17 نوفمبر، 2024 12:59 ص
Search
Close this search box.

“عبد الرحمن مجيد الربيعي”.. الكتابة مغامرة شاقة تعتمد على الصدق

“عبد الرحمن مجيد الربيعي”.. الكتابة مغامرة شاقة تعتمد على الصدق

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“عبد الرحمن مجيد الربيعي” فنان تشكيلي وكاتب وروائي عراقي.

حياته..

ولد في مدينة الناصرية جنوب العراق في 12 أغسطس 1939، تعلم في مدرسة الملك فيصل بالناصرية والمتوسطة بالناصرية، دخل معهد الفنون الجميلة ببغداد، ثم أكاديمية الفنون الجميلة وحمل إجازة جامعية في الفنون التشكيلية.

الكتابة..

أصدر أول مجموعة قصصية بعنوان “السيف والسفينة” في 1966، وكان مشرفا على الصفحة الثقافية في جريدة “الأنبار الجديدة”، و”الفجر الجديد”. عمل بالتدريس والصحافة والعمل الدبلوماسي في لبنان وتونس. شغل منصب المستشار الصحفي العراقي في بيروت بين 1983 و1985، وكان عضوا في اتحاد الكتاب العراقيين ونقابة الصحفيين في العراق وجمعية الفنانين التشكيليين بالعراق، مارس العمل الصحفي والتأليف أكثر من ممارسة الرسم والفن التشكيلي. كتب قصصا وروايات وشعراً ودراسات.

أعماله..

«السيف والسفينة»، قصص، بغداد 1966.

«الظل في الرأس»، قصص، بيروت 1968.

«وجوه من رحلة التعب»، قصص، بغداد 1969.

«المواسم الأخرى»، قصص، بيروت 1970.

«الوشم»، رواية، بيروت 1972.

«عيون في الحلم»، قصص ورواية قصيرة، دمشق 1974.

«الأنهار»، رواية، 1974.

«القمر والأسوار»، رواية، بغداد 1974.

«ذاكرة المدينة»، قصص، بغداد 1975.

«الخيول»، قصص، تونس 1977.

«الشاطئ الجديد»، قراءة في كتاب القصة العربية، بغداد 1979.

«الأفواه»، قصص، بيروت 1979.

«الوكر»، رواية، بيروت 1980.

«خطوط الطول… خطوط العرض»، رواية، بيروت 1983.

«سر الماء»، مختارات قصصية.

«نار لشتاء القلب»، قصص.

«صولة في ميدان قاحل»، قصص.

«السومري»، قصص.

«حدث هذا في ليلة تونسية»، مختارات قصصية.

«امرأة من هنا.. رجل من هناك»، قصص.

«الأنهار»، رواية.

«أصوات وخطوات»، مقالات في القصة العربية.

«رؤى وظلال»، دراسة نقدية.

«من النافذة إلى الأفق»، دراسة نقدية.

«من سومر إلى قرطاج»، دراسة نقدية.

«للحب والمستحيل»، شعر.

«امرأة لكل الأعوام»، شعر.

«شهريار يبحر»، شعر.

«علامات على خارطة القلب»، شعر.

«ملامح من الوجه المسافر»، شعر.

«أسئلة العاشق»، شعر.

القصة القصيرة..

في حوار معه أجراه “محمد الهادي الجزيري” يقول “عبد الرحمن مجيد الربيعي” عن بداياته مع القصة ثم انتقاله للرواية: ” أعتقد أنّ لكلّ تجربته الخاصة في هذا المجال، فهناك كتّاب لم يكتبوا إلاّ الرواية وهناك كتّاب لم يكتبوا إلاّ القصّة القصيرة وهناك من جمع بين الفنيّن الأدبيين، ويبدو لي أنّ الكاتب في بداياته يحتاج إلى المزيد من الخبرة الكتابيّة والحياتية التي لا يستطيع أن يمتلكها بسهولة، ومن النادر أن يبدأ الكاتب برواية وتأخذ هذه الرواية الصدى المطلوب، لقد كنت أعتبر نفسي كاتب قصة قصيرة، أم كما يصفني المرحوم القاص العراقي “عبد الستار ناصري”: “القصّة هي حبّي الأوّل”. ولكني بعد أربع مجاميع قصصية وجد نفسي أكتب رواية دون أن أتعمد ذلك، هكذا امتدت الصفحات وتعددت الشخصيات فكانت روايتي الوشم الصادرة عن دار العودة سنة 1972، ثمّ توالت طبعاتها فصدرت منها طبعة تونسية سنة 1976 عن الدار العربية للكتاب ودرّسها الأستاذ “توفيق بكّار” ومازال الكثير من تلاميذه في تلك المرحلة يذكرون الرواية ولهم كتابات عنها.

ثمّ أعيد طبعها في بيروت وتونس عدّة مرّات، وآخر طبعاتها صدرت في المغرب في سلسلة روايات الزمن، هذه الرواية لم تصدر أبدا في العراق رغم أنها من بدايات روايات السجن السياسي في العراق.

وبعد ذلك كان هناك مراوحات بين المجاميع القصصية والروايات، ولم تقتصر كتاباتي كما تعلمُ على القصّة والرواية بل قصيدة النثر والمقالات النقدية وكتب السيرة، لي كتاب اسمه “من ذاكرة تلك الأيام، جوانب من سيرة أدبيّة”، وكتاب آخر اسمه “أية حياة هي: سيرة البدايات””.

حرق المذكرات..

ويقول عن حرق مذكراته التي عدت الألف صفحة عام 1987 حين اكتشف أنّ شخصا ما قرأها دون علمه، وها يفكر في كتاباتها ثانية: “تلك لم تكن سيرة، كانت وقائع مما أعيشه يوميا من علاقات وما أدونه من أفكار وتجاربي العاطفية في ذات الوقت. وسأعترف الآن بعد هذه السنوات أن التي قرأت هذه السيرة هي المرحومة زوجتي الأولى، ولذلك قررت حرقها وإتلافها لكنّي بعد سنوات وفي تونس بأن سيرة الكاتب هي ليست سيرته وحده، وإنما سيرة مدينته وأصدقائه بل وسيرة وطنه.

وأقول لك أنني عندها بدأت في كتابة “أية حياة هي: سيرة البدايات” لم أكن أفكر في نشرها بهذه السرعة، حتى جاء إلى تونس صديقي المرحوم الدكتور “سهيل إدريس”، وطلب مني أن يطلع عليها، ثم حين كان مسافرا قال لي: “هذه السيرة سأنشرها في دار الآداب”، وهذا ما كان.

الآن تفرّغت منذ أشهر في كتابة جزء ثاني من هذه السيرة بعنوان : “زمان الوصل في بغداد” عسى أن تصدر قريبا، وأقول لك بلا ادعاء، لقد تحدثت مرة عن الجزء الأول وقلت أن فيه أحداثا لو لم أكتبها أنا لما كتبها أحد أبدا، فكثير من تفاصيل هذه السيرة تبدو غريبة حتى لمن جاؤوا بعدنا من أبناء مدينة الناصريّة، نفس الشيء الذّي فعلته في روايتي “القمر والأسواق” عن مرحلة الملكيّة في العراق.

إنّ الأحداث والأشخاص بل وحتى جغرافيا المدينة كانت تمثّل الزمن الذّي مضى، ولذا أقول إنني عندما كنت في الناصرية في بداية العام أحسست أنني لا أعرفها، لقد ضاعت علي وتبدلت ولم تعد الأماكن كما تركتها، وهذا منطق الحياة طبعا، لكنني بشكل أو آخر قمت بتوثيق ما كان وما عرفته وما عشته وسيظل هاجسي وشاغلي أن أواصل كتابة المراحل التاريخية والسياسية من العراق الحديث، أي الملكية والجمهورية.

كنت شاهدا بالمناسبة على ولادة النظام الجمهوري إذ كنت حينها من الطلبة المهتمين بالسياسة حيث كان لأحزاب اليسار نفوذها على الشباب.

واصلت كتابة عدد من الروايات التي لو ما قرأت متتابعة ستشكّل قراءة للتاريخ السياسي العراقي القريب والتحولات الاجتماعية، وآخر رواياتي المنشورة عنوانها “هناك في فج الريح” نشرت في تونس عن دار نقوش عربية، وجرى فيها الحديث عن أحداث الكويت بعد دخول جيش العراق لها وانسحابه منها”.

الوشم..

وعن رواية “الوشم” التي تمثل صرخة في وجه الدكتاتورية وتبشيرا بعهد جديد يفخر بالحب والحرية والانعتاق: “من حيث المبدأ لا خلاف حول النضال المشروع من أجل الحرية والديمقراطية ومن أجل بلدان عربية لا يعاني مواطنوها القهر والكبت والخوف.

وأنا كنت منذ كتاباتي الأولى أؤمن بأن الكاتب لا يمكن له أن يبدع النص الكبير في مجتمعات تعاقبه على أفكاره ويدفع الثمن سجنا وتشردا وكان هوسي كبيرا في الانغماس في حياة أصدقائي المتحزبين  ووسائل تصديهم لما يفعله بهم النظام، أو الأنظمة التي تعاقبت على الحكم، وغالبا ما كنت أسمي الأشياء بمسمياتها مما سبب لي عدة مشاكل، أذكر أن روايتي ”خطوط الطول خطوط العرض” قد منعت من معرض الكتاب في بغداد ورفعت النسخ العشرون لتوضع مع الكتب المعدة للحرق، رغم أني كنت آنذاك موظفا دبلوماسيا، ولدي شاهد وهو الصديق الناقد “ماجد السامرئيّ”، الذي قال: “لا يهمك” وذهب مع أحد معارفه إلى المخازن عائدا بنسخ قمت بتوزيعها على الأصدقاء الحاضرين.

الكتابة الحقيقية في تقديري هي كتابة معارضة، وإذا لم تكن كذلك فستكون باهتة تمرّ ولا ترسخ في الذاكرة”.

مغامرة الكتابة..

في حوار آخر أجراه “عذاب الركابي” يقول “عبد الرحمن الربيعي” عن مغامرة الكتابة الشاقة وأين يجد نفسه في كل ما كتب: “أجد نفسي في كل ما أكتب، إذ أنني لا أكتب من أجل الكتابة، بل أكتب عندما يكون هناك شيء أريد كتابته. هناك مسائل لا يمكن التعبير عنها إلا في مقال، وحالات لا تقترب منها إلا القصة، وامتدادات لا تعيشها إلا الرواية، أما الشعر فهو صنو اللحظات النادرة التي لا بد للقلب من اقترافها حتى يتوازن رفيفه. لكنني بعد كل هذا وذاك عُرفت روائياً، وكاتب قصة قصيرة، وأعمالي في هذين الجنسين الأدبيين هي التي نالت الاهتمام”.

وعن الرواية التي يكتبها بجدارة: “الرواية فن الفنون، هي البيت الكامل وليست غرفة أو زاوية من هذا البيت، هي أيضا حالة شعرية، بل مدى شعري وانشغال شعري. ولا بد للرواية من الشعر حتى لا يشحب أو يدنو منها اليباس اللغوي. لكنني معك في أن الرواية الكبيرة لا تأتي من فراغ ولا من خواء حياتي، بل من مخزون متراكم من التجارب التي يعيشها الكاتب، ويعرفها من موقعه كمواطن في بلد ما وفي زمن ما، وبالتالي ليست الرواية تعليقا جزئيا فقط، بل هي تعبير متكامل، جرأته من صدقه وعدم مهادنته، ويحمل من الإضافة والتميز ما يجعله مختلفا عما عداه من الروايات المنشورة”.

أبطال واقعيون..

وعن أبطاله الواقعيون الذين يرصد حركاتهم ببراعة  يقول: “هذا القول صحيح إلى حد كبير، فكثير ممن عرفتهم أو من أصدقائي تحولوا إلى أبطال لقصصي ورواياتي، والبعض تباهوا بهذا، عندما توفي الرسام المرحوم (شاكر الطائي) ظهر مقال في رثائه (مات سعدون الصفار)، و(سعدون الصفار) هو الاسم الذي اخترته له في روايتي (الأنهار)، وقبل سنوات قدمت شهادة لإحدى الندوات الأدبية العربية حول هذا الأمر تحت عنوان: (مداخل لاختيار شخصيات رواياتي)، ظهرت في كتاب نقدي في تونس تحت عنوان (من النافذة إلى الأفق). لكن هناك مسألة مهمة هي أنني لا أحمل (كاميرا) لأنقل الشخصيات كما هي، بل أشتغل عليها كثيراً، أشطب منها جوانب وأضيف أخرى، أو أخلق شخصيتين من شخصية واحدة. ولكن ما هو أساسي في كل هذا أنني لا أوجد أي شخصية من فراغ، بل لا بد وأن يكون لها وجود ما في الواقع”.

وفاته..

توفى “عبد الرحمن مجيد الربيعي” يوم الاثنين 20 مارس 2023 بعد معاناة مع المرض.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة