالفيسبوك ويظهر ملامح التعاطي اليومي معه، حتى ظهرت في هذه الرواية ملامح التحول في البنية السردية واللغة الروائية والتقنيات المصاحبة، فوجدت أنه من الضرورة بمكان أن يتم توفير مرجع نقدي تطبيقي على هذا المسار الروائي، يسعى فيما يسعى إليه التأطير للرواية الورقية ذات المحتوى الرقمي، وهي بلا شك لون مفارق نوعا ما للرواية الرقمية لكنه لون يتقاطع معه ويمكن أن يشكل محورا فرعيا من محاورة، لكنه مهم وأساسي، وتكونت سلة من الإبداعات العربية فيه. فجاء كتابي الفضاء الأزرق في الرواية العربية رواية “أنثى افتراضية” نموذجا للأديب الروائي “المواج” أول كتاب يقف عند هذا الفضاء يبحث في مسار الرواية من حيث بنيتها السردية وخطابها اللغوي والفكرة وشخوصها وأسلوبها وأبعادها الفنية وتأثرها في هذا الفضاء المدهش الذي يستمد فكرتها من الحياة اليومية وصور واقعها وتجاربها المعيشة.
وعن رؤيته للأدب الرقمي في العالم العربي يقول: “الأدب الرقمي مسار أدبي جديد في التسمية والتقنيات والوسيط الناقل، لكنه أثار موجة عالية من فوضى المصطلحات حد التداخل وعدم وضوح الحدود الفاصلة بينها، لا سيما مع وجود اختلافات في حدود المصطلح ”الجامع المانع” الذي يجمع أركان المفهوم كلها ويمنع غيرها من الدخول في حدود المفهوم، فهناك خلط نقدي أو تنظيري أحيانا بين ”الرواية الرقمية” و ”الرواية الفيسبوكية” و ”الرواية الورقية ذات المحتوى الرقمي” و ”الرواية التفاعلية“، وهناك تسميات تسمي النص نصا رقميا بالقياس إلى الوسيط فقط، مع أن التحول من وسيط إلى وسيط آخر حدث عبر التاريخ ولم يحدث أن رافقه تغيير في المسميات، فقد كان الوسيط يوما ما ”الحجر” وكان يوما ما ”الجلد” ثم أصبح ”الورق” حتى الورق تعددت أنواعه وأشكاله، لكن ما نراه اليوم هو نوع من الإصرار على تسمية كل عمل إبداعي وسيطة الحاسوب عملا رقميا.
والحقيقة أنه ليس هذا هو المعيار في تحديد مفهوم الأدب الرقمي. بكل الأحوال، التحول ضروري، والثابت الوحيد هو التغيير، وينبغي أن يصاحب التغيير الإبداعي تغيير في الأدوات النقدية وظهور نظرية نقدية تواكب نظرية الأدب الرقمي، والحقيقة أن هناك اشتغالات نقدية ظهرت من المغرب العربي على سبيل المثال، قام عليها سعيد يقطين وزهور کرام وغيرهما، ولكن ما زالت هناك حاجة إلى نظرية متماسكة للأدب الرقمي وأنا من أولئك الذين يؤمنون بأن القضية ليست قضية وسيط ناقل، بقدر ما هي قضية تقنيات.”
الرواية التفاعلية..
وعن قيمة الرواية التفاعلية يقول: “التفاعل مع النص الإبداعي موجود منذ القدم، ولكن الأدب التفاعلي أصبح يطلق عموما على الأدب الذي يبني العلاقة بین المبدع والمتلقي عبر الوسيط الحاسوبي الأنترنتي، بحيث يستطيع المتلقي التعليق على النص أو التفاعل معه ”بأي شكل من أشكال التفاعل” حد أنه يمكن للمتلقي أن يقترح تعديلا للفصل في الرواية أو لمسار شخصية فيها، أو عاطفة قصيدة أو مشهد في مسرحية .
وهذا التفاعل يجعل من النص ملكية مشاركة بين المبدع والمتلقي مما يمنح القارئ فرصة الانتماء للنص، وهذا من شأنه أن يوجد مساحة للقاء العقول والأفكار، وتحقيق نقلة نوعية في نظرية التلقي. ويعود الفضل في إيجاد ”الرواية التفاعلية” إلى “ميشيل جویس” صاحب أول رواية تفاعلية ”الظهيرة، قصة“، عام 1989، وظهرت عربیا روایات محمد سناجلة ”شات “.
الورشات الابداعية ..
ورأيه في فكرة “الورشات الإبداعية في وزارة التربية والتعليم” التي اقترحها وكيفية ربط التعليم بالإبداع: “التعليم مختبر الإبداعات، وهو البيئة الحاضنة للإبداع في بدايات نمو الغراس الإبداعية، ولا يمكن للتعليم أن يحقق الغايات المرجوة منه ما لم يكن قائماً على الإبداع والتفكير الإبداعي وحفز الطاقات الإبداعية، عندما كنت رئيسا لقسم النشاط الثقافي والبيئي عملت ورشات إبداعية للمبدعين في وزارة التربية والتعليم عن أصول الكتابة الإبداعية في القصة والمقالة والشعر والخاطرة”.
موهبة في النقد..
وفي حوار آخر معه يقول “فوزي الخطبا” عن متى اكتشفت موهبته في النقد: “أول مقالة نقدية كانت عن مسرحية (نور السلطان) التي كتبها ماهر أبو الحمص عندما كان طالبا على مقاعد الدراسة في كلية الطب في الجامعة الأردنية، ونشرت المقالة في جريدة اللواء الأردنية وفي مجلة (صوت الطلبة) عندما كنت في السنة الدراسية الثانية من الدراسة الجامعية عام 1983.
والبدايات الأولى انطلقت من المدرسة كنت أشارك في المسابقات الأدبية التي تجريها وزارة التربية والتعليم للطلبة المبدعين في المدارس كتبت المقالة والشعر القصة القصيرة وكنت أشارك في إلقاء الكلمات الصباحية في الإذاعة المدرسية ثم جاءت مرحلة الجامعة وهي المرحلة المهمة والخطرة والاحتضان في حياتي، كانت الجامعة الأردنية حاضنة الإبداع والمبدعين لها عين على أبنائها من المبدعين وعين على العلم والمعرفة.
كنت أشارك في النشاطات الأدبية والشعرية التي تقوم بها الجامعة وكنت عضو الهيئة الإدارية في جمعية اللغة العربية التي كانت بديلا عن اتحاد الطلبة وأذكر في السنة التي ترشحت فيها لانتخابات الجمعية كانت المنافسة شديدة وفزتُ فيها ترشح لهذه الانتخابات والتيارات الفكرية والسياسية التي كانت في ساحة الجامعة، ثم كنت أقدم الأدباء والشعراء في أمسيات أدبية وشعرية وشاركت في تأسيس النادي الأدبي مع ثلة من الزملاء من أصحاب الإبداعات الأدبية، وكنت أكتب في صحافة الجامعة صوت الطلبة، والصحف المحلية مثل صوت الشعب واللواء والسنة الأخيرة كتبت في صحيفة الرأي الأردنية في المحلق الثقافي.
وألفت وأنا على مقاعد الدراسة الجامعية الأولى ثلاث كتب وهي (الطفيلة الإنسان والتاريخ) وقمت بجمع وتحقيق (شعر ابن جبير) وكتاب (ابراهيم المبيضين حياته وشعر) مع زميلي د. حسن المبيضين. وكتبت الفصول الأولى من كتابي (أعلام من الأردن) “محمد الشريقي حياتي وإثارة” الذي صدر بعد تخرجي من الجامعة، كان تشجيع أساتذتي الكبار له الأثر الكبير في احتضان موهبتي الأدبية وإبرازها إلى حيز الوجود أمثال معالي د. خالد الكركي ومعالي د. صلاح جرار والمرحوم الدكتور محمد بركات أبو علي والمرحوم نصرت عبد الرحمن والدكتور جاسر أبو صفية والدكتور نهاد الموسى والدكتور محمد أبو عواد والدكتور محمد أبو حمدة. كانت مرحلة الجامعة هي الشعلة الكبيرة في تشكيل شخصيتي الأدبية لاسيما أنه كتب عن كتابي الأول العديد من المقالات من أدباء وباحثين وأساتذة أجلاء لهم وزنهم في الحركة الأدبية الأردنية وصفوه بالعمق والشمول والبحث الرصين”.
الحركة الأدبية..
وعن رأيه في الحركة الأدبية مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي: “الحركة الأدبية بخير وهناك حراك ثقافي عربي واضح، اذا استثنينا تحديات فترة انتشار جائحة كورونا، فالأدباء يبدعون، والمطابع تطبع، ودور النشر تستقبل الأعمال وتنجزها، وهناك فئة من الناس تقرأ، تماما كما أن هناك فئة تشاهد المباريات أو تهتم بالأزياء، وقد كان لوسائل التواصل الاجتماعي دور في التعريف بالأدباء وإيصال أعمالهم خارج حدود الجغرافيا الضيقة، لكن يظل هناك تحدي يتمثل في وهم القراءة أو وهم الإبداع وهو المرتبط بعدد الإعجابات أو التعليقات التي تتوجه للكاتب على حساب النص.
الشعر موهبة تهذبها الصناعة شرط توافر عوامل الرغبة والقدرة والكفاءة اللغوية وخصوبة الخيال وثراء المعجم واتقاد العاطفة بناء على سعة القراءة والدربة والمران.
وفاته..
توفي “فوزي الخطبا” في يوم 24 يناير 2024