خاص: إعداد- سماح عادل
أعلن، مؤخرا عن القائمة القصيرة لجائزة “أوغست” الأدبية في السويد. قائمة هذه العام تميز بالتنوع، وتضم كل الأشكال الأدبية التي تُنتج في السويد.
وكان من المدهش هذا العام وصول شاعرة ومعلمة من أصول عراقية إلي القائمة، كعلامة فارقة في تاريخ الجائزة التي تحتفي باللغة السويدية، حيث لا توجد جائزة أدبية تحظى بنفس القدر من الاهتمام مثل جائزة أوغست.
كما أن خمسة من كل ستة مرشحين هم من النساء هذا العام، مما يعني أن عالم الأدب في السويد أصبحت النساء يشغلنه بشكل متزايد. يقول مدير العلاقات العامة في دار نشر “نورستيدس” “تول دورلينج” في حديث مع التلفزيون السويدي عن الجائزة :”إنها غالباً ما تغير حياة الكاتب، للأفضل أو للأسوأ”.
وصلت “إيمان محمد” الشاعرة السويدية من أصل عراقي إلى القائمة القصيرة للجائزة. وكتبت لجنة التحكيم عن دافعها وراء ترشيحها: “من خلال الصور المكثفة والمنعطفات اللغوية التي تتبع قوانين الذاكرة الخاصة، تبحث إيمان محمد في ديوان “ذكريات الأشعة تحت الحمراء” المسافة الصعبة بين اللغة والجسد والخبرة. مجموعة متفجرة ومركزة”. حيث أتبعت “إيمان محمد” في كتاباتها النسق الأوربي بالكتابة، وبدا ذلك واضحاً من خلال مجموعتها الشعرية الأولى التي حملت عنوان “خلف أظهر الأشجار” على أنها قصيدة نثرية واحدة طويلة.
ولدت “إيمان محمد” 1987 في بغداد ونشأت في ستوكهولم، وتعيش الآن في مالمو، ثالث أكبر مدينة في السويد.تخرجت من برامج الكتابة السويدية في مدرسة Biskops Arnö للكتابة الإبداعية، والبرنامج الرئيسي في التأليف الأدبي في أكاديمية فالاند في غوتنبرغ غرب السويد. نُشرت أول مجموعة شعرية كاملة لها، “خلف ظهر الشجرة”، في عام 2018.
رغم حداثة تجربتها، لا تبدو مبتدئة على الإطلاق. بل تكتب بيد جادة ولغة جذابة، وحظيت مجموعتها الأولى من القصائد بإشادة كبيرة. وتم اختيارها كأحد أفضل قصائد العقد الثاني من القرن الحالي، من قبل لجنة تحكيم جائزة” بوروس” (Borås) الأدبية لأول مرة.
تمت ترجمة قصائد إيمان محمد إلى عدة لغات، من بينها الإنجليزية مؤخرا. ونشرت كتابين: (فيرماتا) في 2017 وأوريولا في 2019. وقامت مع الشاعرة “جيني تونيدال”، بترجمة أعمال الشاعرة اللبنانية-الأميركية “إيتيل عدنان” إلى السويدية. تدور مواضيع إيمان محمد في أعمالها عن الذاكرة والطفولة والجسد والتراث وغيرها.
“أوغست”..
تم إنشاء جائزة أوغست من قبل اتحاد الناشرين السويديين عام 1989. وحملت اسم الروائي والكاتب المسرحي “أوغست ستريندبرغ”، صاحب مسرحية “الطريق إلى دمشق”. مُنحت جائزة أوغست لأول مرة في 1989. وحصلت عليها الكاتبة “سيسيليا ليندكفيست” ، مُنحت الجائزة في ثلاث فئات: كتاب الأدب (رواية وشعر)، وكتاب الأدب الخيالي السويدي، وكتاب الأطفال واليافعين السويديين. اعتبارا من عام 1992.
تم الترحيب منذ البداية بجميع الناشرين السويديين لتقديم الكتب للتقييم. يجب أن تكون الكتب المقدمة أعمالاً أصلية منشورة باللغة السويدية، ويجب أن تكون قد نُشرت في العام السابق للجائزة، حيث يمكن للناشرين أن يقرروا بأنفسهم الفئة التي يريدون تسجيل كل كتاب فيها. ومن ثم فإن مهمة مجموعات لجنة التحكيم هي تحديد العناوين الستة الأفضل في كل فئة التي تستحق أن يتم ترشيحها. ثم تتم قراءة العناوين المرشحة من قبل مجموعة من الناخبين تتكون من 63 ناخبًا – 21 في كل فئة.
ينتشر الناخبون في جميع أنحاء البلاد ويتكون من بائعي الكتب، وأمناء المكتبات، والنقاد الأدبيين وغيرهم. العنوان الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات في كل فئة يفوز.
ارتفع عدد العناوين المسجلة بشكل مطرد، من 57 عنوانا في عام 1989 إلى 542 عنوانا في 2022 لتقييمها منها 204 عنوانًا لفئة الأدب الخيالي، و178 عنوانًا لفئة الأدب الواقعي، و160 عنوانا لفئة أدب الأطفال والشباب.
ومنها نقرأ :
هذه صورة جيش من الأشجار
تغطي السماء على اليمين وعلى اليسار
الثلاجة متجمدة
والماء يرتفع في الأواني
النباتات تطفو في الحاويات
لتثير الأعصاب ذات اللون البني الفاتح
وكأنها تريد كسر الزجاج الذي أطعمتُه للثعالب
وجعلتها تبدو سمينة يتوهج لونها الأحمر في
رسومات ضبابية رمادية اللون على قلعة الثلج
التي ستحمي أمهاتي.