7 أبريل، 2024 8:43 ص
Search
Close this search box.

عروض السينما والمسرح البغدادية : تألقت في السنوات العشرين الأخيرة من الحكم الملكي (1-2)

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص / بغداد – كتابات

أحسن الفنانون والمثقفون العراقيون في السنوات العشرين الأخيرة من الحكم الملكي، اي خلال الأعوام من 1938 حتى 1958 في تأصيل حركتهم ونشاطهم بعيدا عن الأطر الحكومية، فهو ما منحهم جواً من الحرية وتأكيد ارتباطهم الوثيق بالحياة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع.

وجاء هذا عبر المؤشرات المهمة التالية :

* اتصال المثقفين والفنانين السريع والمؤثر بعجلة الحداثة الفكرية، انطلاقا من ارتباط الدولة بعناصر الحداثة الغربية.

* قيام الدولة بارسال الطلبة المتفوقين فرنسا وايطاليا لدراسة الفنون المتقدمة: “لقد ادركت وزارة المعارف أهمية المسرح في الحياة الاجتماعية فقامت بأرسال حقي الشبلي عام 1935 في بعثة لدراسة التمثيل والاخراج المسرحي في باريس، وبذلك كان أول طالب عراقي يدرس التمثيل والاخراج المسرحي“.(1)

*انشاء ورشة الحداثة الفنية والثقافية ممثلة بمعهد الفنون الجميلة(2) في بغداد 1936، بما يعنيه مواجهة القيم الاجتماعية المتخلفة ومصدرها عبر تحالف رجال الدين وزعماء العشائر المسلحين بالقوة الاقتصادية التي مثلها الاقطاع.

ويلفت باحثون ودارسون إلى إن سنوات الثلاثينيات تمثل مرحلة جديدة في تاريخ الحركة المسرحية في بغداد، اتسمت بكونها اكثر ثباتاً واخصب انتاجاً واوسع قدرة على مواجهة مشكلات العمل المسرحي من الحقب السابقة. فأنشئت بنايات جديدة للمدارس منها ما استغل لعرض المسرحيات، وتوافرت مستلزمات العمل المسرحي وبرز الكتاب العراقيون في مساهمتهم في التاليف، فضلاً عن وفود الفرق المسرحية العربية لاسيما المصرية منها. فكان لها تأثيرها الواضح في المسرح العراقي وتشكيل الفرق المسرحية في بغداد التي افادت من الخبرة المصرية وتأثرت بها“.

وتعد نهاية الثلاثينيات وبداية الأربعينيات نقطة تحول في المسرح العراقي فقد شهدت هذه الحقبة تطوراً ملموساً في النشاط المسرحي، لاسيما بعد عودة حقي الشبلي  من باريس عام 1939، وتعيينه مشرفاً على النشاط الفني المدرسي. فقام حال تعيينه بتشكيل لجان عدة للنشاط الفني في مدارس بغداد التي كانت بمثابة النواة الاولى لمديرية النشاط المدرسي.ولم يمكث طويلاً فقد نقل الى المعهد الموسيقي (معهد الفنون الجميلة) عام 1940.

وللرائد حقي الشبلي فكرة توسعة المعهد الموسيقي كي يكون جامعاً لكل الفنون: المسرح والرسم والنحت الى جانب الموسيقى، فتأسس فرع التمثيل ولاحقا باقي الفروع ليستحق المعهد تسمية “معهد الفنون الجميلة وليصبح مؤسسة أكاديمية لتأسيس ثقافة جمالية قائمة على المعرفة وهاجسها التجديد الحضاري.

بعد سنوات قليلة من انشاء معهد الفنون الجميلة “نشطت الحركة المسرحية في بغداد في الأربعينيات عبر ازدياد عدد الجمعيات والفرق التمثيلية، التي كان من أشهرها:

جمعية أنوار الفـن :

تأسست في 22 آب 1940. وتألفت هيأتها الادارية من توماس حبيب رئيساً، ورؤوف توفيق مديراً للادارة، وسليم بطي سكرتيراً، وجوزيف عجاج محاسباً، فضلاً عن الأعضاء: صلحي مصطفى واسماعيل حقي ولويس توماس واسماعيل الأمين ومجيب حسون واسماعيل ابراهيم الشيخلي.

فرقـة بغـداد :

أعلنت عام 1943 وتألف أدراتها من: فاضل عباس رئيساً، وعبد الله العزاوي مديراً فنياً، وكان من اعضائها الاداريين صبري الذويبي ومحيي الدين محمد، وتوقفت عن العمل في نهاية عام 1945.

جمعية أخوان التمثيل والسينما :

أسست هذه الجمعية عام 1945، وأول هيأة ادارية لها تألفت من: محمد حسين البصام رئيساً ثم حل محله احمد حمدي، وعلي العزاوي سكرتيراً، وعلي النعيمي اميناً للصندوق. وقد قدمت عدداً كبيراً من المسرحيات التي نالت استحسان الجمهور منها على سبيل المثال لقيط الصحراء، الأب،جريمة بلا عقاب،ملاك في الجحيم، الفاجعة،شهداء في سبيل التاج“و “ثريا“. توقفت هذه الجمعية في العام نفسه.

الجمعية الفنية للتمثيل والسينما :

اسست هذه الجمعية عام 1946، وتألفت هيأتها الادارية من الفنانين: عباس العبيدي رئيساً، وزكي السامرائي نائباً له وابراهيم شاكر سكرتيراً. واتفق الأعضاء المؤسسون على عدم تمثيل المسرحيات في الملاهي، بهدف اجتذاب بعض البغداديين الذين يأنفون دخول الملاهي ترفعاً منهم، لانطباعهم السيء عنها. وقد اغنت هذه الجمعية الحركة المسرحية بأنتاجها الذي تناول موضوعات متنوعة، ومن أهم مسرحياتها التي غلبت عليها الموضوعات التاريخية والسياسية: “رسول النبي إلى هرقل، الحجاج والفتية الثلاثة،شهداء الوطنية” و يوم الجلاء في سوريا واستمرت الجمعية بالعمل حتى عام 1954.

جمعية النهضة الفنية :

لقد اسهم تخرج الدورة الاولى من معهد الفنون الجميلة في انتعاش الحركة الفنية، وتأسيس جمعيات جديدة منها جمعية النهضة الفنية التي شكلت في كانون الثاني 1946، وتألفت هيأتهـا الاداريـة مـن:صائـب الجصانـي رئيسـاً، ومحسوب العزاوي سكرتيراً، وعدنان القيسي اميناً للصندوق والأعضاء هنري غنام، ومحمد رشيد الزيدي. وامتازت هذه الجمعية بحسن تنظيمها ورقي فنها الذي عالج موضوعات اجتماعية مختلفة، ومن اهم مسرحياتها الزوجة الخائنة، الاعتراف، جريمة الآباء، دموع البائسة، وحيدة،في سبيل التاج، مصرع يوليوس قيصر” وغيرها. ولم تكتف بعرض هذه المسرحيات في بغداد وانما سافرت الى باقي المدن العراقية الاخرى، واستمرت بالعمل حتى عام 1954“(3).

الفرقة الشعبية للتمثيل :

اسست هذه الفرقة في عام 1947، وكان تشكيلها قد مثّل انعطافةً جديدة في مسيرة الحركة المسرحية في العراق، وبداية جديدة في النشاط الفني، فقد تميز اعضاؤها بثقافة فنية عالية لا سيما خريجو معهد الفنون الجميلة، وكان من أبرزهم ابراهيم جلال، عبد الجبار توفيق ولي، عبد الله العزاوي، عبد القادر توفيق، عبد الستار فوزي، عبد الكريم هادي، خليل شوقي، صفاء مصطفىوجعفر السعدي.

تميزت الفرقة الشعبية بـ”المسرحيات الاجتماعية، التي اظهرت حقائق ومعلومات، استمد بعضها من طبيعة المجتمع البغدادي ومعاناته، ومن اهمها مسرحية الفلوس للكاتب التركي نجيب فاضل عام 1952، و”القبلة القاتلة عام 1953، و ثلاث مسرحيات في 1955 هي: صرخة الألم، الملاحوالبائس“، وعرضت في عام 1956 مسرحيتين هما المورد المسموم و يريد يعيش. وكانت هذه المسرحيات من اخراج جعفر السعدي الذي اختير بعـد نجاح تلك المسرحيات في البعثة العراقية الى الولايات المتحدة الأمريكية 1957 للتخصص في الانارة المسرحية والسينمائية“(4)، بينما استمرت الجمعية بالعمل حتى نهاية العهد الملكي.

جمعية جبر الخواطر :

تأسست عام 1948، وتالفت هيأتها الادارية من يوسف العاني وشهاب القصب وعبد المنعم الجادر.مثلت هذه الجمعية المسرحيات التي كتبها العاني وكان من اهمها: في مكتبة محامي“، مع الحشاشة“، طبيب يداوي الناس“، محامي نايلون، مجنون يتحدى القدر، موخوش عيشة“، “أم حسين” وغيرها. وكانت هذه المسرحيات تمثل المفارقات الاجتماعية السائدة في المجتمع، واستمرت الجمعية بالعمل حتى عام 1954.

فرقة المسرح الحديث :

تأسست عام 1952، وتألفت هيأتها الادارية: من ابراهيم جلال رئيساً، يوسف العاني سكرتيراً، عبد الرحمن بهجت محاسباً، يعقوب الأمين عضواً. وانضم الى الفرقة فيما بعد مجيد العزاوي وحميد قاسم ومحمد القيسي وراسم القيسي وفوزية قطان وسامي عبد الحميد وشكري العقيدي.

وبعد بروز شخصية يوسف العاني كان طبيعيا أن يصبح أكثر اعضاء الفرقة انتاجا وتأثيرا، فقد كان مؤلفاً للمسرحيات وممثلا وناقداً لها في آن واحد . ورفد الحركة الفنية بسلسلة من المسرحيات ذات المغزى الاجتماعي الهادف عالج فيها هموم المجتمع ومعاناته باسلوب انتقادي ساخر وأهمها “راس الشليلة– 1951″، وحرمل وحبة سودة 1952، واكبادنا، وتؤمر بيك عام 1953، وفلوس الدوه، وست دراهم عام 1954. وبسبب النبرة الناقدة القوية لتلك المسرحيات، سحبت اجازة الفرقة من قبل وزارة الداخلية.  

فرقة المسرح الحر 1954 :

أسست هذه الفرقة عام 1954. وكانت هيأتها الادارية الاولى تتألف من: جاسم العبودي رئيساً وعضوية كل من صفاء مصطفى، وعبد الرحمن فوزي، يوسف العاني، وشكري العقيدي، ثم التحق بهم عبد الواحد طه، وقاسم محمد، وكارلو هاريتون، وبعض طلاب معهد الفنون الجميلة. وتعرضت الفرقة الى مضايقات وزارة الداخلية التي قامت بسحب اجازتها ثم سمحت لها بالعمل في عام 1956، واستمرت بالعمل حتى نهاية العهد الملكي.

إلى جانب تلك الفرق والجمعيات ثمة “فرقة الزبانية، النهضة العربية، فرقة عشتروت، فرقة يحيى فائق وجمعية رعاية الآداب والفنون“.

لاحقا الجزء الثاني، وفيه نعرض لتأثير السينما في بغداد ثقافيا واجتماعيا.

المصادر

(1) د. عباس فرحان الزاملي،” المسرح والسينما في بغداد 1939 1958“، ملحق “ذاكرة عراقية“، صحيفة “المدى” 24-03-2013.
(2) علي عبد الأمير، كتاب “رقصة الفستان الأحمر الأخيرة”، “دار المتوسط” 2017.
(3) و(4) د. عباس فرحان الزاملي،” المسرح والسينما في بغداد 1939 1958“، ملحق “ذاكرة عراقية“، صحيفة “المدى” 24-03-2013.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب