خاص: إعداد- سماح عادل
“عبد الله الشوربجي” شاعر مصري، صدر له 12 ديوانا ما بين رواية شعرية ومربعات لفن الواو بالفصحى ورباعيات وقصائد متنوعة جمعها في مشروع كبير تحت مسمى “أبو الطيب المصري “، وحصل على جائزة البابطين في الشعر في سنة 2020.
الطفولة..
في حوار معه برنامج «في المساء مع قصواء»، حكي الشاعر “عبد الله الشوربجي”، إنه ولد في محافظة الغربية وكان في فترة طفولته يقوم بإلقاء الشعر للفلاحين ومساقي المياه في القرى المختلفة، كما أنه ومع دخوله المدرسة كان قد ختم حفظ القرآن الكريم كاملا، مضيفا أن والده كان له عظيم الأثر فيما وصل إليه، وأصدر أول ديوان شعري لي في عمر الـ16 عاما”.
وأضاف أنه نجح في كتابه أولى قصصه وهو في الصف الثالث الابتدائي، أعقبها تأليفه للشعر بدون معرفته لما يقوم به، حتى وجهه أحد المدرسين لتطوير شعره وإكسابه الرونق الخاص.
وأكمل: “تربيت في القرية على غناء الفلاحين ووالدي كان يصطحبني للموالد، وطلبت من المدرس في المرحلة الإعدادية تعليمي الوزن في الشعر، وأعطاني الكتاب وطلب مني أتعلمه لوحدي، لكن الكتاب كان مرعب بالنسبة ليا، لكن الدكتور اللي ألف الكتاب عمله بطريقة عبقرية، وأنا لحد دلوقتي بعتبر نفسي تلميذ، وأول ما الشاعر يقول أنا أستاذ يبقي أفشل شاعر».
وأكد أن القرآن الكريم هو الكتاب الأول والأخير والمعجز في البلاغة العربية بكل صنوفها، بالإضافة إلى أنه قد قام بتأليف الكثير من الدواوين الشعرية، حتى قارن البعض بين ما قدمه هو وما كان يقدمه الشاعر الكبير فاروق جويدة، والذي كان في تلك الآونة هو شاعر المرحلة، “كل ما كتبه الشباب في تلك الآونة كان مقارب لما كتبه الشاعر الكبير فاروق جويدة، لكني لم أسع لأكون جويدة جديد، حتى قمت بتغيير نسقي الشعري الخاص”.
بجائزة “البابطين”..
فاز “عبد الله الشوربجي” بجائزة “البابطين” من مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية الكويتية في دورتها الـ17 للإبداع الشعري في مجال الشعر عن ديوانه “العاشقان”، وذكرت المؤسسة، في بيانها، أن “فروع الجائزة شملت أفضل ديوان، وأفضل قصيدة، وأفضل عمل نقدي في مجال الشعر، إلى جانب الجائزة التكريمية، موضحة أنه فاز بجائزة المركز الأول في أفضل ديوان شعري مناصفة وقيمتها 20 ألف دولار، الشاعر عبدالله الشوربجي من مصر عن ديوان “العاشقان”، والشاعر عبد العزيز الهمامي من تونس عن ديوان “هديل الغيمة””.
وفاته..
توفى “عبد الله الشوربجي” يوم 14 يونيو 2023 وقبل أيام من وفاته، رثا الشاعر نفسه ببعض الأبيات الشعرية، وهي آخر ما كتب:
(وحينَ أموتُ..
ستفرحُ أمي كثيرًا
وتفرحُ أختي كثيرًا
ويفرحُ مَن كانَ ظِلِّي ثقيلا عليهمْ
وأتركُ نصفَ احتمالْ
وحينَ أموتُ..
سأتركُ أولادَ قلبي يتامى..
بغيرِ سؤالْ
وحينَ أموتُ وحيدًا..
سيخسرني الشِّعرُ دونَ جدالْ)
قصيدة عبلـــة
عبد الله الشوربجي
أضمُّكَ..
ما بيني وبيني
لأفرحا
مُعَوَّذةٌ أخرى
وفاتحةُ الضحى
أنا عبلةٌ
تُتلى بكلِّ قصيدةٍ
عيونكَ صلتْ بي
وقلبكَ سَبَّحا
على أدهمٍ
تأتي البلادَ مُؤذنا
أحبكَ ملءَ الحرفِ
انطِقْ لأفصِحا
ليَ المَهْرُ
والنعمانُ يسرقُ نوقَهُ
ظلامٌ قد استشرى
وظلمٌ قد انتحى
«يقولون:
ليلى بالعراق مريضةٌ»
يقولون:
قيسٌ لا يعودُ مُلوَّحا
أضمكَ
في شوق إليكِ
ولم أزلْ
فتشرقُ في غرناطتين ِ مُوَشَّحا
هنا
تنقلُ الأخبارُ
أنَّ سفينةً
بعشرينَ قرصانا
وكلٌّ تَنَوَّحا
على هندَ ترسو الفلكُ
أينُك؟ لم تَعُد
وكلُّ شهيد
قد يعيشُ ليُذبَحا
ملامح وجهي لا تهزُّ بنخلةٍ
وإنْ هيَ هزتْ
لم تساقط سوى «جُحا»
بلادكَ إذ ضاقتْ عليكَ بيوتُها
ولونكَ أمسى غربتين ِ
وأصبحا
أضمكَ مِسْكيًّا
مُضيئا بسرِّهِ
تعلمَ فيكَ الفُلُّ أنْ يتفتَّحا
رضيتُ على ليلٍ بوجهكَ
شاعرٍ
وآنستُ فجراً
من عيونكَ قد صحا
أنا في الهوى حُريَّةٌ..
أنتَ فارسٌ
من الماءِ حتى الماءِ
تُنشئُ مَسْرحا
وإني سألتُ الخيلَ
قالَ صَهيلُها
بأنكَ مَن خاضَ النزالَ
ليربَحا
أضمكَ
في تلك المنازلِ
كلما
تراودُ أبوابَ الحياةِ
لتفتحا