25 ديسمبر، 2024 9:09 م

عبد الكريم ناصيف.. يحتفي بموضوعية الروائي حين يكتب عن الواقع

عبد الكريم ناصيف.. يحتفي بموضوعية الروائي حين يكتب عن الواقع

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“عبد الكريم ناصيف” كاتب سوري، ولد في 1939 في مدينة سلمية بسوريا. تلقى تعليمه في حمص ثم طرطوس وتخرج في جامعة دمشق في اللغة الإنجليزية. عمل مدرساً وموظفاً ورئيساً لتحرير مجلة “المعرفة”، كتب الرواية واهتم بالترجمة. إضافة إلى المسرح والدراما التلفزيونية.

أعماله..

  • الحلقة المفرغة- رواية 1984.
  • البحث عن نجم القطب- رواية 1985.
  • سياسة الأمر الواقع- نظرية وممارسة في الوطن العربي-دراسة.
  • المد والجزر- الصعود- ثلاثة روائية- 1986.
  • المد والجزر- الانكسار- ثلاثية روائية- 1987.
  • العشق والثورة- رواية- 1989.
  • المخطوفون- رواية 1991.
  • أطفالنا كيف نفهمهم- علم نفس تربوي- ترجمة 1979.
  • الاقتصاد البشري- دراسة- ترجمة 1980.
  • الإبداع- علم نفس- ترجمة 1981.
  • التانغو- مسرحية- ترجمة.
  • شعر التجربة- نقد أدبي- ترجمة بالاشتراك مع علي كنعان- 1983.
  • الموسوعة العلمية الميسرة- علوم- ترجمة وتدقيق- بالاشتراك.
  • الغاب- رواية- ترجمة.
  • ابن خلدون- دراسة- ترجمة 1981.
  • أطفال منتصف الليل- رواية- ترجمة.
  • لاشيء خلف الفولاذ- رواية- ترجمة.
  • مختارات من الأدب الياباني- قصة- مسرحية- ترجمة.
  • العار- رواية- ترجمة.
  • الموت عند مصب النهر- قصة- شعر- ترجمة.
  • سيكولوجيا العدوان- علم نفس- ترجمة.
  • الإنسان ورموزه- علم نفس- ترجمة.
  • عقد من القرارات- دراسة سياسية- ترجمة.
  • علم النفس الاجتماعي- دراسة- ترجمة.
  • تشريفة آل المر.

ملحمة العصر الحديث..

في حوار معه أجراه “وحيد تاجا” يقول “عبد الكريم ناصيف” عن انحيازه إلى الرواية: “انحيازي للرواية نابع من عوامل موضوعية وعوامل ذاتية، وأهم سبب هو ميلي إلى كل ما هو شمولي وقادر على الإحاطة. وهذا ما يتفق مع طبيعة الرواية كجنس أدبي وشروطه الداخلية والخارجية.هذا على الصعيد الشخصي وبالنسبة للعوامل الموضوعية إن الرواية هي ملحمة العصر الحديث. وهي الجنس الأكثر رواجا ونشاطا وحضورا في العالم. والكل يحتاج إلى الرواية، ربما لسد حاجة نفسية أو يزجي فراغا ليطلع على عوالم غريبة عنه لا يعرفها. فالرواية، بعد الأجهزة المرئية، هي أقدر على وصف وتقديم العوالم الغريبة، تعرفك بالشعوب الأخرى، وعاداتها وتقاليدها وأفكارها ومشاعرها”.

وعن رواياته التي تدور حول الواقع السياسي وهل هي أقرب إلى الأدب السياسي يوضح: “الحقيقة أنا أكتب الرواية السياسية أولا وأخيرا، فالسياسة همي وشاغلي الأساسي. سنين طويلة أمضيتها في ميدان السياسة، ممارسة وعملا، وحين يئست من تحقيق الحلم، لأن الحلم كان أكبر من الإمكانات المتاحة. هجرت السياسة، كميدان عمل، إلى الأدب والكتابة… والأمل هنا، أن تظل إمكانية تحقيق الحلم متاحة ولو في المستقبل. السياسة تدخل في كل شأن من شؤوننا، تتغلغل في كل مساماتنا.. بؤسنا.. سعادتنا… فرحنا… ترحنا، كله يتوقف على السياسة، فهل يمكن أن نغض النظر ونقول لا شأن لنا بالسياسة؟”.

الحلقة المفرغة..

وعن روايته (الحلقة المفرغة) التي تطرح هموم القضية الفلسطينية من عام النكبة (1948) إلى عام النكسة (1967). وهل ما زالت تلك الآلام قابلة للطرح يقول: “الحقيقة الوحيدة التي نعرفها هي أن فلسطين لنا، وقضيتها هي قضية الحق، والحق دائم خالد لا يحول ولا يزول… صحيح أنه ربما يطمس لحين أو يعتم عليه أو يحجب لظروف أو وضع دولي طارئ لكن بالنهاية لا بد له من أن يظهر… هنا تبرز مهمة الأدب والأديب ألا وهي الوقوف مع الحق أيا كانت الظروف ومهما كانت العراقيل . وليس من حق في الدنيا كقضيتنا في فلسطين ولا من باطل كوجود «إسرائيل» فكيف لا نستمر في طرح هذه القضية ومتابعتها حتى النهاية؟”.

