خاص: إعداد- سماح عادل
“فوزية رشيد” كاتبة وصحفية بحرينية، من مواليد مدينة المحرق بالبحرين، وهي عضو اتحاد الكتاب العرب واتحاد الكتاب الفلسطينيين بدمشق، وعضو أسرة الأدباء والكتاب في البحرين، كما أنها عضو في عدد من الجمعيات والاتحادات الأدبية في مصر.
الكتابة..
نشرت “فوزية رشيد” أول مجموعة قصصية لها عام 1983 بعنوان “مرايا الظل والفرح” ثم نشرت مجموعتها الثانية بعد ذلك بثلاث سنوات تحت عنوان “كيف صار الأخضر حجرا” وصدرت لها أيضا رواية “الحصار” 1987 و “وتحولات الفارس الغريب” 1990، و”غابة في الصحراء” 1994. أما روايتها ” امرأة ورجل ” فقد نشرت عام 1996 إلى جانب رواية أخرى هي “انقسامات السيد “، وقد ترجمت بعض قصصها إلى الإنجليزية، والألمانية، واليابانية، والنرويجية، والدانمركية.
الخطاب الديني..
في حوار اشتركت فيه الكاتبة “فوزية رشيد” في ندوة منتدى «الوسط» عن «الخطاب الديني» أجراه “خليل عبد الرسول” تقول عن مفهوم الخطاب الديني وهل هناك حاجة إلى تجديد نوعيات معينة من الخطاب الديني: ” في اعتقادي أن الخطاب الديني هو الخطاب الفكري الذي يمثل النظام العقلي والمعرفي الديني الصادر من أية جهة دينية ليشكل وعي المجتمع دينيا على أساس العلاقة بالتحديات المعاصرة، كما يمكن القول إنه لغة الوعي الديني من خلال الأطروحات التفسيرية والتشريعية والفقهية على أرضية العلاقة الدينية مع الحصيلة المعرفية للعالم في كل جوانب الحقوق والحريات والتعددية والمرأة وغير ذلك.
وحول الخطاب الديني المطلوب في علاقته مع الناس والآخر تقول “فوزية رشيد”: “أولا أتصور أن الخطاب الديني الإسلامي في البحرين هو خطاب متأثر بالخطاب الإسلامي والعربي العام، وإن كان النقد يطول هذا الخطاب العام فهو منعكس على الخطاب الديني في البحرين، مع الإقرار بوجود خلافات وتوجهات دينية مختلفة ذات توجهات سياسية واجتماعية، بعضها منفتح على الواقع وبعضها خلاف ذلك، كما أنني أجد في النظرة إلى المرأة وواقعها- باعتبارها نصف المجتمع- أمرا يحدد منطلق الوعي الديني إن كان منفتحا على الإنسان أو لا. وإن السؤال الذي ينبغي طرحه على الخطاب الديني هو لماذا تقدم الآخرون وتخلف المسلمون؟ مع إيماني الشديد بأن الإسلام يحمل الكثير من الجوانب المضيئة والدافعة إلى قوى وطاقات الإنسان العقلية والفكرية والعلمية والإنسانية غير أن هناك قراءات متعددة لتفسيرها وتفسير كل ما يخص الدين، فربما تركز قراءة ما على هذه الجوانب المضيئة بينما تبرز قراءة أخرى بعض الجزئيات لتخلق منها قراءة متخلفة، وبذلك يجب الفصل بين الدين الإسلامي نفسه وبين القراءات التفسيرية للدين. كما أننا في البحرين لدينا من يؤمن بالفكر العلماني لكنه مسلم ويريد الحفاظ على إسلامه، فيجب على الخطاب الديني عدم اعتباره ملحدا، فيما أجد أن على الخطاب الديني الرد على كل سؤال يطرحه أي إنسان، فالإنسان مسكون بالسؤال والفضول المعرفي، لكي نعتمد الحوار العقلي ونبتعد عن حال التلقين. وأتمنى، على ضوء ما طرح في الماضي من أسئلة النهضة، أن نعيش وعيا دينيا نهضويا إصلاحيا إلى جانب عدم الخشية من السؤال لأنه لا يوجد تخاصم بين الدين والسؤال”.
المرأة والأدب..
في ندوة في مكتبة الكويت الوطنية بعنوان «أدب المرأة في الخليج العربي» تقول “فوزية الرشيد” عن المرأة والأدب: “إن السؤال المقبل من العصور الوسطى عن وجود المرأة في الأدب لم يعد مطروحا على الساحة، حيث أصبحت المرأة مشاركة للرجل في كل المجالات، إن الحديث عن أدب المرأة في الخليج يقتضي العودة إلى واقع وتاريخ المنطقة، حيث يجهل البعض الهوية الذاتية المتعلقة بدور الرجل والمرأة في المنطقة.. للمرأة الخليجية إسهامات في كافة نواحي الحياة، وليس في الأدب والإبداع فقط، إن البعض يجهل واقع المرأة التاريخي وهويتها الذاتية، فالمرأة كما ساهمت قديما في الشعر العربي، ساهمت أيضا في الرواية والمقال والفنون التشكيلية وكافة صنوف الإبداع الإنساني”.
وعن كتابتها الأدبية تواصل: “إن الجانب التوعوي شغلني بعض الشيء عن الجانب الإبداعي، منذ 20 سنة مضت من خلال مقالاتي كنت أحذر من النظام العالمي الجديد، ومشروع الشرق الأوسط الجديد، والكثير من القضايا الموجودة الآن بقوة وتطرح نفسها على الساحة، وبالتالي دوري لم يكن محصوراً في الرواية، رغم أني من السبّاقات في كتابة الرواية في بلدي.. وبالنسبة للجذور التاريخية لأدب المرأة في الخليج والبحرين، إن المسافة الزمنية لكتابات المرأة متزامنة مع كتابات الرجل”.
وأكدت على أن: “الأدب والدراما في الخليج يصوران المرأة بصورة تتناقض مع الواقع، فهي إما متسلطة أو مظلومة ومضطهدة، طرح متخلف، ولابد للمبدعين في الخليج بعدم الانسياق وراء الحداثة الغربية بحثا عن العالمية والجوائز، وإنما لصالح الأجيال عليهم بالتشبث بالجذور والهوية الخليجية وباللغة العربية”.
قانون التقاعد الجديد..
في مقالة لها بعنوان (قانون التقاعد الجديد والمساس بأموال المواطنين ومكتسباتهم) تقول “فوزية رشيد”: “رغم التصريحات الكثيرة التي (تؤكد) الحفاظ على مصالح المواطنين ومكتسباتهم، فإنه بين فترة وأخرى يتم تبادل كرة المساس بتلك المصالح بين أقدام السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية! هذا يرمي بالكرة في ملعب ذاك والعكس صحيح، وتثار ضجة وغضب وسخط من المواطنين، ثم يتم تمرير الإجراءات أو القوانين الجديدة، وأحيانا يتم التعديل عليها، ونادرًا ما يتم التراجع عنها! لندرك دائما أن (جيب المواطن) هو المستهدف في النهاية لحل العجوزات المالية في ميزانية الدولة!.. فيما أصحاب المال والثروات يدهم كالعادة في الماء البارد! نقول هذا بمناسبة السخط الشعبي، الذي تولّد مؤخرا من (قانون التقاعد الجديد)، رغم أن المواطن البسيط ليس متخصصا في تفكيك بنود القوانين والمواد القانونية، أو معرفة خباياها النهائية ومراميها، إلا أن هناك ما هو أمر واضح لهذا المواطن البسيط، لكي يدرك ما يخفيه مثل هذا القانون من المساس بمصالحه ومكتسباته التقاعدية! والتضييق عليه معيشيا! ومعالجة فشل «هيئة التأمين الاجتماعي» في إدارة أموال التقاعد، على حساب مدخراته ومستقبل عائلته والأجيال القادمة!”.
وتضيف: “من المفترض ألا يتم تمرير هذا القانون، إلا بعد مراجعته على المستوى الأهلي ومؤسسات وهيئات المجتمع المدني، ودراسته من قطاعات المجتمع (العام والخاص) وإبداء النقابات المختلفة رأيها فيه، وخاصة إذا أثبت (البرلمانيون) عجزهم عن الرفض أو التعديل أو حذف المواد، التي تضرّ بالمعاش التقاعدي للمواطن، أو مدخراته التقاعدية ومكتسباته ومصالحه الراهنة والمستقبلية في ذلك!. وإذا كان (الموقف المجتمعي والرأي العام) ضد القانون، فلا بد من النظر في هذا (الرفض العام) من السلطتين التنفيذية والتشريعية، وتفعيل التصريحات الرسمية التي أكدت مرارا الحفاظ على مصالح المواطنين وعدم المساس بمكتسباتهم، مثلما الحفاظ على جوهر وصلب «المشروع الإصلاحي» لخدمة المواطنين تحديدا.. المواطن الذي يدخر من راتبه للمعاش التقاعدي ليحفظ به ضرورات حياته ومعيشته ومعيشة عائلته، لا يمكن أن تتم مواجهة عجز الميزانية في الدولة أو في المؤسسات المهمة كـ (هيئة التأمين الاجتماعي) على حساب تلك المدخرات! هذا ضرب من العبث والفوضى القانونية، التي لا يجب أن تمر في المجتمع البحريني! ويكفي المواطن ما تحمله ويتحمله نتيجة تخبط الكثير من السياسات وفقدان الإستراتيجية في مواجهة العجوزات المالية لدى الدولة ومؤسساتها!”.
القلق السري..
وعن روايتها “القلق السري” تقول “فوزية رشيد”: “إنها تتعلق ببحث المرأة المعاصرة عن وجودها، من خلال قراءة وصياغة جديدة لأسطورة شهرزاد. وأضافت أن شهرزاد الأسطورة تحايلت على الموت وقتل شهريار لها، أما شهرزاد الرواية فإنها تتحايل على الحياة بمحاولة فهمها لذاتها، والوقوف ضد المحاولات الرامية إلى تشويهها، حتى تستطيع أن تتجاوز مأساتها.. إن شهرزاد الأسطورة أيضا تتبنى المنطق الذكوري، لأن الزمن آنذاك لم يكن مرشحا لأكثر من ذلك. أما شهرزاد القرن الواحد والعشرين فإنها تتبنى منطقها الخاص وتطرح أسئلة وجودية كانت حكرا على الرجل.. إن القلق الذي تفصح عنه الرواية ليس قلقا من أجل التمرد على الرجل، وإنما من أجل معرفة الذات، وإمكانياتها، وآفاقها، وخلخلة الخبرة السابقة حولها. تلك الخبرة التي حبست المرأة في صورة زائفة يتم تداولها عبر العصور.. إن أكثر ما تهتم به الرواية هو: طرح أسئلة عميقة وكثيفة على ألسنة نساء القرن الجديد، حول وجود المرأة المعاصرة عبر بناء زمني متداخل، ولغة تمزج الحلم، والفانتازيا، والواقع، والتاريخ، والأسطورة”.
أعمالها..
• مرايا الظل والفرح.
• كيف صار الأخضر حجراً.
• الحصار.
• تحولات الفارس الغريب.
• امرأة ورجل.
• القلق السري.
• امرأة ورجل.
• عذابات شهرزاد.