12 أبريل، 2024 1:16 ص
Search
Close this search box.

صدام والأسد والقذافي نماذج .. “نيو لاينز” تكشف: كيف سيس “القوميون” آثار بلادهم نحو أهدافهم السياسية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

كتبت “أوليفيا سنيغي”، مؤلفة وصحافية ومحررة تكتب عن الترجمة والأدب والروايات المصورة والشرق الأوسط والتعددية الثقافية، مقالًا نشرته مجلة (نيو لاينز) الأميركية؛ حول الآثار في منطقة الشرق الأوسط التي استغلها بعض الطغاة في صياغة الهوية الوطنية والسِحْر الشخصي الخاص بهم عن طريق التماهي مع شخصيات الماضي في تاريخ بلدانهم.

تستهل الكاتبة مقالها بالقول: عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط وتراثه الثقافي، تجد أن وسائل الإعلام مليئة بالتقارير عن النهب، والإتِّجار غير المشروع في القِطع الأثرية، وفي ملاحظة أكثر إيجابية، إعادة الممتلكات الأثرية، مثل عودة “لوح جلجامش”، الذي يعود تاريخه إلى: 3500 عام؛ ومنقوش عليه كتابات باللغة السومرية، من “الولايات المتحدة” إلى “العراق”، في أيلول/سبتمبر 2021.

خسائر بشرية وفقد آثار في الشرق الأوسط..

وبالعودة إلى الوراء 10 سنوات؛ كي نصل إلى أيام “الربيع العربي”، وثماني سنوات قبل ذلك كي نصل إلى غزو “العراق”، نجد أن هناك مناطق كثيرة قد عانت من خسائر فادحة، ليس فقط على المستوى البشري، ولكن أيضًا على مستوى التراث الأثري.

وجاءت ذروة الخسائر على المستويين، في عام 2015، بعد القتل الوحشي لعالم الآثار، “خالد الأسعد”، البالغ من العمر (82 عامًا) – الذي كان مسؤولًا عن موقع التراث العالمي لـ (اليونسكو) السوري في مدينة “تدمر” لمدة 40 عامًا – وتدمير جزء من الموقع القديم الذي يعود إلى ألفي عام على يد “تنظيم الدولة الإسلامية”، (داعش).

ويقول الشعار المنقوش بالحجر خارج “المتحف الوطني” لـ”أفغانستان”، في “كابول”: “تبقى الأمة على قيد الحياة عندما تظل ثقافتها حية”. لكن في هذه الجملة البسيطة تكمن كل التعقيدات في الطريقة التي ترى بها الأمة نفسها.

تمتلك ثلاث دول – “العراق، وسوريا، وليبيا” – تراثًا استثنائيًّا من المواقع الأثرية القديمة، وكثير من هذه المواقع الآن عُرضة للخطر، وتشترك هذه الدول الثلاث كذلك في خضوعها فيما مضى لحكم من وصفهم التقرير بالطغاة؛ الذين ظلوا جاثمين على رقاب العباد ردحًا من الزمان، (على الرغم من استمرار نظام الأسد في حالة سوريا بالطبع)، وقد استخدم جميع هؤلاء الطغاة التراث الثقافي لهذه البلاد بطرق مختلفة لتحديد الكيفية التي ينظرون من خلالها إلى بلادهم.

إن استلهام الطغاة للتاريخ القديم لتشكيل دولهم ليس بالأمر الجديد – فقد نظر “موسوليني” إلى الإمبراطورية الرومانية، بينما طور “هتلر” و”الحزب النازي” أساطيرهم عن العِرق “الآري” القديم. وأقام شاه إيران الأخير، “محمد رضا بهلوي”، أحد أكثر الحفلات بذخًا في التاريخ في “برسيبوليس”، في عام 1971، خلال الاحتفالات الوطنية لتوضيح عظمة الإمبراطورية الفارسية؛ التي يبلغ عمرها: 2500 عام، والتي أسسها “كورش الكبير”، (أول ملوك فارس)، في القرن السادس قبل الميلاد.

“صدام” و”الأسد” و”القذافي”..

ووصل “صدام حسين” و”حافظ الأسد” و”معمر القذافي” إلى السلطة، في أواخر الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وحكموا البلاد لمدة: 24 و29 و42 عامًا على الترتيب. لقد استلهموا جميعًا القومية العربية، لكنهم طوَّروا نهجهم الفردي فيها.

لقد أدرك كل من “صدام” و”الأسد”؛ قيمة التراث الأثري لبلديهما وعدَّلاه ليناسب التفسيرات الخاصة بهما لما يجب أن يكون عليه “حزب البعث الاشتراكي”، حسبما أعتقدا. وكلاهما ينتميان إلى أقليات – “صدام” مسلم سُني في دولة ذات أغلبية شيعية؛ و”الأسد” علوي في بلد ذي أغلبية سُنية. وكلاهما رأى أنه من الضروري توحيد الناس من مختلف المعتقدات واستخدما في ذلك مناظر الطبيعة والماضي؛ الذي تحتضنه المواقع الأثرية في بلادهما.

تسييس الآثار على يد “حزب البعث”..

وتوضح “سنيغي”؛ أنه في مقال نُشر في مجلة (علم الآثار الاجتماعي-Social Archaeology)، من عام 2008، نقل عالم الآثار الإيراني، “كاميار عبدي”، عن “صدام”؛ في خطاب ألقاه إلى علماء الآثار العراقيين بعد مدة وجيزة من توليه السلطة: “إدارة الآثار مسؤوليتكم، وخاصة الخبراء منكم، والتي تتمثل في حماية الآثار التي هي أغلى ما يملكه العراقيون، والتي تُظهر للعالم أن بلدنا الذي يشهد اليوم نهضة غير عادية هو (نِتاج) للحضارات السابقة التي قدَّمت إسهامات كبيرة للبشرية ووضعت معالم عظيمة للبشرية جمعاء”.

يكتب “عبدي”؛ أنه في السنوات التي أعقبت وصول “حزب البعث” إلى السلطة، زادت ميزانية دائرة الآثار بنسبة: 80%، وانتشر عدد الحفريات، كما جرى ترميم وإعادة بناء المواقع التاريخية.

وقال عالم الآثار العراقي، “حيدر المعموري”، في مقابلة مع مجلة (نيو لاينز)، متحدثًا من مدينة “بابل”: “بصراحة، كان الوضع أفضل مما هو عليه الآن”. و”المعموري” من مدينة “بابل” القديمة؛ ويضطلع بالتدريس في جامعة “بابل”، ويعمل أيضًا مديرًا ميدانيًّا في مدينة “دلبات” القديمة.

وفي “سوريا” أيضًا كان ترويج “الأسد” للآثار، كما وصفه الصحافي الراحل، “باتريك سيل”، جزءًا من تدريبه على بناء الأمة. ودرَسَ “ستيفان فالتر”، وهو عالم سياسي فرنسي متخصص في الثقافة والحضارة العربية، علاقة “الأسد” بعلم الآثار السورية في كتابه الصادر عام 2002، (بناء الوطنية السورية). وكتب أنه بسبب هشاشة التماسك الاجتماعي في “سوريا”؛ بسبب تنوع طوائفها العِرقية والدينية، كان من المهم لـ”الأسد” أن يُنشيء هوية ترتبط بالأرض والتاريخ يمكن لجميع الأقليات أن تجد فيها مكانًا شرعيًّا. ولا شك أن الثراء الأثري لـ”سوريا” ساعد في بناء هوية وطنية قائمة على ثقافةٍ رُوِّج لها على أنها سورية أصيلة.

وكانت علاقة “القذافي” بالتراث الثقافي الليبي مختلفة تمامًا وتعكس: “شخصيته غير المستقرة”، وفقًا لـ”محمد علي فكرون”، الميم في “طرابلس”. كان “فكرون” قد أنهى دراسته للتو، في عام 1986، عندما بدأ العمل في دائرة الآثار الليبية. ويتذكر أنه كان موجودًا عند افتتاح “متحف طرابلس الوطني”، في عام 1988، (حيث أصبح في النهاية أحد مديرِيه)، عندما مَرَّ “القذافي” بالمكان.

“القذافي” والنظرة الإنتقائية للتراث..

وتوضح الكاتبة، نقلًا عن “فكرون”؛ أن نظرة “القذافي” للتراث الليبي كانت إنتقائية، لكنها مثل نظرة أي ديكتاتور آخر، كانت تتماشى مع الرسالة التي أراد إيضاحها. وتنقل عن “فكرون” قوله: “تربط ليبيا بين الشرق والغرب، وبين الشمال والجنوب، وهناك أمثلة لكل الثقافات التي كانت حولنا”.

لكن “القذافي” كان يُفضل إلى حد كبير الآثار الإسلامية، تماشيًا مع تفضيله الإيديولوجي للقومية العربية في ذلك الوقت، (مقابل الإفريقية، التي أعتنقها في السنوات اللاحقة)، وبعد ذلك، عصور ما قبل التاريخ؛ لأنها كانت موغلة في البُعد في الماضي بما فيه الكفاية؛ بحيث يصعب الاختلاف بشأنها نسبيًّا. وفي المقابل أوضح عالم الآثار البريطاني، “غرايم باركر”، الذي أمضى سنوات عديدة في “ليبيا”، أن: “الآثار اليونانية والرومانية الرائعة في البلاد تُمثل له ببساطة مقدمة للاستعمار الإيطالي الشنيع في القرن العشرين”.

وفي يوم الافتتاح، عندما رأى “القذافي” أن موظفي المتحف أطلقوا على بعض الغرف وَصْفَ: “يوناني” أو “روماني”، بدا عليه الإحباط، كما قال “فكرون”: وطلب منَّا تغيير الأسماء إلى: “الاستعمار اليوناني” أو “الاستعمار البيزنطي”. وقال “فكرون”: “لم يكن بوسعنا الحديث عن تراثنا الأمازيغي، أو الأشياء التي تنتمي إلى الطوارق، كان علينا أن نقول إنها عربية. وأردنا أن نكون علميين، لكننا لم نتمكن من ذلك، لأن العِرق الوحيد الذي كان يخصَّهُ كان العِرق العربي”.

وكتب الباحثان الثقافيان: “رينيه تيغيلر” و”مهيار كاظم”؛ في مقالهما الذي يحمل عنوان: “الانقسامات السياسية والتراث الثقافي للعراق”، والذي سيُصدر قريبًا في (دليل التراث المُستدام) عن دار نشر “روتليدغ”، أن “نظام البعث”، في “العراق”؛ سعى إلى: “ربط عراق العصر الحديث بالماضي المجيد لبلاد الرافدين أو بلاد ما بين النهرين، ليُنحِّي جانبًا أي انقسام سُني شيعي أو عِرقي محتمل. وبدلًا عن ذلك شدد على أن العراق أمة واحدة موحدة في ثقافة مشتركة مستوحاة من بلاد ما بين النهرين”.

هوس “صدام” بـ”نبوخذ نصر”..

وتُشير “سنيغي”؛ إلى أن هوس “صدام” بالحاكم والمحارب البابلي، “نبوخذ نصر الثاني”، أمر موثق توثيقًا جيدًا. وخلال حكم “صدام” غمر “العراق” بالملصقات الدعائية والجداريات والنقوش المنحوتة بأسلوب الأعمال الفنية القديمة، وكلها تصور “صدام” بجانب حكام أو رموز بلاد ما بين النهرين. ولذلك أصبحت “بابل” القديمة موضع إفتتان “صدام” وأداة ترمز إلى الوحدة العِرقية للعراقيين. وفي ثمانينيات القرن الماضي، اختار “صدام” ترميم “بابل”، حيث بُنيت “بوابة عشتار”، المنسوبة إلى “نبوخذ نصر”؛ من الطوب الأصفر والأزرق المزجج في البداية. وأزال علماء الآثار الألمان النسخة الأصلية من البوابة، في أوائل القرن العشرين؛ وأُعِيد بناؤها في “متحف بيرغامون”، في “برلين”.

لقد أعاد “صدام” بناء الموقع بطريقة رديئة، كما يتفق معظم المحترفين، وبنى قصرًا لنفسه فوقه. واستخدم مواد جديدة ونقش اسمه على الطوب، كما فعل “نبوخذ نصر”؛ قبله بأكثر من ألفي عام. وعلاوةً على ذلك – كما يقول “المعموري” -: “أمرَ صدام بحفر ثلاث أو أربع بحيرات؛ مما أدَّى إلى إتلاف وإزالة جزء من المقبرة الفارسية الواقعة بالقرب من البحيرة الشمالية. وأزالَ العديد من طبقات الحضارات المختلفة. وشيَّد تلالًا اصطناعية وبنى قصره على أحدها. كان علماء الآثار ذوو المناصب العليا يخشون أن يعارضوه”.

وعلى الرغم من هذا، يُشير “المعموري” فإن ما فعله “صدام” لم يكن غريبًا جدًّا عندما تفكر في أنه نسخ ما فعله الملوك القدامى بإعادة بناء معابدهم: “عندما تولَّى، نبوخذ نصر الثاني، الحكم خلفًا لوالده، نبوبلاصر، حكم من القصر نفسه الذي أعاد بناءَه. وحزب البعث مرتبط بهذا، لدينا تاريخ طويل وحضارة قوية تحتاج إلى جيش قوي. والقوميون في البلدان الأخرى يفكرون بالطريقة نفسها”.

“الجامع الأموي” وتعدد الحضارات والثقافات..

وفي “سوريا”؛ يصف “فالتر”، كيف أسس “حزب البعث”، في السبعينيات؛ لجنة لإعادة كتابة التاريخ برؤية علمانية، بحيث يكون الإسلام مجرد تعبير عن الحضارة العربية. وبهذا المعنى كانت الحقبة الأموية من التاريخ مفيدة للحزب بسبب طبيعتها المتعددة الأعراق. ويكتب “فالتر” أن “الجامع الأموي”، في “دمشق”؛ كان من أفضل الرموز للحزب، بسبب سِماته الثقافية السورية على وجه التحديد، أولًا “معبد آرامي”، ثم معبد روماني، ثم كنيسة، وأخيرًا مسجد.

وظهر المسجد على الأوراق النقدية الأعلى قيمة في “سوريا” في ذلك الوقت، خلف صورة “الأسد”. وتضمنت الأوراق النقدية صورًا لـ”قلعة حلب”، و”المدرج الروماني”، في “بُصرى”، و”الملكة زنوبيا” ملكة “تدمر”، وأظهرت بوضوح رغبة النظام في المزج بين المراجع العِرقية الثقافية العربية والفخر القومي وقليل من الإسلام، كما كتب “فالتر”. وفيما يخص المواقع القديمة في “سوريا”، كان الأمر كذلك. وكانت بحاجة إلى موافقة النظام، وتَتْبع قصصها الشكل الذي يروِّج له “الأسد” من القومية العربية العلمانية.

استغلال عمليات الحفر الأثري في السياسية الخارجية..

وينقل التقرير عن “علي عثمان”، عالم الآثار السوري وأمين التراث المقيم الآن في “باريس”، أن هناك عنصرًا من عناصر السياسة الخارجية للمواقع الأثرية في “سوريا” أيضًا. وعلى الرغم من أن مؤرخي الحزب كان لهم اليد العليا في إعادة كتابة التاريخ، وأن رؤساء أقسام الآثار في المواقع المختلفة كانوا مع “حزب البعث”، فإن مهمة التنقيب في المواقع غالبًا ما تُرِكت لعلماء الآثار الأجانب، من “فرنسا، وبولندا، واليابان”، على سبيل المثال. وأضاف “عثمان” أن النظام استخدم تراثه الأثري: “باعتبارها مفاتيح للدبلوماسية. لقد حل الأسد مشكلاته الدبلوماسية مع أوروبا والولايات المتحدة باستخدام الثقافة باعتبارها نقطة مساومة”.

ووفقًا لـ”عثمان”؛ فهمت الأوساط الأثرية الأجنبية الرهانات السياسية والثقافية وتظاهرت بالموافقة على ذلك؛ لأنهم أحبوا العمل في المواقع في “سوريا”. وقال “عثمان” إنه عندما كان موظفًا حكوميًّا يعمل في مديرية الآثار، كان دائمًا يخشى زيارة موقع “تدمر”؛ لأنه لم يستطع الهروب من حقيقة وجود سجن رهيب في “تدمر”، في مكان قريب. وقال: “تصرف علماء الآثار كما لو أن السجن لم يكن هناك”. وأضاف “عثمان” أن من أهم المواقع الأثرية لـ”الأسد”؛ موقع “أوغاريت”، الواقع بالقرب من مدينة “اللاذقية” على “البحر المتوسط”. ومع وجود خمس طبقات من الثقافات تعود إلى العصر الحجري الحديث، فهي لا تشتهر فقط بألواحها الطينية ذات الأبجدية المكتوبة بخط مسماري، ولكن “أوغاريت” أيضًا تقع شمال “القرداحة”، حيث ولد “الأسد” الأب ودُفِن.

معضلة نقص التمويل في “ليبيا”..

يُلفت التقرير إلى أنه على عكس ما حدث في “عراق صدام” أو “سوريا الأسد”، عانت إدارة الآثار في “ليبيا القذافي” من نقص مستمر في التمويل. يتذكر “فكرون”: “ميزانيتنا كانت شبه معدومة. وذات مرة نسوا أمر دائرة الآثار عندما كانوا يعدون ميزانية الدولة. ولم نحصل على راتب لمدة ستة أشهر. ونحن نتحدث عن بلد به أطنان من أموال النفط، وكانوا يعطوننا قروشًا زهيدة. ولدينا خمسة مواقع للتراث العالمي”.

ويضيف “فكرون”: “وعلى غرار الطغاة في كل مكان، أعتقد القذافي أن البلاد لم تكن موجودة قبله. لقد كنا محظوظين لأننا تعلمنا قبل وصوله إلى السلطة؛ لأن جميع دروس التاريخ حول ليبيا القديمة أزيلت”.

ويتذكر “فكرون” تقديم ورقة حول فسيفساء مسيحية في مؤتمر حول شمال إفريقيا عُقد في “باريس”. ولدى عودته استدعاه الأمن. مضيفًا: “أخرجوا لي ورقتي واتهموني بعدم ذكر الجماهيرية (الجمهورية الليبية). وأخبرتهم أنني كنتُ أتحدث عن القرن الخامس”.

قال “باركر”: “من نواحٍ عديدة قامت دائرة الآثار بعمل رائع في حماية التراث في هذه المواقع، على الرغم مما يمكن أن يُطلق عليه أحيانًا: (الإهمال الخبيث) من جانب نظام القذافي”. وقبل بضع سنوات من سقوط “القذافي”، في عام 2011، كشف ابنه، “سيف الإسلام”؛ عن خطة بقيمة: 03 مليارات دولار لتجديد المواقع الأثرية في البلاد وتطوير السياحة البيئية، لكن المشروع لم يبدأ على الإطلاق.

إهمال الآثار ونهبها وتخريبها..

وألمح التقرير إلى أنه على مدى العقود الماضية، عانت المواقع الأثرية البارزة في البلدان الثلاثة من النهب والتخريب والإهمال، أو التدمير على يد تنظيم (داعش) أو في حالة “بابل” القديمة، على يد القوات الأميركية والبولندية؛ التي بنَت قاعدتها العسكرية فوق الأنقاض الأثرية، في عام 2003. ويبذل عدد من المنظمات قصارى جهدها للمساعدة، مثل مؤسسة “التراث من أجل السلام”، التي تعمل على حماية التراث الثقافي في “سوريا” والبلدان التي تشهد صراعًا، و”الصندوق العالمي للآثار” و”شبكة النهرين” في “العراق”، أو البعثة الأثرية الفرنسية في “ليبيا” و”جمعية الدراسات الليبية”، في “المملكة المتحدة”.

إن تسييس علم الآثار وتجنيده لتحقيق أهداف ذاتية من قِبل دعاة القومية والطغاة لم يغفله علماء الآثار المعاصرين. تحدثت، “زينب بحراني”، مؤرخة الفن وعالمة الآثار العراقية، مؤخرًا؛ في (البودكاست أفيكرا-Afikra)؛ عن أهمية التراث الثقافي. وفي الحلقة حرصتْ المؤرخة على عدم الإشارة إلى الهوية قائلة: “لأنني أعارض بشدة الهوية العِرقية القومية والعلاقة مع الآثار بهذه الطريقة”. وتضيف: “بالتأكيد يُرسخ التراث المعماري التاريخ. بيد أن الشعب يرتبط بالهندسة المعمارية التاريخية، ويُصبح إحساسه بالذات مرتبطًا بها، ويمكنك أن ترى كيف يمكن، على العكس من ذلك، استخدامها وسيلةً لمحو ذاكرته”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب