10 أبريل، 2024 1:27 ص
Search
Close this search box.

صناعة الإسلاموفوبيا: كيف يصنع اليمين كراهية المسلمين

Facebook
Twitter
LinkedIn

صدرت الطبعة الأولى من كتاب “صناعة الإسلاموفوبيا: كيف يصنع اليمين كراهية المسلمين” في عام 2012، لكن الطبعة الثانية التي صدرت يوم 20 سبتمبر من العام 2017 ليست مجرد إعادة نشر للنسخة الأصلية، بل تتضمن تحديثات كبيرة أضافها المؤلف ناثان لين لتعكس الروابط العميقة بين الرئيس دونالد ترامب والدوافع الرئيسية وراء الدعاية والبحوث المناهضة للمسلمين في الولايات المتحدة، فضلا عن موجة جرائم الكراهية التي استهدفت المسلمين في الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس الماضية.

قصة دراماتيكية
تستفتح النسخة المحدّثة من الكتاب بقصة دراماتيكية هي حادث إطلاق نار تشابل هيل في 10 فبراير والذي راح ضحيته 3 طلاب مسلمين هم: ضياء شادي بركات (23 عامًا) وزوجته يسر محمد أبو صالحة (21 عامًا) وشقيقتها رزان محمد أبو صالحة (19 عامًا).

يصف المؤلف هذا الحادث بأنه من أكثر حالات العنف ترويعًا وتنفيذًا بدم بارد خلال السنوات الأخيرة، ويعتبر أنه يثبت كيف أن صناعة الإسلاموفوبيا تقتل الناس حرفيا، حيث سبق أن نشر القاتل كريك سيتفن هيكس (46 عاماَ) رسائل مناهضة للدين على مواقع التواصل الاجتماعي، ووضع صورة مسدس قائلا إنه محشو.

محاور الكتاب الرئيسية
يغطي الكتاب تاريخ شيطنة الآخر في الولايات المتحدة، وتقديم البعض ككبش فداء، ويتناول ظاهرة انتشار الكراهية على الإنترنت، والدور الذي لعبته وسائل الإعلام الرئيسية في تعزيز هذه الاتجاهات، كما يتطرق إلى اليمين المسيحي والمجموعات الصهيونية ووسائل الإعلام الليبرالية وصولا إلى السياسيين، قبل أن يختم بمناقشة صعود الإسلاموفوبيا بين الجماعات الشعبوية الأوروبية والصلات بين الإسلاموفوبيا الأوروبية والأمريكية.

يوفر ناثان لين إطلالة مفيدة على كافة هذه المحاور، ويسلط الضوء على الجهات الفاعلة الرئيسية في كل فرع من فروع صناعة الإسلاموفوبيا، خاصة اليبراليين الذين يروجون للقول بأن الإسلام والمسلمين يشكلون تهديدا متأصلا للقيم الليبرالية، وبالتالي يطالبون باتخاذ إجراءات غير قانونية لحماية حرية وسلامة غير المسلمين من التهديد الذي يشكله المسلمون.

ومن النقاط المهمة الأخرى التي يتناولها الكتاب هي أن إطلاق المرء على نفسه وصف ليبرالي لا يكفي لجعله ليبراليًا حقيقيًا، ناهيك عن منحه رخصة لتمرير وجهات نظره المناهضة للإسلام. ثم يأخذ المؤلف خطوة متقدمة ليربط بين وجهات النظر المناهضة للإسلام مع نظيرتها لدى الأشخاص الذين يطلقون على انفسهم ليبراليين لكنهم يتحالفون مع الصقور والمواقف الإمبريالية في العلاقات الدولية والتدخلات العسكرية الأمريكية. وأيضًا ارتباط أعضاء اليمين المسيحي بالسياسيين الذين يمرون تشريعات مناهضة للشريعة، على سبيل المثال.

اختزال وإطناب في غير محله
ورغم أهمية الكتاب، إلا أنه أبعد ما يكون عن الكمال، حسبما تذهب كلير سادار في عرضها المنشور على صفحات مجلة مفتاح؛ نظرا للإسهاب الشديد في وصف بعض حالات الإسلاموفوبيا، في مقابل عدم تقديم توضيحات كافية بشأن بعض الشخصيات الرئيسية في صناعة الإسلاموفوبيا وأفعالها وقراراتها. وأحيانا، يقدم المؤلف مزاعم يبدو أنها تتعارض مع أطروحته الرئيسية. على سبيل المثال، يقول إن صناعة الإسلاموفوبيا تستغل بعض المخاوف الواقعية. وبالنظر إلى تاريخ الولايات المتحدة في تصنيع المخاوف الغير واقعية من الأجانب والشيوعيين، وهو ما شرحه المؤلف بالتفصيل في كتابه، فإن ادعائه بأن الخوف من المسلمين يكون واقعيًا في بعض الأحيان يتنافر مع أطروحته الرئيسية. وبدلا من ذلك، تشير الوقائع التي يقدمها الكتاب إلى استنتاج مختلف، وهو أن صناعة الإسلاموفوبيا تخلق مخاوف غير واقعية باستخدام العنصرية والإثارة الإعلامية من بين عوامل أخرى.

صوت مؤرق لحملات الإسلاموفوبيا
وعلى كل حال، يظل كتاب “صناعة الإسلاموفوبيا” صوتًا مؤرقًا للحملة الرامية إلى تعزيز الخوف والكراهية تجاه المسلمين في الولايات المتحدة وأوروبا، بدئًا من الحرب على الإرهاب وصولا إلى حظر السفر الذي يحاول ترامب تمريره باستماتة رغم العقبات القضائية.

ولا غروَ، فالمؤلف يأخذ القراء في جولة داخل عالم المدونين المحافظين، ومقدمي البرامج الحوارية اليمينيين، والقادة الدينيين الإنجيليين، والسياسيين المرتبطين بهم، والذين تتحد جهودهم جميعًا لتشويه صورة المسلمين وتقديمهم كعدو جديد للحضارة الغربية. والأهم أنه يكشف التكتيكات التي ينتهجونها في تخويف الجمهور، ويتتبع مصادر تمويلهم، ويكشف الأيديولوجيات التي تدفع آلة دعايتهم المربحة.

وكما أشرنا في بداية العرض، تحتوي هذه الطبعة الثانية على إضافات جديدة حول حملة ترامب الانتخابية وولايته الرئاسية، وتتبع صعود بعض الشخصيات الأكثر تطرفا في صناعة الإسلاموفوبيا إلى السلطة. بالإضافة إلى تسليط الضوء على الكتاب من موقع بريتبارت، والنشطاء الليبراليين المناهضين للمسلمين مثل بيل ماهر، والشخصيات المؤثرة المقربة من ترامب مثل ستيف بانون ونيوت جينجريتش وجون بولتون، وبالتالي تمثل النسخة الجديدة إضافة تناقش أحد أكثر القضايا إلحاحًا للمسلمين كما الولايات المتحدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكتاب: صناعة الإسلاموفوبيا: كيف يصنع اليمين كراهية المسلمين
المؤلف: ناثان لين
الناشر: بلوتو برس
تاريخ الإصدار: 20 سبتمبر 2017
عدد الصفحات: 274
المصدر/ العالم بالعربية

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب