17 نوفمبر، 2024 3:30 ص
Search
Close this search box.

علي الكسار.. جعل فردا من الشعب بطلا ينتقد البشوات

علي الكسار.. جعل فردا من الشعب بطلا ينتقد البشوات

 خاص: إعداد- سماح عادل

“علي الكسار” ممثل كوميدي مصري، ولد في القاهرة في 13 يوليو 1887 في حي السيدة زينب ونشأ بها، واسمه الحقيقي “على خليل سالم” وقد أخذ اسمه الفني من عائلة والدته التي تدعي “زينب على الكسار” وقد عمل في البداية بمهنة السروجي وهي ذات المهنة التي امتهنها والده لكنه لم يستطع إتقانها فاتجه للعمل بالطهي مع خاله، وفي تلك الفترة اختلط بالنوبيين وأتقن لهجتهم وكلامهم.

بدأ حياته الفنية عام 1908 ب”دار التمثيل الزينبي” بالمواردى، كون أول فرقة مسرحية تحمل اسمه عام 1916 على مسرح كازينو “دى بار”، بشارع عماد الدين، ولدت شخصيته الفنية التقليدية “عثمان” عام 1916، من مسرحيته الشهيرة آنذاك “حسن أبو على سرق المعزة” 1916. افتتح مسرحه الكبير “الماجستيك” بشارع عماد الدين في 6 يناير عام 1919، ومعه شريكه وكاتب مسرحياته “أمين صدقي”، أول من قدم واحداً من الطبقات الشعبية على خشبة المسرح المصري، متمثلًا في شخصيته “عثمان عبد الباسط”، وكان يؤديها كل ليلة على خشبة المسرح بعد أن يصبغ وجهه.

أثرى “على الكسار” الشاشة البيضاء بعشرات الأفلام الكوميدية، وضم إلى فرقته مشاهير الفنانين، مثل “رتيبة رشدي” و”علية فوزي” و”لطيفة نظمى” و”عقيلة راتب” و”حامد مرسى” و”إبراهيم حمودة” و”كارم محمود” و”زكى إبراهيم” و”عبد العزيز أحمد”، ومن الملحنين “سيد درويش” و”زكريا أحمد” و”كامل الخلعى”. خرجت من مسرحياته ألحان جديدة عرفت بألحان الطوائف عبرت عن معاناة تلك الطوائف الشعبية، الكناسين، الكمسارية، سعادة البوستة، العربجية. البويجية وغيرها. قدم روائع المسرحيات العالمية ل”جورج فيدو” و”موليير” في قالب مصري شعبي.

صبغة مصرية..

في مجلة «الاثنين»، وفى عددها «21 يناير 1957» كتب بديع خيري عنه: «كان أقدر من غيره على التعرف إلى مختلف الأمزجة في رواد مسرحه، فكان لا يختار من الموضوعات أو المفارقات الفكاهية إلا ما كان ذو صبغة مصرية بحتة، وليس في هذا ما يؤخذ عليه، بل فيه ما يشرفه باعتبار أنه الفنان المتجاوب مع سواد الشعب».

أما الناقد الدكتور على الراعي، فيصفه في كتابه «فنون الكوميديا»، قائلًا: «ممثل من نوع نادر يجمع بين القدرة على الخلق والقدرة على الأداء، ويتمتع بحس فني مرهف يجعله يضع يده دائمًا على نبض الجماهير، ولد بقوة الموهبة الذاتية واستمر قويًا قادرًا مبدعًا حتى النهاية»، ويدافع «الراعي»عنه في «روز اليوسف» «عدد 170 يوم 30 نوفمبر»، بعنوان: «لماذا نظلم الكسار؟» قائلًا: «ليس الكسار مجرد فنان أمي، إنه ممثل كوميدي ممتاز وهو عارف بفنه كأحسن ما يعرف الفنانون كل ما هنالك أن لون الكوميديا الذي كان يقدمه لم يتح له قط أن يوضع في مكانه الصحيح، شهد الكسار وهو حدث كوميديا السيرك ثم تنقل مع الفرق الجوالة ومع فرقته هو عبر مصر كلها، وعرف الناس عن كثب ما يضحكهم وما يقدمونه هم أنفسهم من فكاهة تلقائية فوعى هذا كله، وقدمه على المسرح وكان من أبرز ما فعله على المسرح، فلأول مرة يصبح واحدًا من أفراد الشعب شخصية رئيسية في المسرح في وقت كانت البطولة فيه معقودة للأمراء والباشوات، وكان كل من عداهم خدمًا وموضع تندر من السادة، لقد جعل الكسار بطله «عثمان» ينقد السادة بل ويهزأ بهم في أكثر من مسرحية وما هذا بالشيء القليل في زمانه».

يضيف «الراعي»: «لو فهمنا نوع الكوميديا التي كان يقدمها ولو أتيح لأعماله العديدة التي اشترك في تأليفها مع غيره أن تنشر لتبين أننا نظلمه أكبر الظلم حين نستبعده بكلمات قلائل على زعم أنه أمي وسطحي الفكاهة. صحيح أن الكسار لم يكن يعرف القراءة والكتابة ولكنه كان يعرف ما هو أهم من هذا كان يعرف فنه».

منافسة..

ذاعت شهرة “علي الكسار” ودخل في منافسة حامية مع الكوميديان الكبير “نجيب الريحاني” وابتدع شخصية “عثمان عبد الباسط” النوبي لمنافسة شخصية “كشكش بيه” التي كان يقدمها الريحاني، ونجحت الشخصية نجاحاً عظيماً ولا تزال خالدة في ذاكرة التمثيل العربي. وفي عام 1924 قفز بفرقته قفزة هائلة عندما انضم إليها الموسيقار الكبير الشيخ “زكريا أحمد” وقدم لها العديد من الألحان المسرحية. في عام 1934 سافر إلى الشام وقدم مسرحياته هناك ولاقت نجاحاً كبيراً، بعد ذلك مر بأزمة أدت إلى إغلاق مسرحه بالقاهرة بعد أن قدم ما يزيد على 160 عرضاً مسرحياً. اتجه بعدها إلى السينما وقدم فيها عدداً من الأفلام الناجحة من أشهرها.

كان الصراع الفني محتدما جدا بين فرقتي “على الكسار” و”نجيب الريحاني” لدرجة جعلتهم يردون على بعضهم بأسماء المسرحيات فكان “الريحاني” يقدم مسرحية “حمار وحلاوة” فرد “الكسار” بمسرحية “عقبال عندكم” فرد “الريحاني” بمسرحية “قولوا له” فجاء دور “الكسار” بمسرحية “قلنا له” فرد “الريحاني” مسرحية “فرجت” فعمل “الكسار” مسرحية “راحت عليك” وأخيرا رد “الريحاني” بمسرحية “الدنيا جرا فيها إيه” ليرد “الكسار” عليه بمسرحية “الدنيا بخير”.

ومن أفلامه: (بواب العمارة 1935- وهو أول أفلامه- ألف ليلة وليلة-محطة الأنس- غفير الدرك- عثمان وعلي- علي بابا والأربعين حرامي- نور الدين والبحارة الثلاثة- سلفني تلاتة جنيه- على أد لحافك- رصاصة في القلب- الساعة 7- يوم في العالي- آخر كدبة- أحكام العرب- بنت حظ- ورد شاه- المرأة شيطان- أسير العيون- مبروك عليكي).

لقب “علي الكسار” في حياته ب”مليونير السينما المصرية” وفي بعض الأحيان كان لقبه الأشهر هو “المليونير الخفي” بعد أن وصلت ثروته إلى الملايين في عصر كان من النادر امتلاك أفراد لثروات بهذا الحجم، ومع ذلك لم يستعرض الفنان يوماً حجم هذه الثروة أو يتباهى بها كما يفعل عدد كبير من النجوم الشباب هذه الأيام.

رغم ذلك لم تستمر هذه الحالة كثيراً، ففي السنوات الأخيرة من عمره عاش النجم الشهير حياة مأساوية أودت بحياته على سرير في مستشفى القصر العيني بغرفة من الدرجة الثالثة، لأنه لم يكن يمتلك ثمن العلاج بعد أن أغلقت كل الأبواب في وجهه.

كانت العلاقة بين “سيد درويش” و”على الكسار” علاقة قوية جدا حيث كان “سيد درويش” دائما ما يلحن للفرق المسرحية ل”على الكسار” وقد وصل عدد المسرحيات التي لحنها “سيد درويش” له حوالي 11 مسرحية.

“على الكسار” لم يكن أسمر اللون بل كانت بشرته فاتحة ولكنه كان يدهن وجهه بمادة تجعله أسمر، لأنه دائما كان يظهر باللهجة النوبية بالرغم من أنه ليس من النوبة ولكنه من القاهرة ولكنه تعلم اللهجة النوبية.

وفاته..

توفي “علي الكسار” بمستشفى القصر العيني يوم 15 يناير عام 1957 عن عمر ناهز ال69 عام، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان.

 

https://www.youtube.com/watch?v=hmKaNCurRiw

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة