29 ديسمبر، 2024 5:05 ص

صدمات الطفولة (4).. التعرض للصدمة مرة أخرى لمواجهتها وكسر حاجز الخوف

صدمات الطفولة (4).. التعرض للصدمة مرة أخرى لمواجهتها وكسر حاجز الخوف

خاص: إعداد- سماح عادل

ما يحدث لنا في طفولتنا يؤثر بشكل عميق في شخصياتنا، وفي سلوكنا، وفي قدرتنا علي التعامل مع الآخر، أو سعينا للهروب منه وتفضيل الانعزال.

أعراض يعاني منها البالغين..

قد تظهر بعض الأعراض علي الأشخاص البالغين يفهم منها أنها إمارات علي وجود صدمات في الطفولة.

مشاكل متعلقة بالعلاقات:

يؤثر أسلوب التعلق الخاص بك في جودة علاقاتك، وفي طريقة التواصل مع الأصدقاء والعائلة وشركاء الحياة، فالناس الذين تربوا في بيئات صحية يمتلكون أسلوب ارتباط آمن، حيث يشعرون أنهم يستحقون الحب، ويسعون إلى ممارسة الإيجابية في علاقاتهم.

أسلوب التجنب..

إذا كنت تستخدم أسلوب التجنب، هذا يعني أنك لا تحب طلب المساعدة، لأنك أقنعت نفسك بعدم حاجتك إلى الارتباط، وارتضيت أن تكون مكتفيا ذاتيا من الناحية العاطفية.

ربما تكون قد اختبرت في مرحلة الطفولة، أن العواطف لا تجعل الناس أقرب، فقد تظن أن العواطف هي ما تسببت في دفع والديك بعيدا عنك. لذلك، لا تتقبل حالة الضعف ومشاركة مشاعرك مع الآخرين.

التدمير الذاتي:

 

أحد أعراض صدمة الطفولة لدى البالغين هو التخريب الذاتي ويمكن أن يظهر في أي وقت، وهذه هي الطريقة التي يحاول بها طفلك الداخلي الحفاظ على سلامتك بطرق تعوقك بالفعل.

هذه السلوكيات المدمرة للذات قد تكون نجحت في الماضي. على مثلا ساعدك التزام الصمت والتغاضي في تجنب الوقوع في المشاكل مع العائلة.

المثالية:

من خصائص صدمات الطفولة التي لم يتم معالجتها عند البالغين، السعي إلى الكمال مثل وضع معايير غير معقولة لنفسك، وأن تتحول إلي ناقد داخلي قاسي، وتحفر عميقا  في ذاتك الخوف من ارتكاب الأخطاء، وأيضا صعوبة الثقة بالآخرين، ويمكنك تجنب أثر المثالية عبر:

الاحتفال بمحاولاتك وإخفاقاتك وكذلك انتصاراتك، فهذه فرص للنمو وخطوات ضرورية على طريق النجاح.

الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك.

التوقف عن التفكير الزائد والقلق بشأن ما قد يحدث.

لا تهنئ نفسك على إنجازاتك، بل على قيامك بالمخاطرة.

قدّر الشجاعة أكثر من الإنجاز.

العزلة الاجتماعية:

علامة أخرى لصدمات الطفولة هي الشعور المزمن بالوحدة والميل إلى تجنب التفاعلات الاجتماعية، حيث يلجأ الشخص إلي البعد وأن يكون بمفرده بسبب الطريقة التي يثيره بها الآخرون، نتيجة النشأة دون تعلم كيفية التعامل مع المشاعر أو حل الخلافات، لذا يكون التعامل مع الآخرين أمر غير مريح.

أخرج كل يوم، حيث يعد المشي والبقاء بالقرب من الطبيعة بمثابة معززات إيجابية لصحتك النفسية ويمكنهما تحسين مزاجك.

كم يستمر اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال..

تنتاب الطفل المصاب باضطراب ما بعد الصدمة أفكار سلبية كثيرة، ومشاعر قلق تتعلق بتجربته السيئة، كما يعاني التوتر والخوف باستمرار. ويختلف تأثير الصدمة من طفل لآخر، البعض يشفي في غضون أيام، والبعض الآخر يحتاج تعافيه إلي رحلة علاج لشهور طويلة.

وأحيانا يتعافي الطفل تماما من الصدمة، ولكنه يظل يعاني أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.

 أعراض ما بعد الصدمة النفسية للطفل..

تختلف الأعراض من طفل لآخر بناء على نوع الصدمة، وشدتها، ووجود الدعم النفسي والمعنوي المقدم للطفل أو عدم وجوده.

رغم ذلك هناك مجموعة من الأعراض المشتركة بين غالبية الأطفال المصابين، وهي:

توارد الذكريات:

إحياء الحدث الصادم وتذكره دائما.

يعاني الطفل الهلوسة والكوابيس المزعجة باستمرار.

عدم الراحة الجسدية والنفسية عند تذكر بعض الأمور المتعلقة بالحدث الصادم.

استرجاع الأحداث كما لو كانت تحدث مرة أخرى.

مشاعر التجنب:

تجنب الأشخاص والأماكن المرتبطين بالحدث.

حب العزلة والانفصال عن العائلة والأصدقاء.

فقدان الشغف والاهتمام بالأنشطة التي كان يحبها في السابق.

الإدراك والمزاج:

تسيطر على الطفل مشاعر سلبية عدة، وتتملكه حالة مزاجية سيئة، مثل:

الشعور بالعجز وقلة الحيلة.

فقدان الثقة بالآخرين.

تدني احترام الذات.

تبدد الشخصية.

صعوبة التذكر والتركيز.

التخدير العاطفي، أي يعاني الطفل زيادة مشاعر الانفصال ونسيان بعض الأحداث.

الإثارة والانفعال:

تطرأ على الطفل تغيرات عدة في ردود أفعاله الجسدية والعاطفية، مثل:

سرعة الغضب.

إتباع السلوك العدواني.

إيذاء النفس.

اضطراب النوم.

شعور بالخوف والقلق.

أعراض جسدية:

زيادة معدل ضربات القلب.

توتر العضلات.

ارتفاع ضغط الدم.

الصداع المزمن.

الشعور بالتعب والإرهاق.

العلاج..

العلاج السلوكي المعرفي:

يساعد العلاج السلوكي المعرفي الطفل على التحكم في مشاعره، وتحديد هويته، وتصحيح الأفكار السلبية الخاطئة، والتفكير بها بطريقة مختلفة.

العلاج بالتعرض:

علاج يقوم علي استرجاع الحدث الصادم، وتعريض الطفل تدريجيا للصدمة التي عاناها، لمواجهتها مرةً أخرى وكسر حاجز الخوف منها. يساعد العلاج بالتعرض الطفل على العيش حياة أفضل، وإدارة الأعراض، والتكيف معها.

العلاج الدوائي:

لا يوجد دواء شاف يمكنه علاج اضطراب ما بعد الصدمة، ولكن هناك بعض الأدوية التي تسهم في تحسين أعراض الإصابة. تعد مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق من أبرز الأدوية المستخدمة لتقليل الأعراض، مع وجوب تناولها تحت إشراف الطبيب.

أسباب اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال..

السبب الأساسي في إصابة الطفل باضطراب ما بعد الصدمة مروره بحدث كبير، وتجربة أليمة. ويُعرف باسم اضطراب الكرب التالي للصدمة وهو اضطراب عقلي ونفسي، يتطور بعد تعرض الطفل لحادث صادم غير متوقع  يؤدي إلى اختلال توازنه وإصابته بخلل نفسي وسلوكي.

هناك عدة أسباب وعوامل منه:

طريقة عمل الدماغ:

الطريقة التي ينظم بها الدماغ للمواد الكيميائية تختلف والهرمون التي يفرزها الجسم في استجابته للصدمة أيضا ما يؤثر في رد فعل الطفل مع الموقف الصادم، وقدرته على التأقلم معه.

الحالة المزاجية:

وهي الخصائص الشخصية للطفل، فإذا كان الطفل يعاني من القلق والاكتئاب؛ فسيكون أكثر عرضةً للاضطراب العقلي والنفسي، خاصةً إذا كان يفتقر الاحتواء والدعم من الأهل.

المخاطر الصحية الموروثة:

قد احتمالية إصابة الطفل باضطراب كرب ما بعد الصدمة  تزداد في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بالقلق، والتوتر، والاكتئاب.

التجارب المريرة:

حدة الإصابة بهذا الاضطراب على تعتمد عدة عوامل، مثل: شدة الصدمة، ومدى تكرار الحدث الصادم، ومرونة الطفل.

أنواع اضطرابات ما بعد الصدمة لدى الأطفال..

اضطراب ما بعد الصدمة الانفصالي:

من آليات الدفاع السلبية التي يلجأ إليها المصاب، لكي ينفصل عن الحدث الصادم، ولا يتذوق مرارة الألم مرة أخرى.

اضطراب الإجهاد الحاد:

مجموعة من الأعراض التجنبية، والقلق، والتوتر، ويحدث هذا الاضطراب في غضون شهر من بعد وقوع هذا الحدث الأليم.

اضطراب ما بعد الصدمة المصاحب:

يتضمن هذا النوع أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بالإضافة إلى بعض الأعراض النفسية مثل الهلع والاكتئاب.

اضطراب ما بعد الصدمة غير المعقد..

يعاني المصاب من  إعادة التجربة للحدث الصادم، وتجنب الأشخاص والأماكن المرتبطة بالحدث.  لا يعاني المصاب باضطراب ما بعد الصدمة غير المعقد أي مشكلات ترتبط بالصحة العقلية، لذا من السهل علاجه وتداركه.

تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال..

من الصعب تشخيص الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال لأن المصابون يميلون  إلى عدم تذكر الحدث الصادم، ويترددون في الحديث عن الأعراض التي تلاحقهم.

يلجأ اختصاصي الصحة النفسية لتشخيص اضطراب ما بعد الصدمة لدى الأطفال إلى الفحص البدني للطفل، لمعرفة المشكلات الطبية التي قد تسبب ظهور الأعراض، ويُجري أيضا تقييما نفسيا لمسبب الصدمة.

يمكن للطبيب تشخيص حالة الطفل إذا استمر حدوث ما يلي على الأقل مدة شهر واحد أو أكثر:

عندما يقاسي الطفل تجربة واحدة على الأقل من أعراض توارد الذكريات.

ينتهج الطفل أحد أعراض التجنب.

معاناة اثنين من أعراض الإدراك والمزاج.

يعاني الطفل اثنين من أعراض الإثارة والانفعال.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة