5 مارس، 2024 4:33 ص
Search
Close this search box.

عالم الجاسوسية الجنسية الغامض.. الصراع بين شارلوت رامبلنغ وجنيفر لورنس

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب: يوخنا دانيال

استخدمت الكثير من الدول، ولا تزال، النساء في عمليات التجسس والتوريط الجنسي.. خصوصا الاتحاد السوفيتي السابق وخليفته روسيا الاتحادية وأميركا وكبريات الدول الغربية.. إضافة إلى إسرائيل طبعا.. التي تتفاخر وزيرة خارجيتها السابقة تسيبي ليفني.. بأنها نامت مع مسئولين عرب كبار.. من أجل القضية الصهيونية.. ومن الدول العربية اشتهرت مصر الناصرية.. باستخدام فنانات عربيات مشهورات في هذا الإطار.. مما تسبب في فضائح كبرى وأمراض نفسية للفنانات.. اللواتي تم استغلالهن جنسيا لأغراض سياسية ومخابراتية.. كما تلجأ الحركات الثورية إلى تجنيد نساء وأحيانا عاهرات.. لخدمة أغراضهم السياسية والحربية.. لا بل تلجأ لذلك حتى الحركات الإسلامية المعروفة بتزمتها وتشددها الظاهري.

وفي الفلم الرائع.. (العصفورة الحمراء) Red Sparrow  2018 .. المأخوذ من رواية معروفة بنفس الاسم.. ندخل في هذا العالم المدفون كليا خلف الأضواء الإعلامية البرّاقة.. من خلال حكاية راقصة باليه روسية مشهورة (الفنانة جنيفر لورنس).. متفوقة في فنها.. تضطرها الظروف الصحية والمادية.. لأن يتم تجنيدها ضمن المخابرات الروسية الخارجية.. من قبل عمها المسئول الكبير في هذا الجهاز.. عمها الذي لا يتوانى عن تكليفها بمهمات جنسية خطيرة.. لا بل يرسلها إلى مدرسة العصافير الحمراء.. في مكان بعيد عن العاصمة موسكو.. من أجل تدريبها لأن تكون جاسوسة جنسية أو عاهرة سياسية.. لخدمة الوطن والقائد.. ولعلاج أمها المريضة والبقاء في شقة مجانا في موسكو..

وهناك تتفاجأ البطلة والمشاهدين بنوعية التدريب.. وتلتقي بمدرّستها الخبيرة في هذا المجال (الفنانة شارلوت رامبلينغ).. التي قضت عمرها في تخريج هذه العصافير من الجنسين . وإرسالهم حول العالم.. لخدمة روسيا في عهديها الشيوعي والرأسمالي.. التي تعلمهم أساسيات المهنة جسديا.. ونفسيا.. وتدربهم على معرفة حاجات الضحية العميقة.. وتلبيتها واستغلالها.. وبالنسبة لها.. الاستغلال لا يجب أن يتركز على الجسد فحسب.. بل على النفس أيضا.. وتبرع البطلة دومينيكا في مجال دراستها، رغم أنها تسبب مشاكل عديدة.. لكن عمها ينقذها دائما.. لأنه يتأمل فيها قدرات عالية.. ومواهب وجمال يطيح بأكبر الرؤوس.. وبالفعل سيطيح  بأكبر الرؤوس.. في أحداث غير متوقعة ومغامرات مليئة بالمفاجآت.. مغامرات واقعية وسياسية،  بعيدا عن مغامرات “جيمس بوند” الخيالية وإثارتها.. لكن الفلم يشدنا كثيرا بقوة الأداء الدرامي المتفوق.. للرائعتين “جنيفر لورنس” والمخضرمة “شارلوت رامبلنغ”.. والشدّ والتوتر بينهما في مدرسة العهر الجاسوسي.. ومواجهات لورنس اللاحقة مع بقية طاقم التمثيل.. الذي تقوده هي كبطلة مركزية في فلم من هذا النوع.. بطلة تتلاعب بالجميع لتصل إلى غاياتها.. وتقضي على أعدائها وتدوس على قلبها بقسوة في مواقف عديدة..

تلعب لورنس دورها بصلابة لافتة.. بانغماس وسلاسة مدهشة.. كأنها إلهة التمثيل الدرامي الأولى منذ ظهورها في ألعاب الجوع.. لتكتسح جميع الممثلات في هوليوود.. العتيقات والحديثات.. ولا عجب أنها فازت بالأوسكار.. وترشحت 4 مرات لها.. كما ترشحت 4 مرات للكرة الذهبية.. وفازت بها 3 مرات.. إنها ماكينة درامية ممتازة  تذكرنا بالمدمرة الكاسحة ميريل ستريب.. الآيلة للتقاعد حاليا.. إن مشاهدة لورنس على الشاشة.. تنسينا مهزلة إيما ستون وهي تحمل تمثال الأوسكار..

كلمة أخيرة.. لمن انتقدوا الفلم.. وكرهوه.. بسبب مشاهد العري والحب فيه.. نقول أن موضوع الفلم.. أيها الشطّار.. لن يكون معقولا من دون شحنة من مشاهد العري والعنف.. تعزّز فكرة التجسس الجنسي.. ودوره في السياسة الدولية سابقا وحاليا.. وربما البعض يعشقون روسيا.. ويعتقدون أنها بعيدة عن هذه الممارسات  والأساليب.. نقول لهم أخرجوا من هذه العقلية الساذجة.. التجسس الجنسي أقدم من السلام عليكم.. وهو الأسلوب الأسهل في الحصول على الأسرار.. وفي السينما العربية شاهدنا الفنانة ناديا الجندي تلعب هذه الأدوار ببراعة وكذلك غيرها من الفنانات..

التجسس الجنسي: يمثل قمة التلاقي بين الموضوعي والشخصي في عالم السياسة.. وأحيانا قد يشكّل قوة هائلة.. مهما كانت مواقفنا الأخلاقية والمبدئية منه.. مشاهدة الفلم متعة هائلة من التمثيل الدرامي والصراعات يديرها ببراعة المخرج فرانسيس لورنس.. الذي أخرج ثلاثة أجزاء من ألعاب الجوع مع جنيفر لورنس.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب