8 أبريل، 2024 2:52 ص
Search
Close this search box.

فاطمة رشدي.. رائدة في المسرح تخرج من مدرستها فنانون كثيرون

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“فاطمة رشدي” ممثلة، ومخرجة، وكاتبة سيناريو، ومنتجة أفلام مصرية قدمت العديد من المسرحيات والأفلام، تنقلت بين عدد من الفرق المسرحية وكونت فرقة مسرحية خاصة بها، فرقة “فاطمة رشدي” المسرحية. نشأت في الفن منذ طفولتها وحتى شيخوختها، من رائدات المسرح والسينما المصرية وقامت بالتأليف والإخراج والتمثيل، على المسرح والسينما، كما كانت صاحبة فرقة مسرحية وهي فرقة “فاطمة رشدي” تركت تراثًا فنيًا لا يمكن إنكاره، وعاصرت عمالقة المسرح والسينما المصريين من جيل الرواد من عشاق الفن، وقد لقبت “فاطمة رشدي” ب(سارة برنار الشرق).

حياتها..

ولدت “فاطمة رشدي” في  1908  في بالإسكندرية، وأخواتها فنانات أيضا وهن “رتيبة” و”إنصاف رشدي”، بدأت “فاطمة رشدي” حياتها الفنية مبكرًا جدًا ،عندما كانت في العاشرة من عمرها عندما زارت فرقة “أمين عطا الله” حيث كانت أختها تغني، وأسند إليها “أمين عطا الله” دورًا في إحدى مسرحياته، كما كانت تؤدي أدوار غنائية ثانوية في بدايتها، وظهرت على المسرح مع فرقة “عبد الرحمن رشدي”، ثم انضمت بعد ذلك إلى فرقة”الجزايرلي”. ثم تعرفت ب”عزيز عيد” فلقنها دروسا في القراءة والكتابة وأصول التمثيل وانتقلت بين مسارح روض الفرج، حيث كانت تشهد تلك المنطقة الشعبية نهضة فنية واسعة وأخرجت الكثير من رواد الفن التمثيلي في مصر، فعملت في مسرح “روز اليوسف” ثم في “فرقة رمسيس” وصارت بطلة للفرقة.

فقد شاهدها المطرب سيد درويش عام 1921 دعاها للعمل بفرقته التي كونها بالقاهرة، فبدأت حياتها الفنية في فريق “الكورس والإنشاد” مع “سيد درويش” و”نجيب الريحاني”. وفي عام 1923 التقى بها رائد فن المسرح “عزيز عيد” الذي توسم فيها الموهبة والقدرات الفنية الكامنة، فضمها إلى فرقة “يوسف وهبي” بمسرح رمسيس، وتعهدها بالمران والتدريب وعلمها التمثيل، كما أوكل مهمة تلقينها قواعد اللغة العربية إلى مدرس لغة عربية. ثم تزوجها بعد ذلك لتصبح نجمة فرقة رمسيس المسرحية. وفي عام 1924 قامت “فاطمة رشدي” بأدوار البطولة في عدة مسرحيات من بينها: (الذئاب- الصحراء- القناع الأزرق- الشرف- ليلة الدخلة- الحرية- النزوات)

ومن ذلك مسرحية (النسر الصغير) ” لمؤلفها “أدمون روستان”، وقام بتعريبها كل من “عزيز عيد” و”السيد قدري”، وقام بدور البطولة فيها “فاطمة رشدي” و”عزيز عيد” وقدم لها الكاتب الناقد السوري “سامي الشمعة” للتعريف بالمسرحية بقوله: “وإننا لنرجو أن يقبل الشباب على روايات فاطمة رشدي العظيمة وهي فرصة لا يجدر بهم إضاعتها وهم يرون فيها أميرين من أمراء الفن. يدهشنا جداً أن نرى أن هذا الاستعداد العظيم في مسرح فاطمة رشدي فقد بلغت زينة رواية النسر الصغير، لا حد الإتقان فقط بل حد الكمال، فقد كنا ننتقل من بهو إلى بهو، في قصر شامبرون، فنرى كل شيء ملكياً إلا المقاعد، وكل شيء يفتن الناظر وينقله إلى عالم العظمة والجلال”.

وهي المسرحية التي قدمتها الفنانة العالمية “سارة برنار” لأول مرة، ومن هنا حصلت “فاطمة رشدي” على لقبها “سارة برنار مصر”.

زارت فرقة “فاطمة رشدي” و”عزيز عيد” العراق مثل العديد من الفرق المعروفة في هذا الوقت ومنها: فرقة “جورج أبيض” التي زارت بغداد عام 1926 وكذلك فرقة “يوسف وهبي” وفرقة “فاطمة رشدي” و”عزيز عيد” عام 1929، وقد اعد لهم مسرح لهذا الغرض في البصرة وفي شارع أبو الأسود الدؤلي، ولكن المكان قد تهدم، وقد كانت لتلك الزيارات أثر على المسرح العراقي في تلك الفترة ومن ذلك التحاق عميد المسرح العراقي “حقي الشبلي” بفرقة “فاطمة رشدي” ويسافر معها إلى مصر ليتدرب ويستفيد من التجربة المصرية في ذلك الوقت، فقد كانت الفرقة بحاجة لممثلين عراقيين، وقد اقتنع كل من “عزيز عيد” و”فاطمة رشدي” بموهبته الفنية، فاتفقا على انضمام “الشبلي” رسميا للفرقة بعد أن سعت “فاطمة رشدي” وتوسطت عند الملك “فيصل الأول” شخصيا بالموافقة للسفر معها إلى القاهرة لزيادة خبرته وصقل موهبته وعلى حسابها الخاص، وبالفعل غادر “الشبلي” بغداد باتجاه القاهرة، سنة كاملة كان هناك محط اهتمام ورعاية الفنانة “فاطمة رشدي”.

ثم انفصلت “فاطمة رشدي” عن “عزيز عيد” بسبب غيرته الشديدة وبانفصالها عنه انفصلت عن مسرح رمسيس، وكونت بعدها فرقتها المسرحية الخاصة الشهيرة التي حملت اسمها وقدمت 15 مسرحية في سبعة أشهر، والتي أخرجت نجوماً مثل “محمود المليجي” و”محمد فوزي” الذي كان يلحن المونولوجات التي تقدم بين فصول المسرحيات. قدمت فرقة “فاطمة رشدي” العديد من النصوص المترجمة والمقتبسة بالإضافة إلى بعض المؤلفات المحلية وفي مقدمتها مسرحيات “أحمد شوقي”.

السينما..

أخفقت “فاطمة رشدي” في أول تجربة سينمائية لها مع “بدر لاما” في فيلم (فاجعة فوق الهرم) 1928 والذي قوبل بهجوم كبير نالته من الصحافة لضعف مستواه من وجهة نظر النقاد في ذلك الوقت، ولولاها لمني الفيلم بخسارة فادحة. ثم أقنعها المخرج “وداد عرفي” بأن يخرج لها فيلم (تحت سماء مصر)، لكنها أحرقته لأنه كان أقل مستوى من الفيلم السابق.

انصرفت بعدها إلى المسرح ولعدة مواسم ثم زاوجت بينه وبين السينما. وكانت عودتها إلى الشاشة بفيلم (الزواج) والذي عرض 1933، كمؤلفة ومخرجة وممثلة، ومثل أمامها فيه “محمود المليجي” في أول أدواره السينمائية، ويروي الفيلم قصة الفتاة المغلوبة على أمرها والتي زوجها أبوها على غير ما تهوى فكانت نهايتها الموت.

ثم فيلم (الهارب) مع “بدر لاما”، و(ثمن السعادة)، ثم فيلمها (إلهام) مع “كمال سليم” رائد الواقعية المصرية (العزيمة). حاز الفيلم على نجاح كبير، فيما فشل فيلمه (إلى الأبد). بعد ذلك شاركت في فيلم (العامل) و(الطريق المستقيم) مع “يوسف وهبي” وتتالت أفلامها بعد ذلك وهي: (بنات الريف)، (مدينة الغجر)، (غرام الشيوخ)، (الريف الحزين)، (عواصف)، (الطائشة)، (دعوني أعيش)، (الجسد).

أخرجت “فاطمة رشدي” مسرحية “غادة الكاميليا”، ثم انضمت ل”لمسرح الحر” عام 1960 وقدمت مسرحيات الكاتب الكبير “نجيب محفوظ” ( بين القصرين) “، ثم (ميرامار) عام 1969.

من أهم مسرحياتها (زقاق المدق أولي رواية لنجيب محفوظ، قدمت فوق خشبة “المسرح الحر” بدار الأوبرا في أكتوبر عام 1958- بين القصرين عام 1960- الذئاب- الصحراء- القناع الأزرق- الشرف- ليلة الدخلة- الحرية- ميرمار-غادة الكاميليا- جان دارك- السلطان عبد الحميد- يوليوس قيصر- مصرع كليوباترة- العواصف- النزوات- قصر الشوق- زقاق المدق) كما قدمت مجموعة كبيرة من المسرحيات التي تعدت200 مسرحية.

ومن أفلامها: (فاجعة فوق الهرم 1928- تحت سماء مصر 1928- الزواج والذي عرض 1933- الهارب- ثمن السعادة- العزيمة 1939- إلى الأبد 1941- العامل 1943- الطريق المستقيم 1944- بنات الريف 1945- مدينة الغجر 1945- غرام الشيوخ 1946-عواصف 1946- الطائشة 1946- الريف الحزين 1948- دعوني أعيش  1955- الجسد 1955).

بعد انفصالها عن “عزيز عيد” تزوجت “فاطمة رشدي” من المخرج “كمال سليم” الذي اسند إليها أهم أدوارها وهو دورها في فيلم (العزيمة) كما تزوجت المخرج “محمد عبد الجواد” وعاشت بعيدًا عن الأضواء لسنوات طويلة ثم تزوجت رجل أعمال من الصعيد، ثم تزوجت عام 1951 من ضابط بوليس.

وقد أصدرت “فاطمة رشدي”  مذكرات في 128 صفحة من تأليف “محمد رفعت” في جزء واحد.

وفاتها..

اعتزلت “فاطمة رشدي”  الفن في أواخر الستينات. وانحسرت الأضواء عنها مع التقدم في السن وضياع الصحة والمال وكانت تعيش في أواخر أيامها في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة، إلى أن كشفت جريدة الوفد عن حياتها البائسة التي تعيشها، ثم تدخل الفنان “فريد شوقي” لدى المسئولين لعلاجها على نفقة الدولة وتوفير المسكن الملائم لها وتم ذلك بالفعل، فقد حصلت على شقة، إلا أن القدر لم يمهلها لتتمتع بما قدمته لها الدولة، لتموت وحيدة تاركة ورائها ثروة فنية عملاقة تزيد عن 200 مسرحية و16 فيلمًا سينمائيًا، وتوفيت في 23 يناير 1996 عن عمر يناهز 87 عامًا.

 

 

 

 

https://www.youtube.com/watch?v=Z6IU-B0VVFM

https://www.youtube.com/watch?v=LMxgm4QjJHc

https://www.youtube.com/watch?v=Y8gjKzfI8PE

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب