15 نوفمبر، 2024 4:04 م
Search
Close this search box.

“عباس البغدادي”.. حروفه في غاية الاتزان ويستحضر روح التراث

“عباس البغدادي”.. حروفه في غاية الاتزان ويستحضر روح التراث

خاص: إعداد- سماح عادل

“عباس البغدادي” خطّاط عراقي ومؤلف ومعلم للخط العربي والزخرفة الإسلامية، من أعماله تصميمُ بطاقة الأحوال المدنية العراقية وشهادة الجنسية والعملة العراقية والجواز العراقي وشعار الدولة.

تعريف به..

ولد عام 1951، عين رئيسا للخطاطين العراقيين منذ سنة 1988 حتى سنة 2003، وفي سنة 1997 أُمر أن يكتب مصحف صدام فكتبه بخطه مستعينا ببعض تلامذته، وخرج بعد احتلال العراق إلى الأردن ثم إلى أمريكا تجنبا لخطر التهديد. عمل في تدريس الخط العربي في الأردن سنة 2003 حتى سنة 2008، وصمم إحدى فئات العملة في أبو ظبي، ثم عمل في تدريس الخط العربي بالمعهد العالمي للفكر الإسلامي في فرجينيا سنة 2009.

عمل في الدار العربية للطباعة والنشر ودار الحرية للطباعة والنشر ببغداد سنة 1975 إلى 1980، وعين أستاذا للخط العربي لجمعية الخطاطين العراقيين ببغداد العراق سنة 1975 إلى سنة 1990. وصفت أعماله بكونها «إحياء لأسلوب الخط التراثي ممتدا إلى المرحلة المعاصرة مع دراسة واطلاع على الدراسات العلمية الحديثة، يكتب بخطوط متعددة ويزداد اهتمامه وإتقانه لخط الثلث الجلي، وخط النسخ».

زمن الحصار..

بلغ راتب “عباس البغدادي” في زمن الحصار 24 دولارا، وحين كلف بكتابة المصحف بدم صدام، كوفئ بثلاثة آلاف دولار، مثلما كوفئ بقية أعضاء لجنة كتابة المصحف بثلاثة آلاف دولار لكل واحد منهم. أُعجبَ المسؤولون بمهارته. قال عباس: «كانوا يقولون إنني كنز وطن، ولقد طلبوا مني كتابة كل أنواع المخطوطات، كل الوثائق الرسمية للوزارات والمحاكم والوثائق التي ترافق الأوسمة، لكنني لم أكافأ بشكل منصف». من مؤلفاته: «ميزان الخط العربي (خطّ الثُلث)».

رحلة الاستاذ عباس البغدادي مع الخط العربي:

نال جائزة بغداد لأفضل الرسامين الشباب (بغداد) 1969.

عمل كخطاط في الدار العربية للطباعة والنشر ودار الحرية للطباعة والنشر ببغداد 1975 – 1980.

عمل في وظيفة رئيس الخطاطين في الدولة العراقية 1988 – 2003.

شغل منصب رئيس جمعية الخطاطين العراقيين ببغداد العراق 1999 – 2003.

أستاذ الخط العربي لجمعية الخطاطين العراقيين ببغداد العراق 1975 – 1990.

خط العديد من اغلفة الكتب العلمية والادبية والثقافية والدينية.

عمل في وظيفة رئيس الخطاطين في الدولة العراقية 1988 – 2003.

قام بتدريس مادة الخط العربي في عمان (الاردن) عام 2003 – 2008.

صمم بعض اعمال الخط العربي للعائلة المالكة الاردنية.

خط عناوين كتاب الكسوة الشريفة، مكة المكرمة، المملكة العربية السعودية عام 2006.

شارك في المعرض الخاص للخط العربي في امارة الشارقة (الامارات العربية المتحدة) عام 2007.

صمم العملة الخاصة بإمارة أبو ظبي (الإمارات العربية المتحدة) عام 2007.

تدريس مادة الخط العربي بمعهد الفكر الاسلامي هرندن فرجينيا 2009.

– له الفضل في نشر الخط في العراق وخارجه.

– أعاد للمدرسة العراقية هيبتها ومكانتها العربية والعالمية.

– له تلامذة كثيرون وصلوا إلى درجة عالية من الجودة والإِبداع داخل العراق وخارجه منهم الخطاط مثنى العبيدي والخطاط أحمد العمري وغيرهم.

– منح العديد من الخطاطين إجازات خطية من العراق وخارجه اعترافا لما بلغوه من إتقان وإجادة في هذا الفن”.

كلاسيكيات البغدادي..

في مقالة بعنوان (كلاسيكيات البغدادي على روعة الأنماط والاتجاهات) كتب “د. محمود فتحي”: “”عندما تتوحد الحروف لتصنع كلمة أو حدث أو تخلق رؤية أو تجسد صورة عندئذ تتجانس المفردات آيات مطبعات مع فطرة المرء وتتآلف الملكات وتتوحد السطور أطباق مركبات لتصنع قوالب وأشكال هي نجوم مضيئة على روعة الاتجاهات والأنماط.. هنا التراكيب هي مراكب شمس نحو الإبداع لتغوص في المدركات

هنا المجد والتاريخ يقول كلمته وهنا الربط بين الفكرة والعبق هنا التراكيب تصنع معادلات وتنطلق المعطيات لتصنع براهين (من المقدمات تأتي النتائج). هنا أعمال الفنان (عباس البغدادي) التي تؤرخ للعبقرية الكلاسيكية التي تنبع من النظريات الأكاديمية بقواعدها وثوابتها لتترجم لغتنا الجميلة وتفسرها ماهية للوحات بتراكيب مضيئة. إنه الفنان الاحترافي شيخ الخطاطين العراقيين هو الواقف علي مراحل متعددة من التأريخ للحقبة الكلاسيكية القديمة والمرحلة المعاصرة الحديثة فهو الخطاط صاحب التجارب الكبيرة وقد ثقلته تجارب العظماء والخطاطين الرواد بالعراق إذن هو سليل الكبار والعباقرة في الخط العربي.

وتأتي أعماله بشكل كلاسيكي وبنط عريض ليعطي علاقة متزنة تبدو فيها وسامة الكلاسيكية ونلاحظ أن حروفه في غاية الاتزان والتوازن البياني ويتميز بهندسيته للحروف وقوة الحرف وهو يكتب علي روعة الأنماط والاتجاهات المختلفة فهو يكتب بكل أنواع الخطوط إلا انه يعتمد خط الثلث وجهة له وخط النسخ محوري في أعماله وعامل مساعد لتقديم التنوع الكتابي في اللوحة الواحدة”.

الكتلة..

ويضيف: “تأتي الكتلة في أعماله بتعادليه تامة ووحداوية العناصر التي وزعت بشكل غير نمطي وبماهية احترافية علي بيان خلق كثافة ايجابيه نظرا لأن أعماله متوازنة في تضفير الحروف وتأتي التشبيكات الحرفية بشكل متعادل ومتزن لذا تأتي الكتلة عنده في صورة ايجابيه وهو دائما مايختار الآيات المشهورة التي تسهُل قراءتها ويأتي الإيقاع بصورته الكلاسيكية الموسيقية لوجود العلاقة بين البنط العريض والمساحات الترصيفيه للحروف.

هندسيه الحروف هنا أبرز محطات الاتزان والتوازن الحرفي هنا طواعية بشكل رائع مهاري، والفنان يكتب برؤى إخراجية وفق الأشكال الهندسية والقوالب المستوحاة من أصل الطبيعة والمجسمات البيئية وغالبا ما يستحضر روح التراث في الرؤية الإخراجية، وتأتي كتاباته علي الأشكال المستطيلة الشريطية والدائرية والبيضاوية وكل هذه الكتابات تستوحي من أصل المعني ودائما مايكون المضمون وفق (قاعدة الدلالة). وكثيرا ما يدندن في الاتجاهات والأنماط منها فن (التعاكس والتردد والتماثل والتطابق) ويهتم بها”.

مصحف بالدم..

ذكر الخطاط “عباس البغدادي” في أحد حوارته التلفيزونية أن صدام حسين استدعاه بشكل عاجل، وطلب منه أن يخط له القرآن كاملا باستخدام دمه كحبر، وقد أثار هذا الموضوع كثيراً من التساؤلات حول حرمانية خط القرآن بالدم، واستمر العمل به لمدة عامين.

وكاد البغدادي أن يفقد بصره لصعوبة العمل، فاضطر إلى خلط الدم بمادة كيماوية لكي يسهل عليه العمل وخط الأحرف، ويعرف هذا المصحف بـ”مصحف صدام حسين المخطوط بالدم”، ويحتفظ بهذه النسخة في جامع أم القرى الذي كان يعرف سابقا بجامع أم المعارك.

وفاته..

توفي “عباس البغدادي” في السعودية يوم 2 أيار سنة 2023، ونعاه تجمع فناني العراق.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة