خاص: إعداد- سماح عادل
“صوفي حبيب جوجري ويصا” نساجة وشريكة مؤسسة في مركز رمسيس ويصا واصف للفنون.
حياتها..
ولدت في 1922 بالقاهرة، ابنة الفنان التشكيلي “حبيب جورجي”، ساندها والدها وشجعها علي الالتحاق بمعهد الفن، تخرجت منه 1946 وعملت معلمة فنون. كانت لها مشاركات في مجال العمل الأهلي، فقد أسست نادي في منطقة فقيرة بالقاهرة لتمنح للأطفال فرصة ممارسة الرياضة وتعلم الفنون ومهارات العمل.
هي فنانة تشكيلية لها انتاجات هامة ومميزة وخبيرة بالأصباغ الطبيعية الخاصة بالصوف. عُرضت أعمالها في عدة أماكن بالقاهرة ويحوي متحف “ويصا واصف” بعضا من أعمالها الخاصة.
تزوجت من “رمسيس ويصا واصف” في 1948، وأنجبت “سوزان ويوانا”. فكر الزوجان في العمل على مشروع واحد واشترا قطعة أرض في منطقة الحرانية وأنشئا مركز الحرانية للفنون.
أنشأت “صوفي” مقصفا للعاملين في 1969، وكانت تعلمهم طرق إعداد طعام صحي لأطفالهم. ومع تطور العلاقة بين أهل الحرانية وبين “صوفي ورمسيس” سمحوا للسيدات بالعمل في المركز. وقد وفر الزوجان لسيدات القرية مناخا آمنا وصحيا للعمل، وحاول المركز تحسين أوضاع السيدات العاملات به وتقديم خدمات مفيدة لهن.
بعد وفاة زوجها في 1974، أشرفت “صوفي” علي مجموعة من الفنانين الذين كانوا قد بدؤا مشروعا جديدا مع زوجها. وسميت هذه المجموعة بالجيل الأول للنساجين المصريين في العصر الحديث. وقالت عنه بعد وفاته: “ما أعطاني القوة لأكمل الطريق هو حبي لرمسيس وإيماني بما قال”.
أسست “صوفي” متحف في حديقة المركز في 1989، حيث جمعت المجموعة الدائمة لزوجها الراحل وأبرزت تطور النساجين منذ البدايات الأولية للتجربة.
عن سبب نجاح مركز الحرانية للفنون قالت “صوفي ويصا” في حوار معها: “الحُب لأن العلاقة بينا مش عمل ومكسب وخلاص، نحن نحب أهالي الحرانية وأعتقد أنها محبة متبادلة، باتت العلاقة أشبه بالأسرية”.
وقد أصدرت الكنيسة بيان ينعيها: “بعد أن عاشت حياة أمينة خدمت خلالها وطنها عن طريق فن النسيج الذي أتقنته حتى أصبحت إحدى أهم رواده على الإطلاق، وحرصت من خلاله على تأصيل الهوية المصرية، فكانت تصميماتها دومًا تشع بروح مصرية خالصة. كما استطاعت الراحلة الكريمة أن توظف فنها لخدمة الإنسان وجعلت جُل اهتمامها أن ترتقي بحياة الناس، فاهتمت من خلال مركز الحرانية للفنون الذي أسسته مع زوجها الراحل رمسيس ويصا واصف في قرية الحرانية بمحافظة الجيزة، أن تعلم الكثيرين ولا سيما الفتيات والسيدات حرف النسيج والصباغة وغيرهما من الحرف في هذا المجال.
ووصل المركز خلال فترة إدارتها له إلى مكانة عالمية في مجال النسيج حيث تميزت أعماله باعتمادها على المواد الطبيعية وعلى فطرة نَساجيه، وهو ما شجعته السيدة صوفي اتساقا مع نهج زوجها الراحل. وتصلي الكنيسة أن ينيح الرب روحها الطاهرة في فردوس النعيم، وأن تحل تعزيات الروح القدس على قلوب أسرتها وتلاميذها وكل من تعاملوا معها وتأثروا بفنها وشخصها”.
وفاتها..
توفت “صوفي حبيب جورجي” يوم الاثنين 5 أغسطس عن عمر الـ 102 عام.