15 نوفمبر، 2024 10:55 ص
Search
Close this search box.

صعوبات القراءة.. لا توجد إصابة ظاهرة في قشرة المخ عند المصابين

صعوبات القراءة.. لا توجد إصابة ظاهرة في قشرة المخ عند المصابين

خاص قراءة – سماح عادل

سنعرض دراسة بعنوان (استخدام برنامج لعلاج صعوبات القراءة لدي الأطفال ذوي صعوبات التعلم في المرحلة الابتدائية بمشاركة الوالدین) قامت بها “د. منال محمود عاشور” قسم علم النفس، جامعة حلوان.

تهدف الدارسة إلى إلقاء الضوء على أبعاد مشكلة صعوبة القراءة والاتجاهات الحدیثة لعلاجها والكشف المبكر عن حالاتها في المرحلة الابتدائية، وأیضا وضع برنامج للتغلب على هذه الصعوبة وتطبیقه على أطفال المرحلة الابتدائية، وقامت الباحثة بتطبیق الدراسة على عینة تتكون من ٤٧ طفلة وطفلا من أطفال الصف الأول للمرحلة الابتدائية الذین تراوحت أعمارهم ما بين 6: 7 سنوات، وطبق مقیاس ستانفورد بینیه للذكاء وقائمة الكشف المبكر عن صعوبات التعلم النمائیة لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، وطبق أیضا اختبار تحصیل، واستمارة المستوي الاقتصادي الاجتماعي، ومقیاس الاستعداد القراءة، وبرنامج لتنمیة الاستعداد للقراءة.

صعوبات التعلم..

صعوبات التعلم “مصطلح عام یرجع إلى مجموعة من المعوقات العشوائیة تظهر صورتها في صعوبة اكتساب واستخدام السمع والكلام والقراءة والكتابة والفهم والقدرات الحسابیة”. والأشخاص المتصفون بصعوبة التعلم من صفاتهم صعوبة التفرقة والمعرفة وفهم المعلومات بالرغم من تمتعهم بقدرات ذهنیة طبیعیة فذوي صعوبات التعلم لیس لدیهم القدرة على تركیز الانتباه في العملیة التعلیمیة، فیؤدي ذلك إلى وجود خلل في استقبال وادراك المثیرات السمعیة والبصریة والحس حركیة، وبالتالي حدوث ارتباك في برمجة المعلومة في الجهازالعصبي المركزي.

ویلجأ ذوو صعوبات التعلم إلى الإلهاء للدفاع عن الذات، ولكن مع استمرارالصعوبات یتطور إحساس التلمیذ صاحب الصعوبة بالعجز والشعور بالنقص، مما یعمق ویرسخ صعوبة التعلم وظهور الإحباط مع استمرار العملیة التراكمیة لصعوبة التعلم، وفي الحالات الشدیدة یحدث رفض للعملیة التعلیمیة ككل، بسبب تكوین صورة سالبة عن الذات أثناء المواقف التعلیمیة الأكادیمیة، مما یعمق الشعور بالعجز عموما في كل المواقف التي تحتاج إلى التعلیم الأكادیمي.

وفي الحالات المتوسطة والخفیفة لذوي صعوبات التعلم تقتصر الصعوبة على القراءة والفهم القرائي أو العملیات الحسابیة أو الكتابة، ولأن هؤلاء الأطفال من ذوى الذكاء العادى، فإن الطفل ینزوى خجلاً لأنه یشعر أو یجعله الآخرون یشعر بالدونیة والإنسحاب، وبالتالى یزداد الفارق بین الطفل وزملائه لأنهم لا یعانون من تلك المشكلات ویتسبب ذلك في اتساع الفجوة بینه وبینهم. يتزايد شعور الطفل بالإحباط والتوتر والقلق وعدم الثقة بالنفس، لعجزه عن مسایرة زملائه في الدراسة وفشله في تحسین معدل تحصیله الدراسى، وبمرور الوقت تزداد اعتمادیته على غیره وقد لا یبالى بواجباته المدرسیة، وینخفض مستوى دافعیته للعمل والتنافس والإنجاز.

مرحلة النمو..

صعوبات التعلم تحدث آثار سلبیة في مرحلة النمو في الطفولةالمبكرة (قبل سن الخامسة)، والمراحل التالیة ومن هنا تكمن خطورتها على تطور نمو الفرد، وبالتالي على قدرته على التوافق والتكیف والإنتاج، وتحقیق الذات. ویرتبط مستوى تقدیر الذات لدى الأطفال بمستوى الإنجاز وخبرات الفشل والنجاح والتحصیل الأكادیمى إذ أن خبرات النجاح والإنجاز تدفع الأطفال إلى تطویر المشاعر والاتجاهات الإیجابیة نحو الذات ونحو الآخرین، في حین تدفع خبرات الفشل بالأطفال إلى تطویر المشاعر السلبیة نحو ذواتهم، وتبنى أنماط سلوكیة عدوانیة مضادة للمجتمع بغیة تعزیز مفهوم الذات لدیهم.

ویرى علماء النفس أن الأطفال لا یولدون بتقدیر مرتفع أو منخفض للذات، حیث یتطور ذلك بصورة تدریجیة كلما زادت خبرات الطفل في الحیاة، ولكن الأطفال ذوى صعوبات التعلم یتلقون تغذیة مرتدة سلبیة من عالمهم أكثر من التغذیة المرتدة الإیجابیة، وبمرور الوقت یمكن أن ینمو لدیهم تقدیر ذات سلبى.

برنامج لعلاج صعوبات القراءة..

أكد الباحثون ضرورة تعلم القراءة والتمهید لهذه العملیة قبل الدخول في الصف الأول الابتدائي بوقت قلیل، ومنهم من یذهب إلي ضرورة بدء التعلم في مرحلة الروضة، وآخرون ینصحون ویؤكدون علي ضرورة تعلیمهم من المنزل.

كما اتضح من خلال معظم الأبحاث الحدیثة أن تعلم الطفل القراءة یبدأ منذ مرحلة المهد وهذا التعلم لا یعتد به قیامه بعملیة القراءة ذاتها وإنما هي عملیة تمهید لتنمیة مهارات الاستعداد لعملیة القراءة وهذا لأن الطفل الذي ینال تدریباً متقناً ومدروساً جیداً في مرحلة ریاض الأطفال له أداء متمیز ومشكلات سلوكیة أقل من الآخرین في نفس السن، أما الأطفال الذین لم یلتحقوا بریاض الأطفال ولم یتلقوا أي تدریب لمهارات الاستعداد الخاصة بعملیة القراءة وجد أن لدیهم العدید من الصعوبات التي تقف في سیر عملیتهم التعلیمیة.

كما أتضح أن نسبة رسوب الأطفال المدربین في المراحل الدراسیة المختلفة لا تذكر بجانب نسبة رسوب الأطفال الغیر مدربین، كما لوحظ أن التدریب علي مهارات الاستعداد للقراءة عند الطفل لیس مفید فقط في تیسیر عملیة تعلم القراءة لدي الطفل في المراحل المتقدمة بل أثبتت العدید من الدراسات أن تدریب الطفل علي مهارات الاستعداد للقراءة یقي الطفل في الغالب من خطر الوقوع ضمن فئة الأطفال المعرضین لصعوبات التعلم.

مشكلة الدراسة..

تنبثق مشكلة الدراسة الحالیة من انتشار صعوبة القراءة لدي قطاع عریض من الأطفال العادیین، وماینجم عنه من مشاكل عدیدة مثل المعاناة التي یشعر بها الطفل أثناء وجوده بالمدرسة وإحساسه بالفشل وعدم القدرة على القراءة مما یثیر لدیه الشعور بالإحباط والیأس وذلك من تكرار مرات الفشل.

كذلك التكالیف الباهظة التي یتكلفها الوالدین حینما یضلوا الطریق خوفاً منهم علي الطفل من التسرب الدراسي ولا شك أن وجود طفل من ذوي صعوبات التعلم یعد مصدر قلق في الأسرة، لذا رأت الباحثة ضرورة وضع برنامج علاجي لتأهیل هؤلاء الأطفال ویسمح بالتدخل المبكر لحل تلك المشكلة وتقدیم الطرق والأسالیب التأهیلیة المناسبة لهؤلاء الأطفال بالمدرسة والمنزل علي حد سواء ولكى یستمر تأثیر البرنامج ولا ینتهى بإنتهاء الوقت المحدد لأجرائه فقد رأت الباحثة ضرورة إشراك الوالدین فى فعالیة البرنامج وتقدیم جلسات إرشادیة توضح لهما كیفیة التعامل مع هذه المشكلة وتأهیلهم لذلك.

أهمية الدراسة..

تكمن أهمية هذه الدراسة إلي:

١- وضع الإرشادات للمعلمة وكذلك الوالدین بهدف الوصول إلى تسجیل المعلومات في الذاكرة طویلة المدى والوصول إلى التعمیم في جمیع المواقف.

٢- تعتني هذه الدراسة بالمرحلة الابتدائية من حیث كونها مرحلة الأساس والتكوین لجمیع جوانب الشخصیة للطفل والمرحلة التي یبدأ فیها بشكل نظامي تربیة الطفل وتعلیمه وإعداده للحیاة وللمراحل التعلیمیة اللاحقة.

٣ – تساهم هذه الدراسة في فتح المجال لأجراء العدید من البحوث المستقبلیة التي تتناول تأهیل وعلاج الأطفال ذوي صعوبات التعلم من خلال استخدام العدید من البرامج المتنوعة التي تهدف إلي حل المشكلات التعلیمیة والنفسیة التي یواجهها هؤلاء الأطفال.

٤- وضع برنامج یهدف إلى تنمیة مهارات الاستعداد للقراءة لدى أطفال مرحلة ما قبل المدرسة لوقایة الأطفال من الوقوع في براثن صعوبة تعلم القراءة.

٥- رفع كفاءة هؤلاء الأطفال للوصول إلي أقصي حد للصحة النفسیة ورفع المعاناة عنهم، وعلاج إحساسهم بالعجز والشعور بالنقص لعدم القدرة على الوصول إلى مستوى زملائهم في الفصل.

البرنامج..

خطة أو تصمیم هادف تم وضعه وفق فروض معینة لتطبیق العملیات بدقة وبطریقة متدرجة داخل الغرفة المناسبة لذلك وتبعا لخطة زمنیة محددة، كما أنه مزود بأسلوب محدد من التغذیة الراجعة المستمرة.

من النقاط ذات الأهمیة في مجال صعوبات التعلم الوصول إلي مفهوم محدد وواضح لهذا المصطلح. ولما كان هذا یدخل ضمن اهتمامات عدد كبیر من الأخصائیین كالأطباء النفسیین، وأطباء الأعصاب، وعلماء النفس، وأخصائي عیوب النطق، والمربیین فقد تعددت وجهات النظر بتعدد هذه التخصصات، فأتجه بعضهم إلي التعریفات التي تولي اهتماماً لوظائف الجهاز العصبي المركزي وعلاقة هذه الوظائف بالصعوبات الخاصة بالتعلم، واتجه البعض الآخر إلي التعریفات التي تؤكد علي ظاهرة السلوك واضطرابات التعلم دون أن تشیر علي وجه الخصوص إلي سبب الاضطرابات الكامنة في الجهاز العصبي المركزي، وقدمت الباحثة عرضاً لأكثر تعریفات صعوبات التعلم شیوعا ودلالة.

أسباب صعوبات التعلم..

حتى الآن لا یمكن تحدید أسباب محددة بكل دقة لصعوبات التعلم ولكن یمكن تقسیم أسباب صعوبات التعلم كما یلي:

١- أسباب نیرولوجیة عصبیة أكد الباحثون أن هناك خلل وظیفي في المخ عند الأطفال ذوي صعوبات التعلم واضح من الوضع المعاكس لمنطقة الفص الصدغي الأمامیة فهي مماثلة في الحجم في الجانب الأیسر والأیمن وهناك نشاط زائد في الفص الأیمن ولكن لا یوجد دلیل على وجود خلل عند البالغین من ذوي صعوبات التعلم. والمؤكد أنه لا توجد إصابة ظاهرة في قشرة المخ عند ذوي صعوبات التعلم الصغار أو البالغین.

بینما اختلف كل من میلر، دیب، مع النتیجة السابقة حیث أشارا إلى أنه لا یوجد دلیل واضح حتى الآن على وجود إصابة في المخ في حالات صعوبات التعلم، ولا یوجد أي شيء مختلف في مخ ذوي صعوبات التعلم عن الأطفال العادیین الذین لا یعانون من صعوبات التعلم، وأكدا على أن صعوبات التعلم غیر محددة السبب.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة