7 أبريل، 2024 10:39 ص
Search
Close this search box.

عزيزة أمير.. أم السينما المصرية وأول مخرجة

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: إعداد- سماح عادل

“عزيزة أمير” واسمها الحقيقي “مفيدة محمد غانم” ولدت في 1901 بطنطا، توفي والدها بعد ولادتها بـ 15 يوم  فعادت أسرتها إلى الإسكندرية لتقضي طفولتها بها ثم انتقلت إلى القاهرة بالقرب من حي السيدة زينب، والتحقت بالمدرسة لكنها لم تكمل تعليمها المدرسي إلا أنها تعلمت مبادئ الموسيقي لأنها تمنت أن تصبح موسيقية ثم تعلمت اللغة الفرنسية.

حياتها..

كانت “عزيزة أمير” يتيمة الأب، لذلك تكفل بها قريباً لها من بعيد، كان سياسي بارز وله مؤلفات أدبية، وقد دخل كعضو للبرلمان، وأخذها معه إلي أوروبا، ثم أعجبته فتزوجها سراً بعيداً عن أعين زوجته، ثم بدأت تشعر بالضيق والكراهية لهذه العلاقة السرية فطلقت منه. ثم تزوجت أثناء وجودها في فرقة “رمسيس” من “أحمد الشريعي” عمدة سمالوط، وأحد أثرياء الصعيد، وبعد مرور إحدي عشر سنة علي هذا الزواج بدأت الخلافات تنشب بينهما خاصة وأن أسرة “أحمد الشريعي” قد علمت بهذا الزواج وطلبت منه أن ينهيه علي الفور، وأرادت “عزيزة أمير” الإنتقام منه ومن أسرته فتزوجت بعد طلاقها منه من شقيقه”مصطفي الشريعي”، ولكنها طلقت منه بعدما عرفت أنه قد تزوج عليها سراً بعد سبع سنوات.

دخلت “عزيزة أمير” إلى السينما من باب المسرح، عن طريق فرقة “رمسيس” المسرحية برئاسة “يوسف وهبي”، والتي انضمت إليها في صيف عام 1925. ظلت مع “يوسف وهبي” موسماً واحداً فقط، ثم تنقلت بين فرقتي “شركة ترقية التمثيل العربي” و “نجيب الريحانى”، ثم عادت إلى فرقة “رمسيس” وقامت ببطولة مسرحية “أولاد الذوات” والتي تحولت إلى فيلم سينمائي، كانت مرشحة لتمثيل دورها فيه، إلا أن الدور قد ذهب إلى الفنانة أمينة رزق. ثم نتقلت بين المسارح.. حتي كونت بنفسها شركة سينمائية تحت اسم “ايزيس فيلم”.

في بداية عام 1926، جاء إلى القاهرة الفنان التركي “وداد عرفي” وهومخرج الذي اقترن اسمه بتاريخ نشأة السينما المصرية، بالرغم من أن جميع محاولاته في هذا الميدان كانت مجرد مشروعات بدأ بتنفيذها ثم قام بإتمامها غيره، كان له الفضل في إقناع عدد من السيدات المصريات بالنزول إلى ميدان الإنتاج مثل (عزيزة أميرـ فاطمة رشدي ـ آسيا داغر).

كان  فيلم (ليلى) أول فيلم صامت من إنتاج مصرى عام 1927، بطولة “عزيزة أمير”، بعد إنتاجها للفيلم الأول (ليلى)، تبعته بفيلم من إخراجها بعنوان (بنت النيل) الذي عرض في ديسمبر 1928. وفي بداية الثلاثينيات قامت بإنتاج فيلم ثالث بعنوان (كفرى عن خطيئتك) الذي عرض في 1933 ولكنه كبدها خسائر كبيرة حيث كان فيلماً صامتاً عرض في عهد الفيلم الناطق.

قدمت “عزيزة أمير” ما يقرب من (20) عملاً تمثيلاً مثل: (بسلامته عايز يتجوز) عام 1936 مع “نجيب الريحاني”، وبعضها مع زوجها المخرج “محمود ذوالفقار” مثل: (بياعة التفاح) عام 1939، (حبابة) مع “يحيى شاهين” عام 1944، (نادية) مع “سليمان نجيب” عام 1949، وآخر أفلامها (آمنت بالله) عام 1952 مع “مديحة يسري”، أما عن التأليف فقد قدمت (16) عملاً كان أشهرهم: (ابنتي) مع “زكي طليمات” عام 1944، (عودة طاقية الإخفاء) مع “هاجر حمدي” عام 1946، (قسمة ونصيب) مع “تحية كاريوكا” عام 1950.

واستمرت “عزيزة أمير” في الإنتاج باسم شركتها (إيزيس فيلم)، فأنتجت خمسة وعشرين فيلماً، كان آخرها فيلم (آمنت بالله) الذي عرض بدار سينما الكوزمو في الثالث من نوفمبر عام 1952. ولهذا الفيلم حكاية، حيث احترقت بعض فصول منه في حريق القاهرة في السادس والعشرين من يناير عام 1952، وكاد يحتجب دون أن يرى النور، بعد وفاة بطلته بعد يومين من نفس التاريخ، لولا أنه قد أجريت عليه بعض التعديلات، وعرض الفيلم في الموسم التالي، وقد وضعت باقة زهور كبيرة في مكان البطلة الراحلة.

وبالرغم من أهمية هذه الفنانة الرائدة في تاريخ السينما المصرية كمنتجة وممثلة، إلا أن أفلامها الأولى الصامتة غير موجودة في مكتبتنا السينمائية، والتي من المفترض أن تحتفظ بتراث السينما المصرية. هذا إضافة إلى أن التليفزيون العربي لم يعرض أي من أفلامها الناطقة، حيث يوجد كثير منها صالح للعرض، وعدد آخر يحتاج إلى إعادة طبع ليرى أبناء هذا الجيل أمجاد هذه الفنانة.

الصمود..

تقول “رنيم العفيفي” في مقالة لها عن “عزيزة أمير”: ” في الوقت الذي كان فيه المسرح بوابة النجومية الأولى في مصر، وكان شارع عماد الدين يعج بالمسارح وتضيؤه صور النجوم، اتجهت عزيزة أمير إلى السينما، لتخوض غمار تجربة إنتاج أول فيلم روائي صامت. المثير في مسيرتها لا يتوقف عند حد التمرد على التقاليد المجتمعية أو دخول معترك لم تسبقها إليه امرأة أخرى، رغم أنه كان لا يزال في مهده ونجاحه لا يوازي نجاح المسرح، وإنما يمتد إلى الصمود الذي اتسمت به خلال مسيرتها الفنية، منذ بدأت تتحسس خطواتها الأولى في مجال التمثيل عام 1926، عندما انضمت إلى فرقة «رمسيس» المسرحية التي أسسها يوسف وهبي. واجهت أمير رفضًا من داخل الفرقة ومن خارجها، عندما اختارها وهبي لدور البطولة في مسرحية «أولاد الذوات»، بعد أن رأى صورة أرسلتها كوجه جديد يبحث عن فرصة في أيٍّ من مسرحيات فرقته، وهو ما اعتبرته ممثلات الفرقة تعديًا على حقهن في البطولة التي طالما حلمن بها، وتبديدًا لآمالهن في الشهرة الواسعة، لا سيما بعد اعتزال روز اليوسف النجمة الأولى في ذلك الوقت، واتجاهها إلى الصحافة. انطلقت حملة عدائية ضدها من داخل الفرقة وخارجها، وذاعت أخبار عن أن علاقة سرية تجمعها بيوسف وهبي، وهي سبب إسناد البطولة إليها. ومع ذلك، أصر يوسف وهبي على اختياره، وكان من اختار لها اسم «عزيزة أمير» بدلًا من اسمها الحقيقي مفيدة غنيم. وردًّا على تلك الحملة الشعواء، أطلق حملة دعائية ضخمة للمسرحية، وبرزت صورة أمير في الأخبار والإعلانات مصحوبة بلقب «نجمة فرقة رمسيس الجديدة». لم تحقق المسرحية النجاح المأمول، واضطر وهبي إلى إيقاف عرضها بعد ثلاثة أسابيع، وحُمِّلت عزيزة أمير مسؤولية الفشل وحدها، فكتبت روز اليوسف في مجلة «التمثيل» (مجلة أسبوعية فنية مصورة) تنتقد المسرحية، وتعاتب أصحاب المسارح لأنهم يفتحون الباب لأي عابرة سبيل على حد وصفها. وكتب أنور محمد في جريدة «البلاغ» يقول إن فشل «أولاد الذوات» يؤكد أن العلاقات الخاصة لا تصنع نجمة. ربما ظن هؤلاء وجميع المعارضين لعزيزة أمير أن ما أرادوه تحقق عندما انسحبت من فرقة رمسيس، لكن ما تبين تباعًا كان أن قرارها لم يكن استسلامًا، وإنما كان قرارًا بالسير في طريق اَخر من أجل الحلم نفسه، وكان الطريق هو السينما، لتصبح السيدة الأولى في هذا المجال. الصحف التي كانت تهاجم عزيزة أمير تلقت خبر صدور فيلمها «ليلى» بكثير من الترحيب والفخر. عقب اتفاق بينها وبين المخرج التركي «وداد عرفي» في بداية العام 1926، أنتجت عزيزة أمير أول فيلم روائي صامت، من بطولتها وكتابة عرفي، واتفقا على أن يكون هو البطل والمخرج، لكن خلافًا وقع بينهما فانسحب من الفيلم، فوجدت نفسها في مأزق إعادة شغل الأدوار التي أفرغها رحيله، فاستعانت باستيفان روستي ليستكمل مشاهده، وقررت أن تستكمل هي إخراج الفيلم، وتولت كذلك مهمة المونتاج. اختارت أمير للفيلم اسم «ليلى» بدلًا من «نداء الرب» الذي اختاره عرفي، وعُرِض الفيلم في سينما المتروبول في القاهرة في 16 نوفمبر من العام 1927، وحضر العرض الخاص عدد من الشخصيات العامة، على رأسها الشاعر أحمد شوقي، ورجل الاقتصاد طلعت حرب. تلقت الصحف التي كانت تهاجم عزيزة أمير خبر صدور الفيلم بكثير من الترحيب المصبوغ بالفخر. وبحسب حوار صحفي أجرته أمير مع مجلة «العروسة» في 28 أغسطس 1928 (أعادت مجلة «السينما» نشره في 1967 احتفالًا بمرور 40 عامًا على البداية الحقيقية للسينما، على يد عزيزة أمير)، فإن صاحب سينما متروبول طلب منها إعادة عرض الفيلم أسبوعًا آخر بعد نجاح عرضه في الأسبوع الأول، لكن خلافًا في توزيع الأرباح بينهما تسبب في رفضها استمرار العرض لأسبوع آخر”..

وتواصل: “عرضت عزيزة الفيلم في سينما محمد علي في الإسكندرية، وفي عدد من المدن المصرية مثل بورسعيد وطنطا والزقازيق والمنصورة وزفتى، وتحدثت في الحوار نفسه عن اتفاقات لعرضه خارج مصر، في سوريا وفرنسا وبلجيكا. قول الشاعر الأندلسي أبي البقاء الرندي «يفوز باللذات كل مغامرِ» هو أصدق ما يصف الذي فعلته عزيزة أمير، فقد خاضت المغامرة دون خوف من النتائج، وتغلبت على العقبات التي اعترضت طريقها. وبعد نجاح تجربة «ليلى»، أسست في ما بعد شركة إنتاج سينمائي أسمتها «إيزيس»، وأنتجت نحو 24  فيلمًا، شاركت هي في تأليف 16 وبطولة 18 منها، وأخرجت بعد «ليلى» فيلمًا واحدًا هو «كفّري عن خطيئتك» عام 1933. كانت أمير أول من أنتج فيلمًا سينمائيًّا يتناول القضية الفلسطينية، في خضم حرب 1948. وفضلًا عن الإنتاج، كتبت القصة، واختارت له اسم «فتاة من فلسطين»، وأخرجه زوجها محمود ذو الفقار، في إطار تعاون طويل استمر بينهما حتى فيلمها الأخير. وقد حاولت من خلال قصة حب بين فتاة فلسطينية وضابط مصري سَبْرَ أغوار الحرب وواقع المقاومة الفلسطينية، وعُرِض الفيلم في 1 نوفمبر عام 1948، أي خلال الحرب. اختتمت عزيزة أمير مشوارها السينمائي بفيلم «آمنت بالله»، الذي أنتجته ومثلت فيه، لكنه تعرض لأزمة كادت تجعله مشروعًا غير مكتمل، عندما احترقت بعض فصوله في حريق القاهرة يناير عام 1952، واستحالت إعادة تصوير ما فُقِد من مَشاهد، بعد أن وافتها المنية عقب يومين فقط من الحريق، فأجرى محمود ذو الفقار تعديلات على قصة الفيلم، وعرضه في 3 نوفمبر عام 1952 في سينما كوزومو في القاهرة”.

أم السينما المصرية..

وفي مقالة بعنوان (عزيزه أمير و فيلم ليلى) يقول “وجيه ندى”: “عزيزة أمير هي الأم الشرعية للسينما المصرية لإسهاماتها الفنية في المجالات المختلفة كمنتجة وممثلة ومؤلفة ومخرجة، وتلك الأم لم تنجب فى حياتها وإنما ساعدت الكثير من أهل الفنون وزادت شهرتهم ومنهم سعاد محمد فى فيلم (فتاه من فلسطين)، أيضا أظهرت مواهب المطربة نجاة الصغيرة وفيلم (هديه)، والمطرب عبده السروجى وفيلم (وادى النجوم)، والفنان اللبنانى محمد سلمان وفيلم (الفلوس)، أيضا إظهار الراقصة “ساميه جمال” وفيلم (البنى آدم)، وساعدت المخرج حسين فوزى عندما بدأ ممثلا ، وأظهرت المخرج فطين عبد الوهاب وفيلم (نادية)، الفنانة عزيزه أمير أعطت الفرصه السينمائية والشهرة للممثل أنور وجدى ابن سوريه ، ومنحت الشهره للممثل محمود ذو الفقار والذى اقترن بها وعمل أيضا فى الإخراج، إن العظيمة عزيزة أمير لابد أن يوضع لها تمثال فى معهد السينما حتى يتعرف من يعمل فى مجال السينما من سيناريست أو العمل فى المونتاج أو التصوير أو الإخراج أن “عزيزه أمير” لم تكن مجرد فنانة عادية فقد كانت أفلامها ذات رسالة وهدف وتعكس الواقع والبيئة والمجتمع المصري بكل مشاكله”.

وفاتها..

توفيت “عزيزة أمير” في 28 فبراير عام 1952.

https://www.youtube.com/watch?v=k5G2UWjwfcY

 

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب