خاص: إعداد- سماح عادل
“عبد المنعم صالح العلي العزي”، المعروف باسم (محمد أحمد الراشد) داعية إسلامي ومحام وصحفي عراقي. من أبرز قادة الإخوان المسلمين في العراق. ومن كبار منظري الحركة الإسلامية،
حياته..
ولد في حي الأعظمية ببغداد، يوم 8 يوليو 1938 من عشيرة بني عز، وهم من “عبادة”. درس في كلية الحقوق في جامعة بغداد تعلم فيها أصول الفقه والمواريث ومسائل الطلاق، والمعاملات عبر الفقه المقارن، وتخرج 1962. ثم هاجر بعد حرب الخليج الثانية إلى أوربا.
اهتم بالأدب، واطلع علي أعمال الأدباء العرب، كالرافعي ومحمود شاكر وعبد الوهاب عزام. كما تأثر بفكر محمد محمود الصواف، وبقصائد شاعر الدعوة وليد الأعظمي، إضافة إلى قراءة كتب الفقهاء المتقدمين الذين تمتاز برصانة أسلوبها.
يحكي عن ذلك: “لما كنت في أول شبابي وقع في يدي كتاب وحي القلم للرافعي فقرأته مرارا؛ الجزء الأول من وحي القلم قرأته عشرين مرة؛ أما إذا أردتُّ المبالغة أقول أكثر من ذلك لكن عشرين مرة أجزم بها.”
أعماله..
جمعت كتبه ما بين الأدب والفقه ومنها:
المنطلَق.
العوائق.
الرقائق.
صناعة الحياة.
المسار.
رسائل العين.
مواعظ داعية.
آفاق الجمال.
صراطنا المستقيم.
مقدمات الوعي التطويري.
استعلاء الدعوة.
التهجد الإصلاحي.
سلطان الإيمان.
تمام البيان.
الثائر المجاهد.
المعتز بالله.
مصر الواعية.
عودة الفجر.
شمسنا الساطعة.
صحوة العراق.
دفاع عن أبي هريرة.
أقباس من مناقب أبي هريرة .
تهذيب مدارج السالكين.
تهذيب العقيدة الطحاوية.
منهجية التربية الدعوية.
أصول الإفتاء والاجتهاد التطبيقي في نظريات فقه الدعوة الإسلامية، ٤ مجلدات.
الفقه اللاهب.
حركة الحياة.
بوارق العراق.
العمارة الدعوية.
المؤتمر.
رؤى تخطيطية.
وداع..
في مقالة بعنوان (وداعاً أيها الراشد الحكيم) كتب “محمد بالطيف”: “وداعاً أيها الراشد الحكيم، مع فجر هذا اليوم الثلاثاء في إحدى مستشفيات العاصمة الماليزية كوالالمبور عن عمر ناهز الـ ٩٤ عاماً. أخلد إلى الراحة بعد طول عناء ومشقة، وصبر وجهاد، إنه المربي والمفكر الداعية الإسلامي العراقي الكبير/ عبد المنعم صالح العلي العزي ( محمد أحمد الراشد). صاحب كتب: المنطلق، المسار، العوائق، الرقائق، صناعة الحياة، مجموعة رسائل العين، الظاهرة القيادية، ولادة الحركات، منهجية التربية الدعوية، نحو المعالي، وتهذيب مدراج الساكين. وغيرها الكثير والكثير مما دونه وإثراء به المكتبة الإسلامية الحركية المعاصرة.
من يتقن قراءة كتب الراشد يجده امتداداً لسلف الأمة من ابن القيم الجوزيه وأبو حامد الغزالي ومن هو على شاكلتهم ممن تسري الروح بين ثنايا سطور ما دونوه في حالة إعجازية فريدة من نوعها.
ويضيف: “كتب الراشد لا يقرأها من يتهجأ الحروف أو ويتوقف عند المعاني الظاهرة للكلمات والجمل. إنما هي روح تقمصت الكلمات والحروف شكلاً فحسب، غير أنها أرواح وأمم تعيش وتتحرك وتنفث في روع من يلامس حقائقها أسرارا ليس لها حدود تأخذ بتلابيب ما علق بها من بقايا روح القارئ لتحلق بها في فضاءات لا متناهية من العلم والمعرفة والتبصّر والبصيرة الثاقبة.
في أسفار الراشد -عليه رحمة الله تعالى- لا قيمة لعدد الصفحات ولا لعدد ما قرأت من مجلدات خطتها يداه، إنما القيمة الحقيقية تكمن مع أول جملة استطعت فيها أن تقلع بروحك بعيداّ وتحلق بها في سماء الفكرة التي يريد هو أن يبعثها إلى الحياة الدعوية والحركية في واقعنا المعاصر”.
ويؤكد: “في حدود علمي القاصر لا نظير له عليه رحمة الله تعالى من بين معاصري اليوم في ملامسته للواقع وتشخيصه للحالة ووضع التصورات الصحيحة والمعالجات الحقيقية. فهو لا يتوقف عند حدود الجغرافيا ومحدودية التجربة القطرية الضيقة، بل إنه شمولي النظرة، متسع الأفق، مستبصر بحال جميع الشعوب ومتطلباتها، وكأنه قد عاش في كل مكان وكل موطن، وبدواخل كل شخص حيثما كان وكيفما كانت رتبته في ميدان الدعوة والحركة والعمل.
لن تفي الكلمات القاصرة ببعض ما يمكن أن يقال في حق هذا الرجل العظيم والقامة السامقة، غير أنه لا يسعنا في مثل هذه اللحظة إلا أن نتوجه إلى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويحسن وفادته عليه ويرفع مقامه عنده، وان يجزيه عن أمة محمد كل خير. وأن يخلف على الأمة خيراً”.
نعي..
نعت جماعة الإخوان المسلمين في سورية الشيخ “محمد أحمد الراشد” كالتالي:
إخوان سورية
لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى..
بتسليم لقضاء الله وقدره، تنعى جماعة الإخوان المسلمين في سورية المفكر الكبير، والعالم الفذ، الأستاذ الشيخ “عبد المنعم صالح العلي العزي” المشهور بـ”محمد أحمد الراشد”، الذي وافاه الأجل اليوم الثلاثاء 27 آب 2024، الموافق 23 صفر 1446، في ماليزيا، عن عمر ناهز الـ 86 عاماً.
الشيخ عبد المنعم صالح العلي العزي من مواليد بغداد، 1938م، واسمه الحركي الذي اشتهر به “محمد أحمد الراشد”، وهو داعية إسلامي وأحد أبرز قيادات الإخوان المسلمين في العراق، درس في كلية الحقوق في جامعة بغداد، وتلقى فيها أصول الفقه والمواريث ومسائل الطلاق، وأبواباً من المعاملات عبر الفقه المقارن، مما أدى إلى توسيع مداركه في العلوم الشرعية، وتخرج فيها عام 1962م، حيث عمل محامياً، ثم عمل صحافياً، ثم تفرغ للكتابة في العمل الدعوي.
يعتبر من أهم منظري ومؤلفي الحركة الإسلامية، فهو صاحب المؤلفات الكثيرة والمفيدة، التي ترشد السالكين، وتهذب أخلاق الدعاة والعاملين، وتصحح أخطاء الغالين، وتفند ادعاءات المبطلين، والتي تحاول أن تجمع روح الحركة مع العلم الإسلامي ونوع من الروحانيات والتأكيد على الأخلاق الإسلامية، وترجمت كتبه للكثير من اللغات الأجنبية.
أمضى حياته مهاجراً في سبيل الله، ونشر العلم والوعي والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة.
رحمه الله وغفر له وتقبله في الصالحين، ونسأل الله تعالى الله أن يتقبل جهده وبذله وسائر عمله، وأن يرفع مقامه في عليين، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
عزاؤنا الحار لأسرته وذويه وإخوانه ومحبيه.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
جماعة الإخوان المسلمين في سورية.
بغداد..
في مقالة أخري بعنوان (محمد أحمد الراشد.. رحلة داعية من بغداد إلى العالمية) كتب فيها: “منذ صغره، أظهر الراشد نبوغاً واهتماماً بالعلم، حيث بدأ بتصفح المجلات الأدبية وهو في سن الثامنة، وتلقى دعماً كبيراً من أسرته لمواصلة تعليمه، مما صقل لديه حب القراءة والمعرفة.
تلقى الراشد تعليمه الابتدائي في مدرسة تطبيقات دار المعلمين، وهي من أرقى المدارس في العراق، وبرز منذ طفولته بالنشاط والتفوق الدراسي، إذ كان يجيد العديد من الرياضات كالسباحة وكرة القدم، وكان لا يفتر عن التجوال على دراجته الهوائية، ودرس الراشد في كلية الحقوق بجامعة بغداد، حيث تعمق في علوم الشريعة والفقه المقارن، وتخرج فيها عام 1962م.
في مجال الدعوة، تتلمذ الراشد على يد عدد من كبار العلماء، من بينهم الشيخ عبدالكريم الشيخلي، ود. تقي الدين الهلالي، والشيخ أمجد الزهاوي، وتأثر الراشد بشكل خاص بفكر محمد محمود الصواف، وقصائد وليد الأعظمي، وشكلت هذه الشخصيات مرجعية له في بناء منهجه الدعوي.
بدأ الراشد مسيرته الدعوية منذ صغره، حيث انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في العراق وهو في الثالثة عشرة من عمره، ومع تصاعد الأحداث السياسية في العراق والوطن العربي، انخرط الراشد بشكل أعمق في العمل الدعوي، وبدأ يركز على تطوير منهجية تربوية علاجية لمواجهة التحديات التي تواجه الدعوة الإسلامية”.
وتضيف المقالة: “اضطر الراشد لمغادرة العراق في بداية السبعينيات بسبب الظروف الأمنية، وانتقل للعيش في الكويت ثم الإمارات وماليزيا، خلال تنقلاته، واصل نشر فقه الدعوة من خلال إلقاء المحاضرات والدروس وكتابة الكتب التي تميزت بأسلوب أدبي رفيع، من أبرز مؤلفاته «المنطلق»، و«العوائق»، و«صناعة الحياة»، التي أصبحت مرجعاً مهماً للدعاة في مختلف أنحاء العالم.
عمل الراشد على توحيد صفوف الدعاة وتطوير العمل الدعوي وقدم إسهاماته الفكرية والدعوية، متنقلاً بين دول مختلفة، لنشر الفقه الدعوي ورفع راية الدعوة الإسلامية”.
وفاته..
توفي “محمد أحمد الراشد” في أحد مستشفيات كوالالمبور بماليزيا، يوم الثلاثاء 27 أغسطس (آب) 2024.