16 نوفمبر، 2024 12:48 ص
Search
Close this search box.

“طه سالم” .. رائد مسرح اللامعقول منتهلاً من ثراء الحكايا الشعبية

“طه سالم” .. رائد مسرح اللامعقول منتهلاً من ثراء الحكايا الشعبية

خاص : كتبت – سماح عادل :

هو “طه سالم حسن العبيدي”.. ممثل ومؤلف مسرحي عراقي، ولد عام 1930 في “الناصرية”، العراق، بدأت اهتماماته المسرحية منذ 1946 في “بغداد”، وكتب عدد من المسرحيات ذات الطابع الشعبي؛ منها (الطنطل) و(البقرة الحلوب)، كما واكب العديد من الفنانين العراقيين؛ منهم “يوسف العاني، سامي عبدالحميد وخليل شوقي”، ومثل في السينما أفلاماً من أشهرها: (أبو هيلة) و(شايف خير).

أخته “وداد سالم”؛ رائدة فن التمثيل النسائي، وابنتيه “شذى” و”سهى” وابنه “فائز”، كلهم شكلوا ظاهرة مميزة في الحركة الفنية العراقية، إلى جانب ابنه الراحل الشاعر والممثل، “عادل”. وكذلك “سالم” و”سامر”.

مسرح اللامعقول..

كان لـ”طه سالم” دور ريادي في ظهور “مسرح اللامعقول”؛ فقد كان الرائد عبر مسرحيته (فوانيس)، في النصف الأول من الستينيات، وبمسرحيات أخرى مثل (الكورة). وفي ذلك الوقت كان “مسرح اللامعقول” في بداياته العالمية مع ندرة الترجمات إلى العربية في هذا المجال، ولقد كان “طه سالم” مبتكراً وليس مقلداً في “مسرح اللامعقول”، حيث أدخل الفلكلور الشعبي ضمن عوالمه المسرحية.

أصول فكره..

في دراسة بعنوان (المرجعيات الفكرية في نصوص طه سالم المسرحية)؛ للباحثة “سحر فاضل عبدالأمير” – “جامعة بابل” كلية الفنون الجميلة، نتعرف على حياته من خلال: “نبذة عن حياة الفنان “طه سالم”، (المسرحية)، من ١٩٣٠ – ٢٠٠٩، ولد الفنان “طه سالم” في مدينة الناصرية في العراق عام ١٩٣٠، ولم يظهر عليه نبوغ الفن واهتماماته المسرحية إلا بعد أن أنتقل إلى العاصمة بغداد، على أن السبب المباشر في إصراره على ترك محافظته للتوجه إلى تحقيق أمنياته المسرحية التي لم تجد بداً من الإرتقاء إلا في العاصمة وحصراً عند دخوله “معهد الفنون الجميلة”؛ لكي يحصل على شهادة الدبلوم العالي عام ١٩٥٧- ١٩٥٨، في الفنون المسرحية، وهي أعلى مؤهل في زمانه، فضلاً عن تجسيد مواهبه الفنية التي بدأها أصلاً في أيام التلمذة. وتعد أيام “معهد الفنون الجميلة” ثمرة اهتماماته في هذا التخصيص، حيث تأثر بالكاتب العربي (توفيق الحكيم)، لاسيما مسرحية (أهل الكهف)، إستدرجت “طه سالم”، في عام ١٩٤٧، مسرحية (أهل الكهف) لتوفيق الحكيم إلى مصير مسرحي محتم؛ حينما أذهلته خيمة مرسومة مثل كهف على مسرح متوسطة الفيض التي يمثل فيها “فخري الزبيدي” و”صادق الاطرقجي” هذان الممثلان كانا يبدوان إليه وكأنهما كائنات عجيبة يستحيل العثور على أشباهها في الحياة، استنفرت هذه المسرحية قدراته على التخيل بعوالمها السرية الملغزة”.

وتواصل الدراسة: “عمل “طه سالم”، وعلى مدى ستة عشر سنة، كمشرف فني للنشاط المدرسي في تربية الرصافة وأن إنطوائه في مجال التربية والتعليم لم يمنعه من مزاولة نشاطه المسرحي الذي كان غزيراً في كل المجالات ومنها الإذاعي والتليفزيوني، حيث قام بتأليف العشرات من التمثيليات الإذاعية والتليفزيونية والمسلسلات. وفي العودة إلى نشاطاته المسرحية ذكر للباحث أن أول دور قام به هو دور فتاة صغيرة أيام الإعدادية. وإمتلاكه ذهنية متقدة جعلته يندمج مع أدواره ويجسدها بشكل واقعي بعيداً عن التصنع والتكلف الذي كان سائداً في ذلك الزمن. وفي عام ١٩٦٧ كان أول ظهور له ككاتب مسرحي وذلك مع فرقة “اتحاد الفنانين” للتمثيل، حيث كتب وأثناء دراسته في المعهد خلال الخمسينيات أول نص بعنوان (البطل) الذي أدى فيه دور البطولة، وآخر نص كتبه كان في عام ١٩٨٤ مسرحية (المزمار السحري)، والتي قدمتها الفرقة القومية للتمثيل على “مسرح الرشيد” وأخرجها “فخري العقيدي”. على أن “طه سالم” عاصر كبار الفنانين العراقيين؛ مثل “يوسف العاني” و”عادل كاظم”، والذين عرفوا بأساليبهم الخاصة، حيث تميزت مسرحياتهم بمواضيعها المستجدة التي تختلف عن مواضيع سوابقها من المسرحيات خصوصاً في طروحاتها عن وجود الإنسان ومصيره في هذا العالم بشكل وأسلوب يقترب كثيراً من الأشكال والأساليب الحديثة، فـ”يوسف العاني” كتب (المفتاح) و(الخرابة) و”عادل كاظم” كتب (الطوفان) و(تموز يقرع الناقوس)، لقد تميز “طه سالم” بالتفرد بأسلوبه الطليعي الذي وصف في بدايته بالتطرف، كما ظهر في (فوانيس وطنطل). وقد أدهشت مسرحية (طنطل) الكثير من الدارسين والمتفرجين بذلك الأسلوب الغريب الذي كتب به المسرحية ودار نقاش قوي وطويل حول طبيعتها وحول ملائمتها لذائقة العراقيين، وقد تأكد لبعض النقاد أن المسرحية تنتمي إلى “مسرح اللامعقول”، حيث اتصفت بالعديد من صفات المسرح الطليعي وقد أكد “طه سالم” تأثره بمسرح اللامعقول عندما كتب مسرحية أخرى هي (ورد جهنمي)، والتي تناولت موضوع مشابه لموضوعة (طنطل) ألا وهو وجود شيطان أو شرير في المدينة يجب الخلاص منه، ثم كتب مسرحية ما معقولة والتي أخرجها “سامي عبدالحميد” لطلبة أكاديمية الفنون أوائل السبعينيات”.

وبخصوص الجوائز والتكريمات توضح الدراسة أنه: “حصد العديد من الجوائز التقديرية في العديد من المناسبات، فقد حصلت مسرحية (الحطاب الصغير) على الجائزة الأولى للدراما عام ١٩٧١- ١٩٧٢، وحصلت مسرحية (بازبند) على الجائزة الأولى عام ١٩٦٩- ١٩٧٠، وكرم من قبل مهرجان الرواد الثاني، الذي أقامته الجامعة العرابية عام ٢٠٠٢، في الأدب المسرحي، وفي عام ٢٠٠٣؛ كرم بجائزة الإبداع. وفضلاً عن ذلك نال العديد من الجوائز التقديرية في مسابقات التأليف المسرحي والتليفزيون وكرائد للفنون المسرحية والأدب المسرحي”.

استلهام التراث..

تؤكد الدراسة على دور التراث في أعمال “طه سالم”: “استلهام طه سالم للتراث باعتماد الموروث والحكايات الشعبية وقد تجلى ذلك في مرحلة الستينات في العراق، حيث كان استلهام التراث بروح معاصرة جديدة في التأليف المسرحي وهي اعتماد المؤلف على الحكاية الشعبية في تأليف النص المسرحي أو تحويلها إلى نص مسرحي وقد ارتبط هذا اللون من التأليف بمرحلة التجديد في المسرح العراقي أوائل وأواسط الستينات، إن طه سالم استطاع استلهام الأدب الشعبي المتوارث واستطاع أن يحمله بعداً إنسانياً مع حاجات العصر، ولم يكن طه سالم عبر تنوعاته مستخدماً للتذكير بالماضي ومحاولة استنساخه بقدر ما كان وسيلة لتقديم أطروحات فكرية تتناسب مع المتغيرات الفكرية والسياسية سواء أكانت تلك المتغيرات تتعلق بالمجتمع نفسه أم بموقفه إزاء ما يحيط به من أحداث عالمية تشكل هي الأخرى في ما يطرأ في الداخل من تحولات، وكتاب المسرح العراقي عندما استلهموا التراث كانوا يدركون ما يتركه من ردود أفعال ايجابية لدى المتلقى”.

وتتوصل الدراسة إلى بعض الاستنتاجات بخصوص “طه سالم”: “1-   إن معمارية الفنان طه سالم الدرامية في استلهامه للتراث والحكاية والتاريخ هي معمارية متأثرة في بناءها بأجواء تعارض مع واقع مسرحياته فلسفة اللامعقول في بنية الدراما بالرغم من أنه ينطلق من بيئة شعبية.

2-     الإعلاء من شأن الإنسان وتمجيد العمل الجماعي لتحقيق الأهداف على المستوى المحلي والإقليمي.

3-     يطرح طه سالم في مسرحياته إشكالية الزمان والمكان إذ ينطلق من المحلية في دروب وإحياء وشوارع المدن العراقية المتعبة إلى كل الإحياء والشوارع في العالم كما أنه يحدد الزمان حتى يصبح صيرورة تأخذ أبعادها من الوضع الطبيعي المهزوز.

4-     سعى طه سالم إلى ربط البنية الحكائية لمسرحياته بالحوارات الداخلية والخارجية وهذا ما تمثل في خاصية المسرحية المركبة المكونة من عدة صور يكمل بعضها البعض وهذه العملية في حد ذاتها تسعى إلى تكسير ضمنية الوحدات الثلاث المعروفة في المسرح التقليدي.

5-     إن التجارب المسرحية في العراق في مرحلة بحث عن أشكال ومضامين متجذرة في عمق حضارتنا العربية والإسلامية وهي تبحث عن منطلقات جمالية وأسس فكرية تحاكي الواقع المعاصر وهذه بدورها متفاعلة مع حركة المسرح العالمي.

6-     اتخاذ طه سالم أسلوباً متميزاً ينفرد به عن غيره من الكتاب ويتضمن الجوانب الفكرية المتعددة إلى جانب إثارة الاهتمام لمسرحياته المختلفة”.

التهميش..

خلال حوار مع “طه سالم” أجراه ” قحطان جاسم جواد” ونشر بـ”مجلة الفنون المسرحية” يقول عن سبب التهميش الذي نال أعماله في الوقت الحالي، والذي كان في السابق، بسبب عدم مجاراة النظام، وأجندته الإعلامية: “السبب أن الثقافة اليوم ومن ضمنها المسرح، لا تحظى باهتمامات الدولة. تصور قدمت مسرحية تناقش واقع العراق اليوم بعنوان “نجمة أم ذويل” منذ أكثر من عام ونصف العام، إلى دار الشؤون الثقافية، ولم تطبع، رغم أن ما يُطبع، فيها، ليس أفضل من مسرحيتي. لا يمكن أن أحدد سببًا معيّنـًا لعدم طباعتها ، لكني أشعر أنّ هناك تهميشاً متعمداً لي، ولجيل الرواد، وأعني جيل المبدعين. ربما تمكن الإشارة إلى توجهات تقف وراء تهميش المبدعين من تلك التوجهات: الأنانية، أو النرجسية الزائدة، و الوصولية… كل ذلك اجتمع في قضية تهميشنا”.

وعن سرقة البعض لأعماله يقول “طه سالم”: ” أعمالي في الستينات كانت تستشرف المستقبل، وكان هناك من يتعكز عليها، أو يأخذ منها… وأحيانا تجد جميع أحداث المسرحية موجودة في نصوص ومسرحيات لآخرين. منها ما قـُدِّم في التسعينات، ومنها بعد مفتتح الألفية الثانية. أشير إلى مسرحيتي «البذرة» التي قدمها عمران التميمي مجدداً ودعا إليها الممثل العربي الراحل يونس شلبي كذلك ترجم محمد عبد الرحمن زنكنة إحدى مسرحياتي إلى اللغة الكردية، ووضع اسمه عليها كمؤلف وليس مترجماً. حتى الفنان الراحل سليم البصري أخذ تمثيلية السائل والمسئول من تمثيلية لي بعنوان شدة ورد التي أعطيتها له ثم، بعد حين، ادّعى أنها ضاعت ثم ظهرت التمثيلية باسمه، وبعضهم الآخر باعها في دول الخليج العربي”

ويقول “طه سالم” عن إنتاجه المسرحي: ” كتبت في حدود أربعين نصاً مسرحياً للكبار والأطفال، منها مسرحيات طنطل و فوانيس أخرجها الفنان إبراهيم جلال و الكُوْرة أخرجها الفنان محسن العزاوي وورد جهنمي وما معقولة إخراج الدكتور سامي عبد الحميد”.

التمثيل..

‎وعن التمثيل يقول “طه سالم “: ” في المسرح كنت أمثل مع فرقة المسرح الفني الحديث، وفرقة اتحاد الفنانين، وكانت من الفرق الخاصة، ولا تأثير للنظام السابق فيها… لكن في التلفزيون كانت التجارب قليلة، لأنني كنت محاصراً لعدم انتمائي إلى حزب البعث… وأذكر من أعمالي التلفزيونية تحت سقف واحد و عيونها والنجوم”. ويجيب عن سؤال “هل طلب منك بصورة مباشرة أن تلتحق بركب البعث؟”: “نعم… لقد ساوموني إن انتميت إلى البعث فسأكون بطلاً لمعظم الأعمال التلفزيونية لكني رفضت”.

وعن تأثيره على البعض يقول: ” معظم الدكاترة في الفن اليوم خرجوا من عباءتي… أذكر منهم الدكتور صلاح القصب الذي أدخلته معهد الفنون الجميلة، حين كنت في النشاط المدرسي وشاهدته في إحدى المدارس، ولا يفوتني أن أذكر، هنا، ابنتيّ، الدكتورة شذا والدكتورة سها. فقد تخرجتا في مدرستي، قبل تخرجهما في الأكاديمية. ولا بد من الإشارة إلى رعايتي لشقيقتي وداد سالم”.

وعن المخرجين الذين جسدوا أعماله يقول “طه سالم ” :” إن أبرز مَن قدم مسرحياتي، هو الفنان إبراهيم جلال والفنان محسن العزاوي لأن عقليتهما منفتحة ومتنورة، ولا يعتمدون الأساليب التقليدية في العمل المسرحي، ويواكبان التطورات في هذا المجال. فمسرحيتي طنطل التي أخرجها العزاوي، أثارت جدلاً واسعاً، فقد قال عنها الناقد المسرحي المترجم يوسف عبد المسيح ثروت: إن جميع كتاب المسرح في العراق تأثروا بالمسرح العربي، إلا طه سالم فله أسلوبه الخاص، في حين قال عنها الناقد حميد رشيد: إنها هاملت في بغداد، وناقد آخر، لا أذكر اسمه الآن، قال: إنها – طنطل – أول عمل في مسرح اللامعقول، في العراق، وثاني تجربة في الكتابة للمسرح العربي، بعد توفيق الحكيم، وقال الناقد علي حسين: إن طه سالم هو رائد المسرح التجريبي في العراق، وقال سامي عبد الحميد: إنه عمل طليعي، في حين قال نيازي عبد الله عن مسرحيتي «فوانيس»: إنها شمس مشرقه في المسرح العراقي”.

المسرح الآن..

عن تقييمه للمسرح في الوقت الحالي يقول “طه سالم”: “في السابق كانت هناك عدة مسارح، والأعمال متواصلة في جميع القاعات، أما اليوم فلا وجود إلا لقاعة واحدة، ومن يقدم أعماله عليها هم فئة محدودة، ولا يتمكن أي فنان أن يقدم عرضاً في المسرح الوطني! ‎من جانب آخر أجد في مسرحنا اليوم ظاهرة الرقاعين التي تتمثل في الذين يأخذون أعمالهم من أعمال سابقة؛ من هنا فكرة، ومن هناك حوار، ومن هنا بيت شعر، ثم تجميعها في أعمال فنية يقدمونها بأسمائهم، ولا يكتفون بسلب حق المؤلف الحقيقي وتشويه نصوصه وأفكاره… بل يذهبون بها إلى المهرجانات على أنها من عنديات أفكارهم… حرام أن يحصل ذلك في مسرحنا، لأن الفنان يجب أن يكون صادقاً مع نفسه ومع الآخرين… كما أجد أن هناك نسّاخين في مسرحنا ينسخون نصوصاً كاملة من النصوص الأجنبية ويسجلونها بأسمائهم بلا أمانة.‎ الموهبة! فحين يفتقدها الفنان يلجأ إلى ذلك، وهذا دليل ضعف، ومرة أخرى أكرر: وعدم أمانة”.

التنكر للمحلية..

أما عن النفور من المحلية يقول “طه سالم “: “هناك ظاهرة العالمية التي لن نصل إليها إلا عبر المحلية كما وصلها قبلنا نجيب محفوظ… في حين نجد أن هناك في العراق من يحارب المحلية… فمثلاً مسرحياتي لا تطبع لأنها باللهجة المحلية… لماذا نحارب محليتنا، في وقت ينشرها غيرنا في العالم… هناك أعمال كثيرة تعتمد المحلية؛ منها شخصيات مهمة، كلها فقدت بسبب الإهمال والتهميش”.

وعن أحب ما قام به يقول: “التأليف المسرحي أصعب وأشق من غيره… ومسؤوليته التاريخية أخطر من فن التمثيل والإخراج… لهذا تجد أن كُتاب المسرح، في العالم، نادرون، في حين يعجّ فن التمثيل بالمواهب التي لا تعد، فضلا عن ذلك أجد في الكتابة فرصة أفضل لخدمة شعبي وفني”.

وعن الفنان الذي تأثر به يقول “طه سالم”: “أستاذي الراحل والكبير حقي الشبلي وهو في نظري قمة في التربية الفنية… وهو الذي أسس قواعد التعبير الصحيحة، وصقلَ المواهب في الحركة الفنية العراقية… كذلك الفنان إبراهيم جلال الذي يعد مفخرة عراقية وعربية في الإخراج، كذلك الحال مع الفنان جاسم العبودي وأسعد عبد الرزاق، اللذين قدما خدمات جليلة للفن العراقي”.

مراحل تجربته..

يقول”طه سالم ” عن محطات تجربتك الفنية: ” لقد بدأت فنانا في مرحلة الواقعية الاجتماعية؛ تلك التي تقوم على المؤلفات التحريضية، والكاشفة لعيوب الواقع ومفاسده… بعد ذلك، وبالتجربة والممارسة، تبلورت لديّ صيغ الكتابة شكلاً ومضموناً فطرقت الرمزية، والتعبيرية، وحتى السريالية… كما ذكر ذلك غير ناقد فني. ‎اليوم لا ينصب همي على اتجاه الكتابة، بل على محو تلك الكتابة! لأنني أكتب من دون أن أجد نتيجة لتلك المقدمات الشاقة والطويلة، وبطريقة تثير الاستغراب! فهل من المعقول أن يُركن كاتبٌ مثلي شغل المسرح، وأهله لعدة سنوات بنتاجه المتميز؟ بدلاً من الاستفادة من خبراته وتجاربه وكتاباته.‎ لقد كتبت مسرحية نجمة أم ذويل، كما ذكرت، وكان فيها الكثير من الإرهاصات والإسقاطات على واقع اليوم… لكن أين هو الذي يُظهرها إلى الوجود؟ لقد ولـَّدَت هذه الحالة إحباطات في نفسي، وأنا الذي تفاءلت بانهيار النظام السابق، وتوقعت الانفتاح من النظام الجديد على الكتاب الرواد لاسيما الذين كانوا مهمشين مثلي! الحرية واحة كبيرة للفنان لأنها تتيح له الإبداع والانطلاق، وعلينا أن نفهمها بمغزاها الحقيقي بعيداً عن التهميش وغلق الأبواب أمام المبدعين”.

توفى طه سالم في 16 مارس 2018 عن عمر يناهز 88 عاما.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة