17 أبريل، 2024 1:29 ص
Search
Close this search box.

” فرانكشتاين في بغداد ” في نسختها الإنكليزية : بيان خيالي عن فظائع الحرب

Facebook
Twitter
LinkedIn

واشنطن – خاص
يقرأ الكاتب الأمريكي دوايت غارنر رواية “فرانكشتاين في بغداد”، للكاتب العراقي أحمد سعداوي في نسختها الأنكليزية التي باتت متوفرة الإثنين في المكتبات الأمريكية. ويرى فيها الكثير من الانفجارات التي كانت تشهدها بغداد أثناء احتلالها من قبل واشنطن، فتصبح رواية سريالية عن أناس ينقذفون في الهواء، وكيف ينسى في مشاهد الإنفجار قدم هنا أو ذراع هناك، ضمن تفجيرات السيارات المفخخة مع انتظام تكرارها، وفي كل انفجار ثمة موعد مع الجحيم.
من خلال هذا الجنون ثمة صاحب العربة والبائع الجوال هادي الذي يحب أن يشرب عرق أوزو، والنوم مع البغايا المحليات. يستخدم هادي لالتقاط بقايا الأجسام. وذات يوم يبدأ في جلب أجزاء الضحايا إلى المنزل، ثم يبدأ في جمع هذه القطع معاً، على أمل أن يخلق جثة كاملة لشخص ما.
يعود هادي إلى منزله ذات مساء وقد هرب مخلوقه، دون أن يكلف نفسه عناء ترك أي علامة على الجهة التي قصدها.
تلك هي القصة الباعثة على الهلوسة، مضحكة ومروعة في خليط شبه مثالي. مضحكة لأن السعداوي يكتب الكثير من الفكاهة السوداء للخروج من الطريقة التي تسقط قطع جسد الوحش في لحظات غير مناسبة.
وهو يندمج في “مشاكل التعفن الخطيرة”. ويوجه اللوم إلى المخلوق لسلسلة من عمليات القتل. كل السلطات تعرف أنه من الرهبة النظر إليه، لذلك يبدأ جميع الناس النظر إلى الكائن القبيح في بغداد كمشتبه بهم.
نبرة السعداوي يمكن أن تكون خبيثة، ولكن نواياه خطيرة. لقد كتب مكتوبا معقدا للقسوة الطائفية في العراق في أعقاب الغزو الأمريكي. كتابه يتحرك بشكل خاص نحو النساء اللائي فقدن أبنائهن وأزواجهن، و يتساءلن فيما إذا كانوا على قيد الحياة، ومتى سوف يعودون؟ .
“فرانكشتاين في بغداد” هو عن أشياء كثيرة أخرى غير المخلوق الذي يرعب المدينة ليلا. انها رواية عن الأمكنة البغدادية حيث صراعات على المنازل القديمة والفنادق. إنها رواية صحفية. نلتقي فيها بالحلاقين وحراس الفندق والمنجمين. يتم استهلاك الكثير من الكباب و التشريب والفاصوليا، وتدخين الشيشة. ولكن يتم هذا وفق أفكار مفعمة بالحيوية. السعداوي يضع الكثير من الإنسانية في سرده.

الإنتقام
وكما هو الوحش في كتاب ماري شلي “فرانكشتاين. أو، بروميثيوس الحديث “(1818)، يشعر مخلوق السعداوي على انه يساء فهمه. انه ليس رجلا سيئا، انه لا يقتل عشوائيا. بدلا من ذلك، انه يقتل الرجال الذين سببت قنابلهم تحويله إلى أجزاء.
يصبح المخلوق هاجس وسائل الإعلام. مثلما هو يفكر في أشياء مثل : “لأنني مكون من أجزاء من أشخاص من خلفيات متنوعة – إثنيات وقبائل وأعراق وطبقات اجتماعية – لذا أنا أمثل المزيج المستحيل الذي لم يتحقق. أنا أول مواطن عراقي صحيح “.
البعض يعتقد أن الوحش هو مجرد مظهر من مظاهر مخاوف الناس. ويؤكد لهم أنه أكثر من ذلك، كما وضعت الروائية الأمريكية توني موريسون في “أغنية سليمان”.
المخلوق يختبر نوعه الخاص خلال المهمة الأكبر. يبدأ بقتل الرجال السيئين فقط. قبل فترة طويلة يدرك أنه يحتاج إلى قطع الغيار. يبدأ القتل عشوائيا تقريبا من أجل الحصول عليها. من منا ليس جزءا من الشر ؟ .
في هذه النسخة المترجمة من العربية من قبل جوناثان رايت، يمزج السعداوي التأثير المروع والدنيوية إلى تأثير رائع، ليس من المستغرب أنه حصل من خلاله على جائزة البوكر للرواية العربية. هناك نضارة لصوته ورؤيته. وهو يعمل من خلال الصدمة في بلد يعيش سلسلة من المشاهد غير العادية.

الرواية الشجاعة والرائعة
هناك لحظات تشعر أنك تقرأ قصة حرب. في لحظات أخرى، الكتاب تفريغ الشحن من السحر الأسود. نلتقي صحفيا يجمع مختارات “100 أغرب قصة عراقية”، بينما نحن نتعلم رصد الجرائم غير العادية، وتحقق “الأساطير” الواقعية التي تعيشها المدينة والتنبؤات حول الهجمات المستقبلية.
تحصل على شعور طاغ، في كل جوانب رواية “فرانكشتاين في بغداد”، أن مخلوق السعداوي، على قيد الحياة وهو مع الذكاء الخبيث، يغذي طاقته المدمرة الخاصة.
ويخلص الكاتب في مقالته بصحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن “ما حدث في العراق كان كارثة روحية، وهذه الرواية الشجاعة والرائعة تأخذ هذه الفكرة وتحقق كل معانيها الممكنة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب