13 أبريل، 2024 12:21 ص
Search
Close this search box.

عثمان مصطفى.. اشتهر بأغنياته العذبة وتعلم على يديه الكثيرين

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“عثمان مصطفى”  فنان سوداني، برع في مجال الغناء وعلوم الموسيقى، عمل بالتدريس للموسيقى، وتخرج على يده بعض رموز فن الغناء في السودان، وسجل العديد من الأغنيات والأعمال الموسيقية الخاصة في السودان وخارجه، كما ساهم في العمل النقابي بالسودان وشغل منصب أمين عام اتحاد الفنانين الغنائيين السودانيين.

حياته..

ولد “عثمان مصطفى” بالرميلة بالخرطوم بالسودان عام 1946، في أسرة متصوفة على الطريقة القادرية، والده “مصطفى سليمان الإمام”، كان سياسيا ينتمي إلى الحزب الوطني الاتحادي بالسودان، الحزب الوطني الديمقراطي حاليا.

درس بخلوة الفكي موسى بالرميلة وبمسجد الشيخ دفع الله الغرقان، قبل أن يبدأ تعليمه النظامي في مدرسة عبد المنعم الابتدائية بالحلة الجديدة بالخرطوم، ثم في معهد حسين الحمامي لتدريس اللغات، وانتقل إلى مدرسة الخرطوم القديمة. وفي عام 1969 التحق بمعهد الموسيقى والمسرح السودان (كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا حاليا)، وتخرج بدرجة البكالوريوس في الموسيقى عام 1974، وفي عام 1976 سافر إلى إيطاليا في بعثة دراسية للتدريب على الغناء بمعهد الموسيقى ليشينيو ريفيشي، بمدينة فروزينوني الإيطالية لمدة عامين.

وذهب في   1979إلى القاهرة بمصر لدراسة الموسيقى الغنائية بمعهد القاهرة الموسيقي، ضمن برنامج للدراسات الموسيقية فوق الجامعية. ثم سافر إلى مصر مجددا لمواصلة تعليمه فوق الجامعي بالقاهرة حيث حصل على درجة ماجستير عام 2004 م ثم نال درجة الدكتوراة في عام 2007.

الفن..

أجيز صوت عثمان مصطفى في لجنة الأصوات الجديدة بالإذاعة السودانية عام 1965، أول عمل سجله في الإذاعة كانت أغنية “والله مشتاقين”، من كلمات الشاعر “إسماعيل حسن” الذي كتبها في الأصل للفنان “محمد وردي” والذي قام بدوره بوضع ألحانها قبل أن يتنازل عنها ل”عثمان مصطفى”. وتوالت أعمال “عثمان مصطفى” الغنائية الخاصة به حتى وصلت إلى الخمسين أغنية مسجلة، منها أغنية “راح الميعاد” من ألحان “عربي الصلحي”، وأغنيات “فيها إيه لو جيتنا فايت”، من تأليف “عبد اللطيف خضر”، و”ماضي الذكريات” من كلمات الشاعر “الجيلي محمد صالح” وألحان الموسيقار “موسى محمد إبراهيم”، و”ما بتنشتل الزهرة في الأرض اليباب”، و”تعال يا قلبي سيبو”، و “مابعاتبك ما بلومك”، وغيرها. وتدرج “عثمان مصطفى” في تصنيف المطربين حتى وصل إلى درجة «رائد» وهي أعلى درجة تُمنح للمطربين بالإذاعة السودانية.

وقام ببعض الأعمال الغنائية المسجلة في هيئة الإذاعة البريطانية في لندن، وإذاعة وادي النيل (ركن السودان سابقا) بالقاهرة. كما قدم برنامجا أسبوعيا في ثمانينات القرن الماضي بإذاعة ركن السودان باسم “إيقاع ونغم” وكان برنامجا تحليليا للغناء السوداني استمر لمدة ثلاثة أعوام.

وأوبريت ملحمة (قصة ثورة) التي قدمها على خشبة المسرح القومي بأم درمان عام 1968 بقيادة الفنان “محمد الأمين” ومشاركة كل من “أم بلينا السنوسي وخليل إسماعيل وبهاء الدين عبد الرحمن” تعتبر من أهم الأعمال الفنية التي ساعدت كثيرا في توسيع نطاق في شهرته الفنية في السودان.

كانت أول وظيفة تبوأها بوزارة الثقافة والإعلام عام 1969 كعازف لآلات موسيقية. ويقول عنها في إحدى مقابلاته الصحفية: “كنت أتقاضى مرتبا كبيرا قدره 20 جنيها وكان حينها يغطي كل منصرفات المنزل ومنصرفاتي الشخصية”. وبعد تخرجه في معهد الموسيقى والمسرح تم تعيينه مدرسا معيدا بقسم الغناء في المعهد نفسه، ليشغل فيه أيضاً فيما بعد منصب رئيس شعبة الغناء والموسيقى. وقد تحول المعهد لاحقاً إلى كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا والتي أصبح “عثمان مصطفى” عضوا بمجلس إدارتها لسنوات عديدة.

شارك “عثمان مصطفى” في النشاط النقابي بالسودان حيث عمل أمينا عاماً لإتحاد الفنانين السودانيين في ثمانينات القرن الفائت، وأنضم إلى لجنة الألحان والأصوات بالإذاعة السودانية ليصبح عضوا فيها حتى منتصف تسعينات القرن الفائت، وشغل أيضا منصب رئيس لجنة المصنفات الأدبية والفنية بالإذاعة الاتحادية السودانية لمدة سبعة سنوات. وفي منتصف التسعينات تم تعيينه عضواً لأول مجلس إدارة للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون ثم عضواً بلجنة الدستور القومية الممثلا لفئة الفنانين بالسودان.

وشغل منصب عضو اللجنة الموسيقية التابعة للجنة اليونسكو بالخرطوم، وأستاذا بدرجة بروفسور مساعد بجامعة السودان للعلوم التكنولوجية وهو كذلك أمين عام جمعية الصداقة السودانية الأثيوبية بمجلس الصداقة الشعبية ونال عضوية كل من مجلس الأمناء بمؤسسة القدس الدولية والمكتب التنفيذي للمجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية بالأردن، ممثلاً للسودان، ورئاسة لجنة تراث الموسيقى التقليدية وهو أيضاً من مؤسسي جامعة الزعيم الأزهري بالخرطوم، حيث كان عضواً بمجلس الأمناء عند التأسيس. وعمل أيضا محرراً بمجلة الدستور العراقية.

حفل أضواء المدينة..

كانت أول رحلة ل”عثمان مصطفى” إلى خارج السودان في عام 1967 إلى القاهرة قبل اندلاع حرب يونيو بدعوة من إذاعة ركن السودان وبرفقة كل من أحمد المصطفى وسيد خليفة، وصلاح بن البادية وعبد المنعم حسيب وذلك للمشاركة في حفل “أضواء المدينة” الذي كان يقدمه المذيع المصري “جلال معوض”. وفي عام 1977 انتدب للعمل بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التابعة لجامعة الدول العربية بمكتب شرق أفريقيا لتدريس الموسيقى بمعهد يوسف الكونين بالعاصمة الصومالية مقديشو، وذلك لمدة عامين حيث قام مع مجموعة من المتخصصين بتأسيس المعهد.

وشارك “عثمان مصطفى” في تمثيل السودان في الكثير من البعثات السودانية الفنية خارجه شملت حوالي 25 دولة عربية، وإفريقية، وأوربية، وآسيوية كما شارك بأعماله في بعض المهرجانات الدولية في مجال الموسيقى والغناء من بينها:

مهرجان الموسيقى في ألمانيا عام 1972.

مهرجان القرن الأفريقي عام 2006 م برعاية من الإتحاد الأفريقي.

مهرجان أغنية السلام بدار الأوبرا بمصر عام 1994.

مهرجان الأغنية الصوفية بالهند عام 2001.

كما شارك في عدد من الحفلات الغنائيـة بكونسـرفتوار القاهرة بمصاحبة البروفسور كارل هانز رئيس أكاديمية هانوفر الموسيقية بألمانيا.

الجوائز..

حاز “عثمان مصطفى” على عدة جوائز منها:

جائزة تقديرية وعينية من رئيس جمهورية جيبوتي 1992.

نوط الجدارة من رئاسة الجمهورية بالسودان عام 1972.

وسام العلم والآداب والفنون من الدولة بالسودان عام 1975.

درع الثقافة من اللجنة القومية العليا بمهرجان الخرطوم عاصمة الثقافة عام 2005.

كما نال زمالة الإذاعيين السودانيين.

يقول عنه الموسيقار “عوض اللورد”: “عبر عثمان مصطفى عن أحلام الشباب من خلال مشروعه الغنائي الذي قام على أعمدة من المعارف وجمال الأنغام، لديه أسلوب السهل الممتنع في الغناء ورهافة الإحساس، كما أنه لا يلجأ لحشو لحنه بالمقدمات الموسيقية الكثيفة حتى يعطي المتلقي انطباعاً بتصنيع حسه الفني”.

ويقول الناقد الفني بشير السر عنه: “ظل عثمان مصطفى ينساب بين الناس عطرا غنائيا وحضورا مستمرا على مر السنوات من الستينيات وإلى يومنا هذا”، يملك الراحل قائمة كبيرة من الأغنيات المشرقة والرصينة والتي أسهمت في تشكيل وجدان الشعب السوداني، يستحق عثمان مصطفى أن يوضع بين الكبار على قمة خارطة الغناء السوداني، فقد ظل محتفظاً بجماهيرية طاغية من كل الأعمار، ولم يظهر في محفل إلا ضاق بعشاقه ومحبيه، الذين حفظوا جُل أغنياته عن ظهر قلب”.

وفاته..

غيب الموت اليوم الجمعة 27 نوفمبر 2020 “عثمان مصطفى”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب