خاص: إعداد- سماح عادل
“صديق الحلو” قاص سوداني.
التعريف به..
“صديق محمد أحمد الحلو الخليفة”، مواليد 1954 في كوستي وسط السودان، درس الشريعة والقانون بجامعة الإمام المهدي، عضو مؤسس نادي القصة السوداني 2000م، عضو مؤسس رابطة الأصدقاء الأدبية بكوستي. عضو اتحاد الكتاب السودانيين، عضو جمعية الروائيين السودانيين، عضو هيئة تحرير. مجلة المرفأ الثقافية الإلكترونية، عضو نادي القصة السعودي، عضو اللجنة الثقافية لمعهد جوته الألماني بالخرطوم 2000. 2005، المشرف على الملف الثقافي لجريدة التيار، وصوت الأمة الإلكترونية، كاتب مشارك في صحيفة النيل الدولية، عضو اتحاد المثقفين العرب. مقدم برنامج إذاعية بإذاعة الصحة والحياة باسم تجربتي الإبداعية ترجمت بعض قصصه للغتين الانجليزية والفرنسية
صدر له:
- الفصول، مجموعة قصص قصيرة، 24 قصة 1985
- غصة في الحلق، مجموعة قصص قصيرة، 34 قصة 2000.
- امرأة من الزمن الماضي، 50 قصة قصيرة 2005.
- رهاب الحكايات، مجموعة قصص 15 قصة.
- رواية دروب وعرة.
- رواية أيام الشدو الأخيرة.
- رواية زمن عامر الجعفري.
مخاض الكتابة..
في حوار معه أجراه “د.وليد شريف عبد القادر” يقول ” صديق الحلو ” عن الكتابة: “مخاض الكتابة والوحدة العضوية للقصيدة وألقاب الفنانين تشي باتساع المخيلة لا ضيقها إذا نظرنا إليها من دائرة معارف متكاملة بل تخفف من غلواء تعابير الطب الثقيلة على الآذان وتزينها بروح الأدب. فالأدب هو ريبورتاج حياتي مفتوح علي كل المعارف المكتسبة. ويكفي ما قاله الشاعر القومي (إن حسيت تجيك أمات سطوراً دافرة..تلقى العافية من غير بنسلين ودكاترة)
رسام الملك..
في مقالة بعنوان (“رسام الملك” للروائي والقاص صديق الحلو.. ماذا قالوا عنها؟) كتبت “فرح أمبدة”: ““وين ما شي يا زول .. ياخ خليك قاعد شوية) … من لم يسمع هذا “الطالب الصادق” من صديق الحلو، يكذب إن قال أنه من أصدقاءه أو معارفه أو حتى جيرانه، هو هكذا في تعامله اليومي مع الناس، وهكذا هم شخوص رواياته وقصصه مجتمعون، يجبرونك بلطف أن تتابع مايقولون، لكنهم في المقابل لا يبخلون عليك بالدهشة، ستخرج “من عندهم” منتشياً وسعيداً “كأوراق الخريف زاهية وبهية .. ” قال لمن يطلبون منه النصيحة. اكتبوا برحيق الروح ودفق الدهشة. للتوهج من جديد. الروائي والقاص صديق الحلو رجلٌ من “عجينة” أخري نادرة هو كجزع الحراز يتقرف لحاه ويبقي صامداً”
اقسم بالله لم ألحظ فيه وعليه تغيراً منذ أن عرفته منتصف التسعينات، هو هو في كل شيئا يكتب ويرمي بما يكتبه وما هو بين أيدينا، مما كتب، لا يمثل 10% رمى بالـباقي ولا يتذكر ما كتب فيها.
في “رسام الملكة” وفي غيرها من الروايات تشعر بأنه يخاطبك أنت وحدك لا غيرك، وكأنه يناديك باسمك ليقول هذه لك، قبل أيام، احتفي برسام الملك أدباء ونقاد سودانيون وعرب عبر منصة مهرجان القاهرة للكتاب وضعت على “الطبق” كما يقول هوّ “.
وتضيف: “فماذا قالوا عنه وعنها؟.صلاح محمد الحسن القويضي ( شاعر وناقد سوداني): “يأسرني السرد عندما يستخدم “الراوي” ضمير المخاطب ليسرد الأحداث، فيجمع بذلك بين “العلم الكلي الشامل” للراوي العليم وبين استحضار القارئ وجعله يحس بأنه “جزءٌ” من الحدث، وليس مجرد قارئ أو مشاهد. وهذا النمط من السرد يتفوق حتى على “نمط” اللقطة السينمائية التي تجعل القارئ “مشاهدًا” لما يُروى. استخدم صديق الحلو هذا النمط من السرد بكثافة في “سرديته القصيرة” (رسام الملكة) التي بين أيدينا.
قراءتي لرواية رسام الملكة جعلتني أعيد النظر في كثير من مفاهيم ومصطلحات النقد والمعايير التي تستخدمها لجان تحكيم بعض المسابقات، التي “تتعسف” فتلقي بظلال قاتمة على العمل الإبداعي وتفرض على الروائي اشتراطات تتعلق بعدد كلمات الرواية.
مما شدني لسردية صديق الحلو أنه يذهب في تخييله “للواقع” درجة تجعل هذا الواقع “أغرب” من الخيال. أعرف أن صديق الحلو ينطلق في كل أعماله السردية من “وقائع” حقيقية. لكنه (يفنطزها) بطريقة تجعل القارئ ينحاز إليها بلا تردد. ورغم أن صديق يلجأ “للترميز” في سرديته، إلا إنه “يتعمد” أن يملك القارئ “شفرة تلك “الرموز” التي يلجأ إليها.رسام الملكة، خطوة للأمام في مسيرة الصديق “الدغيمي” صديق الحلو، نأمل أن تتبعها خطوات وخطوات. وأردد مع المادح ود سعد، قدس الله سره ونور قبره””.
ممارسات فاسدة..
وتواصل المقالة: “د/ محمد البيّدر عثمان (طبيب، ناقد، شاعر- رئيس مجلس إدارة مجلة الحوش الثقافية الإسفيرية) قال: “أتت هذه النوفيلا أو الرواية القصيرة كمحاولة لتسليط الضوء على الممارسات الفاسدة لنظام الإنقاذ البائد وما صاحب تلك الفترة من تداعيات ألقت بظلالها على المشهد السياسي وانعكست على مرايا الاقتصاد والاجتماع والثقافة والأخلاق. تميز الكاتب والأديب صديق الحلو بكتاباته الحقبية ضمن مايعرف بتاريخ السودان الحديث والتي لا تخلو من سخرية محببة.
أفلح الكاتب في اختياره هذا العنوان “رسام الملكة” في جعل روايته أشبه ماتكون بفتاة مغطاة بما لا يشف ولا يصف من دثار. وعلى غرار البدايات الساحرة لماركيز يستهل الكاتب روايته قائلاً: أن تنزلق في مستنقعات زينب بلال اللا واقعية ذلك شيء لا يدانيه سوى الغبار العالق في كل شيء..ترجع بك الذاكرة إلى الوراء تعرف كثافة الأيام وبصيرة نافذة أقرب إلى الأسطورة. تركب الموجات ولا تتركها. قالوا عن أبيك إنه ولي صالح، وزارة روحاني .. وكأنه يمتلك عصا سحرية يغير بها الأشياء ينعكس ذلك في صفاء عينيه رغم زيجاته العديدة وكثرة عائلته إلا أن ذلك لم يمنعه من عمل الخوارق الغريبة والتنبؤ بأحدث جسام أثبت صدقها مرور الأيام.انتهى الاقتباس.
تلفت نظرنا ونحن نمخر عباب هذه الرواية القصيرة تلك الرشاقة في انتقاء الكلمات وسلاسة وانسيابية المفردات، حفلت الرواية بلغة شاعرية وعبارات عميقة ومكثفة، ووصف أخاذ لم نعهده في الروايات التي تعالج قضايا الفساد في مايعرف بالدستوبيا واستطالت الرواية في أبعاد زمانية سحيقة محاولة استقصاء مشاكل السودان سيما السياسية والاقتصادية والأخلاقية ومحاولة إيجاد تبريرات منطقية للانقطاع الحضاري الذي جعل من أصحاب أقدم الحضارات البشرية يعجزون عن لملمة أطراف بلادهم والعيش فيها بسلام في هذه الرواية أكّد الحلو على مكانة المرأة في المجتمع السوداني وتأثيراتها السلبية والإجابة منعتقاً في ذلك من خيلاء البطولة الأنثوية المطلقة ومن ربقة رضوخها المشين، وتميز بالسلاسة والانسيابية في الإمساك بخيط السرد حتى الختام”.
المثابرة..
في حوار معه أجرته “مسعدة اليامي” يقول “صديق الحلو”عن البداية مع القصة والرواية قراءة وكتابة: “البدايات دائماً ليست سهلة. أقرأ لكتابي الأثيرين وأوطد علاقتي مع مشاعرهم وأصادق المعاصرين في مجال القصة القصيرة والرواية، والمثابرة تؤدي للنجاح والمشاركة في مسابقات القصة القصيرة في الصحف لتعرف أين تقف مع من حولك من مجايلين.
الاهتمام بالفكر الأصيل وثراء التجربة الإنسانية عند الكتّاب الروس. التحليل والاستنباط واستجلاء أدق دقائق الحياة عند الكتّاب الإنجليز. رحابة الخيال وحب الاستبصار عند الفرنسيين. الرصانة والجزالة والعاطفة الوجدانية عند الكتّاب العرب.
وعن فكرة أن الكاتب ابن بيئته يقول: “للبيئة دور كبير في حياة الكاتب، نشأت على ضفاف النيل الأبيض بوسط السودان في منطقة زراعية ومراعٍ على مدّ البصر، من هنا تبلورت الأفكار وكانت التفاصيل حاضرة ونسج العلاقات التي كانت مليئة بالحب والحنان والتجانس والصراع أحياناً، وهنا لابد من تمازج الواقع بالخيال والأحلام مع الواقع وتسير المشاعر في تناغم مما يشكل مخزوناً ثرياً من التجارب”.
السرد السوداني..
وعن الرواية والقصة السودانية في ظل المشهد الثقافي العربي والعالمي، وكيف يصنف أعماله الروائية يقول: “الرواية السودانية لها خصوصيتها فهي خلاسية آفرو عربية لذلك اكتسبت طابعها المتفرد، خطوطها الإيحائية، كلماتها الوافرة مما يدعم الفكر والفن الجمالي الروائي، ويكسبه تفرداً تميزاً وجدةً وقدرة عالية للتواصل مع المتلقي الآخر في العالمين العربي والإفريقي”.
الصحافة..
وعن الصحافة يقول: “الصحافة لها منهجها وطريقتها المختلفة لكن بالنسبة لكاتب القصص أو الروائي هي الأقرب، عملت في الصحافة الثقافية منذ العام 1985 مشرفاً على الملفات الثقافية في الصحف والمجلات وعملت برامج إذاعية وتلفزيونية مهتمة بالإبداع والكتابة الجمالية عموماً. الصحافة لها أهميتها ويمكن للصحافي النابه أن يبدع في التحليل والحوارات والأخبار وكتابة التقارير.أما الإبداع فعلاً هو إيقونة الخلود”.
وفاته..
توفي “صديق الحلو” يوم الجمعة 12 أبريل 2024.