13 أبريل، 2024 8:52 ص
Search
Close this search box.

“فلوين سار” : على الغرب الرحيل من إفريقيا بأمواله وتركنا نحل مشاكلنا بأنفسنا

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يرى المفكر والمحلل السياسي السنغالي، “فلوين سار”، أن “إفريقيا” لن تلحق بقطار التنمية إلا إذا أعتمدت على خطط ومشروعات نابعة من داخلها، وتخلت عن استنساخ الخطط الغربية، واقترح أن تكف بلدان القارة السمراء عن النظر إلى مؤشرات الدول الغربية للنمو الاقتصادي، مشيرًا إلى أهمية إعادة تفعيل القيم؛ مثل الشرف وحسن الضيافة والتواضع والكرامة والأخوة بين الثقافات المختلفة، كما راهن على ما يمكن أن يفضي إليه التخطيط المتناسب مع الظروف والذي يضع في الاعتبار ما تملكه القارة وليس ما ينقصها.

وذكر المحاضر في كتابه (أفروتوبيا)؛ أنه لا يجب أن تسير القارة السمراء على خطى الغرب من أجل تحقيق التطور والنمو، وإنما عليها النظر إلى ما بداخلها، وأن تستخلص من عقول أبناءها ما يمكن أن يسهم في تنميتها.

أجرت صحيفة (البايس) الإسبانية حوارًا مع، “سار”، على خلفية حضوره ندوة تستهدف مد أواصر التعاون بين “إفريقيا” و”أوروبا”.

إلى الحوار…

أنا ضد حلول معينة تأتي من خارج القارة لا تناسب بيئتها..

“البايس” : وضع المجتمع الدولي أجندة أهداف التنمية المستدامة، 2030، لكنك ذكرت في كتابك أن هذه الخطة لا تناسب “إفريقيا”.. لماذا ؟

“سار” : أعتقد أن فكرة الإستدامة مهمة للغاية؛ لأن أمامنا تحديًا بيئيًا صعبًا.. ورغم أن “إفريقيا” كانت أقل قارة ساهمت في حدوث ظاهرة “التغير المناخي”، فإنها أكثر المناطق المتأثرة بها، لكن بينما تحدد “الأمم المتحدة” المعايير؛ فإن السياسات هي ما تشير إلى طريقة فعل كل شيء وإدارة عملية الإستدامة، وأرى أن هذا قد يتسبب في مشكلات كثيرة، وإنني لا أنكر التحديات؛ وإنما أعترض على طريقة مواجهتها، إذ يجب أن تتناسب الحلول مع الظروف المحيطة، وعلينا تحليل كل مشكلة حتى نصل إلى الحل الملائم لها وفقًا لظروف كل منطقة، وأنا لا أعارض الفكرة، لكنني أعترض على طريقة تنفيذها وفرض حلول معينة قد يكون بعضها غير متناسب مع واقعنا.

“البايس” : يجب إذًا وضع خطة للتنمية المستدامة خاصة بـ”إفريقي.. تنبع مع الداخل ؟

“سار” : بالضبط.. لقد وضع “الاتحاد الإفريقي”، خطة 2063، لكنها منسوخة مما صدر عن “الأمم المتحدة”، ولا يوجد بها أية تحديثات، إننا دائمًا ما نعود إلى فكرة غياب الإبداع والاستقلال الفكري.

لا يوجد بلد أعتمد على المساعدات الخارجية وحقق تنميته !

“البايس” : هل من الأفضل ألا تحصل “إفريقيا” على أية مساعدات من الخارج ؟

“سار” : لم نر يومًا أن بلدًا أعتمد على المساعدات التي تأتيه من الخارج واستطاع تحقيق النمو والتطور، إن هذا المثال غير موجود في العالم، والمساعدات تكون مفيدة إذا ما وُجِهَت إلى العمليات الحيوية الموجودة بالفعل أو إلى دعم الخطط التي تديرها الدولة، دعونا نضع دولة “هاييتي”، الواقعة في “أميركا اللاتينية” كمثال، التي كانت تستقبل مبالغ هائلة من الخارج، لكن عندما ينتهي برنامج الدعم تصبح غير قادرة على تحقيق الإستدامة، لأن الدعم لم يسمح لشعبها ببناء قدراته الخاصة، لذا فإنه عندما تتوقف الدول المانحة عن ضخ أموالها تجد الدولة أنها أمام تحديات كبيرة لتخطي مشكلاتها بنفسها دون أن تمتلك القدرة والكفاءة على ذلك.

كما أن للمساعدات الخارجية شقًا نفسيًا؛ إذ تجعل الدولة تشعر بالنقص ويجد الشعب أنه ليست لديه كفاءة أو قدرة على الإعتماد على نفسه، وبأنه دائمًا في حاجة إلى الدعم الخارجي.

“البايس” : هل ترى أن المساعدات الهيكلية ليست إيجابية ؟

“سار” : نعم.. إنها في الحقيقة ليست مفيدة.

أقول للدول المانحة خذوا أموالكم ودعونا نحل مشاكلنا بأنفسنا..

“البايس” : هل تفضل وقف إرسال المساعدات الدولية إلى “إفريقيا” ؟

“سار” : نعم.. إذا كنت أنا من يتخذ القرار لكنت قلت للدول المانحة: خذوا أموالكم وأذهبوا وأتركونا نصمم حلولًا لمشكلاتنا، وإذا كنتم تريدون مساعدتنا فيجب أن يتوافق ما تقدمونه لنا مع الحلول التي وضعناها، وإذا لم تتفقوا معنا على ذلك، أذهبوا بأموالكم.

لقد طلبت “رواندا”، على سبيل المثال، من جميع المنظمات الداعمة؛ بأن تغادر وإذا أرادت العودة فيجب أن تضع أموالها لدعم البرامج القائمة، كما تم تشكيل هيئة لمراجعة موازنات المنظمات غير الحكومية وفي حالة ما توافقت مع الخطط الحالية واحترمتها؛ فإنه يسمح لها بالعمل.

ويجب أن نضع في الاعتبار؛ أن هناك كثيرًا من الدول الإفريقية لم تضع سياسات للتعليم أو الصحة وغيرها، لذا فإن كل جهة خارجية تفعل في البلد الإفريقي ما تراه مناسبًا بالنسبة لها، وهو ما يجعل الشعوب الإفريقية تشعر بأنها ليست مسؤولة عن إدارة حاضرها والعمل من أجل مستقبلها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب