18 نوفمبر، 2024 1:13 ص
Search
Close this search box.

صراع السياسة مع العلاقات العاطفية والحزبية .. في “شغف” ساركوزي !

صراع السياسة مع العلاقات العاطفية والحزبية .. في “شغف” ساركوزي !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

وسط مشكلاته القضائية، أصدر الرئيس الفرنسي الأسبق، “نيكولا ساركوزي”، خلال شهر واحد كتابين هما؛ (La France pour la vie et Tout pour la France-فرنسا للحياة وكل شيء من أجل فرنسا)، و(Passions-الشغف)، ليعود بذلك إلى الأضواء من خلال الإعلام، لكنه لم يبتعد تمامًا عن السياسة.

ويأتي الكتاب الأحدث، (Passions-الشغف)، في فترة حساسة؛ إذ يواجه “ساركوزي”، الذي غادر “قصر الإليزيه”، في عام 2012، تهمة استغلال نفوذه للحصول على معلومات قضائية، ويحكي فيه تجارب بارزة في حياته وشغفه بالسياسة بداية من أول خطواته في حزب “الجمهوريون”، (الاتحاد من أجل الحركة الشعبية سابقًا)، المحافظ الديغولي، وحتى فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2007.

ويصدر (الشغف)، الذي طبعت منه 200 ألف نسخة في “فرنسا”، بالتزامن مع الأزمات التي تعصف باليمين الفرنسي، خاصة بعد النتائج السلبية التي حصل عليها نواب حزب “الجمهوريون” في انتخابات البرلمان الأوروبي، التي إنعقدت في آيار/مايو الماضي، وحصل المحافظون الفرنسيون فيها على 8.4% من جملة الأصوات، وجاءوا في المركز الرابع في ترتيب الأحزاب التي حصلت على أعلى النسب.

منذ استقالة رئيس حزب “الجمهوريون”، “لوران فوكييه”، من منصبه؛ يسعى الجمهوريون إلى اختيار قائد جديد يعيد تجميع شتات اليمين التقليدي المبعثر، وكثير منهم يحلمون بعودة “ساركوزي” إلى الحياة السياسية لهذا السبب، لكن يبدو أن هذا الأمر لن يحدث في الوقت الراهن.

“الشغف” هو المحرك للأحداث..

لا يسير سياق الكتاب، الذي كتبه الرئيس الأسبق وسط تكتم كبير، وفقًا لترتيب الأحداث أو الموضوعات، وإنما كان “الشغف” هو أداة الربط بين الأحداث، وذكر “ساركوزي”، في المقدمة، بأن: “الشغف والحاجة إلى الإلتزام؛ كانا حاضرين دائمًا في قلب هويتي”، ووصف نفسه بأنه كان رجلًا محظوظًا في الحياة والسياسة.

يبدأ أول فصول الكتاب، المكون من 360 صفحة، بيوم أحد مشمس، أحد أيام شهر حزيران/يونيو من عام 1975، الذي تعرف فيه الشاب، “ساركوزي”، للمرة الأولى على الرئيس الفرنسي الأسبق، “غاك شيراك”، في مدينة “نيس”، وذكر أنه في ذاك اليوم قرر أن تصبح السياسة حياته، ثم يواصل حكي ذكرياته حتى وصوله إلى “قصر الإليزيه”، في آيار/مايو عام 2007، خلفًا لـ”شيراك”.

ولم يتطرق الكاتب إلى مشكلاته مع القضاء، وإنما تحدث عن صعوده في المناصب داخل الحزب ومسيرته السياسية وتوليه منصب عمدة بلدية، “نويي-سور-سين”، الواقعة على حدود العاصمة، “باريس”، وتحدث عن توليه وزارة الاقتصاد والمالية، وحمله حقيبة وزارة الداخلية، كما تطرق أيضًا إلى حياته العاطفية، وزواجه من، “سيسيليا ساركوزي”، وعلاقتهما العاطفية التي استمرت لمدة 20 عامًا، وطلاقهما بعد أشهر من وصوله إلى “قصر الإليزيه”.

ألقى “ساركوزي”، في مذكراته، الضوء على بعض أصعب اللحظات التي مر بها خلال مسيرته، مثل احتجاز بعض تلاميذ إحدى المدارس كرهائن عندما كان عمدة بلدية، “نويي-سور-سين”، واختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية على يد مهاجمين جزائريين، في كانون أول/ديسمبر 1994، وأعمال الشعب التي إندلعت في ضواحي “باريس” عام 2005.

تمنيات طيبة لـ”ماكرون”..

تحدث الكاتب أيضًا عن إعجابه بالرؤساء السابقين له؛ “شارل ديغول”، (1959 – 1969)، و”فرانسوا ميتران”، (1981 – 1995)، و”شيراك”، (1995 – 2007)، بينما انتقد الرئيس السابق، الاشتراكي، “فرانسوا هولاند”، (2012 – 2017)، ووصفه بأنه أراد أن يصبح “رئيسًا عاديًا”، كما تحدث عن الرئيس الحالي، “إيمانويل ماكرون”.

وأعرب عن تمنياته الطيبة لـ”ماكرون”؛ إذ قال: “إذا كان الشباب ورقة رابحة للوصول إلى السلطة، فإنه يشكل نقطة ضعف خلال الممارسة، أنا والرئيس إيمانويل ماكرون والرئيس فاليري غيسكار ديستان؛ واجهنا هذا التناقض، وآمل أن يتعامل معه الرئيس الحالي بطريقة أفضل من سابقيه؛ بما فيهم أنا”.

تصفية حسابات..

استغل “ساركوزي”، كتابه، لتصفية حساباته مع بعض السياسيين في حزبه؛ مثل رئيس الوزراء الأسبق، “فرانسوا فيون”، إذ قال إنه كان يعتبره: “جادًا قادرًا على أن يصبح وفيًا”، وأضاف: “كنت أعتقد أنني أعرفه جيدًا، لكن ما حدث بعد ذلك كشف أنني كنت مخطأ”، وكان “فيون” قد هزم “ساركوزي” في الانتخابات التمهيدية لليمين المؤهلة للانتخابات الرئاسية، التي إنعقدت، في تشرين ثان/نوفمبر 2016.

كما قال عن رئيس مجموعة “حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية”، “جان فرنسوا كوبيه”، أنه: “لديه ميل حقيقي لإثارة الكراهية”.

وأكد “ساركوزي”، في كتابه، على أن الرئاسة لم تخطر في رأسه أبدًا، لذا استطاع أن يقتلعها من تفكيره بدون ألم أو مرارة، وأضاف: “يسألوني كثيرًا هل اشتقت إلى العودة للسياسة، ودائمًا أجيب بالنفي، وأرى أن قليلين للغاية يصدقونني”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة