خاص: إعداد- سماح عادل
“طلال حسن عبد الرحمن”، كاتب عراقي من أكبر كتاب قصص ومسرحيات الأطفال، كتب 1500 قصة ومسرحية.
التعريف به..
ولد في الموصل في 1939، دخل مدرسة الأحداث الابتدائية في سن السابعة .انتقل إلى دهوك، وهو في الصف الثالث، وبقي فيها سنتين. عاد إلى الموصل، في الصف الرابع، وتنقل في عدة مدارس، حتى استقر في مدرسة النظامية، وأنهي فيها المرحلة الابتدائية. أنهي الدراسة المتوسطة في مدرسة الغربية، أنهي الدراسة الثانوية في مدرسة الإعدادية الغربية، تخرج عام 1958، العام الذي قامت فيه ثورة “14” تموز. عين في نفس العام معلما مستخدما في مدرسة “القيارة” جنوب الموصل.
ثم عين مديرا لمدرسة “المنكوبة” قرب القيارة. نقل في عام 1960إلى مدرسة “باقوفة” التابعة لناحية تلكيف . ثم إلى مدرسة “باطناية” في عام 1965 التابعة لناحية تلكيف، ثم مدرسة “ميسلون” في مدينة المنصور العمالية في الموصل، وبقي فيها حتى أحيل على التقاعد عام 1986 .
وأصدر خلال عمله في التعليم، قسما كبيرا من قصص ومسرحيات الأطفال، وواصل ذلك بعد تقاعده، وكانت الدوريات العراقية أول من نشر له، مثل مجلات: “المزمار”، “المسيرة”، “تموز”، و”النبراس”. كما نُشرت أعماله في معظم الصحف والمجلات العربية، ومنها: مجلة “أحمد” في لبنان، مجلة “أسامة” في سوريا، مجلة “الشبل” في السعودية، مجلة “وسام” في الأردن، مجلة “أطفال اليوم” أبو ظبي، مجلة “ماجد” في أبو ظبي، مجلة “العربي الصغير” في الكويت، مجلة “سمير وفارس ونور” في مصر.
وبالإضافة إلي قصصه ومسرحياته في الدوريات العربية، صدر له، أكثر من 30 كتابا للأطفال، من بينها: “الحمامة” 1976، “نداء البراري” 1985، “حكايات قيس وزينب” 1983، “مغامرات سنجوب” 1995، “انكيدو” 1999، “الضفدع الصغير والقمر” 2001، “قصتنا صارت مثل” في ستة أجزاء العام 2013، و “جحدر والأسد” 2020.
وعمل مسئولا في كثير من المجلات والدوريات والصفحات الخاصة بالأطفال في العراق والعالم العربي، وحصلت أعماله على كثير من الجوائز، وكرمه اتحاد الأدباء في العراق بالقلم الذهبي العام 2017، وكُتبت عن نصوصه مقالات وبحوث عدة، وقدمت عنه في مجال الدراسات العليا عدة رسائل ماجستير ودكتوراه.
قصص الأطفال..
في حوار معه نشر في جريدة “طريق الشعب” بغداد 1976 يقول “طلال حسن” عن كتابته قصصاً ناجحة للأطفال واستمراره في الكتابة للطفل: “نعم، وأكتب الآن قصة أخرى .
ويواصل عن قراءاته: “أتممت قراءة ثلاثية الكاتب الجزائري محمد ديب “الدار الكبيرة، الحرق، النول”، وأقرأ الآن لزميله الطاهر وطار رواية “الزلزال” . في الثلاثية تأكيد على معاناة الشعب تحت وطأة الاحتلال الفرنسي، ونضاله البطولي من أجل التحرر والتقدم الاجتماعي. أما “الزلزال” فتتحدث عن التغيرات الجذرية التي تجري الآن في الجزائر، وعن دور الطبقات الخائنة التي تعاونت مع المستعمر خلال فترة الاحتلال، في التآمر على الجزائر لإيقاف عجلة الثورة في المضي قدما على طريق الاشتراكية” .
وعن أمنيته يضيف: “أن تتوحد القوى الوطنية والقومية التقدمية في جميع الأقطار العربية صفوفها، لصد الهجمة الامبرياليةـ الصهيونيةـ الرجعية على حركة التحرر الوطني العربية، وأن تتوطد مكانة جبهتها الوطنية، ويتعزز دورها في النضال والبناء لتكون بحق مثالاَ لكل فصائل الحركة الوطنية في الأقطار العربية” .
أدب الأطفال..
في حوار آخر أجراه “نوفل الراوي” يقول “طلال حسن” عن تكريس جهوده لأدب الأطفال يقول: “قدمت القصة القصيرة والمسرحية والكتابة النقدية ضمن الإطار العام للأدب، كما أنني اشتغلتُ في الصحافة لمدة تزيد عن الأربع سنوات، لكني فضلت الكتابة للأطفال، فعالم الطفولة يشدني لسحره وبراءته ونقاوته وسعة آفاقه.
وعن أدب الأطفال في العراق يواصل: “إن أدب الأطفال في العراق انطلق قبل غيره من البلدان العربية، لكن الثابت إن هذا الأدب قد اكتسب ولادته الحقيقية بعد ثورة تموز، حين ظهرت “مجلتي والمزمار” كمجلتين خاصتين بالأطفال، وقد استطاعت هاتان المجلتان تقديم نماذج متقدمة من أدب الأطفال، وشاركتهما هذه النجاحات مجلة “المسيرة” التي صدرت في فترة متأخرة قياساً بالمجلتين السابقتين، ولعل الدارس يوافقني الرأي إذا ما قلت، إن هذا الأدب يعد في طليعة ما قدمه الأدباء العرب في هذا المجال” .
وعن غياب الناقد العراقي عن هذا الأدب يقول: “من المؤسف أن أدب الأطفال في العراق لم يحظ َ باهتمام الناقد والباحث، ولعل السبب في ذلك يعود إلى حدة هذا الموضوع وجديته وقلة المصادر النقدية التي توصل إليه، فضلاً عن انشغال “الكبار” بأدب الكبار .
وعن موقعه من النقد: يضيف: “أحمد الله أن كتاباتي استأثرت باهتمام النقاد، فمن بين الذين كتبوا عني أذكر: د ـ عمر الطالب، ود ـ ادهام محمد حنش، ود ـ شجاع العاني، وباسم عبد الحميد حمودي، وشفيق مهدي، وياسين النصير، وغيرهم . وبالرغم من تحفظاتي عن بعض الآراء التي أسديت لكني أقول لقد أخذت بالشيء الذي قدرت أنه صائب “.
الطفولة..
وفي حوار آخر أجراه “عبد الناصر العبيدي” يقول “طلال حسن” عن الطفولة: “للطفولة عندي معان كثيرة، من بينها البراءة والنقاء والتفتح على الحياة، والأهم أنها صفحة بيضاء علينا أن لا نكتب فيها سوى الحب والتسامح والشعور بأننا جزء من كل هو الإنسان في كل زمان ومكان .
الطفولة جزء لا يتجزأ من النظام السياسي الاجتماعي، فإذا استطعنا تبني نظاماً متوازناً، فيه من الطمأنينة والسلام بقدر ما فيه من العدالة، فإننا نضع أولى خطواتنا ليس فقط على طريق “إعادة الطفولة إلى مكانها الصحيح” وإنما أيضا على طريق بناء عالم سعيد جديد بأطفال العراق”.
وعن كيف يمكن التعامل مع طفولة غارقة في الخراب يقول: “الطفولة كانت ومازالت غارقة في الخراب، لكن الآمال التي كانت معدومة في الماضي، بدأت تستعيد بعض عافيتها، وعلينا من خلال كتاباتنا للأطفال، أن نبعث التفاؤل والإيمان بمستقبل أفضل، في نفوس أطفالنا، فعراق الخير والمحبة مازال يستطيع النهوض كالعنقاء، من رماد خرابه”.
وفاته..
توفي في الموصل عن عمر 85 عاما بعد مسيرة الكتابة للأطفال.