وعن قرب رواياته من الواقع يضيف: “هذا صحيح، فأغلب أعمالي حافلة بتفاصيل مكانية ومحطات زمانية شديدة الحساسية ذات صلة بالواقع… بل تبدو هي وكأنها الوقع ذاته… فأنا أكتب الرواية الواقعية، الواقع مصدري، والناس منهلي… كل ما أكتب منهم وإليهم… فأنا أومن أن الواقع أغنى من الخيال، لهذا لا حاجة بالكاتب لأن يعمل خياله لكي يصطنع عالما يكتب عنه أو «يفبرك» أجواء وأحداث وشخصيا، حسبه أن ينظر إلى الواقع ويغرف منه، يعيشه ويأخذ منه. وبصراحة فإن لكل رواية عندي دافع، فرواية (الطريق إلى الشمس) كانت شخصية (عزيز المر) هي شخصية واقعية وهو رمز لكل أبناء الشعب في مقاومة الاستعمار وواجه الموت في سبيل حريته، وقد رصدت معاناة الشعب الفلسطيني في روايتي (الحلقة المفرغة) و(المخطوفين)، ونتيجة معايشتي الواقع اللبناني واطلاعي على أدق تفاصيل الحرب الأهلية اللبنانية كتبت رواية (البحث عن نجم القطب)، كما تناولت فترة مهمة من تاريخ المنطقة ( 1967 – 1986) في ثلاثية (المد والجزر). ومن هذا المنطلق وظفت السياسة في خدمة الأدب”.

تأخر حركة الإبداع..

وعن معاناته مع الرقابة يقول: “هذا صحيح فقد كان لي تاريخ حافل مع الرقابة، بالرغم من علاقاتي وكوني شغلت رئيس تحرير مجلة المعرفة ورئيس دائرة التأليف والترجمة في وزارة الثقافة وعضو مكتب تنفيذي في اتحاد الكتاب العرب، فقد بقيت رواية (الحلقة المفرغة) حبيسة الأدراج مدة 14 سنة في الأدراج، فقد كتبتها في عام 1970 ولم تنشر حتى عام 1984، أما رواية (البحث عن نجم القطب) فلم تنشر إلا بعد حذف أربعين صفحة. ولا بد من الاعتراف أن الرقابة في العالم العربي لعبت دورا في كبح وتأخر حركة الإبداع الحقيقي، لأن الإبداع يحتاج إلى جو من الحرية وأحد أسباب بقاء الأدب العربي محجماً هو الرقابة. وليس سرا القول أن معظم الكتاب العرب يعانون من الرقابة”.

وعن احتمال كتابة  رواية جديدة عن الأوضاع السورية يقول: “هذا أكيد. فالظروف الطارئة لا بد وأن تترك آثارها على الكاتب وما يكتبه بشكل أو بآخر . وأنا بصدد كتابة رواية من وحي الأزمة السورية القاتلة بالنسبة للوطن والشعب السوري، فعلى الروائي أن يرصد الواقع ليكشف بعض خفاياه وتفاصيله وأحداثه الجارية وهو أمر ليس بالهين لأن أحداث الأزمة صعبة وهي حالة طارئة وغريبة جداً بالنسبة للجميع لأن الأزمة في سورية أخطر أزمة إنسانية مرت في القرن العشرين بعد الحرب العالمية الثانية.. من هنا فإن الكتابة عنها لا بد وأن تكون بمستوى حجم وفداحة هذه الأزمة.

وبطبيعة الحال اختلف جدا مع الروائيين والكتّاب الذين يرون أن تناول الأزمة عبر رواية من الروايات لا يصح إلا بعد مرور وقت طويل من الزمن فالرواية بالعموم تحكي عن الماضي ولكن هذا لا يعني تقاعسها عن تناول أحداث آنية وهي قادرة على فعل ذلك خير قيام على الرغم من صعوبة الأمر باعتبار أن الروائي لا يستطيع أن يكتب عن أحداث آنية إلا بعد أن يتحقق من صحة الكثير من التفاصيل والقصص، وهو إن نجح في ذلك ينشر رواية ذات مصداقية كبيرة ستكون شاهد عيان حيث الروائي يسمع بأذنه ويرصد أحداثاً بشكل مباشر من خلال معايشته لها، ومن هنا تأتي أهمية هذا النوع من الروايات قليلة الصدور أصلاً لأنها روايات بنت الساعة التي تعتمد على الشهادة المباشرة والمعاناة. وحتى تكون الكتابات الروائية الآنية صادقة وحقيقية يجب أن يتصف الروائي بالموضوعية كالمؤرخ تماماً بحيث لا يكتب على هواه، فالروائي الذي يكتب روايات مستوحاة من الماضي يرى المشهد من بعيد دون أن يتأثر به، في حين أن الكتابة عن أحداث تجري الآن لا يمكن لها إلا أن تؤثر على الروائي، وهنا تكمن صعوبة هذه الرواية لأن تأثر روائي بالأحداث يضرب مصداقية ما يكتبه، وبالتالي فإن الروائي واسع الأفق والمزود بالمعرفة الصحيحة والمنطق السليم هو الذي يكتب بشكل موضوعي”.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة