“ضياء العزاوي”.. الفن رسالته ضد الظلم ودفاع عن قضايا الوطن

“ضياء العزاوي”.. الفن رسالته ضد الظلم ودفاع عن قضايا الوطن

خاص: إعداد- سماح عادل

“ضياء العزاوي” فنان تشكيلي عراقي.

التعريف به..

ولد عام 1939، تخرج من كلية الآداب- قسم الآثار- عام 1962، ثم حصل علي شهادة دبلوم رسم من معهد الفنون الجميلة 1964. وهو من الأعضاء المؤسسين لجماعة الرؤية الجديدة والجماعة العددية وعضو في جمعية التشكيليين العراقيين ونقابة الفنانين. وهو يعيش في منفاه الاختياري منذ أكثر من ثلاثين عاما في ضاحية قريبة من لندن. حصل على جائزة نوابغ العرب عام 2024.

لوحاته..

لوحة صبرا وشاتيلا.

لوحة أعرابي الصقر.

لوحة سننظر غداً.

لوحة مدينة في الجنوب.

جدارية مهمة الدمار.

لوحة مجنون ليلى.

تتوفر أعماله ضمن مجموعات عالمية مميزة مثل متحف فيكتوريا وألبرت في لندن، وتيت مودرن في لندن، ومتحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون (LACMA)، كما تم عرض أعمال له في المتحف البريطاني ومتحف الفن العربي الحديث. أقام 11 معرضاً شخصياً داخل العراق وخارجه ومن مشاركاته. شارك في معارض فنية أقيمت في متاحف عالمية مثل: المتحف الوطني للفن الحديث في بغداد، ومتحف الفن الحديث في تونس، والمتحف العربي المعاصر في لندن، والمتحف الوطني للفن المعاصر في سيؤول، ومتحف بيكاسو في برشلونة، ومتحف “أشموليان” في المملكة المتحدة، ومتحف هوسبيس سان روش في فرنسا، ومتحف آغا خان في كندا، ومتحف “موما” في نيويورك.

«صورة الشعر»..

في حوار معه أجراه “علاء المفرجي” يقول “ضياء العزاوي” عن كتابه «صورة الشعر» الذي يمثل تجربة طويلة له في مسيرتك الفنية في «رسم» الشعر وعن طبيعة القصائد التي تختارها وتشدك إلى «رسمها»: “جئت للشعر من الأسطورة بفعل تأثير الدراسة في قسم الآثار، إذ شكلت الأسطورة أحد المراجع الأساسية في دراسة مجتمع بلد ما بين النهرين، وكانت ملحمة كلكامش من أساسيات تلك المراجع. ولعل طلب الناقد “جبرا إبراهيم جبرا” أن أرسم مختارات من هذا النص الذي ترجمه عالم الآثار طه باقر لنشره في مجلة «العاملون في النفط»، وكان “جبرا” رئيس تحريرها، هو الذي أغواني بالذهاب بعيدا حتى عن الجانب الأكاديمي.

أي مادة تصلح أن تكون مختبرا للمغامرة والاختلاف عن مشاغل جيلي من الفنانين. بعدها شكلت نصوص التصوف، لا سيما نصوص الحلاج، ميدانا جديدا أخذني فيما بعد لنص الوائلي عن مقتل الحسين. عبر هذه الأعمال أصبح فن «التخطيط» أحد أهم انشغالاتي واستمر إلى الآن. لعل مجموعة المعلقات التي رسمتها في السنوات الأولى من استقراري في لندن شكلت البداية الجدية للتعامل مع الشعر عبر اطلاعي على المخطوطات الإسلامية التي جعلتني مؤمنا بأهمية مرجعيتها وما يناسب ما أسعى إليه. القصائد التي شدتني هي تلك التي فيها قدرة على إرباك المخيلة بعيدا عن التفسيرات اللفظية. شخصيا أميل لسماع الشعر لا قراءته، فالسماع ينتسب للموسيقى خصوصا إذا كان الشاعر مجيدا في قراءته مثل درويش، وأدونيس وقلة آخرين مثلهما. عملية السماع تقودني إلى فعل القراءة، والتركيز على الكلمات، ومن ثم إلى المعنى المحرك للخيال”.

وعن ما الذي دفعه إلى التعاطي مع المنجز الشعري لعدد من كبار الشعراء العرب، بتخطيطات منه: “الصورة شيء والمخيلة شيء آخر. للأولى محدودية ترتبط بالنص، والثانية تضاد نغمي يقترب من الروح التي لا تفصح عن المكنون. بهذا يمكن أن تتحقق القدرة على إنجاز عمل لا يفسر، لكن ينحاز لنبض اللون المتداخل مع الخط ليكوّن عالماً موازيا للنص.

جيل الستينات كان يهمه عدم القبول بالسائد فنياً، مما أدى إلى انطلاق جماعة الرؤية الجديدة التي بدورها أصدرت بياناً لم يكن مضمونه يخلو من السياسة، مع ارتباطه بالمتغيرات الفنية والثقافية”.

الملاحم الاجتماعية..

وعن «التجريد» الذي كان السمة الأساسية في أعمالك، وانشغاله بالملاحم الاجتماعية والدينية العراقية، بتقنيات أوروبية و السبب في هذا التحول يقول: “اللوحة في الأساس منجز غربي له علاقة بالأيقونة الدينية وهي تقنية يستخدمها الفنان الصيني والهندي والياباني إلى جانب الأميركي والفرنسي. الاختلاف هو في القدرة على إخضاع التقنية لتصورات فيها جانب من الفرادة. الفنان الصيني المعاصر مع كل موروثه الفني الهائل وشديد الاختلاف استخدم ما سميتها «التقنية الغربية». اختلافه في الموضوعات التي طرحها وعلاقتها المباشرة بهموم مجتمعه وفي إغناء التقنية الغربية بالحرفة التي يجيدها الفن الشعبي الصيني.

شخصيا كنت، مثل عديد من رسامي جيلي، مهموما بالهوية الوطنية التي بدأت مع جماعة بغداد التي دعت إلى فن عراقي، إلا أننا وبالتفاعل مع المستجدات عملنا نحو فن عربي مع التزام أخلاقي بما فرضته الظروف السياسية من مواقف وطنية خصوصا الموضوع الفلسطيني. وقد تحقق ذلك بإقامة المعارض الشخصية في بلدان عربية خصوصا بيروت (كاليري وان) والكويت “كاليري سلطان””.

الفن العراقي..

وعن الذي يحتاج إليه الفن العراقي يقول: “ما حصل للفنان العراقي من أضرار لم يحصل في أي تجربة أخرى. أدى خروج الفنانين المبدعين بفعل الضائقة التي خلقها حصار مجرم إلى تدهور التجربة وذهب عديد من الفنانين في الداخل إلى غواية الشهادة الجامعية وتخلى عن البحث الفني الفعال، إما بفعل الضغط الاقتصادي وإما انحيازا إلى المباهاة الاجتماعية. لم تعد وزارة الثقافة منشغلة جديا بتلافي الأضرار التي حدثت في المجموعات الفنية التي تكونت عبر السنوات في متحف الفن الحديث ولا بتطوير رؤيتها عبر أشخاص أكفَاء وخلق فرص لتفاعل الفنانين المحليين مع الخارج عربيا أو عراقيا.

هناك جيل تواق للمعرفة لكن وسائط التواصل الاجتماعي وما فيها من نافذة انفتاح مذهلة قد لا تقود إلى الإيجابية، دائما إزاء هذا الكم من فناني «فيسبوك» المتنوعين بانشغالاتهم المتواضعة والحرص الدائم على نشر صورهم دونما سبب بين الحين والآخر. لقد حقق بعض الأسماء مكانةً في الفن العالمي رغم الازدحامات، إلا أنهم بعيدون عن التأثير بحكم عوامل عديدة قد يكون منها عدم وجود فعاليات ومعارض جادة تحرضهم على الحضور والمساهمة كما نجده في بعض الدول العربية كالشارقة ودبي، ومؤخرا في الرياض وجدة”.

مناضل..

في مقالة بعنوان (العزاوى.. فنان بدرجة مناضل) كتبت “حنان النادى”: “هو فنان تشكيلى شامل، احترف الفن وجعل منه سلاحه الذي يدافع به عن قضايا الوطن، ورسالته ضد الظلم والطغيان، استحق عن جدارة الفوز بجائزة النيل للمبدعين العرب لعام 2023 والتي أعلن عنها المجلس الأعلى للثقافة بمصر مؤخرا، هو الفنان العراقي ضياء العزاوى، واحد من رواد الحركة التشكيلية الحديثة في العراق، ورمز من رموز الفن التشكيلي في الوطن العربي، وأعماله مقتناه في العديد من المتاحف والمؤسسات العالمية”.

رحلة الفن..

وتواصل المقالة: “بدأ العزاوى رحلته مع الفن منذ ستينيات القرن الماضي فتعامل مع العديد من الخامات وطوعها حسب رؤيته الفنية، وأصبح له رصيد فني ضخم من لوحات وقطع نحتية وأعمال طباعة ورسومات وتصميمات متنوعة. تمثل أعمال العزاوي حالة إبداعية ثقافية خاصة، فهو يجمع بين الأصالة والحداثة، فاستخدم عدة أساليب فنية منها التجريدية والرمزية والتعبيرية مع الاستلهام من الحضارات القديمة والإرث الثقافي الزاخر في العراق. تبنى الفنان في أعماله القضايا السياسية المعاصرة مثل القضية الفلسطينية، والتي تفاعل مع أحداثها وعبر عنها في أعماله بداية من أحداث أيلول الأسود عام 1970 مرورا باغتيال الكاتب غسان كنفاني، وحصار مخيم تل الزعتر للاجئين ومذبحة جنين ومجزرة صبرا وشاتيلا فقام بعمل لوحات مستوحاة من تلك المآسي ومنها لوحة “صبرا وشاتيلا” والتي تستقر حاليا في متحف (تَيت مودرن) بلندن.

وكذلك عدد من الدفاتر الفنية وهو نوع من الكتب الفنية التي سعى فيها إلى خلق أشكال بصرية مستلهمة من الكتب الشعرية منها “شاهد من هذا العصر: يوميات فدائي قتل في مجزرة 1970 الأردنية” و”رسومات لأرض البرتقال الحزين”، كما نفذ جدارية ضخمة تعبر عن مدى الدمار وحجم المأساة، وكذلك كان مشهد نكسة 5 يونيو 1967حاضرا في أعماله، وأيضا قام بتنفيذ سلسلة من اللوحات بعنوان “حالات إنسانية” ردا على الحرب التي شنها النظام العراقي ضد الشعب الكردي في شمال البلاد عام 1974، وفى عام 1989 بدأ مجددا فى الدفاتر الفنية فانتج مايزيد على 40 دفترا مستوحاة من كبار الشعراء العرب، مثل المتنبي والجواهري وأدونيس وغيرهم.

وعن المناصب تضيف المقالة: “تولى العزاوي العديد من المناصب في العراق منها مدير مديرية الآثار العراقية فى بغداد، وعمل مديراً فنياً للمركز الثقافي العراقي في لندن بداية من 1976، حيث نظم العديد من المعارض، وفى الفترة التي تلت الغزو الأمريكي للعراق نظم العزاوي سنة 2010 معرض “موطني” في دبي والذي ضم أعمالاً لفنانين اضطروا لمغادرة العراق في أزمنة مختلفة، وعبروا عن حالة الدمار من آثار الغزو، وكذلك معرض “الفن في العراق اليوم” في دبي أيضا والذي عرض على خمسة أجزاء وضم أعمال فنانين عراقيين مغتربين في عدة دول ومن مختلف الأجيال..العزاوي صاحب رصيد ضخم من المعارض الخاصة والتي أقيمت بدول عديدة، كما حصل على مدار مشواره الفني على العديد من الجوائز والتكريمات”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة