خاص: إعداد- سماح عادل
“صبيحة شبر” كاتبة عراقية.
التعريف بها..
تخرجت من جامعة بغداد كلية الآداب- قسم اللغة العربية في 1970 وغادرت العراق في 1979 وعادت إليه في 2011. نشرت المقالات في الصحافة العراقية منذ 1960 وكانت في السادسة الابتدائية، واصلت الكتابة في الصحف الكويتية بين عامي 1979 – 1986 باسم مستعار (نورا محمد)، نشرت القصص في الصحف العربية بين عامي 1986 – 2004، كتبت القصة القصيرة الموجهة للشباب في مجلة “غدي” اللبنانية.
عملت في التعليم منذ 1972 مدرسة اللغة العربية في مدرسة الرصافي العراقية في الكويت 1972 -1977(المرحلة الابتدائية)، مدرسة اللغة العربية في مدرسة واسط -العراق 1977-1979(المرحلة الابتدائية)، مدرسة اللغة العربية والتربية الإسلامية في مدرسة الأمل العراقية الخاصة. في الكويت 1980 – 1986 (مرحلة الدراسة الثانوية- الفرع العلمي)، مدرسة اللغة العربية والرياضيات في مؤسسة جبران خليل جبران الخاصة – المغرب (مرحلتي الدراسة الابتدائية والمتوسطة). مدرسة اللغة العربية والتربية الإسلامية في المدرسة العراقية- المغرب منذ عام 1992 وحتى إغلاق المدرسة 21 مارس من عام2009 (المرحلة الثانوية بقسميها العلمي والأدبي).
عادت إلى عملها في التعليم في العراق في الأول من كانون الأول عام 2011 (المرحلة الابتدائية)، حصلت على نسبة نجاح مائة بالمائة عن الامتحان النهائي للصف السادس الابتدائي للعام الدراسي 2012-2013.
كتبها..
– مجموعتها القصصية الأولى (التمثال) من مطبعة الرسالة في الكويت عام 1976.
– المجموعة القصصية الثانية (امرأة سيئة السمعة) صدرت عام 2005 من وكالة الصحافة العربية للمطبوعات في مصر.
– المجموعة القصصية الثالثة (لائحة الاتهام تطول) صدرت عن دار (الوطن) في الرباط في بداية عام 2007.
– مجموعة قصص قصيرة (التابوت) عن دار (كيان) في مصر 2008.
– رواية (العرس) صدرت في العراق في 2010.
– مجموعة قصص قصيرة (لستَ أنت) عن دار ضفاف للطباعة والنشر 2012.
– مجموعة حوارات عن دار ضفاف 2014.
– رواية “فاقة تتعاظم وشعور يندثر” دار العبادي في 2014.
– رواية “أرواح ظامئة للحب” دار ضفاف 2015.
– رواية (هموم تتناسل.. وبدائل) دار الزيدي 2015.
الطفولة..
في حوار معها أجراه “حسين علي الهنداوي” تقول “صبيحة شبر عن طفولتها: “نشأت في مدينة تكثر فيها البساتين، يضوع فيها الورد، وتغرد الطيور، الأرض خضراء زاهية، والناس متعاونون، في كل بيت عوائل متعددة، تربطها وشائج القربى، كان الصغار يقلدون الكبار، كي يجعلوهم يلتفتون إلى طفولتهم، أنا كنت الابنة البكر لأسرتي الصغيرة المتحابة، أحلامي سهلة التحقيق، أن تقابل ابتسامتي بمثلها، رأي الناس كان قانونا يجب أن يطاع. والعادات والتقاليد تحترم، علمني أبي أن أقدر الناس وأمنحهم ما يستحقونه من احترام ماداموا يحترمونني ولا يسيئون لأحد، وأن العادات بعضها سلبي يجب الابتعاد عنه، والبعض الآخر إيجابي علينا أن نعززه”.
وعن القصة القصيرة تواصل: “أحببت القصص منذ الصغر، كما هم الأطفال عادة، كانت جارتنا تأتي لزيارتنا في الأماسي، وتقص علينا أجمل القصص، وحين تنتهي من إحدى قصصها، أسارع إلى طلب قصة أخرى، وتنتهي الساعات والأسرة مجتمعة حول الجارة البارعة في القص، تلتفت البنات الصغيرات، فيجدن أن النساء الكبيرات قد فارقن المجلس، فيكون ذلك إيذانا بانتهاء جلسة ذلك المساء، قصص جارتي كانت عن الأساطير وما تتناقله الألسن والروايات الشفهية، تواصل حبي للقصص في مراحل دراستي المتوسطة والثانوية والجامعية، كتبتُ أول قصة قصيرة حين كنتُ في الصف الثاني المتوسط عام 1962.
أما أركان القصة هي المقدمة والعرض والخاتمة، والقصة القصيرة يجب أن تكون مكثفة، تعنى بالحدث والشخصية. والفكرة ضرورية، واهتم بغرس قيم التفاؤل والمحبة والثقة بالإنسان فيما أكتب”.
الرواية..
وتقول عن الرواية: “واقعنا زاخر بالكثير من الأحداث، نجد الشخصيات متباينة، مختلفة التطلعات، بعضها يحلم بعالم أكثر جمالا، والبعض الآخر يجد نفسه أضعف من السعي لتغيير الواقع، فيكتفي بالتعبير عن اليأس والقنوط، وبعض الناس يريدون أن يسرقوا الفرحة من القلوب الطيبة، ولا يكتفون بما منحهم الله من خيرات، بل تمتد أيديهم إلى ما في أيدي الآخرين، أنا اعبر عن الواقع في قصصي، وواقعنا أكثر غرابة من الخيال، شعبنا رائع طيب له إمكانات مذهلة كي يحيا سعيدا، ولكن ما عاشه العراق وما تعرض له من أحداث قاسية جعلت المعاناة شديدة، قد تكون قصصي تحمل بعض الأمل أن تغير الواقع المظلم قد يكون ممكنا أن توحدت الجماهير الشعبية، وطالبت بحقوقها، اعبر في قصصي عن المرأة وما تكابده من مشاق وحياة عسيرة، كما أحب التعبير عن المهمشين الذين لم يرضوا أن يعيشوا خانعين”.
وعن الرواية العربي تقول: “تطورت الرواية العربية واكتسبت مكانتها في الرواية العالمية، وكان فوز الروائي الكبير نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب دليلا على أن الرواية العربية لها مكانة مرموقة بين الروايات العالمية، وهناك روائيون عرب كبار نهلنا الجمال من كتاباتهم التي أغنت ثقافتنا مثل (غائب طعمة فرمان- وحنا مينا)، وإنني أجد أن مستقبل الرواية العربية سيكون زاخرا بالجمال والإبداع لأنها تعبر عن الحياة العربية، وقد ظهر كتاب جدد في الرواية، بعضهم قد استعجل النشر والطباعة في وقت كان عليه أن يتأنى، ليحصد غلال من الروعة والبهاء، والبعض الآخر من الروائيين نجح في أن يقدم للمتلقي عددا من الروايات القيمة”.
عبرت الرواية العربية عن الأحداث، وكتبت عن الإنسان المأزوم الذي ضاعت حقوقه بين صراعات السياسيين، وأن إنساننا العربي يعيش صراعا كبيرا بين ما يطمح إليه من حريات وحقوق، وبين الواقع الذي تراجعت فيه الحياة العربية كثيرا عما كانت عليه في العقود الماضية.
هناك روايات عربية كتبت عن الآلام التي عاناها الإنسان في منطقتنا العربية الزاخرة بالخيرات، كتبت الرواية العربية عن الظلم والتنكّيل بالإنسان، وعن الحروب الأهلية التي فتكت بالحضارة وقضت على التمدن وجعلت الإنسان العربي يتراجع قرونا إلى الخلف في الوقت الذي يتقدم فيه العالم ويحرز انتصارات كبيرة لتقدم العلوم والآداب والفنون”.
غسل العار..
في مقالة بعنوان (قراءة نقدية للمجموعة القصصية (غسل العار) للقاصة صبيحة شبر) كتبت “د. ناهدة محمد علي”: “تميزت القاصة شبر بالأصالة اللغوية ومارست الكتابة على مدى عقود، نحتت في صخر المفردات فأنتجت مكونات جميلة وبراقة، فكان منها مجاميع قصصية وروايات مثل المجاميع القصصية امرأة سيئة السمعة، التمثال، التابوت، لست أنت ومجاميع أخرى. كما أنتجت العديد من الروايات مثل رواية العرس، فاقة تتعاظم وشعور يندثر، أرواح ظامئة للحب، هموم تتناسل وبدائل وغيرها.
في مجموعتها القصصية (غسل العار) رسمت الكاتبة صورة من صور الظلم الاجتماعي للمرأة العراقية والعربية بشكل عام. لقد امتلأت الملفات الطبية بقضايا غسل العار، وقد اقتطعت القاصة فحوى هذه القضية وكشفت عن قطبين متناقضين، القطب الأول يمثله رواد الحضارة الأسوياء، والقطب الثاني يمثله رواد العرف الاجتماعي السقيم، وإلى جانب القطب الأول يقف الوالد والفتاة المتهمة، حيث لا شائبة في سيرة حياتها، أما رواد القطب الثاني فيتميزون بأمراض اجتماعية ونفسية تنفجر في لحظة فتقضي على الفتاة البريئة، وهذا ما يحدث دائماً في المجتمع العربي، إذ ينتصر المد السلبي فيُغرق الجميع “.
تؤكد: “تمتلك القاصة زمام ودفة الكلمة، وهي تتلاعب بالجملة الأدبية كلاعب ماهر يمشي فوق حبال رفيعة، وتتحاشى دائماً السقوط. إن استخدامها للغة السهلة تجعل القارئ يفهم النص بغض النظر عن مستواه الثقافي أو التعليمي وهذا يُحتسب للقاصة ويساعد على سرعة انتشار مفاهيمها. من الملاحظ أن الأداء البلاغي للقاصة هو عالي الجودة وربما يفسر هذا كون الكاتبة متخصصة باللغة العربية ولذا يندر أن يجد القارئ أخطاء لغوية أو إملائية.
إن المجتمع الذي أفرز القاصة صبيحة شبر هو مجتمع مشتعل انتقل من البساطة إلى التعقيد، ومن السلام الداخلي إلى تصارع المتضادات، وهي في مجتمع المسافة بين الخير والشر ضيقة جداً، يُمارَس الشر فيه كل يوم من قِبل الجماعات والأفراد، ومن قِبل الذكور والإناث، ويسود مبدأ البقاء للأقوى وللأعنف .
سلطت القاصة الضوء على مظاهر الفساد الاجتماعي وكان هناك بقع من ضوء أخضر يُبشر بالخير لكنه كان الأضعف، ولأن القاصة تتبع الواقعية والمنطق فلا يمكن أن تكتب إلا ما ترى وما تحس، ويبقى الأمل موكولاً إلى الغيب . أظهرت القاصة الفئة الأضعف في المجتمع والتي هي النساء والأطفال ووقفت إلى جانبهم وأنصفت الضعف الأنثوي في قصص بائعة الورد، غسل العار، العار.
تتجول القاصة في شوارع بغداد بحسها الدرامي وتلتقط مشاهد من العنف الاجتماعي وتجعلنا نسير بغابة من غابات الأمازون، حيث يأكل الكبير الصغير والقوي الضعيف. وتُظهر بالنهاية القاصة بأن الكل ليس قاتل بل هو مقتول، ولا يشمل القتل هنا الكيان الجسدي بل الكيان الروحي” .
وفاتها..
فارقت الحياة يوم السبت 3 آب 2024 في المغرب، بعد تعرضها لجلطة حزن على فراق زوجها “فراس عبد المجيد رشيد”.