29 ديسمبر، 2024 5:08 ص

صدمات الطفولة(2).. قد تؤدي إلي آلام مزمنة فيما بعد وتغييرات بيولوجية

صدمات الطفولة(2).. قد تؤدي إلي آلام مزمنة فيما بعد وتغييرات بيولوجية

خاص: إعداد- سماح عادل

سنكتشف أن ما يحدث في فترة الطفولة لا يمر، حتي وإن ظننا أنه مر ونسيناه، وإنما يؤثر علي صحتنا النفسية وربما حتي علي جسدنا واستجابته إلي الآلام الجسدية.

الصدمة النفسية..

تعريف الصدمة النفسية الاستجابة العاطفية الناتجة عن التعرض لحدث صادم أو تجربة مؤلمة مما ينتج ظهور أعراض نفسية وجسدية، وتختلف أنواع الصدمات النفسية، منها الحاد، والمزمن، والمعقد، وقد تستغرق الصدمة فترة قصيرة، بينما في حالات أخرى يكون تأثيرها طويل الأمد.

أنواع الصدمات النفسية..

الصدمة الحادة.

الصدمة المزمنة.

الصدمة المعقدة.

الصدمة الثانوية أو غير المباشرة.

صدمات الطفولة.

– الصدمة الحادة..

تحدث الصدمة الحادة نتيجة التعرض لحدث واحد مروع وبشكل مباشر، وقد تستغرق الاستجابة العاطفية في هذه الحالة فترة قصيرة، بينما في حالات أخرى يمكن أن تتطور لاضطراب ما بعد الصدمة، لذا يجب التعامل مع الصدمة عند حدوثها لتجنب الآثار السلبية على تفكير الشخص وسلوكياته.

أمثلة الأحداث الصادمة التي تنتج الإصابة بصدمة حادة:

الاعتداء الجسدي.

الاعتداء الجنسي أو الاغتصاب.

التعرض لإطلاق نار جماعي.

حوادث السير.

الإصابات الخطيرة.

الكوارث الطبيعية.

أعراض الصدمة الحادة..

القلق أو الذعر الشديد.

الهياج أو الارتباك.

سلوكيات عدوانية.

شعور الشخص بالانفصال عما حوله.

صعوبة القيام بالمهام اليومية.

إهمال العناية بالنفس.

مشاكل النوم والأرق.

الصدمة المزمنة..

الصدمة المزمنة بأنها أحد أنواع الصدمات النفسية التي تنجم عن معايشة تجربة مؤلمة وتكرار التعرض للحدث الصادم فترة طويلة تصل إلى أشهر أو سنوات.

التجارب المؤلمة التي تنتج الإصابة بصدمة نفسية مزمنة:

العنف المنزلي أو المجتمعي.

مشاهدة الطفل للتعنيف داخل الأسرة.

التنمر.

الاعتداء الجنسي.

معايشة الحروب.

الإصابة بمرض مزمن أو تكرار الخضوع للجراحات.

التعرض للإهمال أو سوء المعاملة، أو التجويع، أو الحرمان.

التشرد.

يمكن أن تظهر أعراض الصدمة النفسية المزمنة بعد فترة طويلة قد تصل إلى سنوات من التعرض للحدث، وقد تظهر في صورة نوبات تتضمن الآتي:

تقلبات المزاج.

القلق.

الغضب الشديد.

استرجاع ذكريات الحدث المؤلم.

التعب العام وآلام الجسم والصداع.

قد يعاني هؤلاء الأشخاص أيضًا من صعوبة الثقة في الآخرين ما يجعل علاقاتهم الاجتماعية قليلة وربما يواجهون مشاكل في العمل.

هذا النوع من أنواع الصدمات النفسية عند الأطفال يمكن أن يؤدي إلى انخفاض التحصيل الدراسي، أو الإصابة باضطرابات نفسية أخرى، أو القيام بمخالفة القانون، مثل ارتكاب جرائم.

الصدمة المعقدة..

الصدمة المعقدة نتيجة التعرض لعدة أحداث صادمة لا يستطيع الشخص الهرب منها فيشعر كأنه محاصر وينتابه شعور بفقدان الأمان والتأهب الدائم لمواجهة أي خطر، غالبًا ما تحدث الصدمة المعقدة نتيجة العلاقات السيئة، مثل التعرض للعنف المنزلي، والمشاكل الأسرية، وسوء معاملة الطفل أو إهماله.

تؤثر الصدمات النفسية المعقدة بشكل كبير على صحة الفرد النفسية، وعلاقاته بمن حوله، وأدائه الدراسي أو الوظيفي.

الصدمة الثانوية أو غير المباشرة..

هي الصدمة النفسية التي تنشأ نتيجة التعامل عن قرب مع أشخاص آخرين تعرضوا لأحداث صادمة، فتظهر على الشخص أعراض الصدمة النفسية نتيجة تكرار مشاهدة أشخاص واجهوا أحداث مؤلمة.

قد يصيب هذا النوع الصدمات النفسية أهالي المصابين بالصدمة، أو العاملين في مهن الإنقاذ والمهن الطبية، مثل المسعفين، والأطباء، ورجال الإنقاذ.

صدمات الطفولة..

يعد الأطفال أكثر عرضة للصدمات النفسية، لأنهم ما يزالون في مرحلة التطور ولم تكتمل لديهم مهارات التكيف مع الضغوط النفسية مما يؤدي إلى الإصابة بالتوتر الشديد جراء التعرض لتجارب مؤلمة. يؤثر ذلك على التطور العاطفي للطفل، وصحته النفسية والبدنية، وكذلك على سلوكياته، وربما يستمر الشعور بالخوف والعجز، وقد تترك آثارًا نفسية حتى مرحلة الشباب.

تجارب الطفولة السلبية فقدان أحد الوالدين، أو التعرض للإهمال، أو الإيذاء النفسي، أو الاعتداء الجسدي أو الجنسي.

علامات صدمات الطفولة..

تأثيرات صدمات الطفولة قد تكون متداخلة وغير ظاهرة، ولكن هناك أعراض تلفت انتباهك إلى وجود تأثيرات سلبية من فترة الطفولة.  الاهتمام بمشاعرك وسلوكياتك يتيح لك التعرف على مؤشرات وجود صدمات لابد من التعامل معها.

– القلق والتوتر الدائم:

قلق مستمر وتوتر غير مبرر ربما يدل علي صدمات في الطفولة.

– العلاقات العاطفية الصعبة:

العلاقات العاطفية التي تتصف بالتعقيد والتحديات المستمرة أيضا علامة.

– نمط سلوكي متكرر:

أمثلة السلوكيات المتكررة العدوانية الزائدة أو الانعزال قد تكون.

– انخراط في الإدمان:

اللجوء المستمر إلى المواد المخدرة، سواء المواد الكيميائية أو السلوكيات الضارة، قد تكون علامة لتحايل على ألم صدمات الطفولة.

– تقلبات المزاج الشديدة:

تغير المزاج بشكل مفاجئ وغير متوقع.

– تكرار الذكريات السلبية:

الانغماس في الذكريات السلبية منذ فترة  الطفولة كثيرا، علامة على صدمات غير محلولة.

تحقيق التعافي..

قد جرب بعض الأشخاص الذين عنوا من صدمات الطفولة بعض الخطوات العملية:

– البحث عن الدعم النفسي:

مقابلة مستشار نفسي للحكي عن تجاربه وفهم الآثار النفسية، تم تقديم استراتيجيات وتقنيات تحفيزية للتعامل مع القلق ومشاكل العلاقات العاطفية.

– المشاركة في مجتمع الدعم:

الانضمام إلى مجموعة دعم محلية للتحدث مع آخرين مروا بتجارب مشابهة، لمشاركة التجارب والنصائح.

– تبني نمط حياة صحي:

ممارسة الرياضة بانتظام، واعتماد نظام غذائي صحي لتعزيز الطاقة وتحسين المزاج، والاهتمام بالنوم الجيد والاسترخاء لتخفيض مستويات التوتر.

– العمل على بناء العلاقات:

توسيع دائرة العلاقات، والمشاركة في أنشطة اجتماعية وفعاليات مجتمعية، لتحسين مهارات التواصل وبناء علاقات إيجابية.

– التفاعل مع التقنيات العلاجية:

التقنيات العلاجية مثل التأمل والتفكير الإيجابي، وتطبيقها في الحياة اليومية لتعزيز التوازن النفسي وتحسين التفاعل مع التحديات.

هذه الخطوات العملية تحقق تحسناً في حيات  الإنسان النفسية والاجتماعية والتفاعل مع الدعم النفسي يسهم في تغيير إيجابي، لتتحول صدمات الطفولة وتصبح جزء صغير من هوية الإنسان وتجربته الحالية.

آلام مزمنة..

كشفت دراسة جديدة أن التعرض لصدمات الطفولة يزيد احتمالية التعرض لآلام مزمنة، مثل آلام الظهر والرقبة، في مرحلة البلوغ. ويزيد الخطر مع التعرض لتجارب الطفولة السلبية المتعددة،  بحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن الدورية الأوربية للـPsychotraumatology.

اهتمت الدراسات السابقة بالآثار الخطيرة لتجارب الطفولة السلبية لـ ACEعلى الصحة الجسدية والنفسية والسلوكية، وهي آثار ممكن أن تظل حتى مرحلة البلوغ. وقد تناولت دراسة حديثة، أجراها باحثون من جامعة ماكغيل في كندا، العلاقة بين التعرض لصدمات الطفولة والألم المزمن في مرحلة البلوغ، وأسفرت عن بعض النتائج المثيرة للقلق.

صرح “أندريه بوسيير”، الباحث الرئيسي في الدراسة إن “نتائج الدراسة مثيرة للقلق للغاية، لا سيما أن أكثر من مليار طفل – نصف عدد الأطفال في العالم – يتعرضون لتجارب سلبية كل عام، مما يعرضهم لخطر متزايد للإصابة بالألم المزمن والإعاقة في وقت لاحق”، وأوضح أن “هناك حاجة ملحة لتطوير تدخلات مستهدفة وأنظمة دعم لكسر دائرة الشدائد وتحسين النتائج الصحية على المدى الطويل لأولئك الأفراد الذين تعرضوا لصدمات الطفولة”.

أجرى الباحثون مراجعة منهجية لـ 85 دراسة أجريت على مدى 75 عامًا، شارك فيها 826452 شخصًا بالغًا. واستبعدوا الأبحاث المستندة إلى المجموعات السكانية المعرضة للخطر مثل الأشخاص المشردين أو المسجونين أو الذين تم تشخيصهم الأولي بتعاطي المخدرات كما تم استبعاد الأشخاص الذين ولدوا قبل الأوان بشدة، لأنه من المعروف أنه يعدل مسار الألم، مما يؤدي إلى تغيير الألم في مرحلة البلوغ، واستبعدوا أولئك الذين لديهم تفسيرات واضحة لألمهم، مثل الكسور أو الالتواء أو الحروق أو المرض أو الاعتلال العصبي أو السرطان.

وبالمقارنة بأولئك الذين لم يبلغوا عن أي حالات ACE، كانت احتمالات الإبلاغ عن حالات الألم المزمن في وقت لاحق من الحياة أعلى بنسبة 45% بين الأفراد الذين تعرضوا لتجارب طفولة سلبية ACE مباشرة، بما يشمل الاعتداء الجسدي أو الجنسي أو العاطفي أو الإهمال. كان الأفراد الذين أبلغوا عن الاعتداء الجسدي في مرحلة الطفولة أكثر عرضة للإبلاغ عن الألم المزمن والإعاقة المرتبطة بالألم أثناء مرحلة البلوغ.

ربطت الأدلة الناشئة بين تجارب الطفولة السلبية والتغيرات في التعبير الجيني التي تؤثر على بنية الدماغ ووظيفته. قد تترافق تجارب الطفولة السلبية مع زيادة حساسية الألم في وقت لاحق من الحياة. ويتنبأ إهمال الطفولة بانخفاض مستويات الكورتيزول في مرحلة البلوغ، وهو ما ينبئ بدوره بارتفاع الألم اليومي والأعراض العاطفية مثل الاكتئاب والقلق.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة