خاص : بقلم – هدى الزهراء الشماع :
قد يُثار تسأل كيف يكون عالم الحيوان، أي حيوان؛ في الكون ضمن إطار وسياق مشابه للوجود ؟
هذا السؤال أجاب عنه القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ مَا فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}، والتشابه هنا ليس المقصود التشابه الشكلي بطبيعة الحال؛ إذ أن الطير يختلف هئيةً عن الإنسان وكذلك عن الأسد وغيرها، وإنما المقصود من حيث المفهوم والفصيلة والتميز ومن حيث الخلقة من الطين والطبيعة وتقسيم الأرزاق وتحديد الأعمار والوفاة وغيرها وقد يستغرب البعض من التقسيم المناطقة؛ أي أهل الاختصاص بعلم المنطق الذين يصنفون النوع والجنس والفصل لكل دابة في الكون؛ بل كل موجود في الكون وصنفوا الإنسان كمفهوم ضمن نوع الحيوان وفصلوه عن غيره من الحيوانات بكونه ناطقًا، وليس هنا المقصود بالنطق هي الألفاظ التي يطلقها؛ وإنما المقصود هو العقل وما ينطق به الإنسان من ألفاظ إنما هي ترجمة لما يُمليه عليه العقل من أفكار ومفاهيم وكليات، فيكون المفهوم الذهني هو الإنسان ونوع الإنسان حيوان وفصله ناطق، وإذا ما أردنا أن نجري تقسيمات على الأسد فهو كنوع أسد وجنسه حيوان وفصله زائر أي يزئر؛ وكذلك الحصان نوعه حصان وجنسه حيوان وفصله صاهل، فإذاً الإنسان وغيره من الدواب يشتركون معًا في الجنس وهو الحيوانية ويختلفون في النوع والفصل، والآية الكريمة هنا تُشير إلى أوجه التشابه بين معسكر الجنس من حيث الخلق والنشيء والمعيشة والحياة والممات.
وعلى الإنسان بما أنه يتميز عن بقية المخلوقات بالعقل أن يحترم شركاءه في الكون؛ وأن يحافظ على التوازنات البيئية بعدم الاعتداء وبعدم إتلاف الغابات وغيرها مما يضر بالموجودات.
ومن هنا قال الفيلسوف العارف؛ “محيي الدين بن عربي”: لن تبلغ من الدين شيئًا ما لم توقر جميع الخلائق.
أي عليك أن تحترم جميع المخلوقات.
هدى الزهراء الشماع
طالبة في ثانوية مسيرة المعرفة للبنات