25 ديسمبر، 2024 3:00 م

فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب

فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب

قراءة في كتاب فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب.. لأبن المرزبان
من أجمل الكتب التي قراءتها كتاب “فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب” ، لمؤلفة أبن المرزبان البغدادي المتوفى سنة ٣٠٩ للهجرة ، من كتب التراث العربي، الذي يتراءى لقارئه من الوهلة الأولى غرابة عنوانه ، أو قد يراها البعض مهين للإنسان ، ولكن ما أن تقرأ هذا الكتاب ، ستعرف السبب الذي دفع أبن المرزبان البغدادي إلى تأليف هذا الكتاب ، وسبب وضع هذا العنوان له دون غيره.

جاء هذا الكتاب التراثي في مقام ذم بعض الناس من فاقدي المروءة والشهامة، وقليلي الأخلاق والأمانة وناكري المعروف والجميل ، وأيضا يذم من يتهربون من عون الأصدقاء والمقربين عند الحاجة وعند الشدائد ، هذه الصفات المرذولة حسب وصف المؤلف لن تجدها عند الكلب ، الكلب الذي يفي حق الصحبة ، ويحفظ الجميل ، ويحرس صاحبهُ ، وقد يضحي في حياته من أجله.

كما يشير المؤلف إلى تلك المفارقة الغريبة ، التي تجعل من الإنسان يحتقر ويهين الكلب ، ويعتبره من زاوية دينية أو فقهية من الحيوانات النجسة ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى نراه يضرب به المثل في إخلاصه ووفائه لصاحبه.

كما يشير المؤلف إلى مفارقة أخرى، تتمثل في أن نعت الإنسان بالكلب فهذا يعدل من مثل الإهانة العظمى ، بيننا نعت نفس الإنسان بالأسد أو النمر يعد بمثابة أمر يدعوا للبهجة أو الاعتزاز ، مع أن مساوئ الأسود والنمور كثيرة جداً ، وفضائل الكلاب بالمقابل ونفعها للإنسان أكثر من أن تحصى. لكن هذا هو الإنسان يحتقر من هو أضعف منه ، ويعظم القوي والمفترس ومن لا يملك شفقة أو رحمة سواء كان حيواناً أم انسانا.

إن أبن المرزبان أراد من وراء الكتاب من بعد ذمه لقليلي الوجدان والوفاء ، أراد أيضاً تنبيه الغافلين من البشر كي يصنعوا عن وعي وإدراك ما تصنعه الكلاب بالغريزة ، من حيث الوفاء والإخلاص ، وحفظ الجميل ، ومساعدة الأصحاب، ولم يقصد تفضيل الكلاب على عامة الجنس البشري ، وهذا واضح أصلا من عنوان الكتاب ، فقد قال على (كثير) ولم يقل عل (كل) من لبس الثياب.

محمد ساجت السليطي.
#كتاب_وتعليق

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة