13 أبريل، 2024 7:54 ص
Search
Close this search box.

فوبيا المقدس وجدلية المعرفة مصطفى العمري

Facebook
Twitter
LinkedIn

قراءة عبد الإله الصائغ
( الكتاب بتناوله الظواهر المرضية الاجتماعية المُدَمِّرَة لم يسع الى تكبيرها فهي في حقيقتها كبيرة )
فوبياالمقدس (- 2019 – 279 صفحة ) للاستاذ مصطفى العمري وتقاليد الكتابة تقضي أن يقف المحلل عند هذا العنوان ويمحضه جهده واجتهاده !فالمناسبة مكرسة لعنوان محدد لكن التحليل متماه مع فكرة الالتفات الى الكتاب الأول أيضا : إشكالية الدين في أنمطة المجتمع (- 2018- 186 صفحة ) للمؤلف نفسه !.
حتى يكون المحلل مع الرؤية الجشتالتية ( من الكل الى الجزء ) مطلِّاً على الفضاء الكلي لكي يتوقف بعدها عند مبتغاه الذي هو بصدده ولن يستطيع فكاكاً من المقارنة ومكابداتها مع علم المحلل ان مثل هذا السلوك يجري مع مقولة ( لزوم مالايلزم ) !
الكتابان تنزلا منزلة نقدية واستقرائية واحدة إلا انهما تنجّما من خلال تميز كل منهما عن الآخر كماً وكيفا ! فما جار ( من الجور ) الكتاب الاول على الثاني ولا الثاني على الاول بل أكمل كل منهما الآخر وأضاف اليه , فلكلّ كتاب همومه المحصورة بين دفتيه ولكل منهما مركزيته وطرائق تناوله وآية ذلك أن الأول كان سياحة حرة بين الأزمنة والأمكنة والمواقف والأسماء من نحو داعش 94 والشيخ عبد الفتاح مورو 105 وابن رشد والغزالي 111 والسيد طالب الرفاعي 130 ومحمد علي محمد الشبيبي 145 ومصطفى جمال الدين ومن نحو أسباب تأخر المسلمين وتقدم الغرب قبالة غاية الله ورغبة الناس 63 واشكالية التماهي بين المثقف والمجتمع 65 والإلحاد ظاهرة أم اعتقاد 76 وضمور العبقريات في المجتمع العربي 95 واشكالية نقد الذات في المفهوم الغربي 94 وضرورة التجديد في العقل العربي 101 واثر الفلسفة في إحياء عقل المسلم وقراءة في سفر السيدة عائشة .. نذكر ذلك للمثال فقط وليس للحصر والسؤال هو ماذا ترك الكتاب الأول للكتاب الثاني وقد طرق هموماً مختلفة وانساقاً مؤتلفة ؟! هذه معادلة تحسب للاستاذ المؤلف بدقة ووعي واضحين فقد طرق في كتابه فوبيا المقدس عوالم لم يطرقها كتابه الأول إشكالية الدين! ومن هنا تتجلى قدرة المفكر العمري على معالجة انحرافات المجتمع المطمئنة الى سكونيتها المزمنة وخدرها المميت فالمؤلف نفسه في المسافات والمواقف والمواقع يعاين ويحلل ويكابد ليستقريء ويستنبط ويقرر (وكارل يونغ) يرى ان المجتمع يمرض كما الفرد ويعالج كما الفرد لكننا ازاء مجتمع مريضٍ راضٍ بمرضه متطامن مع مخدرات التسويغ وفق ذبذبات الدين او الاخلاق او العنصرية بما اسس قاعدة متينة للايمان المطلق ولهكذا يقرر فوبيا المقدس ( لا عقل مع الايمان المطلق 37 ) وحتى يقف هذا القرار على ارضية عقلانية فقد طرح موضوعاته بصراحة وجرأة متناهيتين ! قارن (العقل بين اسئلة الجدل ومكر التاريخ 58) فتأملات وحلول لبعض قضايانا الدينية ونزعة السؤال يخفيها فوبيا المقدس مرورا بـ (خالد بن الوليد يرتكب مجزرة ) فـ ( زواج النبي صلعم من صفية بنت حيي 145 ) الى ( منهج الخلاص 164 ) و( اسباب نهي النبي صلعم عن كتابة السنة 181 ) و( أيهما أحرص على الدين عمر بن الخطاب ام ابو هريرة 183 ) بلحاظ حالات مشخَّصة من زماننا المهتم والمتهم بالتراث والمبتلي به معا قارن اطروحتَي ( معروف الرصافي والعفيف الاخضر 239 ) لكي نصل الى موضوعة هي ثمرة ناضجة من ثمار المنهج العقلي نحو من محمد الايمان الى محمد التاريخ249 تشبثاً بفلسفة الكتابة بين التجديد والاجترار … وثمة المتبقي من فوبيا المقدس وهو متبقٍ وفير كثير كما وكيفا كما سنرى !!
ماذا يريد العمري بفوبيا المقدس ؟
لاحظ رواد المنهج العقلي إنحرافاً في عدسة الرؤية الاجتماعية ( الشرقأوسطية )لذلك قرروا تقويم الانحراف فما كان من المجتمع إلا ان تحول الى غول لايعرف الرحمة فنال من الرواد تشهيراً وتجهيلاً وتكفيرا وتغييباً في السجون وحين ادرك المجتمع ان قسوته لم تثن رواد المنهج العقلي ( رواد النهضة ) عن قناعاتهم ودأبهم انتقل الى مرحلة ثانية وهي الهروب الى الأمام فتعرض الرواد للقتل والتمثيل بجثثهم بحيث ان الأجيال اللاحقة من الرواد تجنبوا الخوض في غيبيات المجتمع وجهالاته المتقرنة بشكل صريح , فاذا تناولوا الغلط تناولوه بالكناية والمجاز , فماعدا مما بدا ؟؟
ميزة فوبيا المقدس انه واجه الإعتلال المجتمعي والإختلال الأخلاقي بالمنطق العلمي والمنهج العقلي ( النقد الفادح ) ولم يحسب للمعجبين او المناكدين حساباً ( يعيق مشروعه ) فمن يدخل المختبر سيحلل بروح علمي فلايحب ولايكره ( 250 رغم اني لا أعتبر الكتاب مادة ضخمة لكنه يحمل اسئلة غير تقليدية تحتدم قدرة هذه الاسئلة في الشارع الاسلامي وتعتور صدور اصحابها مع نزعة تصاعدية في تثوير أسئلة أكثر جرأة وجدية وهنا نلاحظ غياب المؤسسة الاسلامية المعنية بالدفاع عن المفاهيم الدينية وبطريقة علمية فالجواب الذي تقدمه لايمكن ان يرتقي الى فلسفة السؤال ) وقد يتوهم ذو النظر العجلان ان فوبيا المقدس تناصب المقدس عداء مبيَّتاً لكن التمعن والتأمل يقودان القاريء الى الإنصاف فقد بالغ السلف من المتطرفين في توصيل الدين الحنيف الى الناس بشكل يلغي القدرات العقلية عند المجتمع والموجع حقاً ان يقول اولئك النفر من المتطرفين : هذا هو دينك وما سواه كفر وإلحاد واذا لم يفهم العقل الجمعي طرائق المتطرفين في تفهيم الدين فثمة نار جهنم ثم يصف المتطرفون اهوال نار جهنم بحيث يمتنع العاقل عن العقل مع ان الله سبحانه أجل وأسمى من ان يتلذذ بعذاب بني البشر على نحو يكرس الرهاب أو الفوبيا .. ثم يصفون الجنة وما فيها من لذاذات لاتليق بالمسلم بله الرب فكأن الذي يرضى عنه الله هو الانسان الشبق النزق الذي يمضي أوقاته بمواقعة البنات القاصرات! وحين تجيء الغيرة على السماء ودين السماء ستنتفي تخريفات النقل وتنشط طاقات العقل فالانعتاق من المفاهيمية الاولية يتطلب جهدا شرساً!! فوبيا المقدس يطرح الصراع بين الإدعاء وبين الحقيقة ( 269 ليس الانفكاك او الانعتاق من المفاهيمية الاولية التي تنبثق مع ذات الانسان بالامر السهل فثمة جهد شرس ومخاض مؤلم يزاوله الفرد ويتمرن عليه لكي يتمكن من اعتاق ذاته وفكره وعقله . ليس الادعاء كما هي الحقيقة فالادعاء اشبه بالوهم واقرب الى التنظير اما الحقيقة فهي التجسيد المادي الحسي الفعلي الملموس ).
مركزية فوبيا المقدس منصرفة إذن الى رؤية الفعل بحيث يكون الفعل ضمن البؤرة معرضين بشيء من الاحتراز عن ردة الفعل وملاحظة التطابق والتفارق بين الفعل وردة الفعل بمعنى ثان لم يناقش الكتاب وجود الله سبحانه وإنما ناقش أدعياء تمثيل الله ! لم يعترض الكتاب على وجود الديانات الابراهيمية ( اليهودية والمسيحية والاسلام ) بل ناقش وجود مُسوِّقي الدين ومحرِّفيه جهلاً او عمدا ! القران الكريم نموذجاً لم يكن موضع نقاش او تشكيك ولكن النقاش كل النقاش والتشكيك كل التشكيك بمفسري القرآن وتخريجاتهم التي بلغت المئات وربما الآلاف والاحاديث النبوية الشريفة التي اشتغل عليها كثير من الموسوسين فخلطوا الاسلاميات بالاسرائيليات والمعقولات بالمنقولات وجل الاحاديث النبوية المنقولة تتمحور حول تغييب العقل وتثوير الخرافة فبتنا قبالة أمرين موجعين فإما ان تؤمن بما هرف به كثير من السلف والخلف واما ان تُكَفَّر فيهدر حقك في الحرية والرزق وربتما يهدر حقك في الحياة ! لنقل ان مزية فوبيا المقدس في تعديل العصا المعوجَّة ( الأًوْلَى) أولاً واخيرا فاما الظل ( الأوهى )فهو ردة فعل لقوام العصا !! ولا ينصرفن ذهن القاريء الى ان فوبيا المقدس توقفت عند الغيبيات بل تعدتها الى اطروحات التنوير ( !! ) المشكلة قائمة مادام التطرف باقياً والغاء الاخر ماثلاً يقول العمري : كنت أحسب ان ظاهرة التطرف مسجلة باسم الاسلاميين فقط لكنني وجدتها عند .. .. ( اليساريين ) ماثلةً وبقوة في استلاب عقول الشباب وجعلهم مشاريع موت وقتل ! إ. هـ اذن المشكلة ليست في ( الظل بل في العصا ) المُسَمّى وانما المشكلة في المضمون , ثمة الوعي يدعو الى مقايسة الموضوعات بمقياس العقل فما تقبله العقل فعليه المعوَّل ! العقل يرى النتيجة من السبب العقل مقتدر على الرؤية الاستباقية ( قال ماخطبك ياسامري قال ابصرت بما لم يبصروا ) وجلجامش ( هو الذي رأى كل شيء ) فلماذا تطور الغرب وتقهقر الشرق ؟ الغرب يساعد الفاشل حتى ينجح والشرق يحارب الناجح حتى يفشل ولكن هل مثلا يمكننا نسخ تجربة الغرب وتطبيع الشرق على تمثلها ؟ في الغرب كانت الكنيسة متسلطة على المجتمع ثم ظهر مارتن لوثر فعزل الدين عن المجتمع , اما عندنا نحن المشرقيين فالقضية مختلفة لأن المجتمع هو المتسلط على الدين ونحن بحاجة الى من يحرر الدين من تسلط المجتمع المُخَدَّر المقولب وفق ثقافات مهترئة نافقة ! فاذا تحرر الدين من قبضة العقل الجمعي العليل فسيكون النضال لعودة الدين الى المساجد والكنائس دون عناء , والحق يقال ان العمري أجهد نفسه في التبحر بكتب يخالفها وكتب يوالفها فالبحث العلمي يشترط الاطلاع على الرأي الذي يوافقك مثل الاطلاع على الرأي الذي يناكفك فها هو العمري ( كاتباً أكاديميا ) يشرق ويغرب متنخلاً مستنبطا حتى ان وثنية المقدس تتهاوى لنكتشف ان ليس ثمة مقدس بل نحن الذين اضفينا القداسة على الشيء ثم صدقنا وهمنا او وهم من سبقونا واليوم اصبح الاسلام – من حيث الظاهر – خطراً محيقاً بالبشرية وظاهرة لابد من اجتماع الأمم لمحاربتها (كذا ) ونقول – اسلاموفوبيا – لكن العمري لايذهب مع الجميع غربيين كانوا ام شرقيين فهم أسيروا قناعات عصر سبق عصرهم ومنهج العمري العقلي يتطلب منه التشكيك بالمطلق والبحث عن الوجه الاخر للظاهرة ! قارن قوله : 59 اشكالية الدين ايها السادة القراء ليس المسلم بخطر على ذوات البشر والناس المختلفين معه , لكن نصوص المسلم ورجال دينه هما الخطر الحقيقي . إ. هـ وجاء في فوبيا المقدس 58 : ليست احداث التاريخ غثة بالمعنى الاجمالي لكنها لاتصلح ان تكون نسخة فاعلة لطبيعة حياة مختلفة ومتطورة وآخذة بنسق التقدم العلمي . إ . هـ
وهاهو العمري يتلبث عند كتاب من محمد الايمان الى محمد التاريخ قراءة للقران بما هو وثيقة طبية واعترافات محمدية تأليف العفيف الاخضر ( محام تونسي قارن ص 249 – 267 وما بينهما من فوبيا المقدس ) : بما يمكن وضع قراءة العمري لكتاب العفيف الاخضر مقدمة لكتاب فوبيا المقدس او خاتمة له ايضا ! ومسوغ قولي انك ستنتقل من قراءة العمري للاخضر الى قراءة تقاليد القراءة عند العمري ! العمري رغم الحملات التي شنت ضده من قبل جهات تتسربل بالدين وتزعم انها اقرب الى الله من اقرب المقربين زاعمة ان العمري يناصب الاسلام العداء وان العمري يتطاول بقلمه على الله وقد صدقهم الموسوسون الممسوسون بمخدر ثقافة القطيع اولئك الذين ورثوا عن اسلافهم إيمانات لاتمت للايمان بأدنى صلة ! ولم يكن العمري ولا محبو كتاباته بحاجة الى اثبات استقامة العمري واستماتته لاجتثاث الوهم من حيوات الناس ! لقد كان العفيف الاخضر مخلصا في التعبير عن قناعاته فليس لديه حدود في القول لذلك تحرز العمري في قراءته قارن قول العمري ( 250 سأعرض بعضاً من فقراته وأهمل بعضها الآخر ) وقاريء العفيف تواجهه جرأته في مواجهة شخصية مهمة ملتبسة بسبب ما اضيف اليها وعليها بطرق غير علمية فتجاوز الاخضر ما حاق بمحمد من حيف على ايدي محبيه قبل معاديه من نحو وضع النبي محمد صلعم في موضع المريض نفسيا ( كذا ) وتجرأ على طفولته وحضانتها له ومن ثم حضانة حليمة السعدية فكان موضع اعتراض العمري على الاخضر ان الاخير حينما ينقد النبي صلعم كان يتجرأ بجرأة غير علمية بله مسوغة على النبي وكان بمكنته نقد النبي بدم بارد وبأسلوب هاديء لايسيء ولايدين ولايشين ! بمعنى ثان ان مصطفى العمري اراد بعرض الكتاب التنبيه الى ضرورة التمسك بالاخلاق العلمية حين يناقش الضدُّ الضدَّ الآخر فوفق المنهج العقلي الذي يتبناه العمري ويتبنى نشره يمكن للمثقف نقد كل شيء دون الالتفات الى الهالات والمسوح التي تجلل الشيء يمكن للمثقف مناقشة المعقول والمنقول دون الخروج عن اخلاقيات المنهج العقلي والمنطق العلمي ثم قارن المقطع الذي نقله نصا وحرفا عن كتاب العفيف الاخضر ( 251 لم أكن أنوي التعرض لهذا الكتاب لكني اجتهدت في تحريك وايقاظ العقل الصاغر والمناقد من خلال حجم وكثافة الاسئلة المطروحة فيه … كما ابتغي ايضا انقاذ محمد التاريخ من شانئيه , حقدا دينيا او ايديولوجيا عليه ومن عابديه طمعا في شفاعته لهم يوم الحساب ! إنقاذ محمد التاريخ من محمد الايمان بخطاب معرفي عن محمد من خلال تحليل القران بعلوم النفس بما هو وثيقة طبية وسيرة ذاتية ووثيقة تاريخية ذات مصداقية عالية ) .
ألف / لابد من الترويج للكتابة المشرقة الملتزمة وتحريض العقل على السؤال وردم الخلل الذي يرى السكون خيرا من الحركة والسير مع السرب افضل من التحليق خارج السرب .
باء/ لننشر الافكار التنويرية ونعرض عن اغلب القيم والعادات والطقوس الموروثة الرثة ضمن ثقافة القطيع التي ترى في التغيير والتجديد والمناورة كفراً وإلحادا .
تاء/ محاصرة الظواهر الاجتماعية القائمة على أمراض التطامن وتقديس الأمر الواقع من خلال الاسئلة الجادة المحرجة لمواجهة الشعائر المنحرفة وكشف اورام الفكر والانتفاخ الفارغ .
ثاء/ مقاومة الاعتياد على الواقع ومهادنته الذي استشرى على مر القرون ومجابهته واحراجه لانقاذ الجمهور المخدر ومن ثم تنويره وتثويره, وصولاً الى الوعي المطلوب وهتك انحرافات اليقين الجمعي وطرح البدائل المنسجمة مع العلم والعقل ليتدفق شريان الحياة .
جيم / فوبيا المقدس محاولة عنيدة رحيمة معا للتصدي الى انحرافات السائد بين الناس والانحرافات التي تراكمت عبر عشرات القرون وكم من مفكر ورائد حاول القاء حجر في البحيرة الساكنة فكان ثمن المحاولة رزقه او سمعته او حياته لكن ذلك لن يوقف المفكرين عن تأدية واجبهم نحو المنطق والمنهج العقلي والمؤلف على سعة باعه وجهوده الرائدة يطمح الى عدم مجاملة القاريء له حين يقرأ حتى يشير الى هنات العمري وهمومه بحيادية , يقول العمري معللا ( كي أكتشف أين أنا من هذا العالم ) .
حاء / لن تنهض الشعوب بغير وسائل التواصل الثقافي الحضاري لن تنهض الشعوب بغير التواصل مع التنويريين والمفكرين وابقاء الجسور ممتدة بين الاضداد .
خاء / عالمنا متغير سريع والمطلوب منا محاكاته ولاضير من اقتداء الشعوب المتخلفة بالشعوب الناهضة التي جعلت الانسان وكدها من الطفل الى المراة الى الشيخ الفاني الى المعوق ..
دال / خطاب الاستاذ العمري في اطروحتيه اشكالية الدين وفوبيا المقدس وبحوثه ومحاضراته ومجالسه لايخفي يقينه المؤسس على العقل ولاشيء سوى العقل المنهج الذي يوقظ ويهز ويحاور ويناور ويناقش ويفاتش ! المؤلف أعلن ويعلن انحيازه للجماهير لان مهجة الجماهير تصطف مع الخير والعقل اما وضعها الحالي فهو مؤقت بسبب من الدور الوبيء المسيء الذي لعبه معها ذادة التخلف ورادة التمسك بالموروث ورفعه الى مصاف القداسة ! فدعوة المؤلف لنظرائه متجلية في ان يتركوا اليأس فلا يأس مع الحياة .
ذال / وتبقى حكاية المصادر والمراجع فهي تشير عند العمري الى جانبين اكاديمي وتربوي فليس لديه جفاء مع مصدر او مرجع فهو متمكن من شغله واثق في نفسه فيذكر ما يعن له من اقصى اليسار الى اقصى اليمين الى المساحة المتوسطة بين الاقصيين هو يناقش ويفاتش ولايسدل الستار على اي مصدر ولذلك تجده يتجول بحرية وثقة بين المصادر التي سبقت السيد المسيح بستة الاف عام من سومر الى اشور الى أثينا الى روما حتى يقترب شيئاً فشيئا من مصادر صدر الاسلام والعصور الاموية والعباسية والعثمانية وسيان عند العمري المنجز الشرقي ام الغربي , الاسلامي وغير الاسلامي , ما يتفق معه ام لايتفق ! تلك سُنَّة في الكتابة تربوية ما أحوجنا اليها وكم تمنيت لو وضع العمري في نهاية كتابه مسرداً او فهرساً للمصادر والمراجع.
راء / ليس ثمة اعتراض في فوبيا المقدس ( زد عليه اشكالية الدين ) على اختلاف الرأي او انشقاق الرأي الواحد ليقين الاستاذ العمري ان التباين جزء من طبيعة الافكار او الافعال ولذلك تطلب من المشتغلين في مشغل التنوير إعارة الأمر نظرة علمية ! حتى لا يكون الاتفاق على العنوان سبيلا الى الافتراق في التفاصيل , ليكن الخلاف بين الجهات دون الوقوع في العنف الفكري , وهذه الناحية تضيء جهود المفكر العمري وتجعله ينظر الى الأمور بعينين صافيتين وفكر منفتح منطق الديالكتيك قائم على الاضداد ! والعبرة ليست بالمفعول ولا الفاعل لكن العبرة كل العبرة في الفعل .
زاي / منجز الاستاذ العمري يندرج ضمن علم تحليل النص الذي ينقد كل شيء دون خشية او توجس ويقترب من اي شيء بعيدا عن حسابات الربح والخسارة لذلك نأى المنجز وينأى عن الاساءة بالتصريح او التلميح لأن الغاية ( كسب الآخر او تنويره وليس استفزازه وتنفيره ومن ثم خسارته !) .
عبد الاله الصائغ استاذ تحليل النص
مشيغن المحروسة

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب