23 سبتمبر، 2024 1:21 م
Search
Close this search box.

فنون كتابة السيناريو (1) .. “برونل” : الموضوعات الجادة يمكن معالجتها بشكل مسلي !

فنون كتابة السيناريو (1) .. “برونل” : الموضوعات الجادة يمكن معالجتها بشكل مسلي !

خاص : عرض – سماح عادل :

كتابة “السيناريو” أحد المهارات التي يرغب بعض الكتاب في إمتلاكها، وهي تنمى مهارات الكاتب وتثقل حواسه، ونتيجة للرواج الشديد للسينما كأحد وسائل الترفيه، وكنوع من أنواع الفنون الهامة، سوف نعرض لبعض الكتب التي تناولت كتابة السيناريو.

أول كتاب سنقدمه كتاب: (سيناريو الفيلم السينمائي.. تقنية الكتابة للسينما)، للكاتب البريطاني “أدريان برونل”، ترجمة “مصطفى محرم”.. لقد عمل “أدريان برونل” بالإخراج والإنتاج والمونتاج وكتابة السيناريو والقصص والمسرحيات.

الفرق بين الفيلم الروائي والتسجيلي..

أدريان برونل

يقول “برونل” في كتابه: “يتطلب الفيلم الروائي جهوداً عظيمة في تخيل الشغل، لأنه يكون غالباً على أساس موضوع يميل بسهولة إلى أن يكون باعث على الملل، فعندما تحدد نقطك فيجب عليك أن تستحوذ على جمهورك وتمتعه. ويتطلب الفيلم التسجيلي أيضاً إبداعاً أكثر لأنه غالباً ما يكون قليل التكلفة وليس لديه الإمكانيات المتوفرة للفيلم الروائي الطويل. ومع كل هذا فإن كتابة الفيلم التسجيلي أكثر سهولة من الفيلم الروائي الطويل. في حالة الفيلم الروائي يجب كتابة كل شئ قبل التصوير في حين أنه في حالة الفيلم التسجيلي فإن كل ما (يمكن) كتابته غالباً ما تكون مجرد إرشادات لما هو مطلوب، لأن الكثير جداً يتوقف على الظروف والمكان وزمن المشهد المزمع تصويره وما هو متاح وما هوعملي. في مثل هذه المشاهد يستطيع الكاتب فقط أن يحدد ما يجب تصويره وما هو في ظنه يهدف إليه. وكثير جداً مما قد يضيفه الكاتب يترك للمخرج والمصور والمونتير، ومع ذلك فإن كتابة الأفلام التسجيلية هو فرع مهم جداً في الكتابة السينمائية”.

إختيار الموضوع..

عن أول خطوة في كتابة السيناريو، يقول “برونل”: “إذا كانت فكرتك جيدة وفوق العادة ومليئة باللمسات الشيقة من تعليقات الشخصيات فقد تجد لها سوق. المدخل التقليدي في إختيارك للموضوع تكون بدراسة الملامح الشخصية للنجوم والأستوديو والمخرجين. هناك الكثير من إلهام الحياة الحقيقية يمكن الخروج به، إنك حر في إلهامك، يجب عليك في إختيارك لموضوعك ألا تسمح لنفسك بأن تعوقك موانع مفروضة عليك أو نابعة من داخلك. إذهب إلى ما تؤمن به، إلى ما يهمك وفقاً لعاطفتك، إن شيئاً ما قد يحظى بتعاطفك.. شيئاً غير مبهر، ولكن يثير فيك صفات إنسانية معينة، إنني أدعم أي شخص يختار أن يعمل في موضوع ذي قيمة وإذا أستطاع أن يصنع فيلماً مهماً حقاً وممتعاً فسوف يستحق الترحيب في صناعة الإنتاج السينمائي. ولا تقبل القول الإنهزامي بأن ليس هناك جديداً تحت الشمس. هناك أكوام من الزوايا الأصلية المعالجة وموضوعات عديدة لم تستغل ولم تختبر”.

الأفلام الهزلية..

يضيف الكاتب عن الأفلام التجارية: “هناك أناس يبررون إختيارهم للهزليات التافهة بسبب أن الجمهور في حاجة إلى التسلية وأن الضحكة الجيدة هي منشط ضروري. وهذا حقيقي، ولكن ليس هناك سبب يجعل المرء يختار هزلية تافهة. إذا كانت لديك موهبة الكوميديا فهناك الكثير من المتسع لها في معالجة ما أسميه بالموضوعات الجيدة. في الواقع أستطيع أن أتخيل العديد من الكوميديا التي تحمل موضوعات جديرة بالتصفيق. خذ إثنين من أشهر رجالنا في وقتنا – برنارد شو وتشارلي شابلن. هذين الرجلين كانا دائماً على درجة عالية من التسلية ومثير ومحرك، إن الموضوعات الجادة يمكن معالجتها بشكل مسلي دون أن تفقد هدفها الجاد”.

المعالجة..

يعرفها “برونل” بأنها: “المعالجة هو تصور بصري عام لفيلمك بأقل رطانة تقنية وبدون كتابة المشاهد بالتفصيل. والمعالجة أكثر تطوراً من الملخص الذي هو تلخيص إحدى القصص، وهي الهيكل الذي يبنى عليه السيناريو – أو (سيناريو التصوير) – كما نطلق على السيناريو في أيامنا هذه. كلمة سيناريو هي إختزال لسيناريو التصوير، وهي بالتحديد دقيقة وتفصيلية لكل ما تنوي أن تفعله في التصوير – أي حيث ما يجب عليه أن تكون الكاميرا في كل لقطة وما تفعل إذا ما تحركت وماذا يحدث أمامها، شاملاً كل كلمة حوار وكل صوت وكل جزء من (العمل) أو كل ما يحيط بالحدث. لقطة بلقطة وقطع بقطع يجب على المرء أن يفكر فيه بإمعان على الورق – وكلما كثر عملك الذي تضعه في سيناريو التصوير كلما كان فيلمك أفضل”.

شكل قصتك..

عن الشكل يقول “برونل”: “يمكن لشكل فيلمك أن يختلف من فصل إلى فصل، وبالطبع لا يحتاج فقط لأن يكون مرتباً زمنياً. يستطيع أن يكون منطقياً. إنك تبدأ بطرح قضية – عن القتل، الغذاء، التعليم، السلام، الحرب، الأمان الاجتماعي، نظافة الأزقة، الثقافة البدنية، الحب أو أي موضوع يخطر على بالك. فإن معالجتك أو طريقة الدخول وطريقة تطوير موضوعك يجب أن يكون لها تصميم. سوف تختلف بالطبع وفقاً للموضوع وطول الفيلم المقترح إلى آخره ولا يستطيع المرء أن يضع قواعد صعبة وسريعة، فإن ثلاثة كتاب سيناريو مستقلين يدافعون قائلين بأن السلام كموضوع قد نبدأ فيه بشكل مختلف. ولكن مهما كان إختلافهم فإنني أتوقع منهم جميعاً أن يبدؤوا فيلمهم المقترح بتخطيط واعٍ”.

البداية .. الوسط .. النهاية..

يواصل “برونل”: “يجب أن يكون واضحاً أن البداية لابد وأن تسطير على إنتباه جمهورك. لابد أن توقعهم في شباكك. يجب على البداية أن تقدم شخصياتك لجمهورك ويجب أن تبدأ بموضوعك وبموقفك الدرامي. أما الوسط فيجب أن يكون مشوقاً، إنك الآن تتدرج نحو الذروة، لقد قدمت الموقف الأساس، الموضوع والشخصيات في (البداية)، ولذلك ففي (الوسط) يجب أن تتقدم بهما، تستطيع أن توحي بلحظة التنوير في

 

(الوسط)، ولكن لا يجب أن تتنبأ بها. أما (النهاية) فهي تحتوي على الذروة ولحظة التنوير. ولذلك يجب أن تراقب نهايتك بعناية. يجب أن ترى أنها النهاية. لا يجب أن تغفل، فعندما تبدو نهايتك للعيان دع فيلمك يتجمع على الفور وينمو في إقدام ناحية هدفك”.

طريقتين للبداية..

يؤكد الكاتب على: “بدون تفكير هناك طريقتين لبداية فيلمك. أولاً هناك الإفتتاحية الدرامية والمثيرة وأحياناً بنهاية كوميدية مفاجئة لأول حادثة. ويوصي الكثيرون بهذه الطريقة، فعن طريقها تستطيع أن تسيطر تقريباً على إنتباه جمهورك منذ البداية، ولكن هناك ناحيتان سلبيتان صغيرتان:

1 – هناك دائماً إحتمال أن جمهورك لم يكن قد جلس وتهيأ للهجوم، أثناء تحرك بعض الآخرين لأخذ مقاعدهم.

٢ – والبداية المثيرة لا تحلك من الحاجة إلى تقديم موضوعك وشخصياتك الأساسية ومواقفهم، حتى ولو كانت ما تتضمنه حادثتك الأولى يساعد على ذلك.

وبالنظر إلى هاتين النقطتين يجب على الأقل أن تزن تأثير وأصالة بدايتك المثيرة أو الخادعة قبل استخدامها، فإذا لم تكن جيدة للغاية فلا تستخدمها، والطريقة الثانية لبداية فيلمك هو العرض المنهجي المعتاد للموضوع والشخصيات والموقف، والذي يمكن أن يكون بعكس المثير يمكن أن يكون هادئاً، وهذا غالباً ما يكون أكثر تأثيراً من البداية الدرامية المثيرة. أو يمكن مزج الطريقتين أي أن تكون بدايتك المثيرة وقتية فقط، مجرد حيلة للإستحواذ على الإنتباه تستمر بعدها بالطريقة المعتادة. أنه السدس أو الخمس فقط من فيلمك كقاعدة أساسية يجب أن توفره لتأسيس بدايتك. ولكن تأكد من أنك أسست كل شئ وأحذر أن تمر نقطة حيوية، وقد لا تلتفت إليها فيكون الإضطراب الناتج عنها ضاراً للغاية بالنسبة لأن يفهم الجمهور فيلمك. وفي نهاية البداية يجب أن تدخل أنت وجمهورك بشكل جيد في القصة”.

المشاهد الأولى..

عن ما يجري في المشاهد الأولى؛ يقول الكاتب: “سوف تحاول في مشاهدك الأولى أن تسطير على الإنتباه وتثير الإهتمام. وبينما تتقدم مع (بدايتك) فإنك تعرض وتكشف وتعد المكان لحدثك ودعنا نراها وهي تبدأ في التحرك – ولكن لا تجعل التصميم الذي صنعته يفلت منك (لتحافظ) على الإهتمام الذي حاولت إيقاظه، وفي كل خطوة إلى الأمام تأخذها درامتك فإنك تستطيع أن توحي بالحدث دون التنبؤ بقدر الإمكان. بعد تأسيس كل شيء تقريباً في بدايته يصل كاتب السيناريو إلى جزء من فيلمه يكون في العادة هو الأسهل. يجب أن تلهمه شخصياته ويثيره الموقف. وفي أثناء كتابة معالجته يجب أن يضع هذا في ذهنه ولكن يستطيع في سيناريو التصوير أن يعدل من إيقاعه على السرعة المحددة المطلوبة. وهناك مناسبات يعلو التأثير بدرجة كبيرة عن طريق تخفيف السرعة بشكل مرسوم”.

صعوبة النهاية..

يؤكد الكاتب على أن :”النهاية غالباً هي أصعب جزء في كتابة القصة. كما في أغلب حالات الأفلام الروائية الطويلة سوف تواجهك مشكلة تجنب التأكيد على حقيقة أن المجرم “سوف” يقبض عليه ويعاقب وأن الولد سوف يفوز بفتاته والعكس بالعكس فيجب أن يكون تركيزك على الطريقة التي يحدث بها هذا. ويمكن للمنطق أيضاً أن يؤكد حتمية النهاية بقدر معين من الإحساس الدرامي بالإضافة إلى بعض التجارب سوف يصل معظم الكتاب إلى ذروتهم بشكل مرضي وبدون صعوبة كبيرة، ولكن لحظة التنوير تظل صراعك الأبدي- وبقدر ما كان فيلمك أشبه بالحياة كلما ازدادت صعوبة نهايتك الفعلية”.

ويستمر الكاتب في تقديم بعض النصائح : “عند اختيار موضوعك لا تختار خلفية لن تستطيع أنت وزملاؤك تقديمها بشكل مقنع.عند إعداد السيناريو لفيلم قليل التكلفة إلى حد ما يجب أن تأخذ جانب المنتج فيجب أن تضع في ذهنك الميزانية المتوقعة للمصروفات.وبالنسبة للإقتصاد في عدد الشخصيات في قصصك، ضع جانباً اعتبارات التكلفة ويجب أن تسأل نفسك هذا السؤال: “هل هذه الشخصية حقاً ضرورية؟”، عليك أن تزن هذا بعناية إذا جذبتك الشخصية وإذا اعتقدت أنها سوف تساعد رغم أنها ليست ١٠٠ % ضرورية فاحتفظ بها”.

أهمية المعالجة..

يشدد الكاتب على أهمية كتابة المعالجة يقول: “والميزة في كتابة معالجة قبل أن تدخل في كتابة سيناريو التصوير التفصيلي الكامل أنها تعطيك فرصة لتخطيط مؤقت للمشاهد وأجزاء تجريبية وهذه اللمسات الماهرة وهذه الأفكار اللامعة دون جهد ضائع في كتابتها بشكل كامل. المعالجة هي أرضية اختبار جيدة للأفكار الجديدة. تستطيع أن تجربها في مسودة معالجتك على أصدقائك وزملائك وتناقشها ومن ثم إذا بقيت في معالجتك النهائية فقد تستحق البقاء في سيناريو التصوير النهائي ولا تنتهي كقصاصات ضائعة، يجب أثناء كتابة معالجتك أن تتخيل رؤية فيلمك في فصول، فإن الحدث يظهر في بداية الفصل ويختفي في نهايته”.

طريقة تكوين الفصول..

يواصل “برونل: “يحكم تكوين الفصول في فيلمك ثلاثة اعتبارات أساسية:١- الزمن: يمكن للفصل الواحد أن يكون كل هذه المشاهد أو اللقطات التي تعرض فترة “متواصلة” من الزمن.عندما يكون هناك فاصل من هذا الجزء من الحدث المتتالي- أي عندما تأتي إلى نهاية سلسلة مستمرة من اللقطات المتوالية ثم عليك أن تخطو بحدثك لمدة خمس دقائق أو خمس سنوات بعد ذلك- تقوم بعمل اختفاء لتظهر في فصل لاحق،٢- الجغرافية: لها اهمية في طريقة تقسيم فصولك بحسب المكان الذي تدور فيه المشاهد، ٣- الموضوع: إذا كان الموضوع متشعب فإنه يمكن تقسم فروعه على عدة فصول. من إحدى مزايا تقسيم فيلمك إلى أقسام محكمة أو فصول أنها تسهل الرجوع إليها ودراسة أجزاء فيلمك خلال العمليات الإبداعية المختلفة، في مرحلة المعالجة وفي سيناريو التصوير وفي المونتاج”.

سيناريو التصوير..

عن أهم شيء في كتابة سيناريو التصوير يفصل “برونل”: “أول كل شيء هو حركة الكاميرا. حركات البان والرأسية وللأمام وللخلف. تتحرك الكاميرا في بان بحركة أفقية إلى “اليمين” أو إلى “الشمال”. وليس من المهم القول إذا كانت الحركة إلى اليمين أو إلى الشمال. ولكن إذا كان رسماً تخطيطياً للديكور أو مكان التصوير أو بشكل آخر انطباع ذهني للمشهد كله مع كل ما يحيط به وبالمثل خلفيته فسوف تعرف جيداً ما يكفي إذا كنت ستقوم بحركة بان إلى اليمين أو إلى الشمال. فإن الكاميرا تتحرك على قضيبين إلى الأمام وإلى الخلف وإلى اليمين أو إلى الشمال- بشكل قطري. ويحدد السيناريو الكامل تقنياً ما تفعله الكاميرا. وهناك شيء آخر، إن الكاميرا في لقطة واحدة تقوم بأكثر من شيء من هذه الأشياء أو تقوم بها جميعاً. سوف يعرف كاتب السيناريو الذي لديه تقنية جيدة بشكل عام شيئاً عن الكاميرا وصعوبة عمل تكوين بصدى بشكل مرضي للقطة عامة حقيقية ولذلك فقد يضع بعض الاقتراحات لما يمكن وضعه في مقدمة الكادر للمساعدة في تكوين الصورة، شيء يزيد من قيمة المشهد أو شيء يمكن أن يكون رمزياً”.

الأنواع المختلفة للحوار..

يميز الكاتب الحوار السينمائي عن باقي أنواع الحوارات يقول: “يجب أن يتجنب الأسلوب الأدبي، يجب أن يكتب كما يتكلم الناس لا يجب أن تكون ثرثاراً إلا إذا كانت الشخصية ثرثارة وتكون غير باحثة عن الملل، فالحوار السينمائي يجب أن يكون موجزاً وجذاباً، ولا يجب أن يحتوي على كلمات لا نص لها ويجب أن يتقدم طول الوقت بالحبكة أو السرد والموقف أو الجو العام أو الشخصيات”.

المراجعة..

أخيرا يعطي الكاتب لمراجعة السيناريو أهمية كبيرة يقول: “المراجعة يمكن أن تستغرق منك وقتاً طويلاً وعملاً شاقاً وأوراقاً  ولكنها توفر لك كثيراً من الوقت في التصوير والعمل الشاق والفيلم الخام. ونصيحتي هي التعمق في المعالجة والسيناريو مرة ومرات، عليك بتحسين تتابعك والتخلص من البطء وبناء مشاهدك ودراسة المنطق والتفكير في رسم الشخصيات، وإدراك ما هو خارج عن الضرورة وبلا جاذبية وغير مترابط وغير ذلك. يجب أن يتم هذا متوافق مع إعادة كتابة مشاهد توافق على أنها في حاجة إلى الاهتمام. وعندما تقوم بإعداد الطبعة الأولى لمعالجتك أو السيناريو في هذه الفوضى بملاحظاتك وبدائلك التي في أغلب الأحيان لا يقرأها أحد، يجب أن تخرج نسخة جديدة وتداولها لمعاونيك. أو إذا كنت تعمل بمفردك فمن الأفضل أن يكون لديك نسخة جميلة من السيناريو للعمل منه والاحتفاظ به”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة