عن الرؤية من وراء النقاب في “بطلوع الروح” !

عن الرؤية من وراء النقاب في “بطلوع الروح” !

خاص : بقلم – د. مالك خوري :

في مسلسل (بطلوع الروح)، تتناغم لقطات “وجهة النظر”؛ لشخصية: “روح”، لدى خروجها الأول إلى الشارع في مدينة “الرقة”؛ مع واقع الحياة التي ستعيشها هناك. اللقطات التي تُجسد رؤية “روح”؛ للمدينة الرازخة تحت احتلال القوى الأصولية الدينية؛ (والتي تناولها عدد من المهتمين والنقاد)، لا تُعبر فقط عن مشاعر رُهاب الاحتجاز والأماكن المغلقة أو المقفلة ! هذه اللقطات التي من المفترض أن تكون من زاوية ما هو خلف “النقاب الشرعي”، تفتح في المجال لطرح أسئلة تتجاوز ما يحدث مع “روح” في القصة.

إن خط الرمزية في رؤية الكاميرا يتفاعل “كماكروكوزم” يُحاكي  طبيعة حياة المرأة؛ وهي تُعاني تحت كافة أنواع “الاحتجازات”؛ التي يجري فرضها بحجج دينية أو اجتماعية.

بيد أن هذه اللقطات؛ (والتي تتشابك وتأتي على وقع أسئلة الطفل: “سيف”؛ عن سبب طغيان اللون الأسود على ما يرتديه معظم الناس في الشارع وعدم وجود أي ألوان زاهية؛ كالأحمر والأزرق والأخضر وغيرها)، تطرح أيضًا أسئلة أشمل وأوسع. وهي أسئلة تتناول مأساة الإنسان ككل وهو يرضخ لرُهاب احتجاز فكره ومشاعره وحركته ورؤيته للعالم ولنفسه تحت وطأة القمع الفاشي بكافة أشكاله وعناوينه.

هذا قد يُفسر ردود الفعل المنقبضة نفسيًا لدى العديد ممن يشاهدون المسلسل، وعلى اختلاف “جندرهم”. وهنا أيضًا تكمن قوة وحرفية وعمق ثقافة الإخراج والكتابة والتصميم والأداء في هذا المسلسل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة