15 نوفمبر، 2024 6:03 م
Search
Close this search box.

“غازي الكناني”.. الغربة سرقت نصف عمره، ويستعيده كلما جاء للعراق

“غازي الكناني”.. الغربة سرقت نصف عمره، ويستعيده كلما جاء للعراق

خاص: إعداد- سماح عادل

“غازي الكناني” فنان عراقي من رواد الحركة المسرحية والسينمائية والتلفزيونية والإذاعية في العراق.

التعريف به..

ولد في 1 يوليو 1937، كتب وأخرج العشرات من المسرحيات في العراق وخارجها، والمئات من المسلسلات الإذاعية والبرامج الثقافية والتمثيليات الإذاعية والعديد من التمثيليات والمسلسلات التلفزيوني. كما عمل في الصحافة العراقية: (البلاد، كل شيء، الثبات، الزمان، الأهالي، صوت الأحرار، اتحاد الشعب، العرب، العرب اليوم، الرأي، الرافدين، مجلة الراصد، مجلة المناهل الأدبية). أسس أكثر من فرقة تمثيلية وجماعة مسرحية. وكان عضوا في فرقة شباب الطليعة، وعضو في فرقة الفنون الشعبية ومدير إدارتها، وسكرتير فرقة شباب التحرير المسرحية. ومثل في المئات من المسلسلات والتمثيليات التلفزيونية. مثل في أكثر من عشرين فيلم سينمائيا مثل: (الظامئون) و(الأسوار) و(المسألة الكبرى) و(القادسية) و(العاشق).

أحد المؤسسين الأوائل في نقابة الفنانين العراقيين، ومن المؤسسين الأوائل للفرقة القومية للتمثيل. شغل منصب معاون مدير (مديرية الفنون والمسارح الشعبية) التابعة لوزارة الشباب. وكان أول من فكر في جلب (مسرح الخيمة) لحساب وزارة الشباب.

شارك في العديد من المسلسلات البدوية المشتركة مع الأردن، وعمل مخرجا ومعدا للبرامج في المركز العربي في عمان، وأخرج البرنامج المعروف (وين وصلنا) لحساب تلفزيون دولة الكويت وكان عدد حلقاته 195 حلقة.

الإذاعة..

عمل في قسم التمثيليات في إذاعة بغداد كممثل ومساعد لرئيس القسم، عمل مخرجا لبرنامج البث المباشر لمدة سنتين في إذاعة بغداد، وأخرج العديد من البرامج الثقافية والمنوعات في إذاعة بغداد. وهاجر في تسعينات القرن الماضي إلى العاصمة الأردنية عمان ثم استقر في أستراليا وشارك هناك في بعض الأفلام السينمائية، ثم عاد بعد عام 2003 إلى العراق وأقيمت له الكثير من جلسات التكريم والاحتفاء.

وأصبح عضو مؤسس (لمركز الثقافة العراقية الأسترالية)، ورئيس جمعية الصداقة العراقية الأسترالية في أستراليا، ورئيس (فرقة ناهدة الرماح المسرحية) في أستراليا. أخرج فيلما اسمه (عراقيون مشردون) عن هجرة العراقيين ومعاناتهم وقد عرض في أكثر من فضائية.

الغربة..

في حوار معه أجراه “ناطق اللامي” يقول “غازي الكناني” عن ابتعاده عن الوطن: “والله الغربة مريرة قاتلة للعراقي المرغم على الهجرة وقد تركت ورائي الكثير من تاريخ وذكريات، وزرعت الكثير من أعمال ونتاجات فنية وبراعم من فنانين شباب أرى فيهم الآن مشاريع لنجوم لا تجد الأرضية المناسبة للانطلاق وتحقيق الطموح، بالإضافة إلى أن الغربة بكل المقاييس فيها استلاب لروح الإنسان فكيف بالفنان. الغربة قاسية وفيها تحدي كبير ولكن الأقسى والأمر منها هي غربة الإنسان في وطنه وهذا ما لا يحتمل”.

الفنانون الشباب..

وعن قلة تواجد الفنانين واستمراراهم في العراق يقول: “الفنانون الشباب ليس لديهم الصبر والتحمل للسير في المشوار الفني. العمل الفني ليس سهلا وليس ممهدا لأي كان، قد تخدم الظروف البعض منهم لكن العمل الفني بصورة عامة يحتاج إلى صبر وتحمل مشاق، وأنا أذكر من جيلنا من الفنانين وأنا منهم ممن كان يعمل ويعول عائلته من مهن ليس لها علاقة بالفن لا من قريب ولا من بعيد، ومع ذلك داومنا وتحملنا المشاق لإيصال رسالة وقيم نؤمن بها. اليوم في الساحة الفنية أنواع شتى من الدخلاء والمتاجرين باسم الفن لأغراض وغايات لا تسئ إليهم شخصيا فحسب ولكن تسئ لسمعة الفن والفنانين بشكل عام (فمو كلمن صاح اكشن صار مخرج ولا كلمن حفض نص صار ممثل) الأمر يحتاج لحرفة ومهارة واحترام لهذه الحرفة والمهارة”.

  مكانة كبيرة..

ويجيب عن سؤال هل يشعر أنه لم يأخذ فرصته على الساحة الفنية العربية كفنان متميز له مكانة كبيرة في الدراما العراقية يقول: “لا الموضوع لا يأخذ بطابع شخصي، وأنا وغيري من الفنانين كان لنا محاورات ونقاشات مع مخرجين ومنتجين عرب في موضوع عدم إشراك أو استغلال طاقات فنية عراقية في أعمال عربية! وكان هناك دائما العكاز الذي يتعكزون عليه هو صعوبة اللهجة العراقية ومفرداتها، التي قد تكون غير مفهومة للمشاهد العربي، مما حد من انتشار الممثل العراقي على الساحة العربية إلا فيما ندر. مع أنه الكثير من الفنانين والمخرجين العرب مثل “عباس ارناؤوط وصلاح أبو سيف وإبراهيم عبد الجليل” عندما عملوا مع الممثل العراقي أشادوا بحرفيته وأداء الفنان العراقي المتميز عن غيره، لكن الأمر يعزى أيضا إلى ضعف في المشاريع التي تؤسس إلى انتشار وتبادل في المشاركات العربية بين البلدان المشهورة بالإنتاج الفني الدرامي”.

الفضائيات..

وعن دور القنوات الفضائية في توفير الفرص لانتشار وشهرة الممثل العراقي يقول: “أنا لا أتفق مع هذه المقولة لعدة أسباب أهمها أن الفن الراقي يفرض نفسه على جمهوره، لذلك تجد أن مسرح الدولة أو المدعوم من الدولة له جمهوره، والفيلم المسلسل المعمول بحرفية عالية له جمهوره، وإن لم يجد مكانه على شاشة الفضائيات، بالإضافة إلى أن الكثير من الأسماء العراقية والعربية انتشرت في السابق من الزمن مع عدم وجود الفضائيات، فترى الفيلم والمسلسل المصري في كل البلدان العربية، وأنا أرد الأمر إلى التسويق والتسويق الناجح تحديدا، فما جدوى أن تمتلك فيلما كبيرا بإنتاجه وميزانيته وممثليه من عراقيين وعرب وأجانب مثل فيلم “المسالة الكبرى” ولا تجد طريقة للتسويق الناجح.

أنا أتذكر مقولة للفنان العالمي (أوليفر ريد) عندما سئل في مقابلة على إحدى القنوات الأمريكية عن تجربته عن فيلم “المسألة الكبرى” مع الممثلين العراقيين أجاب “عملت مع غازيين، غازي الكناني وغازي التكريتي، لو أتيحت لهم فرصة كما أتيحت لي لكانوا نجمين عالميين. لكني عملت في أكثر من خمسين فيلم وهم لم يعملوا سوى فيلمين أو ثلاثة” هنا تجد الفارق الكبير في التجربة والانتشار”.

الدراما العراقية..

وعن الدراما العراقية وعمله فيها يقول: “أنا بدأت مشواري وعملي كممثل في أدوار مركبة وشخصيات ذات طابع نفسي واجتماعي مركب ومعقد، وهو ما نسميه (أدوار الشر) لذلك التركيبة التي أجد نفسي في إطارها أكثر من غيرها هي أدوار الشر، ومن حبي لأعمالي في هذا الإطار فأنا اختار إما الحركة والتعبير بالوجه أو الجملة أو اللازمة التي تعمق من الإحساس بالدور. لذلك تجد للآن الشارع العراقي أو ممن عاصر مسلسل “جرف الملح” قبل خمسة وعشرون سنة مع الفنان المرحوم “طالب الفراتي” بدور(غافل) يتذكر الناس للآن جملة (الله بالخير يا غافل) التي أصبحت لازمة في الحوارات العراقية على المستوى الشعبي للطريقة التي أديت بها هذه الجملة”.

احتفاء..

يحكي الكاتب “فالح حسون الدراجي” في مقالة عن الجلسة التي نظمها ملتقى الإذاعة والتلفزيون، في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، احتفاء بزيارة “غازي الكناني” للوطن، حيث أدار الجلسة المخرج أ. د. صالح الصحن، حيث يقول “غازي الكناني: “يا أهلي لن اتحدت عما أنجزت، إنما سأروي لكم وجع الغربة وألم الفراق. ثقوا هناك جسدي فقط، إنما روحي هنا. بينكم، وجع الغربة لا يحتمل. الغربة سرقت نصف عمري، الذي أستعيده، كلما جئت للعراق، فرحتي كبيرة بينكم».

ويواصل عن أعماله الجديدة: «آخر فيلم أسترالي شاركت فيه، هو «زفاف علي» إخراج جيفري الحاصل على ثلاث جوائز أوسكار، الفيلم يتناول الصراع الداخلي بين المسلمين، باحترام كبير للعقيدة المحمدية، وإلا ما كنت أشارك فيه، إذ ظهرت بين نجوم عالميين وعرب، ممثلا عن العراق، وهو باللغتين العربية والاسترالية».

كما أشار إلى الشباب العراقيين المبدعين في الغربة، وتأسيسه فرقة «ناهدة الرماح» المسرحية، وعمله رئيسا لرابطة الصداقة العراقية- الاسترالية، متألما لعدم تآزر العراقيين في ما بينهم في الغربة، متطرقا إلى تقديم الفرقة مسرحية «يا أهل هذا الزمان» التي تتحدث عن ظروف العراق الراهنة، وهو يتصدى للإرهاب، مستحضرا فيها المتنبي، في حوار شفيف، مع فنان عراقي هارب نحو المنافي الأجنبية.  يقول: «احمل معي مشاريع إن شاء الله تتحقق؛ لخدمة الثقافة العراقية، فضلا عن مسلسل عراقي سأشارك فيه» موجها نداء مهما للحركة الفنية في الوطن الجريح.

وفاته..

توفي يوم السبت 15 تموز 2023، “غازي الكناني” بعد تدهور حالته الصحية عن عمر 86.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة